سواليف:
2025-06-27@16:55:18 GMT

تعددت الأحزاب وعمّ الخراب

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

تعددت الأحزاب وعمّ الخراب

تعددت #الأحزاب وعمّ #الخراب

المهندس : عبدالكريم أبو #زنيمة
بداية لا بد من التأكيد أنه يستحيل بناء دولة مزدهرة ورائدة وتنمية مستدامة ومتطورة دون وجود بيئة سياسية ديمقراطية وأحزاب فاعلة في إدارة الدولة سواء كانت في السلطة التنفيذية أو في مقاعد المعارضة، فكلاهما يتممان بعضهما كما هو في الدول الديمقراطية ذات الحكومات البرلمانية التي تفرزها صناديق الاقتراع غير المزورة ، لذلك يسود فيها الأمن والاستقرار والرخاء وتتحقق بها التنمية بكل تفصيلاتها .


ظهرت الأحزاب السياسية الأردنية مع بداية عهد الدولة الأردنية ،وتطورت مع تطورها في المراحل الأولى ، لكن جرى الانقلاب عليها عام 1957 وزجّ بالكثير من قادتها والحزبيين والنشطاء السياسيين والمعارضين في المعتقلات وحُكمت البلاد حتى عام 1989 بالأحكام العرفية ، خلال هذه الفترة جرى ملاحقة وتشويه القوى السياسية والتنكيل بهم ” اعتقال ، حرمان من العمل ، حرمان من السفر ، معاقبة الأبناء والأحفاد والأقارب بجريرة آبائهم وذويهم ..الخ ” باستثناء جماعة الإخوان المسلمين الذين تحالفوا مع السلطة الحاكمة ، هذا القمع والملاحقة أضعف الأحزاب لكنها استمرت بنشاطها السري وحافظت على مصداقيتها واستقطابها للشارع الأردني وكانت أكثر تأثيراً وأقرب لنبضه مما هي عليه الآن .
بعد الانفتاح الديمقراطي عام 1989 علقت الآمال على التحول الديمقراطي والانتقال بالأردن إلى مصاف الدول البرلمانية الرائدة ، لكن إقرار قانون الصوت الواحد فيما بعد أحدث نكسة سياسية وشكل ضربة قاسية جدا لدور القوى والأحزاب السياسية ، ولوث البيئة السياسية برمتها ، هذا القانون هدف إلى تفتيت القوى السياسية وإلى تكريس الاصطفافات العشائرية والجهوية والفئوية والمناطقية وكان من نتائجه أن أفرغ الدور البرلماني من مضمونه الرقابي والتشريعي وحوله إلى خدماتي وجعل منه أداة جديدة بيد السلطة التنفيذية .
للأسف وأمام التحديات والمخاطر التي يواجهها الأردن نجد أن الأحزاب السياسية وبدلاً من أن تطور ذاتها وهياكلها التنظيمية وأدواتها وبرامجها ووسائل تواصلها للتأثير على الشارع والتفاعل معه نجدها قد انكفأت على نفسها وتقلّصت وتراجعت أنشطتها وأصبحت تابعة وغير متبوعة وانشغل الكثير منها بالخلافات الداخلية حتى تجاوزت نسبة الرفاق خارج أحزابهم اكثر من 50% لا لخلافات فكرية ولا لتجاوزات تنظيمية بل بسبب المصالح الشخصية والامتيازات وخاصة بعد المخصصات المالية الحكومية ، ومن المفارقات العجيبة أن البنية الداخلية لغالبية الأحزاب ونهجها وسلوكها لا تقل سوءاً عن سلوك وممارسات النظام السياسي الحاكم الذي تُطالب بأصلاحه ، فمن جهة تطالب بالديمقراطية وهي لا تمارسها داخل صفوفها وتطالب بتداول السلطة وهي نفسها تبايع أمين عام الحزب وحاشيته مدى الحياة ! كذلك تطالب بالمشاركة الشعبية وفرض سلطة الشعب وهي تتخذ قراراتها في قيادة ورأس هرم الحزب وتفرضها على قواعدها ، هي من تطالب الحكومات بتغيير الحرس القديم واستقطاب كفاءات مؤهلة ودماء جديدة ، وهي من تتمسك بمن هم على حواف قبورهم في المواقع القيادية للحزب ولجانه ، هذه الأخطاء والممارسات فوتت على الأحزاب فرص التجديد ومواكبة المتغيرات ونتج عنها انشقاقات وانقسامات داخلية واتهامات بين رفاق الحزب الواحد وصرفت الجهود عن متابعة قضايا وهموم الشعب والتواجد الفعلي في الشارع للتصدي للمخاطر ، وكلنا يتذكر عندما كانت هناك حراكات شعبية في الشوارع والساحات فضلت غالبية الأحزاب وقياداتها الغياب والتواري عن المشهد وإن تواجد البعض منهم فكانوا في الصفوف الخلفية للحشود .
للأسف فقد فشلت وعجزت الأحزاب ذات المرجعية الفكرية الواحدة من توحيد صفوفها ، وفشلت كذلك احزاب المعارضة من إعداد ورصّ صفوفها خلف برنامج إنقاذ وطني يخلص البلاد والعباد من الأوضاع المأساوية التي نعيشها ، هذه الأحزاب كل ما أنجزته خلال الثلاثة عقود الماضية هو سب وتقريح وذم الحكومة ، والنضال في ساحات الشاشات الاعلامية من خلف الميكروفونات وبيانات الشجب والتنديد ، حتى حفظ البعض منهم عن ظهر قلب موسوعة هذه البيانات !
الخطر الأكبر القادم يكمن بالأحزاب الموسمية النفعية ، هناك أصحاب نفوذ ممن تناوبوا مواقع المسؤوليات عبر العقود الماضية مدعومين أمنيا ويؤازرهم مشايخ الصيني شكلوا أحزابا بمسميات مختلفة يملكون كل أدوات وعناصر الوصول لقبة البرلمان ” تنفيعات وتعيينات ، أموال سوداء ، إعلام ووسائط ووسائل تواصل ، دعم وتسهيلات حكومية وأمنية ، نفوذ ..الخ ” ينشطون لخوض الانتخابات القادمة ،غالبية أو كل الكوتا الحزبية البرلمانية القادمة ستكون منهم ،هؤلاء سيعيدون تدوير الكثير من الوجوه التي أوصلت البلاد إلى هذا الخراب ولكن بوجوه وأقنعة برلمانية ! البرلمان القادم سيكون الأخطر – حيث ستُقرّ كل الإملاءات الخارجية وكل الخفايا والخبايا ولكن بصبغة ونكهة برلمانية حزبية شعبية يكون الخاسر الوحيد فيها الأردن شعبا وأرضا وهوية .
المهندس : عبدالكريم أبو زنيمة

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأحزاب الخراب

إقرأ أيضاً:

إحباط محاولة انقلاب في أرمينيا

قال رئيس الوزراء الأرميني نيكزل باشينيان  اليوم الأربعاء، إنّ قوات الأمن أحبطت محاولة انقلاب تورط فيها رجل دين نافذ. وسط تصاعد المواجهة مع قيادة الكنيسة الأرمنية.

وكتب باشينيان على منصة تليغرام: “أحبطت قوات الأمن مخططاً خبيثاً لرجال الدين المجرمين يهدف إلى زعزعة الاستقرار في جمهورية أرمينيا والاستيلاء على السلطة”.

ونشر باشينيان بياناً صادراً عن لجنة تحقيق أرمينية، جاء فيه أنّ رئيس الأساقفة  سعى منذ نوفمبر2024 إلى تغيير السلطة بوسائل لا يسمح بها دستور جمهورية أرمينيا”. وذكرت لجنة التحقيق أنّ غالستانيان: “حصل، بموافقة مسبقة من عدد من أعضاء الحركة، على الوسائل والأدوات اللازمة لتنفيذ أعمال إرهابية وانتزاع السلطة”. وأضافت أنّ “عمليات التفتيش جارية في منازل رئيس الأساقفة باغرات وحوالى 30 من معاونيه”.

وقال النائب غارنك دانياليان، المقرّب من رئيس الأساقفة، للصحافيين، إنّ “هذه أفعال نظام دكتاتوري”، واصفاً الاتهامات الموجّهة إلى رجل الدين بالمفبركة. واتّهم غالستانيان، زعيم حركة “الكفاح المقدّس”، باشينيان العام الماضي بتسليم الإقليم لأذربيجان وقاد احتجاجات واسعة فشلت في نهاية المطاف في إطاحة رئيس الوزراء.

مقالات مشابهة

  • الفلسفة السياسية والنظرية السياسية (2): الأيديولوجيا
  • احتجاجات في تعز تغلق المنفذ الوحيد للمدينة رفضًا لفساد السلطة وحرمان الجرحى
  • عضو بمجلس نينوى: غياب الرؤية السياسية أدى لإرباك بالملفات المصيرية
  • وفد من الشؤون السياسية يزور كنائس عدة في حمص
  • اتفاق جوبا وتصاعد الصراع على السلطة
  • أمين تنظيم الجيل: الأحزاب حلقة الوصل بين الدولة والمجتمع
  • هل أخذ قرض من البنك يجلب الخراب والفقر؟
  • طريقة السلطة المكسيكية الباردة
  • إحباط محاولة انقلاب في أرمينيا
  • ليست مسرحية بل لعبة العروش السياسية