أعلن الكرملين، الجمعة، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التقى مساعد الزعيم الراحل لمجموعة "فاغنر" العسكرية، يفغيني بريغوجين، وطلب منه تدريب متطوعين للقتال في أوكرانيا.

وذكر الكرملين أن بوتين ناقش خلال لقائه القائد السابق في مجموعة "فاغنر"، أندريه تروشيف، "سبل استخدام الوحدات القتالية التطوعية" في حرب أوكرانيا.

ووفقا لما نقلته وكالة "ريا نوفوستي" للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، فإن تروشيف "يعمل الآن لدى وزارة الدفاع الروسية بصفة رسمية"، بعد أن كان مساعدا لزعيم المرتزقة الراحل.

ويُعتقد أن تروشيف، وهو مقدم سابق في وزارة الشؤون الداخلية الروسية، كان "جهة الاتصال الرئيسية بين بريغوجين ووزارة الدفاع"، خلال الحرب في أوكرانيا. 

وذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أنه بعد أيام قليلة من تمرد "فاغنر"، عرض بوتين على المرتزقة الفرصة لمواصلة القتال، لكنه اقترح أن يتولى تروشيف المسؤولية خلفا لبريجوزين.

وقال بوتين: "أنت كنت تقاتل بنفسك في المجموعة منذ أكثر من عام، وتعرف ما هو المطلوب منك من خلال إيجاد الحلول المسبقة للإشكالات (في أرض المعركة) حتى تسير الأعمال القتالية بأفضل الطرق وأكثرها نجاحا".

ويعد تروشيف من المقاتلين المخضرمين في القوات الروسية، وشارك في حروب روسيا في أفغانستان والشيشان، ويتحدر من مدينة سان بطرسبرغ، مسقط رأس بوتين، والتقطت له عدة صور برفقة الرئيس.

ووصف الاتحاد الأوروبي في وثيقة صادرة عام 2021، تروشيف بأنه "المدير التنفيذي" لمجموعة "فاغنر"، وأحد الأعضاء المؤسسين لها.

وقال الاتحاد الأوروبي حينها، إن "تروشيف متورط بشكل مباشر في العمليات العسكرية لمجموعة فاغنر في سوريا".

"سيدوي".. من هو "الأشيب" الذي يدفع به بوتين إلى مكان زعيم فاغنر؟ في مقابلة مع صحيفة كوميرسانت الروسية نشرت تفاصيلها، الجمعة، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه عرض على مجموعة فاغنر للمرتزقة فرصة لمواصلة القتال بعد تمردهم الفاشل، لكن مع تنحية قائد المجموعة يفغيني بريغوجين.

وكانت مجموعة "فاغنر" تقاتل مع الجيش الروسي في حرب أوكرانيا، لا سيما في باخموت، المدينة التي كانت مسرحا لأعنف المعارك الدائرة شرقي البلاد.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فإن تروشيف يعد أحد الشخصيات العامة القليلة في "فاغنر"، التي "لم تكن مدرجة في قائمة ركاب الطائرة" التي سقطت شمال غربي موسكو، وأودت بحياة بريغوجين.

ولقي بريغوجين مصرعه في حادث تحطم طائرة في موسكو خلال الشهر الماضي بعد شهرين على تمرده المسلح على قيادات وزارة الدفاع وزحف قواته للعاصمة الروسية.

وتشتبه الدول الغربية في تلاعب ما من جانب الكرملين في التحقيق بشأن الطائرة، خصوصا وأن الحادث وقع  في 23 أغسطس، بعد شهرين على إعلان بريغوجين تمردا على القيادة العسكرية الروسية.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

ماذا تقول بيرل هاربر الروسية عن قبة ترامب الذهبية؟

أثارت الهجمات التي شنتها أوكرانيا، الأحد، على نطاق واسع في عمق الأراضي الروسية بمئات المسيرات جدلا واسعا داخل المؤسسات العسكرية وأروقة مراكز الأبحاث الدولية، وتناولها المعلقون بالتحليل واستخلاص العبر.

وقارن بعض المحللين العسكريين بينها وبين هجوم اليابان في 7 ديسمبر/كانون الأول عام 1941 على الأسطول الأميركي القابع في المحيط الهادي في قاعدته البحرية في ميناء بيرل هاربر بجزر هاواي، وهو الحدث الذي أرغم الولايات المتحدة على دخول الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إندبندنت: العلاقات بين أربيل وبغداد على حافة الانهيارlist 2 of 2صحيفة روسية: حاملة الطائرات البريطانية الأكثر شهرة تتجه إلى الحوثيين للانتحارend of list

وفي تقرير لمراسلها جيسوس ميسا، ذكرت مجلة نيوزويك أن الهجوم الأوكراني بالمسيرات جاء بعد أيام قليلة فقط من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزم إدارته بناء درع صاروخية فضائية ضخمة يطلق عليها اسم "القبة الذهبية" بتكلفة 175 مليار دولار قادرة على حماية الولايات المتحدة من الهجمات بصواريخ فرط صوتية وصواريخ باليستية عابرة للقارات بحلول عام 2029.

وحسب تقديرات مكتب الميزانية بالكونغرس، فإن المشروع قد يكلف مبالغ تصل إلى 830 مليار دولار وربما يستغرق 20 عاما لإنجازه.

وتقول المجلة الأميركية في تقريرها إن بعض أجزاء القبة الذهبية مستوحاة من مبادرة الدفاع الإستراتيجي الفاشلة للرئيس الأسبق رونالد ريغان، والتي عرفت آنذاك باسم "حرب النجوم". لكن النقاد يجادلون بأن تلك المبادرة لم تعد واقعية اليوم أكثر مما كان عليه الحال قبل 4 عقود.

إعلان

وقد حذر المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية -المعروف باسم تشاتام هاوس ومقره لندن- من أن القبة الذهبية تنطوي على مخاطر تنذر بزعزعة الاستقرار العالمي وتسريع التنافس الإستراتيجي بين الدول.

واستشهدت نيوزويك بما كتبته جوليا كورنوير الباحثة في تشاتام هاوس بأن نظاما يطمح إلى جعل الولايات المتحدة محصَّنة ضد الهجمات الصاروخية سينظر إليه خصومها على أنه محاولة لتقويض منطق الردع النووي.

ويرى محللون عسكريون تحدثوا إلى المجلة أن على الولايات المتحدة أن تعيد تقييم أولويات دفاعها الصاروخي وإذا كانت مُعدَّة للمستقبل، أم إنها أسيرة ماضٍ لم يعد موجودا.

رونالد ريغان الرئيس الذي تحدث عن مشروع حرب النجوم (غيتي)

ويقول خبراء عسكريون نقلت عنهم المجلة أيضا إن القبة الذهبية فشلت في الاختبار الأساسي لمعرفة مدى جدواها وملاءمتها.

وفي مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست يوم السبت، حذر المحلل العسكري ماكس بوت من أن حروب المستقبل لن تخاض بالدروع الصاروخية الضخمة من الفضاء، بل بأسراب من الطائرات المسيرة الرخيصة الثمن والقابلة للاستهلاك.

ومع تزايد قدرة أسراب المسيرات على تدمير البنية التحتية العسكرية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات مقابل جزء بسيط من التكلفة، يقول المحللون العسكريون الذين تحدثوا إلى مجلة نيوزويك إن على الولايات المتحدة أن تعيد تقييم ما إذا كانت أولويات الدفاع الصاروخي لديها موجهة للمستقبل.

وأشار المقال إلى أن أوكرانيا تستهدف إنتاج 4.5 ملايين طائرة مسيرة هذا العام بتكلفة تبلغ في المتوسط 580 دولارا فقط للواحدة، وهو رقم يتضاءل أمامه حجم الإنتاج الأميركي الحالي من المسيّرات.

ووفق نيوزويك، فإن بإمكان الولايات المتحدة نظريا أن تصنع أكثر من 43 مليون طائرة مسيرة بنفس تكلفة المرحلة الأولى من القبة الذهبية التي تقدر بنحو 25 مليار دولار.

إعلان

وتساءل بوت: "إذا كان الأوكرانيون قادرين على التسلل بمسيرات على مقربة من القواعد الجوية الرئيسية في دولة بوليسية مثل روسيا، فما الذي يمنع الصينيين من فعل الشيء نفسه مع القواعد الجوية الأميركية؟".

وحذرت جوليا كورنوير من أن الخصوم يمكن أن يردوا بتعزيز ترساناتهم الخاصة، مما يدفع الولايات المتحدة وخصومها إلى سباق تسلح مزعزع للاستقرار.

وبدورهما، علّق بنجامين غيلتنر وجاستن لوغان -وهما محللان لشؤون الأمن القومي في معهد كاتو للأبحاث في واشنطن العاصمة- بأن مشروع القبة الذهبية "مكلف، ومن غير المرجح أن ينجح" في المهام المنوطة به.

واعتبر الاثنان في مقال نشرته لهما صحيفة "ذا سبيكتاتور" البريطانية أن "تصميم منظومة الدفاع الصاروخي الأميركي (المقترحة) على غرار القبة الحديدية الإسرائيلية خطأ".

ومن جانبها، حثت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا واشنطن على التخلي عن نشر الأسلحة في الفضاء، وقالت إن القبة الذهبية ستقوض الاستقرار الإستراتيجي.

ومع تصاعد التهديدات العالمية بالتزامن مع التقدم السريع في مجال التكنولوجيا، يستمر الجدل حول ما إذا كانت الدروع الصاروخية العالية التكلفة -مثل القبة الذهبية- قادرة على مواكبة التكتيكات المنخفضة التكلفة والعالية التأثير التي تعيد تشكيل الحرب الحديثة.

مقالات مشابهة

  • الكرملين يستبعد قمة بوتين وزيلينسكي وترامب: محادثات السلام لا تزال معقدة
  • الكرملين يكشف إبلاغ بوتين بالضربات الأوكرانية بالعمق الروسي وقت وقوعها
  • ماذا تقول بيرل هاربر الروسية عن قبة ترامب الذهبية؟
  • الكرملين: لا نتوقع أي تقدم سريع بشأن التسوية في أوكرانيا
  • ماذا يفعل الحجاج في يوم التروية؟.. الإفتاء توضح
  • السرية كبيرة.. ماذا يفعل حزب الله تنظيمياً؟
  • بنود مثيرة للجدل.. تفاصيل المذكرة الروسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • أوكرانيا: إخلاء 25 بلدة في مقاطعتي دنيبروبتروفسك وسومي.. تفاصيل
  • الكرملين: اللقاء بين بوتين وترامب يحتاج ترتيبات دقيقة ولا اتفاق حتى الآن
  • أوكرانيا تعلن تفجير قطار عسكري للقوات الروسية