قال محمد زويتن، الأمين العام لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إن نقابته تتابع الشأن التربوي وما استجد بخصوص النظام الأساسي لموظفي التعليم، مشيرا إلى أن المطلوب هو أن يكون النظام “منصفا وعادلا لفائدة موظفي التعليم”.

ونبه زويتن، في مداخلة خلال الندوة الصحافية التي عقدتها الجامعة الوطنية لموظفي التعليم حول النظام الأساسي، اليوم الأربعاء، إلى أن قضية التعليم تعتبر القضية الثانية ببلادنا بعد قضية الوحدة الوطنية، وأن رجال ونساء التعليم “يقفون في الثغور بمجموع تراب الوطن بجبالها وصحاريها وسهولها مما يفرض الالتفات اليهم وانصافهم”، منبها الى ضرورة “تجاوز الثغرات التي كانت في الفترات السابقة وأن لا يتم هدر مزيدا من الوقت المدرسي”.

ولفت المتحدث ذاته، إلى أن الزلزال الأخير الذي وقع بالحوز والأقاليم المجاورة، كشف “دروسا أساسية ومهمة مفادها أن هناك خصاصا كبيرا وتفاوتا بالمجال القروي يفرض الانهاء مع فترات ضيعنا فيها فرصا للاصلاح منذ الاستقلال الى اليوم، وتأسفنا عليها سواء في التعليم أو في مجالات أخرى”.
وشدد المسؤول النقابي، على ضرورة انصاف رجال ونساء التعليم الالتفات للفئات المتضررة وعدم اقصاء الفاعلين في المجال التربوي واشراكهم في اعداد تصورات تنهي مع فترات سابقة، منبهنا كنقابة الى “الكثير من الثغرات التي يجب تداركها”.
في سياق آخر، انتقد زويتن استهداف الحكومة لجيوب المغاربة من خلال موجة غلاء الاسعار وارتفاع أسعار المحروقات “لقد انتبه الكثير من المغاربة لما يحدث من ارتفاع كبير لاسعار المحروقات، حيث لم تمهل شركات المحروقات الوقت للهبة التضامنية التي أطلقها المغاربة حتى أقرت زيادات جديدة”.

وأشار إلى أن هذه الزيادات المتتالية جعلت المغاربة يعيشون “أوضاعا صعبة خاصة منهم رجال ونساء التعليم باعتبار دخلهم المحدود فهؤلاء مست قدرتهم الشرائية”، كما أن ارتفاع أسعار المحروقات، يقول زويتن، هو “استنزاف لجيوبهم، حيث ييستعملون وسائل النقل من مكان إلى آخر بين الفرعيات والجماعات، فأي زيادة في المحروقات هو استنزاف لهؤلاء”.

كلمات دلالية ارتفاع اسعار المحروقات الأمين العام لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب حكومة اخنوش غلاء الاسعار محمد زويتن

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: ارتفاع اسعار المحروقات حكومة اخنوش غلاء الاسعار فی التعلیم إلى أن

إقرأ أيضاً:

بين حائك السجاد والتاجر.. منهج إيران والأميركيين في التفاوض

في معترك السياسات الدوليّة، حيث يتداخل الممكن مع المستحيل وتتشابك حدود المصالح مع قيود المبادئ، لا يكون التفاوض دائمًا أداة لحسم النزاعات بقدر ما يغدو أحيانًا مسرحًا لإدارة الموازين المتبدلة واستباق التحولات البنيوية في علاقات القوى.

ومن هذا المنظور العميق الذي رسخته مدرسة هارفارد للتفاوض عبر روادها البارزين روجر فيشر، وويليام يوري، وبروس باتون تتجلى (إستراتيجية الجلوس على الطاولة) لا كوسيلة فحسب، بل كغاية بذاتها.

إذ يغدو الحضور التفاوضي المستدام شكلًا من أشكال ترسيخ الذات السياسية، وإعادة إنتاج الفاعلية الإستراتيجية، في عالم يحكمه منطق الرمزية بقدر ما يحكمه منطق النتائج المادية المباشرة.

ولا جرم في القول، إن الدول حين تلجأ إلى هذه المقاربة، كما فعلت إيران ببراعة لافتة قبيل وبعد التوقيع على الاتفاق النووي السابق مع مجموعة 5+1، فإنها لا تراهن على حسم سريع بقدر ما تراهن على عملية استنزاف بطيئة للمناخ الدولي وللخصوم على حد سواء، مستندة إلى فرضية (أن الزمن في ذاته حليف إستراتيجي قادر على إعادة تشكيل مواقف الخصوم، وتقويض جبهات الضغط الداخلي والخارجي معًا). 

وهكذا بدت إيران حين أدارت ما يقرب من واحد وعشرين شهرًا من التفاوض، لا كطرف يسعى إلى إنهاء تفاوضي تقليدي، بل كفاعل يستثمر في فعل التفاوض نفسه ويعيد عبر كل جلسة، وكل لقاء، وكل بيان، صياغة سرديته كطرف شرعي لا يقبل الإقصاء، ويستمد من وجوده المتواصل على الطاولة اعترافًا دوليًا يصعب نزع شرعيته لاحقًا حتى مع تغير موازين القوة الصلبة.

ولعلنا لن نكون مغالين إذا قلنا إن التصريح الذي أطلقه وزير الخارجية الإيراني عقب انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق، والذي أكد فيه أن الولايات المتحدة غادرت الطاولة، بينما إيران بقيت جالسة عليها، لا يمثل مجرد موقف دعائي عابر، بل يكشف عن فهم بنيوي عميق لقيمة الوجود التفاوضي في حد ذاته كمعطى إستراتيجي يتجاوز مضمون الاتفاق ومحتواه المباشر.

إعلان

فالقيمة الحقيقية تكمن في أن (الجلوس على الطاولة،) وفق التحليل العميق لماكس بايزرمان وهيرب كوهين، يؤسس لواقع تفاوضي يجعل استبعاد الطرف الجالس أمرًا أكثر كلفة من مجرد استيعابه، ويضطر الخصوم إلى التعامل معه كضرورة لا كخيار.

وتكتسب هذه  الرؤية الإيرانية مزيدًا من التماسك في ضوء التطورات الراهنة، إذ مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مطلع عام 2025، محملًا بذات الاشتراطات الاثني عشر التي كانت قد أفشلت سابقًا أية محاولة لبلورة تسوية مستدامة، أظهرت طهران مرة أخرى قدرتها على تبنّي مقاربة مزدوجة تقوم على الانخراط الهادئ في قنوات خلفية للتفاوض عبر مسقط وروما، دون أن تسقط في فخّ التنازلات المبكرة أو الرهانات الآنية قصيرة النفس، مدركة أن مجرد إبقاء مسار التفاوض مفتوحًا، وإن كان غير رسمي، يكفي لإبطاء اندفاعة العقوبات الجديدة، ويمنحها هامشًا حيويًا للمناورة الإستراتيجية على مستويات إقليمية ودولية متعددة.

وفي حين ركزت لقاءات عُمان على هندسة أطر زمنية محدودة لبناء الثقة عبر إجراءات رمزية قابلة للإنكار السياسي عند الضرورة، استغلت طهران لقاءات روما لاختبار حدود الانفتاح الغربي على مقايضات جزئية، تتيح لها الاستفادة من تخفيف مرحلي للعقوبات دون المساس بجوهر برنامجها النووي، مستندة في ذلك إلى ما يمكن اعتباره تطبيقًا حيًا لنظرية الغموض البنّاء، كما شرحها فيشر ويوري، والتي تقوم على استخدام الغموض الواعي كأداة لتوسيع هامش التفسير لاحقًا بما يخدم المصلحة الوطنية العليا.

وهكذا تتبدى الإستراتيجية الإيرانية في تجلياتها الأحدث، لا بوصفها مجرد ردة فعل ظرفية، بل كامتداد طبيعي لنهج طويل الأمد قائم على استثمار التفاوض كعملية تأبيد للشرعية السياسية، وإعادة هندسة العلاقات الدولية بصورة تدرأ التهديدات وتوسع فرص المناورة، دون الوقوع في استنزاف داخلي أو مواجهة مباشرة مع القوى العظمى، متكئة على فهم عميق لمعادلات الضغط والإغراء، ومستثمرة بحنكة كل تناقض بنيوي بين مواقف القوى الغربية، انسجامًا مع القاعدة الذهبية التي أرساها فلاسفة التفاوض الواقعيون بأن الانتصار الحقيقي لا يكمن في فرض الإرادة المطلقة، بل في جعل الخصم يتصرف وفقًا لما تقتضيه مصلحة الطرف الآخر، دون أن يدرك بالضرورة حدود هذا التنازل.

إعلان

وإذ تتقابل اليوم مقاربتان متناقضتان على طاولة التفاوض، فإن المشهد يبدو أقرب إلى مواجهة رمزية بين حائك السجاد الإيراني، الذي لا يعد خيوط المفاوضات إلا وفق إيقاع الزمن الطويل وصبر النسّاج العارف أن جمال السجادة لا يكتمل إلا ببطء متأنٍ، وبين تاجر العقارات الأميركي الذي يرى في الصفقة السريعة تجسيدًا لنجاحه ومرآة لدهائه، فيسعى إلى اختزال الزمن، وتحويل التفاوض إلى صفقة آنية قابلة للانهيار مع أول تعثر.

ومن هنا، فإن الصراع الخفي لا يدور فقط حول بنود الاتفاق وشروطه، بل حول فلسفتين متضادتين في إدارة الزمن والفرصة والرهان على المستقبل، مما يجعل الحسم لصالح أحدهما مشروطًا لا بصلابة الخطاب، بل بعمق النفَس وقدرة كل طرف على تحويل الصبر إلى إستراتيجية فاعلة لإعادة إنتاج الواقع التفاوضي لصالحه.

وإذا كان الزمن أداة بيد من يحسن صناعته، فإن إيران، بحنكة الحائك الصبور، لم تكتفِ بأن تجلس على الطاولة، بل حوّلت وجودها إلى طقس تفاوضي عميق أشبه بالدعاء الصامت الذي ينسج الكلمات بخيوط الاحتمال، ويلوّن الانتظار بألوان الحذر والتروّي.

لقد استطاعت بهذا الدعاء الطويل أن تعقد الصفقة، ليس عبر كسر قواعده أو تحدي إرادته، بل عبر تطويع الزمن لصالحها حتى غدت مواقف الآخرين تتغير قبل أن تتغير مواقفها.

وربما، كما أومأت بعض مظاهر المشهد الراهن، سينسحب ذات الخداع الناعم على الولايات المتحدة نفسها، التي لطالما اعتادت عقد الصفقات بمعايير السرعة والإنجاز، فإذا بها تجد نفسها، مرة أخرى، ضحية لعبة أبطأ من أن تراها، وأعمق من أن تقرأها بنصوص الاتفاقات وحدها.

ففي التفاوض، كما في نسج السجاد لا ينتصر من يسرع، بل من يصبر، ومن يحسن إخفاء غايته تحت طبقات لا تنكشف إلا حين تفقد المعركة معناها ويغدو الزمن نفسه أداة استحواذ صامت على نسيج المصير.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • “تقويم التعليم” توقّع اتفاقيات للاعتماد المدرسي مع 8 شركات تعليمية
  • هيئة تقويم التعليم والتدريب توقّع اتفاقيات مع (8) شركات تعليمية للاعتماد المدرسي للمدارس الأهلية والعالمية
  • وزير التعليم: لن نسمح بالغش في الترم الثاني وامتحانات الاعدادية بنظام البوكليت
  • جُلّهم أطفال ونساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 52.810 شهداء
  • فيفي عبده: شائعات السوشيال ميديا موتتني أنا وعادل إمام
  • نقابة الصحفيين السودانيين تعرب عن بالغ قلقها إزاء الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة الإعلام
  • غزة تحت القصف.. ارتفاع عدد الشهداء إلى 11 بينهم أطفال ونساء
  • أسعار جديد للمحروقات.. هكذا أصبحت
  • بين حائك السجاد والتاجر.. منهج إيران والأميركيين في التفاوض
  • رغم الأرباح.. وزير الفلاحة يخصص دعماً سميناً لمصدّري الحوامض