دخل الملف السوري المتصل تحديدا بأزمة النازحين في لعبة شد الحبال المحلية والإقليمية والدولية، ما ينذر بمرحلة خطر داهم من شأنه أن يهدد الاستقرار الهش في لبنان، وسط دعوات غربية لإبقاء النازحين في الدول المضيفة، يقابلها رفع للصوت من قبل قوى سياسية محلية تجمع بغالبيتها على ضرورة معالجة هذا الملف وعودة النازحين إلى ديارهم وإن كانت تختلف مع بعضها حول سبل الحل.



منذ نحو أسبوعين أبلغت واشنطن كل من يعنيه الأمر في لبنان على وجه الخصوص أن الظروف اليوم غير مواتية لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، لكنها لا تقبل بوضعهم في لبنان، وأتى هذا الموقف في تصريح رسمي للمتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية سامويل ويربيرغ، ليعلن الناطق الرسمي للإتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من جهته أن لا عودة للنازحين السوريين في الوقت الحالي ويدعو إلى مساعدتهم في لبنان. في المقابل خرج "حزب الله" عن صبره ليدعو إلى تسهيل هجرة النازحين السوريين عبر البحر إلى أوروبا للضغط على المجتمع الدولي لحل قضيتهم، ليلتقط مجددا رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الفرصة ويدعو أمام زواره إلى فتح البحر أمام هؤلاء.

تظن بعض القوى السياسية أن هذا الأمر سهل ويمكن ان تتبناه الدولة اللبنانية، بعد أن نجحت تركيا في تخويف المجتمع الدولي كرد فعل على عدم حصولها منه ومن الاتحاد الأوروبي على الدعم اللازم لتقاسم عبء النازحين، فهدد يومذاك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفتح الأبواب للمهاجرين للسفر إلى أوروبا، فتحرك مئات من المهاجرين سيرا عبر شمال غرب تركيا نحو الحدود مع اليونان وبلغاريا.

المفارقة هنا أن لبنان ليس تركيا، وأن البلد مشلول على المستويين السياسي والاقتصادي. لا رئيس للجمهورية في بعبدا والحكومة معطلة جزئيا والمجلس النيابي ايضاً وبالتالي فإن كل الحلول التي تطرح من هنا وهناك ليست الا طروحات غير قابلة للتنفيذ في الوقت الراهن، لا سيما وان جميع القوى المحسوبة على ما يعرف بـ 8 و14 آذار تدرك جيدا وتعترف أيضاً بحقيقة أن عودة النازحين مرتبطة ارتباطاً وثيقا بالحل السياسي وإعادة الإعمار.

إذن، لا يمكن القول إن حادثة الدورة أمس بين لبنانيين وسوريين التي أوقف الجيش بعدها 8 سوريين لا يحملون اوراقا قانونية، قد تفتح كوة في جدار أزمة النازحين، فأحداث كثيرة حصلت في الاشهر الماضية جرى ضبطها وترافقت مع إعادة الجيش لمئات السوريين إلى بلادهم بعدما تم توقيفهم بسبب دخولهم خلسة إلى لبنان ومن دون أوراق قانونية وذلك عبر معابر غير شرعية، بيد أن المفارقة اليوم أن هذا الإشكال يأتي بالتزامن مع حركة وصول نازحين سوريين جدد يدخلون إلى الأراضي اللبنانية تهريباً وبطرق غير شرعية تفاقمت في الاسابيع الماضية رغم احباط وحدات من الجيش، بتواريخ مختلفة خلال محاولة تسلل الالاف من السوريين عند الحدود اللبنانية – السورية، وربطاً بمعلومات عن تسليح أعداد كبيرة منهم وارتباطهم بشبكات تهريب خطيرة، في حين أن لا جديد في ملف المفاوضات مع مفوضة اللاجئين في ما خص الداتا التي لا تزال في عهدتها ولم يتسلمها الأمن العام.

ولكي لا تنفجر الأوضاع بين اللبنانيين والسوريين في المناطق اللبنانية، فإن الرهان يبقى على عمل البلديات وكيفية تعاطيها مع ملف النزوح وتنظيمه وفق ما تقتضيه القوانين اللبنانية، وبحسب معلومات "لبنان 24" فإن البلديات في مناطق نفوذ حزب الله بدأت باتخاذ اجراءات جذرية في معالجة الوجود السوري من خلال إخضاع العمالة السورية للقوانين اللبنانية ومكافحة كل مخالفة، ويأتي ذلك بعد اجتماع رؤساء البلديات الكبرى مع وزير الداخلية بسام المولوي الذي اكد أهمية تطبيق قوانين وربط بقاء النازح السوري بامتلاكه إقامة صالحة للعمل وترخيص بمهنته أو مؤسسته التجارية، وإقفال المؤسسات التي لا تنطبق خلالها هذه الشروط.

وتعقيبا على كل ما يجري في الأونة الاخيرة، تكتفي مصادر "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" بالقول لـ"لبنان24" إن عمل المفوضية يتم بشكل وثيق جداً مع الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي في كل برامجها في لبنان، التي تعود بالنفع على اللبنانيين واللاجئين على حد سواء. ومن ضمن هذه البرامج، تتعاون المفوضية مع الحكومة اللبنانية بهدف إيجاد حلول للاجئين، بما في ذلك إعادة توطين اللاجئين من لبنان إلى بلدان ثالثة، كما لوضع التدابير المشتركة لمعالجة الوضع الإنساني الصعب الذي يعاني منه اللبنانيون واللاجئون.
وتضيف : يبقى هدفنا الأول والأخير مساعدة وحماية الفئات الأكثر ضعفا، بما في ذلك اللاجئين والمجتمعات اللبنانية. وكمثال على تعاوننا الوثيق وعملنا المشترك، منذ عام 2011، استثمرت المفوضية وحدها أكثر من 372.91 مليون دولار أميركي في المؤسسات والبنية التحتية في لبنان لدعم المؤسسات العامة والبنية التحتية من خلال الاستجابة للأزمات المتعددة.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

جسر الأمل.. تفاصيل مبادرة جديدة لتمكين اللاجئين من خلال التعليم في مصر

كتب- عمر صبري:

أعلنت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الإثنين إطلاق "مبادرة مشتركة " تحت عنوان "جسر الأمل" لتمكين اللاجئين من خلال التعليم.

وبموجب المبادرة تتعاون الأكاديمية العربية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتوفير فرص المنح الدراسية للاجئين للحصول على درجة البكالوريوس، حيث تحرص الأكاديمية ، على توفير التعليم العالي بما يتماشى مع المعايير الدولية للتعليم والبحث والابتكار إدراكًا لقوة وتأثير للتعليم في بناء مستقبل أفضل.

وتعكس المبادرة التزام الأكاديمية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتعزيز قيم "الإنسانية والتضامن" وتوفير بيئات التعلم الشاملة وتسهيل الحلول المستدامة للاجئين لبناء مستقبل أفضل من خلال التعليم.

شهدت مراسم إطلاق المبادرة حضور القنصل العام للمملكة العربية السعودية بالإسكندرية، مزيد بن محمد الهويشان، وممثلي إدارة الهجرة والشؤون الداخلية، المفوضية الأوروبية ، المكتب الإقليمي للمفوضية بالقاهرة، الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي، سفارة إيطاليا في القاهرة، الوكالة الفرنسية للتنمية في شمال أفريقيا، مشروع الاتحاد الأوروبي، جمعية الهلال الأحمر المصري، البرنامج الإقليمي للهجرة والحماية، وكالة التنمية السويسرية، البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير.

وأعرب الدكتور اسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج رئيس الأكاديمية العربية، عن اعتزازه بالشراكة الإنسانية والتعاون القائم مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وقال إن التعاون مع المفوضية يؤكد التزامنا المشترك بإيجاد مسارات وفرص للاجئين لإعادة بناء حياتهم والمساهمة بشكل هادف في مجتمعاتهم.

وأوضح عبد الغفار أن المبادرة تعد فرصة لتقديم يد العون والمساعدة لمن هم في آمس الحاجة للتعليم ، لافتاً إلى أن المبادرة "رسالة صدق" لتمكين اللاجئين من خلال التعليم الذي يظهر كـ "منارة ونافذة للأمل " في مواجهة الشدائد والصعاب في أوقات الأزمات.

وختم الدكتور إسماعيل عبد الغفار ، تصريحاته داعياً جميع أصحاب المصلحة والمانحين للانضمام إلى هذا المسعى النبيل وقال: "معًا، يمكننا تحويل الشدائد إلى فرص وبناء مستقبل أكثر شمولاً وازدهارًا للجميع."

من جانبه أكدت ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين فى مصر، الدكتورة حنان حمدان أن التعليم حق أساسي يجب التمسك به، خاصة في أوقات النزوح والأزمات.

وأضافت حمدان أنه من خلال هذه الشراكة، نهدف إلى دعم الأكاديمية لتزويد اللاجئين بالأدوات التي يحتاجونها ليس فقط للبقاء على قيد الحياة ولكن أيضًا للازدهار، وفي نهاية المطاف تعزيز الاعتماد على الذات والمساهمة في تنمية المجتمعات المضيفه.

ويهدف برنامج المنح الدراسية للاجئين بالأكاديمية إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية تعزيز الاعتماد على الذات وإيجاد سبل للحلول من خلال تمكين اللاجئين من خلال الوصول إلى التعليم الجيد.

كما يهدف إلى تمكين الشباب والشابات على قدم المساواة من المساهمة بالمعرفة والمهارات والقيادة في مجتمعاتهم ، تعزيز التنوع والشمولية داخل مجتمع الأكاديمية، وتعزيز المساواة الاجتماعية والاقتصادية والمساواة بين الجنسين، المساهمة في بناء السلام وإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الصراع في بلدان اللاجئين الأصلية.

وتجدر الإشارة إلى أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هي الوصي على اتفاقية عام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين وبروتوكولها لعام 1967، وتوفر الحماية الدولية للاجئين وتسعى إلى إيجاد حلول دائمة لمحنتهم، وتعمل المفوضية بلا كلل لضمان حقوق ورفاهية الأفراد النازحين قسراً في جميع أنحاء العالم، وتدعو إلى دمجهم وتمكينهم

مقالات مشابهة

  • حليف أردوغان يطالب بإعادة اللاجئين السوريين.. حذر من التغيير الديموغرافي
  • رئيس المجلس الأوروبي لميقاتي: نؤكد تفهم الموقف اللبناني من مسألة النازحين السوريين في لبنان
  • مقتل ثلاثة عناصر من حزب الله في غارة إسرائيلية بشمال شرقي لبنان
  • المرصد السوري: 5 قتلى من حزب الله في الغارات الإسرائيلية بمنطقة القصير الحدودية مع لبنان
  • الطيران الحربي الإسرائيلي يقصف شحنة أسلحة لحزب الله
  • وزير المهجرين اللبناني لـ«الاتحاد»: لبنان الأكثر معاناة من أزمة اللاجئين السوريين
  • الحاج زار البيسري وعرض معه ملف الوجود السوري في لبنان
  • جسر الأمل.. تفاصيل مبادرة جديدة لتمكين اللاجئين من خلال التعليم في مصر
  • مؤشرات متباينة.. هل تجتاح إسرائيل الأراضي اللبنانية؟
  • اندلاع حرائق بالجولان المحتل بعد هجوم لحزب الله بالمسيرات والصواريخ (شاهد)