انهيار قيمة العملة المحلية في المناطق المحررة يحرك موجة الإضرابات بقطاع التعليم
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
تسلط موجة الإضرابات، التي يشهدها قطاع التعليم في المناطق المحررة، الضوء على إحدى تداعيات انهيار قيمة العملة المحلية خلال السنوات الماضية والفارق الكبير بين قيمتها اليوم وما كانت عليه قبل اندلاع الحرب عام 2015م.
وتشهد 5 جامعات حكومية بالمناطق المحررة منذ الأحد الماضي إضرابا شاملا، احتجاجاً على رفض تنفيذ مطالبها بتحسين الظروف المعيشية لمنتسبيها، تنفيذا لبيان مشترك أعلنته نقابات جامعات عدن ولحج وأبين وشبوة، وانضمت إليها جامعة تعز.
نقابات التدريس بالجامعات الحكومية أبدت، في بيانها، استياءها من ما وصفته بالتجاهل المتعمد من قبل الحكومة في تلبية المطالب التي رفعتها، خلال الفترات الماضية وآخرها في بيان الوقفة الاحتجاجية التي جرى تنظيمها أمام قصر المعاشيق الرئاسي بالعاصمة عدن في 27 أغسطس الماضي.
وذكرت، في بيانها، قائمة بهذه المطالب، كان على رأسها تحسين الوضع المعيشي بإعادة قيمة الراتب إلى ما كان عليه قبل مارس 2015م، مشيرة إلى ان راتب الأستاذ الجامعي كان حينها يساوي نحو 1200 دولار أمريكي، مقارنة بنحو 200 دولار فقط حالياً.
وفي حين تشهد المدارس الحكومية بالعاصمة عدن حالياً إضراباً لرفض قرار وزارة المالية بتحويل صرف الرواتب إلى البنوك التجارية، إلا أنها سبق وأن شهدت العام الماضي اضراباً مماثلاً للمطالبة برفع الأجور وصرف العلاوات المتوقفة، وتم رفعه بعد تدخل المحافظ احمد لملس وتعهده بصرفها من إيرادات المحافظة.
ورغم انتظام الحكومة الشرعية في صرف المرتبات لكافة الموظفين بالمناطق المحررة مقارنة بمناطق سيطرة مليشيات الحوثي، إلا أن الانهيار الكبير في قيمة العملة المحلية خلال السنوات الأخيرة أفقد قيمة هذه الرواتب وجعلها في مواجهة غير متكافئة مع أسعار السلع التي شهدت ارتفاعاً مستمراً مع ثبات قيمة المرتب بالعملة المحلية.
وقبيل اندلاع الحرب في اليمن أواخر مارس من عام 2016م، كان سعر صرف الدولار الأمريكي نحو 215 ريالاً، في حين يبلغ حالياً 1425ريالاً في المناطق المحررة، ما يعني ان متوسط راتب المعلم الذي كان يساوي قبل الحرب نحو 250 دولاراً، بات اليوم لا يساوي أكثر من 35 دولاراً فقط بالمناطق المحررة.
وتسبب لجوء حكومة الشرعية عقب الحرب إلى طباعة العملة المحلية دون غطاء من العملة الصعبة إلى انهيار قيمتها، وتضاعف ذلك، مع قيام مليشيات الحوثي أواخر عام 2018م بحظر التداول بالعملة الجديدة ما أدى إلى تكدسها في المناطق المحررة وفقدان قيمتها امام العملات الأجنبية، بحسب تقرير صادر عن البنك الدولي في مايو الماضي.
التقرير سلط فيه الضوء على أزمة الاقتصاد في اليمن وانقسامه وما خلقه من فارق في قيمة العملة المحلية بين مناطق الشرعية ومليشيات الحوثي، حيث تطرق إلى لجوء الحكومة المعترف بها دولياً إلى تمويل عجز المالية العامة بزيادة المعروض من النقود (طباعة العملة) لمواجهة الضغوط المالية المتزايدة التي تفاقمت جراء توقف إنتاج وتصدير النفط في عام 2015م.
ويشير التقرير إلى استقرار الريال اليمني لفترة وجيزة في أوائل عام 2019 في أعقاب وديعة كبيرة للمملكة العربية السعودية من العملات الأجنبية في البنك المركزي في عدن، ومع استنفاد هذه الوديعة تدريجياً، أعلن الحوثيون أن صنعاء لم تعد تقبل أوراق النقد الجديدة التي تصدرها الحكومة المعترف بها دولياً، الأمر الذي أدَّى فعلياً إلى انفصال السياسة النقدية بين المنطقتين.
وحول أسباب استقرار العملة في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، يشير تقرير البنك الدولي إلى بقاء المركز المصرفي والتجاري لليمن في صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة وما يعني ذلك استفادتها "من زيادة التدفقات الوافدة من تحويلات المغتربين والمعونات الخارجية التي تُنفَّذ من خلال النظام المصرفي الرسمي"، في حين واصلت قيمة الريال التراجع في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دولياً.
يقدم التقرير صورة من صور الفشل الذي يعتري الأداء الحكومي في الجانب الاقتصادي من جهة ومن جهة أخرى فشلها في مواجهة المعركة الاقتصادية التي تشنها عليها مليشيات الحوثي، وما سببه ذلك من تداعيات كارثية على رأسها انهيار قيمة العملة المحلية، والتي باتت الدافع الأول لمشهد الإضرابات الذي تعاني منه اليوم المناطق المحررة في قطاع التعليم.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی المناطق المحررة
إقرأ أيضاً:
نتائج جديدة تؤكد تصاعد عمليات مسام في نزع ألغام الحوثي باليمن
مع تصاعد الجهود الميدانية لتأمين المناطق اليمنية المحررة، يبرز أسبوع أول ديسمبر كأحد أسابيع الإنجاز البارزة لمشروع مسام العامل في نزع الألغام والمتفجرات في اليمن، حيث أسهمت عملياته في تعزيز الأمل لدى آلاف العائلات في العودة إلى بيوتها والمزارع بأمان.
وفي وقت يتم فيه يومياً الكشف عن مخاطر تهدد المدنيين من مخلفات الحرب، تبدو نتائج هذا الأسبوع دليلاً واضحاً على جدية الالتزام والمهنية في العمل من قبل فرق الإزالة.
حسب البيان الصادر عن غرفة عمليات "مسام" — ونشره مكتبها الإعلامي — تمكنت الفرق الميدانية خلال الأسبوع الأول من ديسمبر من نزع 1033 قطعة من الألغام والذخائر غير المنفجرة والعبوات المتفجرة. وقد شملت هذه النتائج 960 ذخيرة غير منفجرة، و62 لغماً مضاداً للدبابات، و6 ألغام مضادة للأفراد، إضافة إلى 5 عبوات ناسفة.
كما نجحت الفرق في تطهير مساحة واسعة تبلغ 336,631 متراً مربعاً من الأراضي الملوّثة، ما يفتح المجال أمام عودة الأهالي واستئناف الحياة الزراعية أو السكنية في مناطق كانت محظورة بسبب مخاطر الألغام.
على صعيد منطقة مديرية "ميدي" في محافظة حجة، أبرزت الإحصائية أن "مسام” منذ بدء عملها هناك أزالت 5,885 قطعة متفجرة من ألغام وذخائر وعبوات ناسفة — ما يعكس استمرارية كبيرة في أنشطة الإزالة والمسوحات.
من خلال هذه الجهود، يؤكد "مسام" أنه ليس مجرد مشروع تقني، بل ركيزة إنسانية تُعيد الأمان للمدنيين، وتمنحهم فرصة للاستقرار والعودة إلى قراهم ومزارعهم بعد سنوات من النزوح والخطر.