انطلاق الأنشطة التمهيدية لتعلم مهارات واحتراف كرة القدم لمستفيدي كيان
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
ضمن اهتمام جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة ودعمها لمستفيديها بمختلف المواهب والفئات العمرية في برنامج “هواة كيان”، انطلقت الأنشطة التمهيدية لتعلم مهارات واحتراف كرة القدم للمستفيدين وذلك بحضور معالي الأستاذة نورة الفايز نائب رئيس مجلس الإدارة بجمعية كيان والمدير التنفيذي للجمعية الأستاذ رياض العبدالكريم، وتهدف إلى تعزيز قدرات الموهوبين بالمجالات المختلفة لتطوير مواهبهم من خلال إمدادهم ببرامج تدريبية أو تسجيلهم بمراكز متخصصة تدعم وتطور مواهبهم.
وقد استمتع المشاركون من مستفيدي كيان بتلك المهارات الأساسية بكرة القدم التي قدمت لهم ومنها: التعرف على تمييز الاتجاهات من حيث اليمين والشمال والشرق والغرب، تعلم بعض الحركات التي تجعله يحب الكرة ويتفنن فيها، وهي تتمثل في الوقوف وهو واضع رجله على الكرة، وأيضًا النوم على بطنه ووضع الكرة تحته، ومسك الكرة ووضعها على رأسه. والركض في مكان اللعب، النزول للأسفل وإمساك الركبتين ورفع اليدين للأعلى، ومسك الكرة باليد ومن المهارات الأساسية أيضا المناولة ضرب الكرة بالقدم، ودحرجة الكرة، وإخماد الكرة ـ والتهديف ـ والمراوغة والخداع، ومهاجمة الكرة والسيطرة بالكرة، وبهذا يمكن تعليم مهارات كرة القدم للمستفيدين من الصفر حتى الاحتراف مع التدريب على هذه الطريقة من اللعب إلى أن يكبر، حيث يبدأ اللعب في فريق صغير إلى أن يتدرب أكثر بهذه الطرق ويزيد من فريقه مستقبلا بإذن الله ليمثل الجمعية في المباريات.
اقرأ أيضاًUncategorizedمحافظ الرس يشهد إطلاق برنامج “طبيب لكل أسرة”
وقال الأستاذ رياض العبدالكريم المدير التنفيذي لجمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة سعيًا من جمعية كيان للأيتام في تقديم البرامج والأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية التي تخدم أبناء الجمعية جاء اهتمام الجمعية بالشراكة مع أحد الأكاديميات المتخصصة في صقل وتأهيل الشباب من أبنائنا الأيتام واكتشاف مواهبهم في سن مبكرة لتعلم مهارات كرة القدم تحت إشراف مباشر من مدربين متخصصين في هذا المجال، ويأتي حرص الجمعية في تقديم أفضل الخدمات حتى يتسنى لهم ممارسة رياضة كرة القدم بشكل احترافي، ولن تتوانى جمعية كيان في تقديم أفضل البرامج التدريبية لمستفيديها ودعم ميولهم المختلفة أسوة بغيرهم من أبناء الوطن.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية کرة القدم
إقرأ أيضاً:
طفلي لا يحب اللعب.. هل هذا طبيعي؟!
ريتّا دار **
في عالمٍ يركُض بسرعةٍ، ويقيس الطّفولة بالصّوت والحركة والحيويّة، هناك أطفالٌ لا يركضون. لا يقفزون على الأرصفة، ولا يتشاجرون على من يبدأ أوّلًا في لعبة الغميضة. هناك أطفالٌ يفضّلون الزّوايا الهادئة، يكتفون بالمُراقبة، أو يصنعون لأنفسهم عالمًا خاصًّا لا يحتاج إلى شركاء. فهل هؤلاء أقلّ "طفوليّة"؟ وهل يجب أن نقلق؟
"طفلي لا يحبّ اللعب"؛ جملةٌ نسمعها كثيرًا من أمّهات وآباء يعبّرون بها عن قلقٍ دفين، أحيانًا يتلوه سؤال بصوت خافت: "هل هو طبيعي؟". وكأنّ اللّعب معيار للصحّة النّفسيّة والاجتماعيّة، وأيّ خروجٍ عنه إشارة خلل.
لكن فلنقف قليلًا عند المعنى الحقيقيّ للّعب.
اللّعب، في جوهره، ليس مجرّد حركة ولا صخب. هو تعبير، هو وسيلة. بعض الأطفال يعبّرون بأجسادهم، آخرون بالكلمات، وغيرهم بالصّمت أو الخيال. لا يمكن أن نُخضع الطّفل لعناوين جاهزة: "منفتح"، "منعزل"، "كسول"، "مختلف". فهل نسينا أنّ الطفل، مثل البالغ، له طبيعته، ومزاجه، وميوله؟
تخيّلوا طفلًا في الخامسة، يجلس في ركن الحديقة يصفّ سياراته بهدوء، بينما يقفز الآخرون من لعبة إلى أخرى. نظنّه منطويًا، بينما هو غارقٌ في حبّ التّرتيب، في رسم سيناريوهات لا نراها. هو لا يتهرّب من العالم، بل يخلق عالمه الخاصّ، على طريقته.
عادل، مثلًا، كان طفلًا هادئًا في صفّه، لا يشارك في الألعاب الجماعية، ولا ينخرط في الجري أو الركض. كانت معلّمته تلاحظ جلوسه في زاوية الصف يكتب أو يرسم أو يُراقب بصمت. أمّه كانت قلقة: "لماذا لا يلعب مثل باقي الأطفال؟". لم تفهم، في البداية، أنّ ابنها لا يرفض اللّعب، بل يبحث عن طريقةٍ يشعر فيها بالأمان.
كان "يلعب"، ولكن بطريقته، وكان يعيش مغامراته في خياله، ويجسّدها بالرّسم أو بالكلام مع نفسه. لم يكن يحتاج ملعبًا؛ بل من يفهم أنّ اللّعب لا يُقاس بالصّخب فقط.
هناك أطفالٌ يجدون في اللّعب الجماعي ضغطًا لا مُتعة. يخافون من الخسارة، من أن يُنتَقدوا، من أن يُدفعوا أرضًا، من أن لا يُحسنوا الرّدّ. وهناك أطفالٌ حذرون، يُجرّبون الحياة خطوةً خطوة، ويحتاجون وقتًا ليشعروا بالأمان. هل نلومهم؟ أم نحتضن بطء خطاهم؟
سارة، على سبيل المثال، كانت تكره لعبة الغُمِّيضة. لم تكن تُجيد الاختباء، وكانت تخاف من أن لا يجدها أحد. عندما بدأت والدتها تُلاحظ خوفها، اقترحت عليها أن تكون من يعدّ، بدلًا من أن تكون من يختبئ؛ فبدأت سارة تضحك معهم، على طريقتها. هكذا فقط، حين نحترم حساسيّة الطّفل، نفتح له بابًا ليفرح دون أن يشعر بالتّهديد.
الدّراسات التربويّة تؤكّد أنّ الأطفال يملكون أساليب تعبير متنوّعة، وأنّ التّصرّف المختلف ليس بالضرورة دليلًا على خلل. بل إنّ فهمنا لنمط كلّ طفل وميله الطبيعيّ، هو ما يساعده على النّمو بسلاسة. كما تشير بعض الأبحاث النّفسيّة إلى أن إجبار الأطفال على اللّعب بأساليب لا تروق لهم قد يُشعرهم بالفشل، ويؤثّر على ثقتهم بأنفسهم.
لذا.. علينا أن نعيد تعريف معنى "الّلعب"، وأن نكفّ عن حصره في الحركة والجري والمنافسة، ونشجّعه أن ينفتح على التّخيل، على التّصميم، على المراقبة، على التّعبير الفنيّ. فالطّفل الذي يفضّل أن يصمّم بيتًا من المكعبات بدلًا من أن يركض في السّاحة، لا يعاني شيئًا، بل يعبّر عن طبيعته.
ليس مطلوبًا من جميع الأطفال أن يحبّوا السّباحة أو الرّكض أو الألعاب الجماعيّة. المطلوب فقط أن يشعروا أن طرقهم في التّفاعل ليست غريبةً ولا مرفوضة. وأن يجدوا فينا نحن الكبار من يقول لهم: "أحبّ طريقتك"، بدلًا من: "ليش ما تلعب مثل الباقين؟".
فإن كان طفلك لا يحبّ اللعب، اقترب منه. اسأله دون حُكم: "كيف تحبّ أن تمضي وقتك؟". راقبه، وافتح له خيارات لا تشبه القوالب الجاهزة. دعه يختر بين الرّسم، القصص، البناء، الحديث مع الحيوانات، أو مجرّد مراقبة النّاس.
في النّهاية، الطّفولة ليست سباقًا، ولا اختبارًا للانفتاح. هي مساحة لاكتشاف الذّات. وبعض الذّوات تنمو في الهدوء. بعضها يحتاج ظلًّا أكثر من ضوء. فلنمنحها ما تحتاج، لا ما نريده نحن.
وأخيرًا.. كلّ طفل، في عمق ذاته، يعرف كيف يفرح. فقط علينا أن نصغي!
** كاتبة سورية