قال أستاذ العلوم السياسية، ومدير برنامج الأمن والتهديدات في جامعة شيكاغو، روبرت بابي، إن محاولة الاحتلال الإسرائيلي تدمير البرنامج النووي الإيراني باستخدام القوة الجوية فقط أمر عبثي، ولا يمكنه إيقاف البرنامج النووي أو الإطاحة بالحكومة في طهران.

وقدّم بابي في تحليل لموقع "فورين أفيرز" ثلاثة أسباب رئيسية قد تمنع الاحتلال من توجيه ضربة قاصمة لبرنامج إيران النووي، وهي:

العمق الكبير للمنشآت
تقع منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية، مثل منشأة فوردو، في أعماق كبيرة تحت الأرض، مما يجعلها محمية بشكل كبير من الغارات الجوية.



لم يستهدف الاحتلال حتى الآن منشأة فوردو مباشرة، ولا توجد أدلة على قدرته على تدمير هذه المنشآت المحصنة بفعالية عبر الغارات الجوية.

مخاطر تدمير بوشهر
تدمير مفاعل بوشهر النووي قد يؤدي إلى كارثة إشعاعية تهدد حياة مئات الآلاف في المنطقة، كما قد يستدعي ردًا صاروخيًا انتقاميًا يستهدف المنشآت النووية في الأراضي المحتلة.

عدم القدرة على تقييم الأضرار
لا يستطيع الاحتلال التأكد من مدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني بعد الغارات، لأن إيران تمنع عمليات التفتيش الميدانية، مما يجعل من الصعب معرفة مدى تأثير الهجمات على قدرة إيران النووية.

وقال بابي إن الحملة الجوية التي بدأها الاحتلال الإسرائيلي ضد إيران تهدف لتحقيق هدف غير مسبوق، وهو الإطاحة بحكومة والدفع نحو تدمير برنامج نووي كامل باستخدام القوة الجوية فقط، دون الاعتماد على قوات برية.

وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي، رغم إنجازاته التكتيكية، يواجه فخ الثقة المفرطة بالقنابل الذكية والاستخبارات، والتي لا تكفي لإزالة القدرات النووية الإيرانية بالكامل.

وأشار إلى أن الغارات الجوية وحدها لن توقف تقدم إيران النووي، فالمخزون الكبير من اليورانيوم المخصب لدى إيران، خصوصًا في منشأة فوردو، يمكنه أن يُستخدم لصنع عدة قنابل نووية خلال أسابيع.

بدون تدخل بري أو دعم مباشر من الولايات المتحدة، ستكون نجاحات الاحتلال مؤقتة، ولن تؤدي إلى تغيير جذري في النظام الإيراني، بحسب بابي.

ماذا لو انضمت أمريكا؟
وفي إجابة على تساؤل "ماذا لو انضمت الولايات المتحدة، بقنابلها الخارقة للتحصينات، إلى الهجوم؟ وهل تستطيع إسرائيل فعلا القضاء على برنامج الأسلحة الإيراني بهذا الدعم؟"،  قال بابي إنه "حتى لو وافق الرئيس دونالد ترامب على طلب غالانت بقصف فوردو".

وتابع "وحتى لو تمكنت قنابل الولايات المتحدة الضخمة الخارقة للتحصينات من اختراق أعمق غرف فوردو، فستظل الولايات المتحدة وإسرائيل تواجهان تحديات أكبر في القضاء على قدرة إيران على امتلاك أسلحة نووية.

وأضاف لن تكون هناك لحظة "إنجاز المهمة" التي يمكن فيها للبلدين أن يستنتجا بثقة مطلقة أن إيران لا تستطيع المضي قدما سرا.

وأردف "بل على العكس، فإن هجوما بمساعدة الولايات المتحدة على منشآت إيرانية سيضع الولايات المتحدة فقط في مرمى نيران إيران النووية بدلا من حل المشكلة نهائيا".


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الاحتلال الإيراني الولايات المتحدة إيران الولايات المتحدة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة إیران النووی

إقرأ أيضاً:

غارات إسرائيلية تستهدف مفاعل أراك النووي.. وواشنطن تستعد لشن هجوم على منشأة فوردو

أعلنت قناة التلفزيون الرسمي الإيراني، الخميس، تعرض مفاعل راك النووي الذي يعمل بنظام الماء الثقيل لهجوم جوي نفذته القوات الإسرائيلية. كما أكدت القناة باستهداف منشأة خندب النووية بصاروخين صباح اليوم، مشيرة إلى تمكن الدفاعات الإيرانية من التصدي لبقية المقذوفات. وأوضحت المصادر الرسمية أنه من المتوقع عدم حدوث أي تسرب إشعاعي من منشأة خندب عقب الهجوم.

وجاءت الضربة بعد ساعات فقط من نشر الجيش الإسرائيلي تحذيراً نادراً باللغة الفارسية على منصة “إكس”، دعا فيه السكان لإخلاء المنطقة المحيطة بالموقع النووي، مرفقاً بصورة فضائية للمفاعل محاطة بدائرة حمراء، في خطوة وُصفت بأنها مؤشر مبكر على عمل عسكري وشيك.

ويقع مفاعل راك على بعد حوالي 250 كيلومتراً جنوب غربي طهران، وهو مفاعل حساس يستخدم الماء الثقيل لتبريد المفاعل، حيث يُنتج البلوتونيوم كمادة ثانوية يمكن استخدامها في تصنيع الأسلحة النووية، وكانت إيران قد وافقت بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية على إعادة تصميم مفاعل راك لتقليل المخاوف المتعلقة بانتشار الأسلحة النووية. وفي 2019، بدأت إيران تشغيل الدائرة الثانوية للمفاعل، وهو الأمر الذي لم يُعتبر آنذاك خرقاً للاتفاق.

وتكتسب مدينة أراك أهمية استراتيجية كونها عاصمة صناعية لإيران ومركزاً لبنية نووية مثيرة للجدل، ويأتي هذا الهجوم الإسرائيلي في سياق ضربات استهدفت خلال الأسبوع الماضي منشآت نووية أخرى في نطنز وأصفهان، بالإضافة إلى مقتل قيادات عسكرية وعلماء نوويين، مما يرفع من حدة التوتر الإقليمي.

في المقابل، أفادت شبكة “إيه بي سي” الأمريكية نقلاً عن مصادر استخباراتية بأن الولايات المتحدة تتهيأ لشن هجوم محتمل على منشأة “فوردو” النووية الإيرانية، والتي تعتبر من أبرز مواقع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض. وأشارت الشبكة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ يتأقلم مع فكرة توجيه ضربات متعددة ضد المنشأة.

وفي تطور مكمل، كشف موقع “أكسيوس” أن ترامب استفسر من مستشاريه العسكريين عن قدرة القنبلة العملاقة الخارقة للتحصينات GBU-57A/B على تدمير منشأة فوردو، وأكدت مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية أن القنبلة قادرة على تحقيق هدفها بدقة عالية. ويظهر ترامب حرصاً على التأكد من ضرورة التدخل العسكري قبل الانخراط في صراع طويل في الشرق الأوسط، مع تثبيت الهدف الأساسي بتدمير البرنامج النووي الإيراني.

تتزامن هذه التطورات مع تبادل مستمر للضربات بين إيران وإسرائيل، وسط تحذيرات دولية متزايدة من مخاطر تصعيد الصراع، الذي خلف خسائر بشرية ومادية متنامية على الجانبين.

#عاجل ‼️انذار عاجل يوجّهه جيش الدفاع إلى السكان والعاملين والمتواجدين في منطقة القريتيْن الايرانيتيْن أراك-خونداب في المناطق المحددة بالخارطة بضرورة الاخلاء فورًا قبل قيام جيش الدفاع باستهداف بنى تحتية عسكرية تابعة للنظام الإيراني.

????هشدار فوری به کارکنان و نیز کلیه افرادی که… pic.twitter.com/X9spQGqCtV

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) June 19, 2025

#فوری
تاسیسات آب سنگین #اراک مورد هدف قرار گرفت‌. pic.twitter.com/M1Eg9iCcqI

— ????Heideh???? (@Zimmermann____) June 19, 2025

تحذيرات من أوراق عسكرية رابحة تمتلكها إيران وسط تصعيد إقليمي متسارع
مع استمرار التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، تتزايد التحذيرات الدولية من انزلاق الأوضاع نحو حرب شاملة، قد تتورط فيها الولايات المتحدة. وتتصاعد المخاوف من أن إيران تمتلك أوراقاً عسكرية قوية، قد تُغير موازين القوة في المنطقة إذا تم استخدامها.

وفي هذا السياق، كتب الصحفي الروسي أندريه ياشلافسكي، أن الولايات المتحدة تقف على أعتاب حرب مع إيران، محذراً من تكرار سيناريو “أنبوب كولن باول” الذي سبق غزو العراق. وأشار إلى أن اتهام إيران بالسعي لامتلاك قنبلة نووية، ما هو إلا ذريعة لتغيير النظام السياسي في طهران، دون أدلة دامغة على امتلاكها للسلاح النووي.

وفقاً لياشلافسكي، فإن استطلاعاً لمجلة “الإيكونوميست” أظهر أن 60% من الأمريكيين يعارضون الدخول في حرب مع إيران، إلا أن التصريحات والتقارير الأخيرة تشير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بات أكثر استعداداً لشن ضربات عسكرية ضد منشآت إيرانية حساسة، على رأسها محطة “فوردو” النووية.

ونقلت شبكة “إيه بي سي” عن مصادر استخباراتية أن الولايات المتحدة تجهّز لضربات متعددة تستهدف منشأة “فوردو”، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57A/B، وهي خطوة تهدف إلى القضاء على البرنامج النووي الإيراني دون التورط في حرب طويلة.

الكاتب ذاته أكد أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما تعرضت لهجوم أمريكي، مشيراً إلى أن طهران قادرة على استهداف جميع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، باستخدام صواريخ فرط صوتية، بالإضافة إلى تهديد حاملات الطائرات الأمريكية في المنطقة.

واعتبر أن عدم وجود إجماع داخل فريق ترامب للأمن القومي بشأن التدخل في الحرب ضد إيران، يعود إلى عدم التيقن من طبيعة وقدرة “الأوراق العسكرية الرابحة” التي تمتلكها طهران.

من جانبها، رأت المستشرقة جوليا روكنفارد، الأستاذة في جامعة تايلور الماليزية، أن اغتيال القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية بطهران في يوليو 2024، كان مؤشراً واضحاً على هشاشة الوضع الأمني في إيران. وأشارت إلى أن الضغوط الغربية، وخاصة انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، دفعت إيران إلى التفكير جدياً في امتلاك قدرات ردع نووية.

وقالت إن امتلاك إيران لليورانيوم المخصب بكميات كافية لصنع ما يصل إلى عشر قنابل نووية، لا يعني بالضرورة أنها ستسعى لاستخدامها، وإنما يشكل ذلك ورقة ردع في مواجهة أي اعتداء محتمل.

ورأت روكنفارد أن إسرائيل، التي تمتلك ترسانة نووية، قد تدفع الولايات المتحدة إلى صراع غير محسوب العواقب في الشرق الأوسط، في تناقض واضح مع تعهدات ترامب الانتخابية بالتركيز على الصراع مع الصين والانسحاب من الحروب الخارجية.

وبينما تواصل إسرائيل وإيران تبادل الضربات العسكرية منذ 13 يونيو، يؤكد الطرفان وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة، في ظل غياب أي مؤشرات على وقف التصعيد.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الإسرائيلي: هدفنا تدمير البرنامجين النووي والصاروخي لإيران
  • كيف غير ترامب موقفه تجاه ضرب إيران تحت ضغط الاحتلال الإسرائيلي؟
  • “إيه بي سي”: الولايات المتحدة تستعد لشن هجوم على محطة “فوردو” الإيرانية
  • غارات إسرائيلية تستهدف مفاعل أراك النووي.. وواشنطن تستعد لشن هجوم على منشأة فوردو
  • إسرائيل تأمل بانضمام الولايات المتحدة للحرب قريباً والقيام بهذا الأمر
  • القنبلة الخارقة للتحصينات.. السلاح القادر على تدمير "فوردو"
  • أحمد موسى: إيران ركزت على القوة الصاروخية وأهملت الدفاعات الجوية
  • أحمد موسى: الاحتلال الإسرائيلي أعلن تدمير 40% من قدرات إيران العسكرية
  • السفير الإسرائيلي يشير إلى مفاجآت عسكرية.. وترامب يؤكد ضرورة إنهاء البرنامج النووي الإيراني