بعد أيام من تلويح الحكومة بإمكانية التدخل عسكرياً في العمق السوري، للقضاء على شبكات المخدرات.. قتل تاجر مخدرات بارز في جنوب سوريا، في مايو (أيار) الماضي، ودمر أحد معامل تصنيع المخدرات، في غارة جوية نسبت إلى الجيش الأردني.

تلك الغارة التي لم يؤكد أو ينف الأردن مسؤوليته عنها، أسدلت الستار على حياة مرعي الرمثان، تاجر ومهرب المخدرات المطلوب للقضاء في عمان بعشرات التهم، وتركت الباب مفتوحاً أمام سيناريو أوسع في حال لم تستطع الحكومة السورية الوفاء بتعهدات قطعتها للقضاء على الظاهرة التي تعاني منها المملكة منذ سنوات.

تعهدات سورية

وتعهدت سوريا في اجتماعات مع وزراء خارجية دول عربية من بينها الأردن، قبيل إعادة تفعيل مقعدها في جامعة الدول العربية، بملاحقة مصنعي ومهربي المخدرات في جنوب البلاد، كما أعلن عن تشكيل لجنة مشتركة بين دمشق وعمان في هذا المجال.

وعلى الرغم من اجتماع اللجنة في يوليو (تموز) الماضي، وإعلان الحكومة السورية حملة أمنية في الجنوب، إلا أن الأردن ينظر إلى تلك الإجراءات بأنها غير كافية مع استمرار الطائرات المسيّرة المحملة بالمخدرات بمحاولة اختراق أجوائه.

يقول مصدر حكومي أردني طلب عدم نشره لكونه غير مخول بالحديث للإعلام، إن الجيش رصد منذ بداية العام الجاري نحو 90 طائرة مسيّرة بين إسقاط أو رصد، وأحبط عشرات محاولات التهريب والتسلل.

وأكد المصدر وجود حالة انزعاج كبيرة في عمان لاستمرار محاولات تهريب المخدرات، رغم التأكيدات السورية بوجود حملات مستمرة لوأد الظاهرة.

اتفاقية أضنة

في تعليقه على الموضوع، لا يستعبد المحلل العسكري الأردني، اللواء الطيار المتقاعد، مأمون أبو نوار، لجوء المملكة إلى التدخل عسكرياً في جنوب سوريا وتدمير أوكار التهريب، على غرار اتفاقية أضنة بين أنقرة ودمشق.

واتفاقية أضنة وقعت بين دمشق وأنقرة عام 1998، ونصّت على تعاون سوري تام مع تركيا في مكافحة الإرهاب عبر الحدود، لمحاصرة حزب "العمال الكردستاني" وزعيمه عبد الله أوجلان، ومنحت أنقرة الحق في ملاحقة "الإرهابيين" في الداخل السوري حتى عمق خمسة كيلومترات.

وتساءل أبو نوار: "لماذا لا يسمح للأردن بالتدخل، على الرغم من التزام الأردن بسيادة دول العالم ووحدة سوريا."

ويرى أبو نوار أن "التدخل المرجح مرتبط بتقديرات عسكرية إذا ما رأى الخطر يداهم البلاد"، مستدركاً "لكن لن يقوم بإنشاء منطقة عازلة الا إذا اضطر لذلك".

ودعا أبو نوار إلى "دعم عربي وعالمي للأردن بالأسلحة لمواجهة الميليشيات التي تشكل تهديداً على الأمن العربي، نظراً لموقع الأردن".

تجارة مدعومة من حزب الله

بدوره، يقول الناشط الإعلامي في محافظة درعا المتاخمة للحدود الأردنية، أحمد المسالمة، إن "مروجي المخدرات أغرقوا الجنوب السوري قبل أن يلجأوا لتهريبها إلى الأردن بهدف نقلها إلى دول مجاورة بحثاً عن الأموال".

ويرى المسالمة أن "الحملة التي نفذتها القوات السورية في الجنوب ليست كافية، خصوصاً أن تجارة المخدرات مدعومة من قبل ضباط ومسؤولين متعاونين مع ميليشيات إيرانية وحزب الله اللبناني، يوظفون شبكات واسعة لصناعة وترويج وتهريب المخدرات".

في وقت سابق، قال مسؤول في تجمع أحرار حوران في درعا، إن الطائرات المسيّرة يجري إعدادها بأحد المعسكرات في جنوب سوريا، قبل تحميلها بالمخدرات وإطلاقها باتجاه الأردن.

وكان الجيش الأردني اتهم علناً "قوات غير منضبطة" في الجيش السوري وأجهزته الأمنية، بدعم مهربي المخدرات والقيام بأعمال التهريب.

#الأردن يعلن إسقاط "مسيّرة مخدرات" قادمة من #سوريا https://t.co/xgL22xjGnE

— 24.ae (@20fourMedia) September 4, 2023

وقال مدير مديرية أمن الحدود في القوات المسلحة الأردنية، العميد أحمد هاشم خليفات، في مايو (أيار) 2022، إن "قوات غير منضبطة من الجيش السوري تتعاون مع مهربي المخدرات وعصاباتهم التي أصبحت منظمة ومدعومة منها ومن أجهزتها الأمنية، بالإضافة لميليشيات حزب الله وإيران المنتشرة في الجنوب السوري، وتقوم بأعمال التهريب على حدودنا".

وجاء هذا الحديث، بعدما قال الملك عبدالله الثاني في تصريحات صحافية، إن بلاده تواجه هجمات منظمة من ميليشيات إيرانية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني سوريا الأردن فی جنوب سوریا

إقرأ أيضاً:

يا غزة حنا معاكي للموت.. هتافات الجيش السوري دعما لغزة تلفت الأنظار

"يا غزة حنا معاكي للموت".. بهذه الهتافات وغيرها ردد جنود الجيش السوري دعما لغزة خلال مسير عسكري نظمته وزارة الدفاع في العاصمة دمشق، بمناسبة الذكرى الاولى لسقوط نظام بشار الأسد أمس الاثنين.

ومنذ أيام، يحتفل السوريون في مختلف محافظات البلاد بالخلاص من نظام الأسد عبر معركة "ردع العدوان"، التي بدأت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 في محافظة حلب، قبل أن يتمكن الثوار من دخول العاصمة دمشق بعد 11 يوما.

"يا غزة حنا معاكي للموت".. جنود الجيش السوري يرددون هتافات دعما لـ #غزة خلال مسير عسكري في العاصمة #دمشق، في الذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد#الجزيرة_رقمي pic.twitter.com/1KryDoNOKl

— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 8, 2025

ولاقى مقطع الفيديو لجنود الجيش السوري انتشارا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد المستخدمون بمكانة غزة، واعتبروا الهتافات رسالة دعم معنوي للشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات الكبرى التي يواجهها القطاع.

من هتافات الجيش العربي السوري في مسير عسكري في دمشق بمناسبة ذكرى التحرير الأولى:

غزة، غزة، غزة شعار، نصر وثبات، ليل ونهار
طالعلك يا عدوي طالع، طالعلك من جبل النار
اعملك من دمي ذخيرة، واعمل من دمك أنهار pic.twitter.com/ENfJxCl6cO

— مُضَر | Modar (@ivarmm) December 8, 2025

وأشار مغردون إلى أن الهتافات المؤيدة لغزة تعكس تضامنا شعبيا ورسميا مع القضية الفلسطينية، في ظل استمرار المعاناة الإنسانية في القطاع نتيجة الحصار والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بعد حرب الإبادة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"بيت خالتك" حكاية لا يعرفها إلا أبناء سوريا فما قصتها؟list 2 of 2جنود القاعدة الأميركية في التنف يشاركون السوريين فرحة عيد التحريرend of list

وأضافوا أن هذه الخطوة تأتي أيضا في سياق تعزيز الموقف السياسي السوري على المستوى الإقليمي، وتأكيدا على موقف دمشق الداعم للقضية الفلسطينية بعد عام من التغيرات السياسية الكبيرة التي شهدتها البلاد إثر سقوط نظام الأسد.

إعلان

واعتبر نشطاء أن الهتافات تمثل صوت الشام المعروف، وتجسد وحدة الصف الفلسطيني السوري، مؤكدين أن بلادهم واحدة وجرحهم واحد، وأن الطريق من الشام إلى القدس يجمعهم مهما اشتدت الجراح، في رسالة رمزية قوية تعكس التضامن مع الشعب الفلسطيني.

أجمل ما في هتافات الجيش السوري المناصِرة لغزة اليوم هو ترديد قصيدة "طالع لك يا عدو طالع" للشاعر الفلسطيني ابن يافا محمد حسيب القاضي ومن ألحان ابن غزة صلاح الدين الحسيني.
هذا هو صوت الشام الذي نعرفه بلادنا واحدة وجرحنا واحد من الشام إلى القدس طريق واحد يجمعنا مهما اشتدّت الجراح. pic.twitter.com/vHNxOny3vA

— بلال نزار ريان (@BelalNezar) December 8, 2025

وأكد مدونون أن هذه اللحظة الرمزية تأتي بعد مرور عام على سقوط نظام الأسد، وفي وقت يواجه فيه قطاع غزة تحديات معيشية وأمنية كبيرة، ما يجعل أي دعم شعبي أو رسمي للقطاع محل متابعة واسعة واهتمام الرأي العام العربي والدولي.

واختتم مدونون بالقول إن هذه الرسائل تحمل دلالة رمزية كبيرة، مشيرين إلى أن التضامن مع غزة ليس مجرد شعارات، بل يعكس موقفا سياسيا وإنسانيا واضحا تجاه الشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • الشحنة من لبنان... إحباط عمليّة تهريب كميّة كبيرة من الكبتاغون في سوريا
  • إحالة وسيم الأسد ابن عم الرئيس السوري المخلوع للمحاكمة تثير جدلاً واسعاً
  • وزير إسرائيلي يعلق على هتافات الجيش السوري لغزة.. الحرب حتمية
  • وزير إسرائيلي يعلق هتافات الجيش السوري لغزة.. الحرب حتمية
  • يا غزة حنا معاكي للموت.. هتافات الجيش السوري دعما لغزة تلفت الأنظار
  • حسابات تأهل الإمارات والكويت ومصر إلى ربع النهائي.. واللعب النظيف قد يتدخل
  • بحضور الشرع..الجيش السوري يهتف لغزة ويتوعد الاحتلال في ذكرى التحرير
  • الجيش السوري يهتف لغزة خلال عرض عسكري بذكرى انتصار الثورة (شاهد)
  • ‏الرئيس السوري أحمد الشرع: علاقة سوريا مع دولة الإمارات والسعودية وقطر وتركيا "مثالية"
  • 2 طن حشيش وهيدرو.. الداخلية تحيط تهريب صفقة ضخمة من المخدرات بالسويس| صور