موقع 24:
2025-05-25@19:34:10 GMT

تقرير: روسيا تفقد السيطرة على جوارها القريب

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

تقرير: روسيا تفقد السيطرة على جوارها القريب

رأى مدير مركز روسيا وأوراسيا في مؤسسة كارنيغي ألكسندر غابويف أن فرار عشرات آلاف الأشخاص من ديارهم في ناغورني قرة باغ، وهو جزء من أذربيجان تسكنه أغلبية من الأرمن، يشكل مثلاً قوياً للواقع المحزن، ومفاده أن "القوة تصنع الحق" في جنوب القوقاز.

منذ بداية غزو أوكرانيا، أصبحت روسيا أكثر اعتماداً على أذربيجان وتركيا


وكتب في صحيفة "فايننشال تايمز" أن أذربيجان سيطرت الشهر الماضي بالقوة على الجيب الإثني الأرميني الذي أعلن استقلاله لأول مرة سنة 1991.

لكن هذا النزوح المأسوي يكشف أيضاً حقيقة أخرى: بنتيجة غزوها لأوكرانيا، لم تعد روسيا قادرة على حماية مصالح حتى أقرب شركائها. منذ أن انتصرت أرمينيا في الحرب ضد أذربيجان سنة 1994 حين سيطرت على ناغورني قرة باغ وبعض المناطق الأذرية المحيطة به، كان الكرملين هو الضامن لعدم تحول هذا الصراع المجمد إلى حرب كبيرة أخرى. روسيا هي حليف أرمينيا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها موسكو، وتحتفظ بوجود عسكري في البلاد. من وسيط ضامن إلى خاسر

في الوقت نفسه، تتمتع موسكو بعلاقات اقتصادية وأمنية قوية مع أذربيجان توفر نفوذاً كبيراً. أخيراً، عملت روسيا بشكل وثيق مع فرنسا والولايات المتحدة من خلال إطار مينسك الذي فوضته الأمم المتحدة، والذي سعى إلى حل الصراع من خلال المحادثات. بالرغم من فشلها في التوصل إلى حل تفاوضي، كانت مينسك ضمانة لعدم حل قضية ناغورني قرة باغ بالقوة.

 

"As a result of its brutal invasion of Ukraine, Russia can no longer protect the interests of even its closest partners," @AlexGabuev writes https://t.co/Wf1I8fqzm4

— max seddon (@maxseddon) October 3, 2023


أضاف الكاتب أنه عندما استولت أذربيجان على الأراضي الأذرية التي كانت تحت سيطرة أرمينيا وثلث ناغورني قرة باغ في حرب استمرت 44 يوماً سنة 2020، تمكن الكرملين من تحويل الوضع لصالح روسيا. أدى التدخل الدبلوماسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جعل موسكو القوة الوسيطة الرائدة في المنطقة، حيث وضع قوات روسية لحفظ السلام على الأرض من أجل حماية الأرمن في ناغورنو قرة باخ ومراقبة وقف إطلاق النار.
ولكن في أقل من ثلاثة أعوام، تمكن الرئيس الأذري إلهام علييف من إعادة كتابة هذا الترتيب تحت تهديد السلاح بدون رد من موسكو. إن عدوان بوتين في أوكرانيا هو الذي سمح له بالقيام بذلك.

كيف؟

أولاً، ليس لدى الجيش الروسي قوة احتياطية لخوض حرب إقليمية أخرى مع خصم متطور تدعمه تركيا، العضو البارز في حلف شمال الأطلسي. ولا يمكن لموسكو أن تدعم أرمينيا إذا قررت الدخول في حرب مع أذربيجان. لقد انكشف الضعف العسكري الروسي في المنطقة فرآه الجميع السنة الماضية عندما شنت أذربيجان هجوماً عسكرياً قصير الأمد على أرمينيا ووقف الكرملين متفرجاً.

 

Nagorno-Karabakh shows that Russia has lost control of its near-abroad https://t.co/sM9m6XCEBF | opinion

— Financial Times (@FT) October 3, 2023


منذ بداية غزو أوكرانيا، أصبحت روسيا أكثر اعتماداً على أذربيجان وتركيا اللتين تلعبان دوراً حيوياً في المخططات المالية واللوجستية الغامضة التي تساعد الكرملين على الالتفاف حول العقوبات الغربية. وفي الوقت نفسه، لجأ الاتحاد الأوروبي إلى أذربيجان لاستبدال النفط والغاز الذي لم يعد يرغب في استيرادهما من روسيا. تمنح هذه العلاقات باكو الثقة بأنها ستفلت من العقوبات لاستخدامها القوة في ناغورنو قرة باخ.
أخيراً، لم تعد روسيا قادرة على العمل مع الغرب. فبدلاً من التعاون الدبلوماسي غير السهل مع باريس وواشنطن بشأن ناغورنو قرة باخ، أصبحت موسكو الآن في منافسة صريحة على النفوذ في جنوب القوقاز. تولّد هذه المبارزة مساحة لباكو لاستخدام جيشها بدون خوف من رد فعل منسق لثلاثة أعضاء دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

الآثار أبعد من القوقاز ويحاول  الكرملين استخدام الأزمة الراهنة للإطاحة برئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان ذي الميول الغربية. وسواء نجا أم لا، تضررت العلاقات بين أرمينيا وروسيا بشدة. تشعر أقسام كبيرة من المجتمع الأرميني، وخصوصاً الشباب، بالخيانة من قبل موسكو، ومن المحتمل أن تنجرف خارج دائرة النفوذ الروسي.
مع ذلك، لن يكون من السهل على أرمينيا أن تجد طريقاً للمضي قدماً وفق غابويف. فأمامها خيارات قليلة: العلاقات مع تركيا مسمومة بالتاريخ، وإيران لا تملك الوسائل اللازمة لتقديم مساعدة ذات معنى، وموارد الغرب مشتتة بالنظر إلى الالتزامات في أوكرانيا وأماكن أخرى في جميع أنحاء العالم.
حسب الكاتب، ثمة أمر واحد واضح: وهو أن الدور الذي تلعبه روسيا كموفر للأمن في الجوار القريب قد تضاءل بشدة نتيجة لحربها الكارثية ضد أوكرانيا. ستظل الآثار المزعزعة للاستقرار محسوسة في جميع أنحاء مساحة اليابسة الأوراسية الشاسعة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية ناغورنی قرة باغ

إقرأ أيضاً:

روسيا: صفقة تبادل مع أوكرانيا تشمل 270 أسيرا و120 مدنيا

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة أن روسيا وأوكرانيا تبادلتا 270 أسير حرب و120 مدنياً.

وأضافت الدفاع الروسية أن عملية التبادل ستستمر في الأيام المقبلة، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.

وفي منتصف مايو الجاري، عقدت مباحثات بين روسيا وأوكرانيا استضافتها مدينة اسطنبول التركية، واتفاق الجانبين على أن عملية تبادل الأسرى مع أوكرانيا ستتم وفق صيغة "1000 مقابل 1000".

والشهر الماضي توسطت الإمارات في صفقة تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، وتضمنت عملية التبادل 246 أسيرا من الجانب الأوكراني و 246 أسيرا من الجانب الروسي.

يأتي ذلك في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، التي اشتعلت في فبراير 2022 وتسببت في مقتل وإصابة مئات الآلاف من الجانبين. 

طباعة شارك روسيا أوكرانيا وزارة الدفاع الروسية الدفاع الروسية مباحثات بين روسيا وأوكرانيا تبادل الأسرى

مقالات مشابهة

  • روسيا تعلن تحقيق تقدم في شرق أوكرانيا
  • موسكو: استكمال أكبر عملية لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا
  • الكرملين مؤيدا ترامب: أوكرانيا خسرت القرم منذ سنوات
  • روسيا تعلن عن جولة ثانية من المفاوضات مع أوكرانيا
  • روسيا تفرج عن 390 أوكرانياً في المرحلة الأولى من صفقة تبادل "1000 مقابل 1000"
  • روسيا: صفقة تبادل مع أوكرانيا تشمل 270 أسيرا و120 مدنيا
  • القوات الروسية تعلن السيطرة على بلدة في أوكرانيا
  • روسيا تعلن التصدي لـ112 طائرة مسيرة أوكرانية.. بينها 24 فوق موسكو
  • نيبينزيا: روسيا تدعو إلى التحقيق في تقرير الأمم المتحدة حول وضع المدنيين في أوكرانيا
  • إيفان أوس: وقف النار من روسيا شرط لبدء مفاوضات جادة مع أوكرانيا