لمنع تهريب المخدرات.. هل يتدخل الأردن عسكرياً في جنوب سوريا؟
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
بعد أيام من تلويح الحكومة بإمكانية التدخل عسكرياً في العمق السوري، للقضاء على شبكات المخدرات.. قتل تاجر مخدرات بارز في جنوب سوريا، في مايو (أيار) الماضي، ودمر أحد معامل تصنيع المخدرات، في غارة جوية نسبت إلى الجيش الأردني.
تلك الغارة التي لم يؤكد أو ينف الأردن مسؤوليته عنها، أسدلت الستار على حياة مرعي الرمثان، تاجر ومهرب المخدرات المطلوب للقضاء في عمان بعشرات التهم، وتركت الباب مفتوحاً أمام سيناريو أوسع في حال لم تستطع الحكومة السورية الوفاء بتعهدات قطعتها للقضاء على الظاهرة التي تعاني منها المملكة منذ سنوات.
وتعهدت سوريا في اجتماعات مع وزراء خارجية دول عربية من بينها الأردن، قبيل إعادة تفعيل مقعدها في جامعة الدول العربية، بملاحقة مصنعي ومهربي المخدرات في جنوب البلاد، كما أعلن عن تشكيل لجنة مشتركة بين دمشق وعمان في هذا المجال.
وعلى الرغم من اجتماع اللجنة في يوليو (تموز) الماضي، وإعلان الحكومة السورية حملة أمنية في الجنوب، إلا أن الأردن ينظر إلى تلك الإجراءات بأنها غير كافية مع استمرار الطائرات المسيّرة المحملة بالمخدرات بمحاولة اختراق أجوائه.
يقول مصدر حكومي أردني طلب عدم نشره لكونه غير مخول بالحديث للإعلام، إن الجيش رصد منذ بداية العام الجاري نحو 90 طائرة مسيّرة بين إسقاط أو رصد، وأحبط عشرات محاولات التهريب والتسلل.
وأكد المصدر وجود حالة انزعاج كبيرة في عمان لاستمرار محاولات تهريب المخدرات، رغم التأكيدات السورية بوجود حملات مستمرة لوأد الظاهرة.
اتفاقية أضنةفي تعليقه على الموضوع، لا يستعبد المحلل العسكري الأردني، اللواء الطيار المتقاعد، مأمون أبو نوار، لجوء المملكة إلى التدخل عسكرياً في جنوب سوريا وتدمير أوكار التهريب، على غرار اتفاقية أضنة بين أنقرة ودمشق.
واتفاقية أضنة وقعت بين دمشق وأنقرة عام 1998، ونصّت على تعاون سوري تام مع تركيا في مكافحة الإرهاب عبر الحدود، لمحاصرة حزب "العمال الكردستاني" وزعيمه عبد الله أوجلان، ومنحت أنقرة الحق في ملاحقة "الإرهابيين" في الداخل السوري حتى عمق خمسة كيلومترات.
وتساءل أبو نوار: "لماذا لا يسمح للأردن بالتدخل، على الرغم من التزام الأردن بسيادة دول العالم ووحدة سوريا."
ويرى أبو نوار أن "التدخل المرجح مرتبط بتقديرات عسكرية إذا ما رأى الخطر يداهم البلاد"، مستدركاً "لكن لن يقوم بإنشاء منطقة عازلة الا إذا اضطر لذلك".
ودعا أبو نوار إلى "دعم عربي وعالمي للأردن بالأسلحة لمواجهة الميليشيات التي تشكل تهديداً على الأمن العربي، نظراً لموقع الأردن".
تجارة مدعومة من حزب اللهبدوره، يقول الناشط الإعلامي في محافظة درعا المتاخمة للحدود الأردنية، أحمد المسالمة، إن "مروجي المخدرات أغرقوا الجنوب السوري قبل أن يلجأوا لتهريبها إلى الأردن بهدف نقلها إلى دول مجاورة بحثاً عن الأموال".
ويرى المسالمة أن "الحملة التي نفذتها القوات السورية في الجنوب ليست كافية، خصوصاً أن تجارة المخدرات مدعومة من قبل ضباط ومسؤولين متعاونين مع ميليشيات إيرانية وحزب الله اللبناني، يوظفون شبكات واسعة لصناعة وترويج وتهريب المخدرات".
في وقت سابق، قال مسؤول في تجمع أحرار حوران في درعا، إن الطائرات المسيّرة يجري إعدادها بأحد المعسكرات في جنوب سوريا، قبل تحميلها بالمخدرات وإطلاقها باتجاه الأردن.
وكان الجيش الأردني اتهم علناً "قوات غير منضبطة" في الجيش السوري وأجهزته الأمنية، بدعم مهربي المخدرات والقيام بأعمال التهريب.
#الأردن يعلن إسقاط "مسيّرة مخدرات" قادمة من #سوريا https://t.co/xgL22xjGnE
— 24.ae (@20fourMedia) September 4, 2023وقال مدير مديرية أمن الحدود في القوات المسلحة الأردنية، العميد أحمد هاشم خليفات، في مايو (أيار) 2022، إن "قوات غير منضبطة من الجيش السوري تتعاون مع مهربي المخدرات وعصاباتهم التي أصبحت منظمة ومدعومة منها ومن أجهزتها الأمنية، بالإضافة لميليشيات حزب الله وإيران المنتشرة في الجنوب السوري، وتقوم بأعمال التهريب على حدودنا".
وجاء هذا الحديث، بعدما قال الملك عبدالله الثاني في تصريحات صحافية، إن بلاده تواجه هجمات منظمة من ميليشيات إيرانية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني سوريا الأردن فی جنوب سوریا
إقرأ أيضاً:
إشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوري وميليشيا قسد
شهدت شرق مدينة حلب السورية إندلاع اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش السوري وعناصر من قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ليلة أمس، شرقي مدينة حلب.
وقالت مصادر سورية - مطلعة علي الحدث -إن الاشتباكات اندلعت على محور قريتيّ "الإمام، ورسم الكروم بريف دير حافر شرق حلب"، وذلك إثر محاولة تسلل نفذتها مجموعات تابعة لـ"قسد" باتجاه نقاط الجيش في المنطقة.
وشددت المصادر علي أن القوات السورية صدّت المحاولة، في حين ما تزال الاشتباكات مستمرة بشكل متقطع، وسط استنفار للطرفين وتعزيزات عسكرية في محيط خطوط التماس.
وجاءت الاشتباكات بعد فشل الجولة الثانية من المباحثات بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" في الاتفاق على تنفيذ "اتفاقية 10 مارس"، التي نصت على حل القوات ذات الغالبية الكوردية واندماجها في الجيش السوري، وتسليم إدارة مدن شمال شرق سوريا إلى الحكومة السورية.
وبيًنت المصادر أن التوتر بين الجانين بلغ ذروته خلال المباحثات بعدما أصر وفد "قسد" على مطالبته بتعديل الإعلان الدستوري ورفض تسليم أي مدينة في شمال شرق سوريا وآبار النفط والمعابر الحدودية للحكومة السورية، مما دفع المبعوث الأمريكي للتدخل والتهدئة رغم عدم اتفاقه مع مطالب وفد "قسد".