عمل إذا فعلته تكون من أحب الناس إلى الله .. احرص عليه
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم- وأرشدنا إلى كل ما فيه الخير والفلاح في الدنيا، وكل ما يبلغنا الجنة في الآخرة، فحثنا على نفع الآخرين بكل الوسائل الممكنة، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ فِي الدُّنْيَا يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ فِي الدُّنْيَا سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» جامع الترمذي
وكان من هدي الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع أصحابه من حسن الخُلق ما لا يخفي، ومن ذلك أنه كان يسأل عنهم، ويتواضع معهم، ويزور مرضاهم، ويشهد جنائزهم، ويشفق عليهم، ويشعر بآلامهم، ويسعى في تفريج همومهم وقضاء حوائجهم، فكان يقوم على حاجة أصحابه عامة، وعلى حاجة الأرامل والمساكين واليتامى خاصة، فلا يأنَفُ أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي حاجتهم .
الإنسان مطالب دائمًا بفعل الخير ولكن ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى، والله تعالى لم يأمرنا فقط بفعل الخير فقط بل أن نفعله من أجل الناس الذين يعانون من الأمراض أو أصحاب القدرات الخاصة، فإن لنا ثوابا عظيما عند الله سبحانه وتعالى.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "إن لله عبادا اختصهم الله بقضاء حوائج الناس حببهم في الخير وحبب الخير اليهم هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة"، فجزاء من يمشي في حاجة الناس الأصحاء له ثواب عظيم، أما الذي يقضي حوائج أصحاب العاهات أو القدرات الخاصة فله ثواب أعظم.
قضاء حوائج الناس عبادةقصة ابن عباس عندما ترك الاعتكاف وذهب لقضاء حاجة شخص مريض، كما استدل أيضا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: "من مشى في حاجة أخيه كان له جزاء اعتكاف سبع سنوات كاملة".
وقالت دار الإفتاء المصرية في بيانها أن قضاء حوائج الناس عبادة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حثَّ على كشف الكرب وتفريجها، ودعا إلى فعل ذلك واكتسابه، وبَيَّنَ أنَّ الجزاء من جنس العمل؛ مستدلة بما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قيل: يا رسول الله! من أحب الناس إلى الله؟ قال: «أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ سُرُورٌ تَدْخِلُهُ عَلَى مُؤْمِنٍ؛ تَكْشِفُ عَنْهُ كَرْبًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا» أخرجه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"، وابن أبي الدنيا في "اصطناع المعروف".
ولفتت دار الإفتاء إلى ما أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"، و"الأوسط" من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا، ولفظه: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا».
كما أن تفريج الكروب من صفات المؤمنين، ومن مكارم الأخلاق التي يحبها الله تعالى، وذلك في حديث علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يذكر خبر سَفّانَةَ بنتِ حاتم الطائي رضي الله عنها لمّا قالت: "يا محمد، هلك الوالد، وغاب الرافد، فإن رأيت أن تُخَلِّىَ عني، ولا تُشْمِتْ بي أحياء العرب؛ فإني بنت سيد قومي، كان أبي يَفُكُّ العاني، ويحمي الذِّمَارَ، ويَقري الضيف، ويُشبِع الجائع، ويُفَرِّجُ عن المكروب، وَيُطْعِمُ الطعام، ويفشي السلام، ولم يَرُدَّ طالبَ حاجةٍ قط، أنا بنت حاتم طيئ"، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يَا جَارِيَةُ، هَذِهِ صِفَةُ الْمُؤْمِنِ، لَوْ كَانَ أَبُوكِ إِسْلَامِيًّا لَتَرَحَّمْنَا عَلَيْهِ، خَلُّوا عَنْهَا؛ فَإِنَّ أَبَاهَا كَانَ يُحِبُّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ، وَاللهُ يُحِبُّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ» أخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم قضاء حوائج الناس ف ی الد
إقرأ أيضاً:
كيف تحمي الباقيات الصالحات القلب من وساوس الشيطان؟.. دينا أبو الخير تجيب
أكدت الداعية الإسلامية الدكتورة دينا أبو الخير، على أهمية "الباقيات الصالحات" في حياة المسلم، مشيرة إلى أن الأعمال الصالحة والأذكار المستمرة تعد طريقًا للفوز بالجنة والنعيم العظيم في الآخرة.
وأضافت دينا أبو الخير، خلال تقديمها برنامج "وللنساء ونصيب"، والمذاع على قناة صدى البلد، أن الأذكار الأساسية مثل سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله هي الباقيات الصالحات التي يستمر أثرها بعد الإنسان، مؤكدًة أنها تمثل أساسًا للثواب والرضا الإلهي.
وأوضحت الداعية أن مجرد ترديد الأذكار ليس كافيًا، بل يجب أن يصاحبه تدبر وفهم للمعاني حتى يتحقق الأثر الروحي والصدقة الصالحة، مشيرة إلى أن كل كلمة تقال بقصد الخشوع تعود على الإنسان بالفضل العظيم في ميزان حسناته.
عماد الدين حسين: زيارة المشير خليفة حفتر للقاهرة استمرار للتنسيق مع مصر منذ بداية أزمة ليبيا القاهرة الإخبارية: قصف مدفعي إسرائيلي متواصل في المناطق الصفراء شرق قطاع غزةوقالت دينا أبو الخير، إن قول "سبحان الله" يمثل تنزيه الله عن أي نقص أو شبهة، بينما "الحمد لله" دليل على الشكر والرضا بالقضاء والقدر، و"الله أكبر" يعكس الخضوع لعظمة الله في كل الأمور، أما "لا إله إلا الله" فتعزز التوحيد والإيمان الكامل بالله.
وأشارت إلى أن هذه الأذكار تساعد على التغلب على الهموم والابتلاءات اليومية، وتفتح الطريق لتحقيق الطمأنينة والسكينة في القلب، كما ترفع من الخشوع في الصلاة وتجعلها أكثر تأثيرًا على النفس والروح.
وأكدت الداعية أن الالتزام بالأذكار الأربعة يوفر حصنًا منيعًا ضد وساوس الشيطان، ويغلق كل الطرق التي قد تؤدي إلى الضلال، مشيرة إلى أن أثرها يمتد في الدنيا والآخرة.