جريدة الوطن:
2025-05-17@11:00:42 GMT

أضواء كاشفة : المناخ ينهار .. كيف المواجهة؟

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

أضواء كاشفة : المناخ ينهار .. كيف المواجهة؟

التصريح الذي أدلى به الأمين العامُّ للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش مؤخرًا صادم ومُرعب ويدعو إلى القلق والخوف حين أطلق صرخة تحذير قائلًا إنَّ «الانهيار المناخي قَدْ بدأ» وإنَّ «المناخ ينفجر بوتيرة أسرع من قدرتنا على المواجهة مع ظواهر جوِّيَّة قصوى تضرب كُلَّ أصقاع الأرض».. جاء ذلك تعليقًا على تقرير مرصد كوبرنيكوس الأوروبي الذي أشار إلى أنَّ معدَّل الحرارة العالَميَّة سجَّل خلال شهرَي يوليو وأغسطس أعلى مستوى له حتى اليوم لِيصبحَ 2023 أكثر الأعوام حَرًّا على الإطلاق.


للأسف الحقيقة المؤلمة التي أعلنها جوتيريش كانت متوقَّعة في أيَّة لحظة.. فظاهرة الاحتباس الحراري زادت وتيرتها بصورة كبيرة وارتفع معدَّل وقوع الكوارث الطبيعيَّة المُدمِّرة بطريقة مُفزعة وصارت تضرب كافَّة أركان الأرض دُونَ تمييز.. ولعلَّ زلزال الشقيقة المغرب والصَّديقة إندونيسيا وإعصار دانيال الذي ضرب الشَّقيقة ليبيا ومن قَبلهما زلزالا سوريا وتركيا وحرائق الغابات في هاواي وغير ذلك الكثير أكبر دليل على هذا.. فهذه الدوَل لَمْ تكُنْ تعاني من مِثل هذه الكوارث الطبيعيَّة من قَبل.. ولكن تجاهل ظاهرة الاحتباس الحراري والاستهلاك الجائر للطبيعة، والإصرار على استخدام الوقود الأحفوري في النشاط الصناعي الزائد للإنسان يُسهم في زيادة معدَّلات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوِّي ويودي بنا في النهاية إلى الهاوية.
إنَّ عدم مواجهة الاحتباس الحراري بالشكل الأمثل والصحيح جعل الطبيعة تكشر عن أنيابها.. ففي الأيَّام الأخيرة شاهدنا وما زلنا نشاهد الآلاف من القتلى والجرحى والمُشرَّدين والدَّمار للآلاف من مساحات الأراضي والمباني والبنى التحتيَّة والممتلكات.
أمَّا بالنسبة لبلادنا الحبيبة فهي بالطَّبع ليست بمنأى عن التأثر بالتغيُّرات المناخيَّة.. ولعلَّ الأعاصير التي مرَّت بنا في السنوات الأخيرة خير برهان.. ولكنَّ قيادتنا الحكيمة لا تدع شيئًا للظروف.. فقَدْ وضعت استراتيجيَّة وطنيَّة للتكيُّف والتخفيف من التغيُّرات المناخيَّة (2020-2040) يتمُّ خلالها دراسة الإجراءات الواجب اتِّخاذها لمواجهة التأثيرات المستقبليَّة لتغيُّر المناخ وكيفيَّة التكيُّف معها.. فالدَّولة ماضية في التقليل من الاعتماد على الوقود الأحفوري وتستبدلها بوسائل الطَّاقة النظيفة المُتجدِّدة حتَّى تقلِّلَ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري قَدْر الإمكان.. إلى جانب التركيز على استحداث تدابير للتكيُّف بالاستثمار في البنية التحتيَّة المَرِنة حتَّى تكُونَ الخسائر أقلَّ ما يُمكِن وبالتَّالي تقلُّ الآثار السلبيَّة لتغيُّر المناخ.
السؤال هنا: ما الحلُّ لمواجهة هذه الكوارث؟
أعتقد أنَّه لا سبيل للتخفيف من كوارث الزلازل والبراكين سوى تكاتف العالَم أجمع بحلِّ مشكلة الطبيعة الثائرة واتِّقاء شرِّ غضبها أكثر من ذلك، وهذا لَنْ يحدُثَ إلَّا بسعيِ العالَم لإعادة الطبيعة إلى فطرتها السليمة فيبحث عن الوسائل المناسبة لمواجهة قويَّة وسريعة للاحتباس الحراري الذي دخل ـ للأسف ـ حيِّز التنفيذ في تدمير البَشَريَّة.. فما يشيده الإنسان من معالم حضاريَّة في سنوات تأتي الكوارث الطبيعيَّة لِتدمِّرَه في ثوانٍ معدودة. إنَّ حلحلة مشكلة المناخ تحتاج لإرادة سياسيَّة جادَّة وفاعلة من قِبل الدوَل العظمى والدوَل الصناعيَّة إلى جانب تكاتف جميع دوَل العالَم على السَّواء وتنفيذ توصيات الخبراء في أسرع وقت مُمكن.. فممَّا لا شكَّ فيه أنَّ هذا الملف الشائك لَمْ يَعُدْ يحتمل التأجيل أو المماطلة، فالحفاظ على الموارد الطبيعيَّة صار مطلبًا ملحًّا وضروريًّا لإنقاذ الأرض.. بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات في مجال الطَّاقة المُتجدِّدة النظيفة مِثل الطَّاقة الشمسيَّة والرياح والهيدروجين الأخضر الذي أصبحت تتَّجه له في الوقت الحالي معظم الدوَل؛ لِمَا له من مميّزات كونه الحلَّ الأمثل لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، ولأنَّه يعطي أعلى طاقة تفوق الغاز الطبيعي دُونَ الإضرار بالبيئة. نتمنَّى أن تحلَّ أزمة المناخ في أسرع وقت ممكن مع إلزام الدوَل بالوفاء بتعهداتها حتَّى ننقذَ الكوكب من الفناء قَبل فوات الأوان.

ناصر بن سالم اليحمدي
كاتب عماني

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الاحتباس الحراری العال م الدو ل

إقرأ أيضاً:

الصحة الفلسطينية: القطاع الصحي ينهار.. وأعداد كبيرة من المصابين دون أسرّة ولا أدوية

قال الدكتور خليل الدقران المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، إنّ  جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ فجر اليوم هجومًا شرسًا على المواطنين في مختلف محافظات القطاع باستخدام الطائرات والقنابل الحارقة، ما أدى إلى سقوط أكثر من 120 شهيدًا، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، موضحًا، أن فرق الدفاع المدني لم تتمكن من انتشال العديد من الجرحى والشهداء من تحت الأنقاض نتيجة نقص المعدات وغياب الرافعات.

الكونجرس يقـ تل الأطفال.. اعتقال الشريك المؤسس لـ Ben & Jerry's بسبب غزةبرنامج الأغذية العالمي: العائلات في غزة تتضور جوعاحماس: نتوقع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل فوريزقوت: غزة تواجه كارثة طبية مع تصاعد العدوان ودمار المنشآت الصحية


وأضاف، في تصريحات مع الإعلامية ريهام إبراهيم، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ المستشفيات في قطاع غزة غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المصابين الذين وصلوا إليها، وجميعهم بحالة حرجة: "نقوم باستقبال الجرحى على الأرض، ولا توجد أسرّة كافية".


وأشار إلى أن إغلاق المعابر ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية فاقم من تدهور الوضع الصحي، لافتًا إلى أن استمرار العدوان يعرقل تقديم الحد الأدنى من الرعاية للمصابين.


وتابع، أنّ جيش الاحتلال استهدف مستشفى غزة الأوروبي وأخرجه بالكامل عن الخدمة، إضافة إلى تدمير أقسام الجراحة في مستشفى الناصر.


ولفت إلى أن المستشفى الأوروبي هو الوحيد الذي كان يقدم خدمات متخصصة مثل جراحة الأعصاب والقلب والسرطان، وقال: "المرضى الآن بلا علاج، لا توجد بدائل... حتى مستشفى الصداقة التركي نُسف بالكامل، وما يحدث هو هدم ممنهج للمنظومة الصحية في غزة".

طباعة شارك غزة قطاع غزة الصحة اخبار التوك شو فلسطين

مقالات مشابهة

  • أعراض الإجهاد الحراري وطرق انقاذ المصاب.. نصائح الصحة خلال سخونة الجو
  • رشا عبد العال: تطبيق الفاتورة الإلكترونية ساهم في تقليص التهرب الضريبي
  • الضرائب: النهج الجديد في التعامل مع الممولين قلل النزاعات القضائية
  • الضرائب: نتبع فلسفة ترتكز على الشراكة مع الممول حققت رضا المواطنين
  • الضرائب: القضاء على التحديات من خلال تعديلات تشريعية وقرارات إدارية
  • جيش الاحتلال يواصل مجازره في غزة.. والوضع الإنساني ينهار
  • الصحة الفلسطينية: القطاع الصحي ينهار.. وأعداد كبيرة من المصابين دون أسرّة ولا أدوية
  • الزلازل الصامتة.. كيف تكشف همسات الأرض عن الكوارث القادمة؟
  • ناسا تحدد تاريخ نهاية الأرض بسبب الشمس والاحتباس الحراري
  • "البترول": "مودرن جاس" تنتهي من تنفيذ مشروع متكامل للغاز الطبيعي بالإمارات