لبنان ٢٤:
2025-07-01@16:01:26 GMT
تقاطع على الخيار الثالث.. هل نضجت ظروف اعتماده رئاسيًا؟!
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
ثمّة قناعة راسخة لدى كثيرين، في الداخل والخارج، ومنذ فترة غير قصيرة، بأنّ الاستحقاق الرئاسي لا يمكن أن يُنجَز في الظروف الحاليّة، إلا عبر الذهاب إلى "خيار ثالث"، بعيدًا عن المرشحين المعلنين، باعتبار أنّ أيًا من الأفرقاء لن يستطيع "فرض" مرشحه رئيسًا، طالما أن الفريق الآخر يمتلك "فيتو النصاب"، إن جاز التعبير، والذي تكرّس "وسيلة ديمقراطية مشروعة"، بشكل أو بآخر، رغم تحفظات البعض على مثل هذا "المنطق".
ولعلّ الحراك الدولي المرافق لتطورات الاستحقاق الرئاسي كرّس هذه القناعة في الأيام الأخيرة، بمعزَلٍ عمّا إذا كانت فرنسا لا تزال تمتلك "زمام المبادرة"، أم أنّ قطر استلمت "الراية" منها، إذ ثمّة "تقاطع" بين الجانبين عبّر عنه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان صراحةً حين دعا الأسبوع الماضي، إلى الذهاب إلى "خيار ثالث"، طاويًا بذلك، وبشكل رسميّ، صفحة "المقايضة" التي قامت عليها المبادرة الفرنسية في مرحلة سابقة.
لكن، هل يجد هذا "التقاطع" طريقه إلى أرض الواقع؟ هل باتت الأرضيّة لدى الفريقين المعنيّين جاهزة للانتقال إلى "الخيار الثالث"؟ هل يتخلّى "الثنائي الشيعي" عن ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، ويتخلّى في المقابل معارضوه عن ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور في وجهه؟ وهل تتبلور بموجب ذلك آلية اعتماد "الخيار الثالث"؟ وهل صحيح أنّ هذا الخيار لن يكون سوى قائد الجيش العماد جوزيف عون؟!
الظروف لم تنضج؟!
يصطدم التوافق الضمني على وجوب الذهاب إلى "خيار ثالث" يشكّل ربما "نقطة الوسط" بين معسكري داعمي رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية وخصومه، بعقبات توحي بأنّ ظروف اعتماده لم تنضج بعد على أكثر من مستوى، أولها تمسّك "حزب الله" وحلفائه بترشيح فرنجية، بل طيّ صفحة "المرونة" التي أبدوها في مرحلة "الانفتاح" على حوار الأيام السبعة، الذي "أطاح" به معارضو الرجل، من دون أيّ سبب مقنع.
بالنسبة إلى هؤلاء، لا تزال كلّ الخيارات، الأول والثاني والثالث إلى آخره، "ثابتة" على ترشيح فرنجية، بوصفه المرشح الأكثر جدّية والذي يمتلك كل المؤهلات المطلوبة لقيادة البلد، وهو ما يفسّر عودة منطق "فرنجية ثمّ فرنجية ثمّ فرنجية" التي يطرحها هذا الفريق، الذي يذكّر بأنّ الحوار وحده هو الطريق إما لإقناع الطرف الآخر بالانضمام إليه في هذا الخيار، أو ليقنعه الطرف الآخر بمرشحه، أو ربما الاتفاق على "الخيار الثالث".
في المقابل، يقول المعارضون إنّ السؤال عن "الخيار الثالث" لا يفترض أن يُطرَح عليهم، بل ثمّة بينهم من يصنّف جهاد أزعور "خيارًا ثالثًا"، باعتبار أنّ الخيار الأول كان النائب ميشال معوض، وبالتالي فإنّ اسم وزير المال السابق طُرِح كـ"خيار ثالث"، ومن باب "التسوية". ومع ذلك، يؤكد هؤلاء انفتاحهم على البحث بخيارات "واقعية" أخرى، ولكن بعد "تنحّي" فرنجية، أو إعلان داعميه التخلّي عن ترشيحه في الدرجة الأولى.
من يكون "الخيار الثالث"؟!
هكذا، يبدو "الخيار الثالث" مرهونًا بالذهاب إلى الحوار، الذي لا تزال المعارضة ترفضه شكلاً ومضمونًا، أو باقتناع فرنجية أو الداعمين له بأنّ حظوظه انعدمت، وبالتالي انسحابه ذاتيًا من الصورة، وهو ما لم يحصل لغاية تاريخه، علمًا أنّ الداعمين لرئيس تيار "المردة" يؤكدون أنّهم لن يبحثوا بأيّ خيار آخر إن لم يعلن "البيك" انكفاءه طوعًا، ولو أنّ الرجل لا يتردّد في إبداء "انفتاحه" على هذا الخيار، في حال حصول توافق عريض، وهو ما لا يزال متعذّرًا أيضًا.
لكن، متى تحقّقت هذه "الشروط"، إن تحقّقت، ثمّة من يسأل عن طبيعة "الخيار الثالث"، في ظلّ غموض "بنّاء" يكتنف هويته، علمًا أنّ الاسم الأكثر ترجيحًا يبقى وفقًا للعارفين قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي يصنّفه كثيرون على أنّه المرشح غير المُعلَن للمجموعة الخماسية بشأن لبنان، ولو أنّ طريق الأخير إلى قصر بعبدا لا تزال مليئة بالألغام، من "فيتو" رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، إلى التعديل الدستوري المفترض.
ورغم القناعة الراسخة بأنّ أسهم قائد الجيش هي الأعلى، يتحدّث العارفون عن مجموعة "خيارات" قد تُطرَح على الطاولة، بمجرد الاتفاق الصريح على الذهاب إلى "خيار ثالث"، علمًا أنّ هذا بالتحديد هو "جوهر" ما سُمّي بالحراك القطري، حراكٌ يقول العارفون إنّه يقوم على عدّة أسماء، خلافًا للظاهر، ولكنّ نجاحه في تحقيق أيّ خرق يبقى بعيد المنال، إن لم يقتنع كلّ الأطراف بوجوب البحث عن "خيار ثالث"، اليوم قبل الغد.
يتّفق الجميع على أنّ فكرة "الخيار الثالث" باتت مطروحة بقوة في الأوساط السياسية، وأنّها قد تكون عمليًا الحلّ الأكثر واقعية للخروج من مأزق الانتخابات الرئاسية التي تقترب من مرور عام كامل على استحقاقها. لكن المشكلة تبقى في أنّ الاتفاق على الذهاب إلى "خيار ثالث" يجب أن يمرّ عبر حوار، لا يزال "عقدة العقد"، مع إصرار فريق من اللبنانيين على رفضه، وكأنّه "الخطيئة الكبرى"! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
توافق رئاسي على تحصين الموقف اللبناني وعدم الخضوع للضغوط وللتهويل
تتركز المشاورات المكثفة والمفتوحة بين اركان الحكم على تحضير الجواب او الورقة اللبنانية ردًّا على ما طرحه الموفد الاميركي توم باراك من افكار ونقاط واسئلة خلال زيارته الاولى وتمهيدا لزيارته الثانية المرتقبة الى لبنان التي لم يحدد موعدها رسميا لكنها متوقعه في نهاية الاسبوع الاول من تموز، استنادا الى وعده بالعودة للبنان بعد ثلاثة اسابيع. وقال مصدر بارز لـ"الديار"، أمس، ان هذه المشاورات تجري في جو ايجابي وجيد في اطار تمتين وتوحيد الموقف الرسمي للبنان، رغم الضغوط التي يتعرض لها، لا سيما جراء توسيع العدو اعتداءاته التي تصاعدت مجدداً. وأوضح المصدر أنَّ "هناك توافقاً بين رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة على تحصين الموقف اللبناني وعدم الخضوع لهذه الضغوط او للتهويل الذي يجري باساليب مختلفة". واوضح أنَّ "باراك لم يطرح اي مهلة زمنية في سؤاله عن الاولويات وعرضه لما يشبه خارطة طريق اميركية للتوصل الى الاستقرار في الجنوب"، مشيرا الى ان الجانب اللبناني يدرس كل النقاط التي طرحها". وقالت مصادر مطلعة لـ"الديار" ان اجواء اللقاء بين الرئيسين بري وسلام كانت جيدة، مشيرة الى انه من الطبيعي ان تحصل مثل هذه اللقاءات في ظل التطورات التي نشهدها، عدا انه يأتي عشية جلسة مجلس النواب التشريعية المقررة غدا. ولم تدخل المصادر في تفاصيل ما جرى بحثه بشأن الموقف اللبناني تمهيدا للزيارة الثانية للموفد الأميركي، لكنها قالت ان حسم كل نقاط الجواب اللبناني على ما طرحه باراك لا يتم في لقاء واحد وللبحث صلة، وهناك امور يجري بحثها ودرسها بعناية خلال المشاورات الجارية بين الرؤساء الجارية، واخرى تحتاج الى البحث مع حزب الله الذي يجري بين الرئيس بري وقيادة الحزب. وكان جرى ايضا التشاور بين رئيسي الجمهورية والحكومة في الموقف اللبناني من كل جوانبه.ويقول مصدر مطلع مقرب من مرجع كبير كان اللقاءات والمشاورات الجارية تتركز على اعداد الورقة اللبنانية التي ستتضمن الاجوبة على الافكار والنقاط والاسئلة التي طرحها الموفد الاميركي. ويؤكد بشكل قاطع وواثق انه خلال زيارته الاولى طرح باراك بعد عرض افكاره واسئلته عن الاولويات ما يشبه اطار خارطة طريق تعتمد على "الخطوة مقابل الخطوة" للوصول الى الاستقرار على حد وصفه. وكشف عن أنَّ "هناك نقاطاً لا يوجد حولها اشكال وجرى حسمها في الجواب اللبناني، وهناك اسئلة طرحها الموفد الاميركي تتعلق بسلاح حزب الله تحتاج الى البحث والدرس في اطار تحديد الاولويات في خارطة طريق الخطوة مقابل الخطوة". واشار المصدر الى ان الجانب اللبناني لا يعارض اطار خارطة طريق الخطوة مقابل الخطوة، لكنه يركز على ان تكون الخطوة الاولى من "اسرائيل" كونها هي التي تحتل اراضي لبنانية وتواصل اعتداءاتها وخرقها لاتفاق وقف النار. واستناداً الى اجواء زيارة باراك الاولى، اوضح المصدر المقرب من المرجع الكبير "انه يختلف تماما عن الموفدة الاميركية السابقة اورتاغوس التي كانت تعتمد اسلوبا فجًّا وتتحدث بلهجة الطلب والامر"، بينما حرص السفير باراك على سؤال الرؤساء الثلاثة عن الاولويات بكل مرونة ولباقة، وتلقى جوابا لبنانيا موحدا يتمحور حول ضرورة وقف الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية والانسحاب من النقاط اللبنانية المحتلة.
وشدد المصدر على أنَّ "من حق لبنان ان تكون الخطوة الاولى من اسرائيل، لانها هي المعتدية والمحتلة وان لبنان هو المعتدى عليه والمحتلة ارضه". واضاف ان باراك وعد من جانبه ان يقوم بالدور المساعد للدخول في ترجمة خارطة الطريق على اساس الخطوة مقابل الخطوة، لكنه ألمح الى تشجيع لبنان على القيام بخطوة أولى. وقال المصدر ان لبنان مقتنع بوجوب ان تكون الخطوة الاولى من اسرائيل، وان المسؤولين اللبنانيين ابلغوا الجانبين الاميركي والفرنسي باخر المعلومات حول ما قام به الجيش اللبناني من دور كبير في اطار تنفيذ بنود وقف النار والقرار 1701، وانه قدم ما يزيد على 16 شهيدا في اطار مهمته، عدا عددٍ كبير من المصابين. ورداً على سؤال، قال المصدر ان موقف لبنان المطالب بالخطوة الاولى من اسرائيل يستند الى حقائق ملموسة ومهمة، ويتعلق ايضا بالسؤال الكبير عما هي الضمانات لقيام العدو بخطوة مقابلة اذا ما قام لبنان بالخطوة الاولى، لا سيما انه أثبت انه لا يفي او يلتزم بأي تعهد او اتفاق ولا يتجاوب مع اي ضمانات. ونقل عن مصادر مسؤولة، انه حتى مساء امس لم يحدد موعد زيارة الموفد الاميركي المرتقبة، واضافت ان باراك كان وعد بالعودة الى بيروت بعد ثلاثة اسابيع، وانه استنادا الى هذا الوعد يرجح أن يأتي في 7 او 8 تموز المقبل. وحرصت المصادر على الاشارة الى ان هذا الوعد حصل في زيارته الاولى التي سبقت الحرب بين ايران واسرائيل والهجوم الاميركي على المنشآت النووية الايرانية، وليس معلوماً ما اذا كان هذا التطور سيؤثر في موعد زيارته المرتقبة، كما انه من الصعب معرفة انعكاس ما حصل على مسار الوضع ومهمة باراك سلباً او ايجاباً.
وأشارت في الوقت نفسه الى ان تصريح الرئيس الاميركي ترامب الاخير يحمل اكثر من تفسير بقوله ان الولايات المتحدة الاميركية "تحاول تقوية لبنان وتريد اعادة الامور الى نصابها في لبنان". وردًا على سؤال آخر يتعلق بالاجواء التي تسبق الزيارة الثانية للموفد الاميركي، قالت المصادر "ان المسؤولين اللبنانيين يتصرفون بمسؤولية عالية خارج اطار التأثر بالضغوط والتهويل، وان الموقف اللبناني هو موضع ثقة من الجهات الخارجية المعنية ومن الجانب الاميركي، وهذا انعكس ايضا في اجواء الاجتماع الاخير للجنة وقف النار يوم الاربعاء الماضي، حيث بدا الجانب الاميركي مرنًا في التعاطي مع طرح الجانب اللبناني لمسألة الانسحاب ووقف الاعتداءات الاسرائيلية". واضافت أن "هذه الثقة بأداء لبنان وموقفه، يجب ان يقرن بالضغط على العدو للالتزام بوقف النار ووقف اعتداءاته". مواضيع ذات صلة الأولمبية اللبنانية: لعدم التهويل بتوقيف الرياضة اللبنانية Lebanon 24 الأولمبية اللبنانية: لعدم التهويل بتوقيف الرياضة اللبنانية