شفق نيوز/ عادت النجارة العراقية مؤخراً إلى إثبات جدارتها أمام الأثاث المستورد بعد أن كادت تنقرض خلال السنوات الماضية، وذلك لتطور عملها حتى أصبحت مشابهة للأثاث التركي والايطالي والمصري، لكن بمواد وعمل "أفضل"، وفيما يكشف مختصون بهذه المهنة وخبراء عن حجم التحديات التي تواجهها، يرى آخرون بارقة أمل "خطته" هذه المهنة لنفسها بعد فترات صعبة من المنافسة "غير العادلة" مع المستورد.

وتعد النجارة من التراث العراقي، وهي بارزة في شناشيل بغداد وكذلك في المباني القديمة والتراثية التي تحتوي جميعها على فن النجارة والديكور، وكانت دول العالم ترغب بتقليد هذا الفن في بلدانها، بحسب رئيس اتحاد نقابات العمال في العراق، ستار دنبوس.

صناعة عملاقة ولكن

ويؤكد دنبوس في حديث لوكالة شفق نيوز، ان "النجارة كانت من الصناعات المهمة والعملاقة في العراق، ويعمل في هذه الحرفة أعداد كبيرة من النجارين، التي لم تكن تقتصر على التراث، بل كل غرف النوم والأبواب والشبابيك وغيرها كانت تصنع بأيادٍ عراقية وبدرجة ممتازة".

ويضيف، "لكن التخبط الحكومي والاستيراد العشوائي ألحق الأذى بهذا الفن الأصيل، وكان من كوارث الحكومات المتعاقبة فرض ضرائب كبيرة على المواد الأولية التي تدخل في النجارة، مقابل إعفاء ضريبي على المواد المصنوعة كاملة، وهذا لا يوجد في جميع دول العالم".

واعتبر ان "عمليات الاستيراد العشوائي، غسيل أموال"، موضحاً بالقول: "لأن هناك عملة صعبة كبيرة تخرج، في وقت أن البلاد قادرة على الصناعة بطريقة أفضل وأرقى من المستورد، وفي الوقت نفسه تسد الحاجة المحلية".

تأثير المستورد

ويتفق الباحث الاقتصادي، أحمد عيد، مع ما ذهب إليه ستار دنبوس حول "تأثير غزو البضائع المستوردة للسوق العراقية على الإنتاج المحلي، وانعكاسه على مصالح أصحاب المهن الحرة ومنها النجارة".

ويؤكد عيد لوكالة شفق نيوز، أن "العراق يضم الكثير من النجارين الماهرين بقدرات فنية وجودة عالية تفوق المستورد بكثير، لكن السوق بدأت باللجوء إلى المستورد بسبب رخص المادة وقوالبها الفنية لوجود المكائن والآلات والمعدات الصناعية المتطورة في بقية البلدان".

ويضيف، أن "العراق يفتقد لأجود أنواع الأخشاب بسبب الطبيعة الجغرافية والبيئية للأراضي العراقية، ويعتمد النجارون على استيراد الأخشاب من الخارج بأسعار عالية، مما يرفع تكاليف إنتاج الصناعات الخشبية، خاصة مع عدم إمكانية الموردين الحصول على الدولار بالسعر الرسمي".

ويوضح، أن "الأخشاب المستوردة أثرت كثيراً على أصحاب المهن، وغادر عدد كبير من النجارين مهنتهم التي توارثوها بسبب تعرضهم لخسائر كبيرة نتيجة الاستيراد المفرد وغير المدروس".

وطالب عيد في ختام حديثه "الحكومة العراقية ونقابات المهن الحرة، بالعمل على وضع حد للاستيراد المفرط للصناعات الخشبية، ودعم النجارين العراقيين بالوسائل كافة، للحفاظ على هذا الموروث الوطني الاقتصادي".

ويؤيد حيدر حسين، وهو صاحب شركة لإنتاج وبيع الأثاث في بغداد، ما قاله ستار دنبوس وأحمد عيد، عن تأثير المستورد، مبيناً أن "المستورد في السنوات السابقة طغى على النجارة العراقية وكاد أن يخفيه، كما أن الزبون كان لا يهتم سابقاً بنوعية خشب الغرف".

المحلي يثبت جدارته

ويضيف حسين لوكالة شفق نيوز، "لكن في الآونة الأخيرة استطاعت النجارة العراقية إثبات جدارتها بالموديلات التي تصنعها المشابهة للمستورد لكن بمواد (خشب) وعمل أفضل".

ويؤكد، أنه "زاد الاقبال على النجارة العراقية من خلال العمل على أفضل وأجود أنواع الخشب، وهو خشب (الساج)، و(البلوط) و(السنديان) و(الزان) و(البورمي) للأشكال التركية والإيطالية والمصرية، لكن بنجارة عراقية درجة أولى من ناحية القياس وجودة العمل والدقة".

ولفت إلى أن "الضرائب على المواد الخام تزداد يوماً بعد آخر خاصة بالنسبة للمواد التي نحتاجها لإنتاج الغرفة المشابهة للمستوردة"، مبيناً أن "أسعار الغرف المنتجة محلياً تتراوح ما بين 1 إلى 14 مليون دينار".

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي شفق نیوز

إقرأ أيضاً:

نقابة الصيادلة: الدواء المصري يعادل المستورد في الجودة وسعره نصف الثمن

أكد الدكتور محفوظ رمزي، رئيس لجنة التصنيع الدوائي بنقابة الصيادلة، أن ما يُثار حول نقص أدوية علاج الفشل الكلوي وحقن البنج غير دقيق، موضحًا أن السوق المحلي يحتوي على كميات كافية تغطي احتياجات المرضى في الوقت الحالي.

وأضاف "رمزي"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج "يحدث في مصر"، المُذاع عبر شاشة "أم بي سي مصر"، أن نقص بعض الأدوية الأجنبية تم تعويضه بالكامل عبر ضخ كميات كبيرة من الأدوية المصرية البديلة في الأسواق، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي في إطار توجه الدولة نحو توطين صناعة الدواء والحقن، خاصة تلك المتعلقة بمرضى الفشل الكلوي، والتي تعتمد على تقنيات حديثة.

وأوضح أن العقار الخاص بمرضى الفشل الكلوي يُستورد من شركتين عالميتين فقط، بينما تتولى شركة محلية تصنيع البديل المصري بنفس المواصفات والجودة، وهو متوافر حاليًا في الصيدليات والمستشفيات، مشيرًا إلى أن الوصول إلى هذه الدرجة من الكفاءة في أحد المصانع المصرية يمثل إنجازًا علميًا وصناعيًا كبيرًا، مؤكدًا أن هناك مصريين في الخارج يبدون رغبتهم في الحصول على الدواء المصري نظرًا لجودته العالية.

وشدد على أن المادة الفعالة في الأدوية المحلية مطابقة لتلك المستخدمة في الأدوية المستوردة، وأن عملية التصنيع تخضع لمعايير ثابتة، موضحًا أن سعر الدواء المصري لا يتجاوز 50% من سعر نظيره المستورد مع الحفاظ على نفس الكفاءة العلاجية.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: نعمل على مُعادلة سعرية لتبادل الأسمدة المصرية بالمنتجات الزراعية الهندية
  • تباين في أسعار اللحوم البلدية والمستوردة اليوم
  • محلل سياسي من غزة لحديث القاهرة: شبح الحرب الأهلية يخيف الشارع
  • أسعار اللحوم بالأسواق اليوم الأربعاء 15-10-2025
  • نقابة الصيادلة: الدواء المصري يعادل المستورد في الجودة وسعره نصف الثمن
  • انسحاب مرشح حماة الوطن من سباق منافسة انتخابات النواب أمام عبد المنعم إمام
  • تباين فى أسعار اللحوم البلدية والمستوردة اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025
  • سعفان الصغير: باب المنتخب مفتوح أمام الجميع.. وأحمد الشناوي من أفضل الحراس في مصر
  • برج الجوزاء .. حظك اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025: فرص لإثبات كفاءتك
  • جمعت بين الثروة والتأثير السياسي.. من تكون ميريام أدلسون التي أشاد بها ترامب أمام الكنيست؟