مسؤولون وخبراء لــ وام: إنجازات النيادي مصدر إلهام ونموذج يحتذى لأجيال المستقبل
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
من/ رامي سميح.
أبوظبي في 18 سبتمبر /وام/ سطر رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي فصلا جديداً في سجل إنجازات الإمارات ليصبح مصدر إلهام في مسيرة البشرية العلمية والحضارية، ونموذجا يحتذي لأجيال المستقبل لاستكمال مسيرة استكشاف الفضاء وترسيخ مكانة الدولة على خارجة صناعة الفضاء العالمية.
وقال مسؤولون وخبراء مختصون بقطاع الفضاء والأقمار الصناعية في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام"، إن نجاحات سلطان النيادي عقب إنجازه أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، تؤكد نهج الإمارات الراسخ وحرصها الدائم على المشاركة الإيجابية والمؤثرة في تهيئة مستقبل أفضل لشعوب المنطقة والعالم.
-إنجازات نوعية..
وقال علي الهاشمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة "الياه سات"، إن سلطان النيادي نجح في تحقيق إنجازات نوعية وتاريخية، رسخت اسم دولة الإمارات إقليمياً وعالمياً في قطاع الفضاء مؤكدا أن هذا الإنجاز يعكس التفرد والتميز الإماراتي في ميادين البحث العلمي واستكشاف الفضاء.
وأضاف الهاشمي، أن مهمة سلطان النيادي التاريخية على متن محطة الفضاء الدولية، أضحت نموذجاً ملهماً لجيل المستقبل من العلماء ورواد الفضاء خاصة مع نجاحه في مهمته في إجراء عدد من التجارب العلمية التي ستعود بالنفع على البشرية وستسهم في تطوير المسارات العلمية والتكنولوجية في الدولة.
وأوضح الهاشمي، أن دولة الإمارات تفخر بإنجاز سلطان النيادي الذي يعد نجاحاً عربياً استثنائياً، ومصدر فخر للإمارات وللشباب العربي، ويعكس رؤية القيادة الرشيدة في الاستثمار بالكفاءات البشرية وتحقيق التقدم والتطور في مختلف المجالات.
-نتائج إيجابية..
من جانبه، قال جميل قعوار، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى شركة "آي سي آي- ICEYE " العالمية لصناعة الأقمار الاصطناعية، إن رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي نجح في أن يكون مصدر إلهام للأجيال الجديدة للدراسة والعمل في هذا القطاع النوعي، وذلك بفضل الإنجازات والنتائج العلمية الإيجابية التي حققها وأسهمت من دون شك في خدمة البشرية.
وأضاف قعوار أن نجاح سلطان النيادي في مهمته في الفضاء سيسهم في دعم جهود الإمارات في مجال الفضاء وجذب المزيد من الاستثمارات والشركات العالمية، لاسيما بعد أن عكست هذه المهمة التفوق التكنولوجي والاهتمام الإماراتي بالبحث والاستكشاف الفضائي، وهو ما سيجعل الدولة وجهة متميزة للاستثمار في تكنولوجيا الفضاء والابتكار، ويعزز مكانتها الرائدة على خارطة صناعة الفضاء العالمية.
وسلط قعوار الضوء على الإنجازات التي حققها "النيادي" خلال مهمته، وكان أبرزها خوضه أول مهمة سير في الفضاء بتاريخ العرب، بالإضافة إلى إجراء العديد من التجارب العلمية الرائدة التي استغرقت نحو 585 ساعة ومن أبرزها تجربة إنتاج بلورات البروتينات الخاصة بالأجسام المضادة PCG2 التي تساعد على تحليل إنتاج البلورات الخاصة بالأدوية في بيئة الجاذبية الصغرى، والاشتراك في أنشطة البحث البشري المدرجة على جدول الطاقم، والتي تضمنت عمليات الفحص بالموجات فوق الصوتية، وفحوصات الرؤية، واختبارات السمع.
-مصدر إلهام..
بدوره، قال عبدالله الشامسي، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة "بيانات"، إن سلطان النيادي أثبت قدرة وإمكانات شباب الإمارات على أن يكونوا مصدر إلهام في مسيرة البشرية العلمية والحضارية ..ومع وصول النيادي إلى أرض الوطن، نؤكد فخرنا واعتزازنا بالنجاح الاستثنائي والإنجازات النوعية والتاريخية التي تمكن من تحقيقها خلال رحلته، والتي رسّخت اسم دولة الإمارات إقليمياً وعالمياً كأول دولة عربية تنجز أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، دامت ستة أشهر في محطة الفضاء الدولية، وتضمنت إجراء تجارب علمية رائدة تسهم في خدمة البشرية والمجتمع العلمي.
وأضاف الشامسي، أن هذا الإنجاز انعكاس للطموحات الكبيرة التي وضع أسسها الآباء المؤسسون وتعد نموذجاً ملهماً لجيل المستقبل، ليس فقط من الجانب العلمي، والذي عزز بدوره ريادة الإمارات عالمياً في قطاع الفضاء، إذ أصبحت الدولة الـ10 عالمياً في مهمات السير في الفضاء خارج المحطة الدولية، إنما من الجانب الاجتماعي أيضاً لدوره الاستثنائي في تحفيز وتشجيع شباب الإمارات من خلال الفعاليات التي شارك بها من محطة الفضاء الدولية.
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: سلطان النیادی مصدر إلهام
إقرأ أيضاً:
الرباعية حول السودان… محاولة جديدة بمآلٍ مألوف
تشهد الساحة الدبلوماسية حراكًا متجددًا في ملف الأزمة السودانية، تجسد في اجتماعات الرباعية التي تضم كلًا من الولايات المتحدة، السعودية، مصر، والإمارات. ورغم ما توحي به التشكيلة من ثقل إقليمي ودولي، إلا أن القراءة المتأنية لهذه المبادرة تكشف عن خلل هيكلي في تكوينها، وانفصام واضح بين رؤيتها السياسية والحقائق الميدانية في السودان. وعليه، فإن احتمالات فشلها تظل راجحة، إن لم تكن حتمية، ما دامت تعيد تدوير نفس الأخطاء السابقة.
أولًا: الإمارات… الفيل في الغرفة
من غير المنطقي، سياسيًا وأخلاقيًا، أن تكون دولة متورطة بشكل مباشر في تأجيج الصراع جزءًا من آلية يفترض أن تلعب دور الوسيط أو الراعي للحل. الإمارات، وفقًا لتقارير دولية وشهادات ميدانية، قدمت دعمًا عسكريًا وسياسيًا لقوات الدعم السريع، ما جعلها طرفًا في النزاع وليس مراقبًا محايدًا. تجاهل هذه الحقيقة لن يُنتج إلا المزيد من انعدام الثقة من الجانب السوداني وهذا يضر جدا بعلاقة السودان مع مصر والسعودية تحديدا، خصوصًا من الجيش السوداني، الذي يرى في استمرار دور أبوظبي انتقاصًا من سيادة الدولة ومحاولة لشرعنة المليشيا تحت عباءة “الحل الإقليمي”.
ثانيًا: تجاوز اتفاق جدة… نزع لغطاء الشرعية
اتفاق جدة، الموقع في مايو 2023، هو الوثيقة الوحيدة التي وقّعها الطرفان المتحاربان – الجيش والدعم السريع – برعاية سعودية أمريكية، ما يمنحه شرعية تفاوضية لا يمكن القفز فوقها. ما يُطرح اليوم من الرباعية، سواء من حيث الأسماء المطروحة، أو طبيعة المقترحات المسربة، يعكس محاولة للعودة إلى نماذج التسوية السابقة التي قامت على شراكة شكلية مع فصائل سياسية نفعية، وتجاهلت الديناميكيات الأمنية والمؤسسية التي فجّرت الحرب ابتداءً.
إن أي تجاوز لهذا الاتفاق هو بمثابة العودة إلى مربع الصفر، بل والتمهيد لانفجار جديد أكثر تعقيدًا، خاصة وأن المرحلة الحالية تتطلب مقاربة أمنية تُنهي وجود المليشيات، لا سياسية تعيد تدويرها في واجهات السلطة.
ثالثًا: السعودية ومصر… بين النوايا والمصالح
على الضفة الأخرى، تمثل السعودية ومصر عنصرين يمكن البناء عليهما، لكن مع فوارق في الرؤية والتأثير. السعودية، بحكم رعايتها لاتفاق جدة، تملك سجلًا أكثر توازنًا، ولكنها قد تجد نفسها في موقف حرج إن استمرت في تجاهل تحفظات الخرطوم بشأن دور الإمارات. أما مصر، التي تراقب تطورات المشهد عن كثب، فإن مصالحها الأمنية المباشرة في شرق السودان وأمن البحر الأحمر تفرض عليها مقاربة أكثر براغماتية، لكنها محدودة النفوذ ميدانيًا مقارنة بغيرها من الأطراف.
رابعًا: أمريكا… الرغبة في الحل دون أدواته
الولايات المتحدة، التي تتصدر التحالف الرباعي، تبدو وكأنها تريد تحقيق اختراق دبلوماسي دون استعداد لتحمل كلفته. فهي لم تمارس أي ضغط حقيقي على الإمارات، ولم تقدم حتى الآن تصورًا موضوعيًا لمعالجة جوهر الأزمة: السلاح الخارج عن الدولة، وتفكيك المليشيات. سياسات واشنطن الرمادية، التي تتجنب تسمية المتورطين بأسمائهم، تفقدها تدريجيًا مصداقيتها كقوة راعية للسلام في السودان.
خاتمة: من يملك رؤية الدولة، ومن يسعى لتقاسمها؟
ما يجري اليوم هو صراع بين رؤيتين للسودان:
رؤية وطنية تسعى لاستعادة الدولة السودانية الموحدة ذات القرار السيادي والمؤسسة العسكرية الواحدة.
ورؤية خارجية هجينة تحاول فرض واقع سياسي جديد يتسع للمليشيات ورعاتها الإقليميين، ولو على حساب أمن السودان وسلامة شعبه.
ما لم تحسم الرباعية أمرها، وتُخرج الأطراف المنحازة من معادلة الوساطة، وتلتزم صراحة باتفاق جدة كمرجعية تفاوضية، فإنها ستتحول من أداة للحل إلى وعاء لتأبيد الأزمة، وتغذية مشاريع التقسيم، تحت شعار السلام الشامل.
في النهاية، السودان ليس مائدة فارغة لتقاسم النفوذ، بل دولة ذات تاريخ وثمن باهظ دفعه شعبها دفاعًا عن كرامته. وأي مبادرة لا تعي هذه الحقيقة مصيرها الإخفاق، ولو اجتمع حولها العالم.
وليد محمد المبارك
وليد محمدالمبارك احمد