بوابة الوفد:
2025-12-01@11:17:47 GMT

قمر الحصاد يزين السماء الليلة

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

 القمر البدر العملاق الرابع والأخير هذا العام، يظهر في السماء اليوم الجمعة 29 سبتمبر، ويكون حجمة الظاهري أكبر بحوالي 8 % وأكثر إضاءة بحوالي 16 % عن المتوسط، وهو يسمى قمر الحصاد في هذا الوقت من السنة.

 

وقالت الجمعية الفلكية بجدة، إن مصطلح قمر الحصاد أستخدم لعدة سنوات وهي تسمية "شعبية" تطلق على الأقمار البدر، التي تحدث في شهري سبتمبر و اكتوبر وهي الأشهر القريبة من الاعتدال الخريفي، إضافة أنه في سبتمبر وأكتوبر يكون وقت شروق القمر قريب الى وقت غروب الشمس، لليالي عدة على التوالي في وقت طور البدر المكتمل بالنصف الشمالي للكرة الأرضية.

 

قمر الحصاد

ولفتت الجمعية، إلى أن هذا الأمر كان يعتبر مهمًا في أوقات قديمة بالنسبة للمزارعين الذين يحصدون محاصيلهم قبل عصر التراكتورات المزودة بمصابيح الإضاءة، حيث لم يكن هناك فترة طويلة من الظلمة بين غروب الشمس وشروق القمر لعدة أيام بعد البدر المكتمل ما يعني بأن المزارعين كانوا يعملون في الحقول وجني المحاصيل تحت ضوء القمر ومن هنا جاءت تسمية قمر الحصاد.

 

يصل القمر لحظة الاكتمال عند الساعة 12:57 ظهراً بتوقيت مكة  (09:57 صباحاً بتوقيت غرينتش) ويكون بزاوية 180 درجة من الشمس ويكون اكمل نصف مدار حول الأرض هذا الشهر.

ثم سيشرق قمر الحصاد العملاق بعد غروب الشمس، من الأفق الشرقي وقد يكون باللون الوردي أو البرتقالي، وسيصل  أعلى نقطة في السماء مائل نحو الجنوب بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي وسيبقى مشاهداً إلى أن يغرب بعد شروق شمس السبت.

 

القمر الوردي

اللون الوردي أو البرتقالي الذي يمكن أن يظهر به القمر أثناء شروقه فهو بسبب الغلاف الجوي لكوكبنا حيث تعمل مكوناته على بعثره الضوء الأبيض المنعكس عن القمر، بحيث تتشتت ألوان الطيف الأزرق ذات الطول الموجي القصير وتبقى ألوان الطيف الأحمر ذات الطول الموجي الطويل التي تصل إلى أعيننا، وهو نفس السبب الذي يجعلنا نرى الشمس الغاربة بلون ضارب للحمرة.

وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة، أن القمر العملاق وصف يطلق على القمر البدر، عندما تكون المسافة بينه وبين الأرض ضمن 362.146 كيلومتر وهو مصطلح يشير إلى التسمية العلمية "قمر الحضيض" وفي حالة هذا القمر العملاق سيكون على مسافة 361,552 كيلومتر. 

 

بشكل عام لن يلاحظ فرق في الحجم الظاهري لهذا القمر العملاق مقارنة بباقي أقمار البدر الأخرى، ولن يكون له تأثير فى الكرة الأرضية، مثل: الأقمار العملاقة التي سبقته باستثناء على ظاهرتي المد والجزر وهو أمر طبيعي ونظرا لأن القمر البدر سيكون قريب من نقطة الحضيض سوف يبرز المد في ظاهرة تسمى ( المد العالي الحضيض) ولكن ذلك الاختلاف محدود ولن يؤثر فى توازن الطاقة الداخلية لكوكبنا. 

 فوهات القمر الواضحة

يعتبر هذا التوقيت من الشهر مثالياً لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير خلافا لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة نتيجة لوقوع كامل القمر في نور الشمس. 

وتعتبر تلك الفوهات المشعة، عبارة عن رواسب لمواد عاكسة ساطعة تمتد من مركز الفوهات نحو الخارج لمئات الكيلومترات ويعتقد بأن تلك الفوهات حديثة التكوين وتعتبر فوهه "تيخو" أكثر الفوهات إشعاعا.

 

سيشرق القمر خلال الليالي المقبلة متأخراً بحوالي الساعة كل يوم، وبعد بضعة أيام سيكون مشاهدا فقط في سماء الفجر والصباح الباكر وفي ذلك الوقت يصل إلى مرحلة التربيع الأخير بعد أسبوع من طور  البدر المكتمل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قمر الحصاد الجمعية الفلكية بجدة

إقرأ أيضاً:

بين وهج الضياء وغربة العتمة

الظلام والنور:

ألم تر أن الظلام لا يُذكر إلا والنور صنوه مُخالِفُهُ ماحِقُهُ، وكلما اتسع الظلام بان اختراقه من الوميض أو تلألؤ شعلة من نار مهما بعدت لتكون هداية إلى السبيل، لكن النار لا بد من وجود من يشعلها ولا بد من تحول المشاعل إلى رماد، فإن أتى الصبح بعد ليل بلا قمر استيقظت النفوس الساهرة منها والنائمة. أما الساهرة فمعايش نهضة الشمس يحس بأطياف الشعاع وهو ينتشر، والنائم يحتاج إلى وقت ليدرك أنه في الصباح بيد أنه لم يك يحس بمعاني الظلمة عندما يقترب الخوف مع معانقة غريزة البقاء خيال البشر وأسر تفكيره، كل هذا لا يصف الظلام ولا النور إلا من معاناة من لم يحس بمعاناته من ظرفه.

أما معنى الظلام فهو الفضاء كله لكنه يتمزق عندما تجهد بدورانها الكواكب لتواجه الشمس فتشرق، بيد أن الشمس ليست آمنة إلا في كوكب كالأرض تحيطه دروع تصفي وتنقي أشعة الشمس التي تستنير بها والتي لولا دروع الأرض لأبادت من على الأرض، لذا كانت الأرض الأم للبشرية ليست كتراب فحسب، بل كطبقات الهواء التي تغلف الأرض إلى يوم الوعيد،وفي المقابل حين تلامسنا الشمس بنورها ترسم الظلال الممتدة، كأن الضوء لا يكتمل إلا بصحبة العتمة. الطفل يخاف الغرفة المظلمة، والعجوز يغلق عينيه أمام توهج النهار، كلاهما يواجه حقيقة أعمق: النور والظلام ليسا خارجنا فقط، بل فينا ومعنا.

الظلام والنور: جدلية الوجود والعدم بين الرمز والحقيقة

ومع توالي المدنيات، أصبح الظلام والنور رمزين متلازمين للخير والشر، الجهل والمعرفة، الغياب والحضور، بل وحتى الحياة والموت. لكن، هل هما خصمان يتصارعان في كينونة الكون والإنسان؟ أم أنهما وجهان متكاملان لحقيقة واحدة؟ النور دائما مرادفا للوعي، والحقيقة، والإلهام كما الظلام يصف الجهل في الانطباع العام، هكذا تعارف الناس واصطلحوا على فهمه، وشبهوا الشر بالسواد ولا يختلف في تشبيه الشر أفريقي أسود عن ناصع البياض؛ في الفلسفة اليونانية، اعتبر أفلاطون النور صورة الخير الأسمى في "محاورة الكهف"، حيث يخرج السجين من الظلام إلى ضوء الشمس، فيكتشف الحقيقة بعد الوهم. والنور صفة إلهية: "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"؛ أي أنه مبدأ الإشراق والمعرفة والوجود. النور هنا ليس فقط ما يُرى بالعين، بل ما يُدرك: لحظة الوعي التي تُبدد الجهل، فكرة تولد وسط الفوضى، أو حب يسطع في قلبٍ مظلم باليأس، أما الظلام فهو الشر والجهل كناية عما لا يدرك، هو خيالات كهف أفلاطون، هو أنت في الأمس نسبة إلى معرفتك ووعيك اليوم، لذا كان وما زال الانتقال من الجهل بالله إلى الإيمان تغييرا ثوريا يصعب تفسيره إلا بشروق يوم أو مرحلة جديدة من الحياة.

الظلام هو السائد لكن النور القليل يجعل تعريفا للواقع هذا معروف وهذا ليس معروفا، فمن بقي على انطباعات أهل كهف أفلاطون فهو سيبقى في الظلام رغم وجود النور الخلفي الذي لا يولد إلا الخيالات، المؤامرة التي هي قدر مقدور، الأنا الطاغية، الركض وراء الأوهام وتسخيف العلم والعلماء، كذلك هم سجناء خيالات كهف أفلاطون.

إن لم تبحث فأنت ستكون بعلمك كالكرة الأرضية من الظلام مع شمعة في صحراء تسمع عواء الذئاب وينسكب ماؤك، فلا أنت تنام ولا تشرب ولا تستطيع السير بعيدا، ذلك مثل من وصل تمام العلم في ظنه وراح يحكم على العلم والعلماء من ظلام جهله، لكن الحقيقة أن الإنسان مهما بلغ من علم ومعرفة فهو ما زال لم يصل الغاية، وإنما عليه أن يبحث ليفهم وليكون خروجه من الحياة أفضل حينما يترك شموعا يستنير بها من بعده فيكمل صناعة الحياة.

جدلية التوازن: المعرفة شموع لم تشعل فتائلها

الثنائية بين النور والظلام سباق مساحات يتقدم فيها نور المعرفة فإن وجد من يتفكر وينمي ويستنبط بعد قراءة واقعه انحسر الظلام عن مساحة أوسع، فإن لم يجد فإن المعرفة شموع مكدسة لا تكون فاعلة إلا إن وجدت من يشعل الفتيل، لذا فالمعرفة لا تطرد الجهل بل قد يستعين الجهل بها ما لم يك تفكرا يشعل فتائل المعرفة لتكون نورا، أو تكون كمن اشترى سلاحا يقتله. ولعلنا نميز بين الظلام وظل الضوء، عندما يأتي المفكر بالجديد فتتصوره ظلاما، فلا ظل إلا نابع من مصدر ضوء، وليس مدرك النور حين يدركه مثل من جرّب الظلام.

الظلام هو إطار للنور، محيط به؛ من أجل هذا قال الإسلام إننا لا نكره الإنسان بل نكره فعله أو انحرافه عن الرأي السديد ولكل علاجه وظرفه؛ فإن تاب أتى كما ولدته أمه "وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ" (التوبة: 6). من أجل هذا كان سيف الله المسلول وكان عمر أمير المؤمنين، وتحول كفار الأمس إلى دعاة هداة للعالمين، وإلا فإن قتلت مخالفك فلا دعوة ولا عزوة ولا حياة؛ الحكمة تكمن في التوازن بين من عاش في النور الدائم وقد يعمى عن التفاصيل، ومن غرق في الظلام فقد يغطي عينيه منبهرا ويعود إلى الكهف ما لم يشهد نسائم الصبح وخيوط الشمس تبشر بيوم جديد.

خاتمة:

إن الظلام واسع، والشر قادر ومتمكن لأنه الأكبر دوما، فتفعيل البصيرة غير البصر، وكم من أعمى يرى ما لا يراه ذو العينين. نحن في الأرض لامتحان منظومتنا العقلية، فعلى قدر فاعليتها يتسع النور من حول الناظر، فإن أغمض عينيه أو لم يشعل شموع المعرفة بقيَ قانعا بظلمة انطباعاته أو ما تلقى، ويظن أنه يعيش في النور، فلا بد من إشعال شموع المعرفة ولا يكتفي بتكديسها أو القناعة بها انطباعا وظنا وتجميد الفكر؛ ذلك مثله كالحمار يحمل أنواعَ الغذاء وهو جائع.


مقالات مشابهة

  • عشاء في السماء ينقلب كابوسًا لعائلة
  • القمر البارد العملاق.. ظاهرة فلكية تخطف الأنظار في ديسمبر
  • اقتران القمر بكوكب زحل يزيّن سماء الحدود الشمالية
  • ظاهرة فلكية مميزة تزين سماء الجزائر سهرة اليوم
  • سحر السماء في حضن الحضارة 63 بالون يحلق فوق الأقصر
  • بين وهج الضياء وغربة العتمة
  • الحصاد الأسبوعي لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية.. أبرز الأنشطة والفعاليات
  • الإمارات للفلك ترصد ظواهر سماوية مميزة خلال ديسمبر
  • بالإنفوجراف..نشرة الحصاد الأسبوعي لرصد أنشطة وزارة التنمية المحلية
  • «التنمية المحلية × أسبوع».. نشرة الحصاد الأسبوعي لـ أنشطة الوزارة