ساكو:ميليشيا بابليون وراء حريق الحمدانية
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
آخر تحديث: 2 أكتوبر 2023 - 10:48 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم، الكاردينال لويس ساكو، مساء أمس الأحد، إن سبب الحريق في قاعة الأعراس في مدينة الحمدانية في محافظة نينوى كان من “فعل فاعل باع ضميره ووطنه لأجندة معينة”، في إشارة إلى مليشيا “بابليون”، بزعامة ريان الكلداني، التي تسيطر على مناطق العرب المسيحيين في نينوى.
وطالب البطريرك في مقال نقله الموقع الرسمي لبطريركية الكلدان في العراق بمحاسبة “المجرمين الحقيقيين” دون تسييس، “احتراما للشهداء، وطمأنة المسيحيين أولاً والعراقيين بأن هناك عدالة تأخذ حقهم”.وأضاف البطريرك ساكو من روما قائلًا “الجميع يعلم أن الفساد ينخر جسم الوطن وأن بعض المليشيات لا تخاف الله ولا الحكومة ولا تخجل من الناس.. لقد تعب العراقيون من الشعارات والوعود التي لم تحقق شيئاً على أرض الواقع”.وجاء في المقال أن “سبب المحرقة الجماعية لم يكن الألعاب النارية وإنما هو من فعل فاعل مقصود، باع ضميره ووطنه لأجِندة معينة”، متسائلا عن التوقيت والغاية من هذا “الفعل الشنيع”. واقترح ساكو “تشكيل أزمة خلية لدراسة المواقف بموضوعية وحكمة، وليس بانفرادية، والانجرار وراء العواطف وترك المجال أمام جهات معروفة، لإلصاق التهم، وتصفية حسابات”.قبل ذلك، أعلن وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري نتائج التحقيق بحريق “عرس الحمدانية”، والذي أدى إلى مقتل وإصابات العشرات في خلال حفل زفاف، مشيراً إلى أنّ لجنة التحقيق توصي باعتبار “ضحايا حادثة الحمدانية شهداء”.وقال الشمري، في مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة العراقية بغداد، إنّ قاعة الهيثم المنكوبة كانت تتّسع لـ500 شخص فقط، وهي تحتوي على مواد سريعة الاشتعال، بالإضافة إلى وجود أقمشة فيها ساعدت أيضاً في سرعة انتشار الحريق، في حين أنّها تخلو من أبواب الطوارئ.وأضاف الوزير أنّ سبب الحريق مصدر ناري لامس مواد سريعة الاشتعال، ما أوقع 107 وفيات و82 إصابة، مشدّداً على وجود تقصير من صاحب القاعة، وأكد أنه (صاحب القاعة) تمكّن من سحب جهاز تسجيل كاميرات المراقبة وحمله إلى أربيل.وتابع الشمري أنّه تقرّر إعفاء قائمقام قضاء الحمدانية، ومدير بلدية قضاء الحمدانية، ومدير شعبة التصنيف السياحي في نينوى، ومدير مركز صيانة قضاء الحمدانية، ومدير قسم الإطفاء في نينوى، ومدير الدفاع المدني من مناصبهم. وكانت الحمدانية العراقية، التي تُعرَف أيضاً باسمَي قرقوش وبغديدا، قد شهدت مأساة، ليل الثلاثاء الماضي، عندما اندلع حريق رهيب في قاعة أعراس اشتعلت بمن فيها.وهذه المدينة الواقعة في محافظة نينوى، التي لحق بها دمار كبير بسبب وقوعها في مناطق سيطرة تنظيم “داعش” بين عامَي 2014 و2017، تحاول العودة إلى الحياة تدريجياً، علماً أنّ أكثر من 40 في المائة من أبنائها المسيحيين لم يعودوا إليها بعد. من جهته، قال الناشط المسيحي طارق بولص إن ساكو يقصد مليشيا “بابليون” التي تسيطر بالكامل على مدينة الحمدانية، وتعمل في توسيع مشاريعها الاستثمارية من خلال بناء المدارس الأهلية والمستشفيات وقاعات الأعراس.وأكد بولص، أن السلطات العراقية تتماهى مع زعيم المليشيا ريان الكلداني لاعتبارات سياسية ومصالح كثيرة تجمعهم معاً، “على حساب أوجاع وعذابات المسيحيين في البلاد”، بحسب تعبيره.وسبق أن انسحب ساكو من بغداد، ونقل سلطاته إلى مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، على خلفية قرار الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيينه في منصب بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم، ومن ثم إصدار أمرٍ قضائي باستقدامه للمحكمة، بتهم رفعها ضده زعيم مليشيا “بابليون”، المسيحية المدعومة من مليشيا “الحشد الشعبي” الشيعية التي تنشط في سهل نينوى.وتشهد قيادة الوضع المسيحي في العراق حالة من الصراع ما بين بطريرك الكنيسة الكلدانية لويس ساكو، وقائد جماعة “بابليون” المسلحة ريان الكلداني، وصلت خلال الأشهر الماضية إلى تبادل التهم والبيانات عبر وسائل الإعلام والمؤتمرات الصحافية، في مرحلة جديدة من الصراع على الوضع الديني والسياسي للمكون المسيحي، الذي لم يمر بحالة جيدة منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: فی العراق
إقرأ أيضاً:
البابا لاون من إسطنبول: وحدة المسيحيين تمر عبر حوار المحبة بعيدًا عن الهيمنة
أطلق صباح اليوم، قداسة البابا لاون الرابع عشر، نداءً قويًا لتعزيز الوحدة المسيحية من خلال ما أسماه بحوار المحبة، مؤكدًا أن هذا الحوار لا ينبغي أن يرتكز على أي شكل من أشكال الاستيعاب، أو الهيمنة، بل على الاحترام المتبادل، وتبادل العطايا الروحية.
جاء ذلك خلال زيارة الحبر الأعظم للكاتدرائية الرسولية الأرمينية، بإسطنبول، في اليوم الرابع من زيارته الرسولية إلى تركيا، قبيل توجهه إلى لبنان.
وخلال استقباله من قِبل صاحب الغبطة بطريرك الأرمن في القسطنطينية، سهاك الثاني، أثنى قداسة البابا على العلاقات الأخوية التي تربط بين الكنيسة الكاثوليكية، والكنيسة الرسولية الأرمنية، مستذكرًا الخطوات التاريخية التي أنجزها أسلافهما على درب الوحدة، من البابا القديس بولس السادس، وصولًا إلى قداسة البابا بندكتس السادس عشر.
وفي كلمة ألقاها أمام نحو 300 من المؤمنين، عبّر بابا الكنيسة الكاثوليكية عن تقديره العميق للشهادة المسيحية الشجاعة، التي قدمها الشعب الأرميني عبر التاريخ، رغم ما واجهه من ظروف مأساوية.
الوحدة الحقيقيةودعا الأب الأقدس إلى العودة إلى ينابيع الإيمان الرسولي، من أجل استعادة الوحدة التي كانت قائمة في القرون الأولى، مشددًا على أن الوحدة الحقيقية هي تبادلٌ للعطايا التي يمنحها الروح القدس، لا تبعية، أو تفوقًا لطرف على آخر.
واستشهد قداسة البابا لاون الرابع عشر بقديس القرن الثاني عشر، نرسيس شنورهالي، معتبرًا إياه نموذجًا للتفاني في خدمة المصالحة بين الكنائس.
ومن جهته، رحّب غبطة البطريرك سهاك الثاني بزيارة عظيم الأحبار واصفاً إياها بأنها بركة تعكس بوصلة أخلاقية يحتاجها العالم، مشيرًا إلى معاناة المسيحيين في الشرق الأوسط.
ودعا صاحب الغبطة قداسة البابا إلى استخدام نفوذه الروحي، للدفع نحو حماية هذه الجماعات، خصوصًا مع اقتراب زيارته للبنان، مختتمًا كلمته بأملٍ في أن يعود الإيمان النيقاوي، ليكون رباطًا لا ينفصم بين المؤمنين.
واختُتم اللقاء المسكوني بلفتة رمزية محلية قام بها الحبر الأعظم، حيث تناول قطعة من الخبز مغموسة بالماء، قبل أن يستعد لمغادرة تركيا، بعد ظهر اليوم، لمتابعة زيارته الرسولية إلى لبنان.