الي الكيانين الإرهابيين (الدعم السريع والمؤتمر الوطني).. وداعاً !!
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
(1)
كثيراً ما كان يراسلني الكاتب غير الكاشف لهويته (ثروت قاسم) في بريدي الخاص. وثروت الذي اعترف لي بنفسه بأنه اسم لقلمه و ليس أسمه الحقيقي؛ كان يداوم و بلطف بالغ على حثه لي للوقوف مع مليشيا الدعم السريع ضد المؤتمر الوطني.
لكن كنت أتجاهل دعوته بلطف أزيد.
ذلك لأن الأشرار ملة واحدة ، و ليست من الحكمة، بل من الأخلاق الإستعانة بشرير ضد شرير آخر.
الأشرار إن اتفقوا فعلوا بالوطن و إنسانه ما جرى في دارفور منذ العقدين و في جبال النوبة و انقسنا و ثورة سبتمبر 2013 و مذبحة فض الإعتصام و غيرها من الجرائم التي أرتكبت بالخرطوم و غيرها.
و إن اختلفوا تمخض عنه ما نحن فيه؛ أي ما حدث في الجنينة، و ما يجري الآن في الخرطوم و غيرهما من مدن معاناة السودانيين.
(2)
سبق أن اوردت قصة صديقي د. محمد يوسف و الذي انتقل من بلدته في شمال الخرطوم للعمل كطبيب بإحدي المدن الصغيرة جنوبي ولاية جنوب دارفور .
و لأن الدكتور محمد يوسف كان الطبيب الوحيد بالمنطقة دُعي ضمن أعيان المنطقة لحضور إجتماع مع "تنوير" من قبل أناس قد قدموا من الخرطوم خصيصاً.
الوفد الخرطومي الزائر كان قد وصل على متن مروحية عسكرية.
محمد يوسف الذي رحل عن هذه الفانية قبل أكثر من ثمانية عشر عامٍ من تاريخ إختلاف شركاء ذلك اليوم في 15 ابريل الماضي ؛ صُدم لما سمعه من رئيس الوفد و نائب رئيس الجمهورية أنذاك ايضاً الأستاذ على عثمان محمد طه.
إستخدم الأستاذ علي عثمان محمد طه كلمات (لا يمكن كتابتها هنا) لتحريض المواطنين البسطاء ضد أبناء جلدتهم.
تلك كانت بداية الميلاد العملي لمليشيا الجنجويد و إبنتها الشرعية قوات الدعم السريع لاحقاً.
(رحم الله أخي محمد يوسف و أسكنه الفردوس).
(3)
مازلت على قناعتي (التي تحتمل الخطأ قبل الصواب) بأن رعونة و صبيانية بعض مكونات قحت في حكومة الفترة الإنتقالية و تعاطيها مع إدارة الدولة بعقلية طلاب أركان النقاش بالجامعات و ليست بعقلية رجال الدولة هو ما أغرى عودة الكيزان الي الساحة.
سبق أن ذكّرتُ الناس مراراً في تدويناتي الشخصية المتواضعة و (التي أطلق عليها مقالاتٍ مجازاً ) بضرورة إظهار أعلى درجات الدعم من قبل الأحزاب الكبرى لحكومة الثورة بقيادة الدكتور عبدالله حمدوك. لكن و للأسف لم يحدث شيء من ذلك القبيل.
بل حزب عريق بقامة الحزب الشيوعي السوداني؛ بإرثه النضالي الباذخ كرس كل جهده و طاقته في إستعداء حكومة الفترة الإنتقالية حتى انقض عليها شريكا الشر ( المؤتمر الوطني و الدعم السريع) في 25 اكتوبر 2021 المشؤوم.
(4)
من المحزن تصديق البعض للشعارات الجوفاء التي يرفعها مستشارو القائد السابق لمليشيا الدعم السريع الاخ الراحل محمد حمدان دقلو.
مليشيا الدعم السريع لا تؤمن بحرمة إزهاق روح النفس البشرية بغير حق، و التي جاءت في جميع الأديان السماوية ، فكيف لها ان تكون جزءاً مساهماً في التحول الديمقراطي المنشود بالسودان ؟
فهي ليست جزءاً من الحضارة الإنسانية بالأساس.
(5)
ندرك ان جيشنا الذي اختطف جزئياً من قبل التنظيم الإجرامي لما يزيد عن ثلاث عقود يحتاج الي إصلاحات مفصلية و هائلة .
لكن تلك الإصلاحات من الأفضل لها ان تتم في ظل حكومة مدنية ديمقراطة و تحت إشراف فني دقيق من قبل الشرفاء غير المتحزبين من أبناء القوات المسلحة - بغية الوصول بجيشنا الي جيش قومي محترف و ملتزم بمهامه الدستورية و يمثل جميع مكونات الشعب السوداني و تطلعاتها القومية .
أنه لمن الجنون التفكير في حله أو هزيمته بإستخدام مليشيا قبلية قوامها من المرتزقة المأجورين القادمين من وراء الحدود.
تداعيات ما فعله بول بريمير بالجيش العراقي مازالت ماثلة في المنطقة برمتها و منها تنظيم القاعدة ببلاد الرافدين و الداعش.
(6)
بالأمس فرضت الولايات المتحدة العقوبات على زعيم المؤتمر الوطني ( الحركة الاسلامية ): علي أحمد كرتي و على شركتين من الشركات الداعمة لمليشيا الدعم السريع ( جي أس كيه ادفانس) ، (أفياتريد).
حسناً فعلت الخزانة الأمريكية، لكن ما يحتاجه شعبنا اليوم هو تصنيف كل من مليشيا الدعم السريع و حزب المؤتمر الوطني ككيانين إرهابيين من قبل الولايات المتحدة و الإتحاد الأوروبي و الإتحاد الأفريقي أيضاً.
و مصادرة جميع ثروات الكيانين و المكتنزة في كل من السودان و تركيا و بعض دول الخليج و شرق افريقيا و التي نهبت من خيرات الدولة بالشراكة أو الإنفراد، و ذلك لإعادة بناء البلاد و تعويض العباد.
ذلك إن أراد المجتمع الدولي مساعدة شعبنا في نضاله لتحقيق حلمه في إقامة دولة مدنية ديمقراطة مستقرة و آمنة لذاتها و للعالمين من حولها.
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com
///////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع المؤتمر الوطنی محمد یوسف من قبل
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن العثور على مقابر جماعية في معتقل للدعم السريع
الجيش السوداني أكد تحرير عدد كبير من المعتقلين “مدنيين ومتقاعدين من القوات النظامية” اعتقلتهم قوات الدعم السريع من منازلهم.
الخرطوم: التغيير
أعلن الجيش السوداني، العثور على مقابر جماعية تضم رفات المئات داخل مدرسة اتخذتها قوات الدعم السريع معتقلاً في منطقة الصالحة جنوبي أم درمان بولاية الخرطوم، وذلك عقب استرداد الجيش للمنطقة.
وأمس الأول أعلن الجيش اكتمال سيطرته على ولاية الخرطوم بشكل كامل، وأكد خلو العاصمة من أي وجود لقوات الدعم السريع، بعد عمليات عسكرية متواصلة ضمن ما سماه “حرب الكرامة الوطنية”.
وقالت القوات المسلحة السودانية، إنها عثرت خلال عملياتها الأخيرة لتطهير مناطق جنوب أم درمان، على مقابر جماعية تضم رفات ضحايا احتجزتهم مليشيا أسرة دقلو (إشارة إلى الدعم السريع) داخل إحدى المدارس بمنطقة الصالحة جنوبي أم درمان، حيث استخدموا كدروع بشرية في ظروف إنسانية مأساوية.
وأضاف أن القوات تمكنت من تحرير عدد كبير من المدنيين والمتقاعدين من القوات النظامية، كانت “المليشيا” قد اعتقلتهم من منازلهم على خلفية انتماءات عرقية، دون ارتكابهم لأي جرم.
وكشف البيان أن عدد المحتجزين داخل المدرسة كان 648 مواطناً “استشهد منهم 465 بسبب الإهمال الحاد ونقص الغذاء والدواء والرعاية الطبية قبل أن يتم دفنهم في مقابر جماعية، ضمّت بعضها أكثر من 27 جثماناً”.
ولم تعلق قوات الدعم السريع على هذه المزاعم، غير أنها ظلت تنفي كل الاتهامات التي توجه لها بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وإساءة معاملة المدنيين واعتقالهم دون مسوغات، فضلاً عن جرائم أخرى تتصل بالاغتصاب والإرهاب الجنسي، فيما ترد الاتهام إلى قوات الجيش بارتكاب الفظائع.
ومثلت استعادة الجيش لمناطق الصالحة والجموعية جنوبي أم درمان وإعلان خلو ولاية الخرطوم من الدعم السريع، أبرز التطورات الميدانية منذ اندلاع القتال بينه وبين قوات الدعم السريع منتصف أبريل 2023م، والذي خلف آلاف القتلى وشرد الملايين، وتسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخ السودان الحديث.
الوسومأم درمان الجموعية الجيش الدعم السريع السودان الصالحة حرب 15 ابريل ولاية الخرطوم