بعد تعثر المفاوضات.. كيف ستتعامل مصر مع "الأمر الواقع" في ملف سد النهضة؟
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
اتهمت مصر، أمس الأحد، عقب انتهاء اجتماع ثلاثي في إثيوبيا بحضور السودان حول سد النهضة، أديس أبابا بالتراجع عن توافقات سابقة، بعد أيام من إعلان إثيوبيا انتهاء عملية الملء الرابع للسد تعتبره مصر والسودان تهديداً لحصصهما في مياه نهر النيل.
وقال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية المصرية، إن "إثيوبيا رفضت القبول بأي مقترحات وسطية والترتيبات الفنية المتفق عليها دولياً، والتي من شأنها تلبية المصالح الإثيوبية اتصالاً بسد النهضة، من دون التعدي على حقوق ومصالح دولتي المصب".
وبينما تحاول مصر عبر مسار تفاوضي معقد مع إثيوبيا، البحث عن حل توافقي للسد، في ظل غياب السودان المنشغل بالحرب المستمرة منذ خمسة أشهر، تستند إثيوبيا إلى سلسلة من إجراءات الأمر الواقع.
مسار متعثرويرى الخبير في الشؤون الإفريقية رمضان قرني، أن "التصريحات المصرية بشأن جولة المفاوضات الأخيرة في أديس أبابا، تشير إلى أن هناك تعثراً في المسار التفاوضي بشأن ملف سد النهضة".
وقال: "من الواضح من الواضح تمسك الطرف الإثيوبي بإجراءاته الأحادية، وأنه لم يكن هناك أي اختراقات في جولتي المفاوضات في القاهرة وأديس أبابا الأخيرتين، وكذلك تراجع إثيوبيا عن أن الملء الرابع هذا العام سيكون الملء الأخير".
#مصر تتهم #إثيوبيا بالتراجع عن التوافقات بشأن #سد_النهضة https://t.co/Ru4A3AEl7H pic.twitter.com/2OXr1g8OS2
— 24.ae (@20fourMedia) September 24, 2023وأضاف أن "تجربة المفاوضات تكشف تعنت إثيوبيا تجاه ما تمسيه المبادئ العامة للتفاوض، وخاصة ما يتعلق بتصدير خطاب للداخل يتحدث عن أن نهر النيل هو نهر إثيوبي خالص، وخطاب للخارج يتحدث عن إثيوبيا ليست ضد التنمية ومع التكامل الإقليمي، وأن السد سيخدم كافة دول القارة الإفريقية".
وتابع أن "إشكالية هذا الخطاب تكشف الرؤية الإثيوبية للتعامل مع المفاوضات بشأن سد النهضة، حيث تتعامل مع نهر النيل وتسميته نهر آباي تكشف اعتبارها له نهراً إثيوبياً".
وأشار إلى "تراجع إثيوبيا عن تعهداتها بعد تجربة المفاوضات في واشنطن وبعد الاقتراب من إعلان مبادئ آنذاك، وأيضاً تراجع إثيوبيا عن إعلان مبادئ سد النهضة عام 2015 الذي يتضمن مبادئ مهمة، من بينها إنشاء مفوضية تنسيقة بين الدول الثلاثة لإدارة وتشغيل السد، والإخطار المسبق لكل من مصر والسودان بأي تطورات إيكولوجية أو بيئية يتعرض لها السد".
أمر واقعوبحسب الخبير في الشؤون الأفريقية، فإن "تمسك إثيوبيا خلال المفاوضات يعود لجملة أسباب أهمها هو أن السد أصبح بالفعل أمراً واقعاً، على ثلاثة مستويات". وبحسب قرني، "يتعلق الأمر الواقع فيما يخص السد بالجانب الإنشائي حيث تم تجاوز بناء 80% من هيكل السد، أما المستوى الثاني يتعلق بالملء خاصة وأن إثيوبيا هذا العام فقط بلغ الملء 24 مليار متر مكعب".
وأضاف "تشير كافة التقارير الفنية إلى أنه حتى الآن لم تصل الحصة لمصر من الإيراد النهري المتوقع حتى شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وهو خصم صريح من حصة مصر، أما المستوى الثالث يتعلق بتشغيل توربينات في السد، حيث تم حتى الآن تشغيل توربينين أساسيين".
خبراء لـ24: تساؤلات حول مفاوضات #سد_النهضة وتحذير من "كارثة" #تقارير24https://t.co/H5lXGzHIvg pic.twitter.com/uYPLE76kIo
— 24.ae (@20fourMedia) September 23, 2023وأوضح أن جملة هذه الأمور تشير بدرجة كبيرة إلى أن "إثيوبيا تستند إلى شرعية الأمر الواقع، وأنه لا يمكن بأي حال التعامل معه بأي أدوات أخرى".
كما أشار إلى "استغلال إثيوبيا للتطورات الإقليمية في السودان، في ظل غياب الدولة السودانية والحكومة وانشغال القيادة السودانية بالحرب، حيث أصبحت العلاقات تفاوضية بشكل مباشر وواضح مع مصر".
خيارات مصرية وقال المختص في الشؤون الأفريقية، إنه "في ضوء المعطيات التي تشير إلى أن السد أصبح أمراً واقعاً وتعثر المسار التفاوضي، وفي ضوء عجز المؤسسات الإقليمية والدولية عن ثني إثيوبيا عن سلوكها الأحادي فيما يتعلق بالسد وتشكيله والملء، وفي ظل أن الأزمة السودانية في السودان لا توجد بارقة امل لانتهائها، فمن الواضح أن فكرة الحل التفاوضي والدبلوماسي لا محل لها ولا يتوقع الوصول إلى تفاهمات سياسية أو دبلوماسية بشأن سد النهضة".ماذا يعني إعلان #أثيوبيا بانتهاء ملء #سد_النهضة بالنسبة لمصر؟#تقارير24#آبي_أحمد#سد_النهضة#أثيوبيا #مصرhttps://t.co/kF5SM4f1Jn
— 24.ae (@20fourMedia) September 10, 2023وأضاف "سيكون التعويل في المرحلة المقبلة على عاملين، الأول أن تمارس بعض الدول الحليفة لمصر وإثيوبيا نوعاً من الضغوط على أديس أبابا لتليين الموقف الإثيوبي فيما يتعلق بالسد، وربما يتعلق ببعض الأمور الفنية وليست الجوهرية".
وأشار في هذا الصدد إلى "الاعتماد على موقف الولايات المتحدة ودولة الإمارات والصين وروسيا التي ترتبط بمصر وإثيوبيا بعلاقات جيدة".
وتابع "ربما تمسك القاهرة بالحل التفاوضي والدبلوماسي سيدفع مصر لإرجاء استخدام أي أدوات خشنة للتعامل مع سد النهضة، حتى استنفاذ كافة الوسائل السياسية والدبلوماسية بشأن الأزمة التي تسميها القاهرة أزمة وجود للمجتمع المصري".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني مصر إثيوبيا سد النهضة أزمة سد النهضة الأمر الواقع إثیوبیا عن سد النهضة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الصين.. تعثر سوق العقارات والاتجاه نحو توسيع سوق صناديق الاستثمار العقاري
يواجه السوق العقاري في الصين حالة من التعثر، حيث كشفت الصين اليوم الجمعة الموافق 28 نوفمبر،عن خطط لتوسيع سوق صناديق الاستثمار العقاري العامة لتشمل العقارات التجارية بعد أن أدت مشكلات شركة التطوير العقاري تشاينا فانكي إلى تعميق المخاوف بشأن قطاع العقارات المتعثر في البلاد.. وفقا لرويترز.
نشرت هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية مسودة قواعد لبرنامج تجريبي لصناديق الاستثمار العقاري التجاري، بهدف "إثراء أدوات الاستثمار والتمويل ودعم نموذج نمو جديد لصناعة العقارات".
وجاء هذا الإعلان بعد تصريحات شركة فانكي بشأن هبوط السندات والأسهم إلى مستويات قياسية منخفضة هذا الأسبوع مع سعي شركة تطوير العقارات إلى تأجيل سداد سندات محلية لأول مرة، مما أدى إلى إحياء المخاوف بشأن التأثير غير المباشر على قطاع العقارات الأوسع.
وجاء ذلك أيضًا بعد يوم من إعلان وكالة التخطيط الحكومية الصينية أنها تخطط لتوسيع نطاق مخطط صناديق الاستثمار العقاري في الصين ليشمل المزيد من أنواع الأصول الأساسية مثل الفنادق وأبراج المكاتب والملاعب.
وفي الوقت الحالي، تشمل الأصول المؤهلة في برنامج صناديق الاستثمار العقاري الصينية المتنزهات الصناعية والطرق السريعة والمتنزهات اللوجستية ومراكز التسوق ومراكز البيانات.
الصين..منح المستثمرين القدرة على الوصول للمزيد من العقارات المدرة للدخلويعتبر توسيع نطاق مخطط صناديق الاستثمار العقاري في الصين من شأنه أن يمكّن المطورين من جمع الأموال بسهولة أكبر مع منح المستثمرين العموميين القدرة على الوصول إلى المزيد من أنواع العقارات المدرة للدخل.
ولم يتضح بعد ما إذا كان التوسع المخطط له في صناديق الاستثمار العقاري مرتبطا بالصعوبات التي تواجهها شركة فانكي، التي تدير العقارات السكنية والتجارية على حد سواء.
ومن جانبها خفضت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال للتصنيف الائتماني اليوم تصنيف شركة فانكي، قائلة إن الالتزامات المالية لشركة التطوير العقاري المتعثرة غير مستدامة بسبب مستويات السيولة الضعيفة لديها.
الجدير بالذكر إن إعادة هيكلة الديون المحتملة من جانب شركة فانكي المملوكة للدولة (وهي لديها العديد من المشاريع في أكبر مدن الصين) قد يكون لها تأثير أكبر في سوق هشة بالفعل مقارنة بتخلف شركتي إيفرجراندي وكانتري جاردن المملوكتين للقطاع الخاص عن السداد .