حكاية مدرس كان سببا في نجاح محمد فريد في التمثيل.. صاحب فضل عليه (فيديو)
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
حالة من الحزن سيطرت على الوسط الفني ومحبي الفنان محمد فريد بعد تلقي خبر وفاته منذ قليل، وذلك بعد صراع مع مرض نقص الهيموجلوبين في الدم الذي تسبب في تدهور حالته الصحية ودخوله إلى المستشفى رحلة محمد فريد الفنيةً.
رحلة فنية طويلةرحلة طويلة خاضها الفنان الراحل محمد فريد في مسيرته الفنية، حيث قدم العديد من الأدوار وشارك في العديد من المسلسلات والاعمال السينمائية وكان من أبرزها مسلسل ليالي الحلمية الذي كان سببا في شهرته.
عندما كان الفنان محمد فريد في المرحلة الثانوية كان يمتلك مواهب متعددة فهو كان محبا للعزف على الناي، حيث عندما كان في مدرسة بني سويف الثانوية أتيحت له الفرصة للتدريب على أكثر من آلة موسيقية على أيادي مدرسين متخصصين، فأجاد العزف على آلات العود والناي والكمان والطبلة واحترف العزف على الناي.
كان يوجد في المدرسة الثانوية التي يدرس محمد فريد ملحق لمعهد لمعهد فرنساوي وحينها جاء إليهم مدرس كان منقول من أسيوط وهو الفنان الراحل محمد فرغلي: «بدأت التمثيل في مدرسة بني سويف الثانوية، وكان بها قسم لتدريس اللغة الفرنسية، وجالنا مدرس فرنساوي كان منقول من أسيوط لبني سويف تمهيدا لنقله القاهرة، اسمه الأستاذ عبد الله فرغلي»، وفقا لما ذكره في لقائه في برنامج «صاحبة السعادة» مع الإعلامية إسعاد يونس.
في يوم كان الفنان محمد فريد يشارك في حفلات بمناسبات مختلفة منها حفلات المولد النبوي الشريف، وحينها علم بالأمر مدرسه الجديد وهو الفنان عبد الله فرغلي وأعجب بعزفه ولاحظ أن لديه قدرة في التمثيل لذلك طلب منه إنه يشارك معه وحجز عبدالله فرغلي قاعة للعرض السينمائي، وأعد فيها مسرحا ثم عرض على فريد بعض الأعمال، ومنها «30 يوم في السجن»، وجسد فيها محمد فريد دور الخادم وحينها نصحه فرغلي أن يذهب إلى القاهرة ليوجد فرص عمل أكثر ويعمل على تنميه موهبته.
الأعمال الفنية التي شارك بها الفنان محمد فريدأعمال فنية عديدة شارك بها الفنان الراحل محمد فريد، وكان سببا في شهرته ومن أشهر هذه الأعمال الذي قام بها شخصية «طأطأ» وهو «صبي عالمة» في مسلسل «ليالي الحلمية»، كما أنه جسد دور عازف ناي في مسرحية «راقصة قطاع عام» سنة 1985، مع يحيى الفخراني وسماح أنور وفؤاد خليل وعماد رشاد ومحمد الشرقاوي ومحمد الصاوي، من تأليف يوسف عوف وإخراج جلال الشرقاوي.
خلال الأيام الأخيرة تدهورت الحالة الصحية للفنان محمد فريد نتيجة إصابته بمرض نقص الهيموجلوبين في الدم وفقا لمًا كشفته ابنته في تصريحات سابقة لـ«الوطن» وطلبت له الدعاء بالشفاء.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محمد فريد الفنان محمد فريد وفاة الفنان محمد فريد الفنان محمد فرید
إقرأ أيضاً:
حكاية عجيبة من قصص الحرب في السودان
من أحاجي الحرب ( ١٩٥٤٥ ):
○ منقول:
□□ من قصص الحرب
□ مصادفة عجيبة
(حكاية رواها عادل عوض)
▪️عندما اندلعت الحرب في الخرطوم، بدت المدينة وكأنها لفظت أبناءها دفعة واحدة. وجدتُ نفسي، مثل كثيرين، مضطراً للرحيل بحثاً عن ملاذٍ آمن.
قادني القدر إلى مدينة “سنجة” بولاية سنار، مدينة لم أزرها من قبل، ولم أعرف عنها سوى اسم عابر في أطلس جغرافي قديم.
عند وصولي، لم يكن أمامي من خيار سوى البدء فوراً في رحلة البحث عن مأوى يأويني وأسرتي الصغيرة. تنقلت بين الأحياء أطرق الأبواب، دون جدوى. كانت الشمس قد بلغت كبد السماء، جسدي منهك، وروحي أثقل من قدمي. وعندما أُذِّن لصلاة الجمعة، دخلتُ أحد المساجد، أبحث في الصلاة عن سكينة تعيد إليّ أنفاسي.
بعد الصلاة، خرجت أجرّ خلفي خيبتي، أتمايل في شارع غارق في حرّ الشمس وخذلان الظروف.
لمحته من بعيد… رجل تجاوز الخمسين، تكسو وجهه ملامح وقار وطمأنينة. خالجني نحوه شعور غريب، كأن بيننا معرفة قديمة.
تقدمت منه وسألته مباشرة:
ــ “السلام عليكم يا حاج، ما في بيت للإيجار في الحتة دي؟”
توقف، التفت إليّ بتأنٍ، كأنه يتفحص غربتي. ثم سأل:
ــ “معاك أسرتك؟”
ــ “أيوة، معاي أولادي.”
ابتسم ابتسامة خفيفة، وقال:
ــ “تعال… أرح معاي.”
رافقته، متعلّقاً بخيط أملٍ واهن. قادني إلى منزلٍ واسع، بابه الخشبي العتيق وسوره المحاط بالأشجار يوحيان بعراقة وطمأنينة. نظرتُ إليه بشك وهمست:
ــ “لكن البيت ده شكله إيجارو غالي شديد.”
ابتسم كأنما يهبني حياة جديدة، وقال:
ــ “يا زول، هسه في زول سألك من الإيجار؟”
عجبت لقوله. لوهلة…لم ادر ماذا أقول. :
-“والله يا حاج ما عارف اقول ليك شنو؟”
“اتفضل يا ابن عمي أقعد في الجزو ده لحدي ما ربك يفرجها.”
ثم أدخلني إلى البيت وأخذ يريني مداخله وغرفه وهو يقول:
ــ “معليش، البيت داير شوية نضافة. أنا حأجيب زول ينضفو بعد شوية.”
أصررتُ أنني من سيتولى الأمر بنفسي.
قال وهو يناولني مفتاحاً:
ــ “الجزء التاني ساكنين فيهو أقاربي… وأنا ساكن بعد شارعين من هنا. اتفضل ده المفتاح.”
كانت كلماته مفاجئة، كأنها وحي نزل عليّ.
شكرته بحرارة، وعدتُ إلى أولادي الذين كانوا ينتظرونني في العربة تحت ظل شجرة. امتزج في قلبي امتنانٌ عظيم، عجز لساني عن التعبير عنه.
سكنتُ ذلك المنزل شهوراً، كانت، رغم قساوة الظرف، من أكثر فصول حياتي دفئاً واستقراراً.
لكن السكينة لم تدم…
جاءت “كتمة” سنجة — لحظة انفجر فيها الهلع من كل زاوية.
كانت ظهيرة مشؤومة، انقلبت فيها المدينة رأساً على عقب: صراخ، إطلاق نار، جموع تهرع في اتجاه واحد، أطفال يتعثرون في الركض، ووجوه تائهة وسط زحام الذعر.
كنت وقتها أعمل بسيارتي “الهايس”، أتنقل بين القرى المجاورة بحثاً عن الرزق. أسرعت عائداً إلى البيت، فركب الأولاد وأمهم في عجالة، وانطلقنا فارّين من سنجة، وسط طوفان بشري يجري لا يلوي على شيء.
في خضم الزحام، لمحتُ فتاة تحمل رضيعاً، يرافقها شقيقان صغيران يمسكان بطرف ثوبها الذي تمزق من أثر الجري وتعلق الصغيرين به. كانت تبكي بحرقة، وتلهث بأنفاس متقطعة. فتحتُ لهم باب السيارة دون تردّد.
ركبوا ومعهم آخرون، غير مصدقين أن في العربة متّسعاً.
انطلقتُ بين الطرقات، أتفادى الذعر، وأعبر شوارع تتساقط فيها القذائف، وكأننا في مشهد من فيلم يعجّ بمشاهد الخراب. المنازل هجرت في لحظات، وتُركت أبوابها مشرعة على المجهول.
وصلنا إلى منطقة تُدعى “أم بنين”، وهناك نزل معظم الركاب. ظننت أن دوري انتهى، إلى أن وقعت المفاجأة التي زلزلت وجداني.
في لحظة هدوء نادرة، وأثناء تبادلنا كسرة أمان، عرفتُ أن الفتاة تُدعى ريماز…
وما إن سمعتُ اسم والدها حتى قفزت من مقعدي غير مصدّق لأذني:
ــ “محمد آدم…”
يا الله… إنه هو!
الرجل الذي منحني المأوى يوم وصلت سنجة، دون سابق معرفة، ودون أن يسألني شيئاً.
الدهشة عقدت لساني، وامتلأت عيناي بدموعٍ لا أدري إن كانت حزناً أم فرحاً أم ماذا؟. لم تكن “ريماز” تملك هاتفاً، ولا تعرف عنواناً. كانت تهرب فحسب… كما فعلتُ أنا يوماً ما.
لكن القصف امتد إلى “أم بنين”، فواصلنا الفرار نحو “الدمازين”، وأخذناها معنا.
حاولتُ الاتصال بوالدها مراراً… الهاتف مغلق.
مكثت ريماز وأخواها معنا أكثر من سبعة أشهر، أصبحوا خلالها أبناء لنا. كنت أبحث عن خيط يقودني إلى محمد آدم دون جدوى.
وفي إحدى المصادفات، التقت ريماز بقريبة لها، فأوصتها أن تُبلّغ والدها بمكانها.
وبعد سلسلة من الاتصالات والمعارف، وصلت الرسالة.
كان والدها قد فقد الأمل… اعتقد أنهم قد فارقوا الحياة.
وبعد انتظارٍ طويل، جاء.
كان لقاءً أكبر من الكلمات، أعمق من كل الحكايات.
عناقٌ طويل… ودموع متدفقة…
يدٌ بيضاء صافحت يداً غريبة في يومٍ غريب، بمكان أغرب…
كان جميلاً ذلك المعروف الذي زرعه العم “محمد آدم”.
لم يضع…
ولا ينبغي له أن يضيع،
ما دام زارعه يحمل هذا القلب النقي وتلك الروح المعطاءة.
( منقول)