خبير استراتيجي: يجب على دول العالم التأهب لحرب طويلة المدى في أوكرانيا
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على تصريحات مايكل كوفمان الخبير الاستراتيجي بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، والتي يقول فيها إنه يجب على دول العالم التأهب لحرب طويلة المدى في أوكرانيا.
وأشار كاتب المقال دافيد ميليباند في هذا الصدد إلى أن أوكرانيا تحتاج على ضوء تلك التقديرات، إلى مساعدات عسكرية واقتصادية وإنسانية في ظل الحرب الضروس المشتعلة بين القوات الروسية والأوكرانية منذ أواخر فبراير من العام الماضي.
وأوضح الكاتب أن كوفمان كان يقصد بطبيعة الحال استعداد الدول الصديقة لأوكرانيا لمواجهة التحديات الجسيمة الناجمة عن حرب طويلة المدى، بما في ذلك احتياجات أوكرانيا من الذخيرة والدفاعات الجوية وغيرها من العتاد العسكري، مشيرا إلى أن هناك العديد من التحديات العسكرية بانتظار كييف في ظل احتدام الصراع المسلح مع القوات الروسية ولا سيما أنه لا يوجد بارقة أمل تلوح في الأفق حول قرب انتهاء تلك الحرب.
ويلفت المقال في هذا السياق إلى أنه يجب على قادة الدول الصديقة لأوكرانيا، الاستعداد لتوفير الاحتياجات الإنسانية والمدنية لأوكرانيا إلى جانب المساعدات العسكرية والاقتصادية الأخرى في ظل تراجع الاهتمام من جانب الدول الغربية لتوفير الاحتياجات الإنسانية للجانب الأوكراني بسبب طول فترة الحرب التي بدأت منذ أكثر من 18 شهرا إلى جانب ارتفاع مستويات المعيشة في إطار الأزمة الاقتصادية التي تجتاح العالم في الوقت الراهن.
ويوضح المقال أن الدول المانحة تعهدت خلال مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا الذي عقد في لندن في يونيو الماضي بتقديم ما يقرب من 60 مليار دولار تركزت معظمها على إعادة إعمار البنية التحتية التي دمرتها الحرب، ولكن لم يتطرق الحوار إلى كيفية إزالة الآثار السلبية التي خلفتها الحرب على الحالة النفسية والمعنوية للشعب الأوكراني.
ويشير المقال في هذا السياق إلى أن الحرب أدت إلى تعطيل الدراسة في جميع مراحلها ونزوح الملايين من الشعب الأوكراني خارج البلاد إلى جانب تدمير سد كاخوفكا الذي نتج عنه فيضانات عارمة أصابت مساحات واسعة من الأراضي.
ويضيف الكاتب أن ما يقرب من 18 مليون شخص في جميع أرجاء أوكرانيا في أشد الحاجة للمعونات الإنسانية في الوقت الحالي، ولا سيما في المناطق القريبة من خطوط المواجهة، مشيرا إلى أن ما يقرب من ستة ملايين شخص آخرين هجروا منازلهم إلى مناطق أخرى داخل أوكرانيا.
ويلفت الكاتب في ختام المقال إلى أن الأزمة الأوكرانية سوف تتفاقم في الأيام القليلة القادمة مع اقتراب فصل الشتاء قارس البرودة والذي تنخفض فيه درجات الحرارة إلى ما دون الصفر وهو ما يمثل تحديا جديدا للجانب الأوكراني في ظل الصراع المحتدم مع القوات الروسية واستهداف محطات الطاقة والمياه في أوكرانيا.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
موسكو تحذر أوروبا من عواقب تمويل أوكرانيا بأصول روسية
حذر السفير الروسي لدى ألمانيا سيرغي نيتشاييف من "العواقب بعيدة المدى" على الاتحاد الأوروبي لخطة الاتحاد استخدام أصول بلاده المجمّدة لتمويل أوكرانيا في الحرب على روسيا.
وقال نيتشاييف في بيان له أمس "إن أي عملية تتّصل بأصول سيادية روسية بدون موافقة روسيا تُعتبر سرقة، ومن الواضح أيضا أن سرقة أموال حكومية روسية ستترتب عليها عواقب بعيدة المدى".
ونبه السفير الروسي إلى أن هذه "الخطوة غير المسبوقة من شأنها تدمير السمعة التجارية للاتحاد الأوروبي وإغراق حكومات أوروبية في دعاوى قضائية لا نهاية لها".
كما اعتبر الخطة الأوروبية "مسارا نحو فوضى قانونية وتدميرا لأسس النظام المالي العالمي، وهو ما سيضرب الاتحاد الأوروبي في المقام الأول". واختتم بيانه بالقول "نحن على ثقة بأن هذا الأمر مفهوم في بروكسل وبرلين".
وتأتي تصريحات السفير الروسي في وقت يسعى فيه زعماء الاتحاد الأوروبي إلى إيجاد المزيد من السبل لإبقاء أوكرانيا صامدة في الوقت الذي تواجه فيه ضغوطا متزايدة على ساحة المعركة.
والأربعاء الماضي كشف الاتحاد الأوروبي عن خطته لاستخدام أصول روسية مجمّدة للمساعدة في تمويل أوكرانيا بمبلغ 90 مليار يورو على مدى العامين المقبلين، على الرغم من معارضة بلجيكا حيث تجمّد الحصة الأكبر من الأصول.
وتتخوف بلجيكا محتضنة مقر مجموعة الخدمات المالية "يوروكلير" التي تدير غالبية الأصول الروسية من عواقب قضائية محتملة.
وسبق أن حذر الكرملين من أن خطة استخدام الأصول المجمدة تمثل تجاوزا خطِرا واعتبرها "استيلاء غير قانوني على ممتلكات روسية"، متوعدا بأن موسكو سترد من دون الكشف عن طبيعة الإجراءات المحتملة.