شخصيات عربية توجّه رسالة إلى فلسطين: المجد للمقاومة
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
مع استمرار المعركة التي أطلقت عليها المقاومة الفلسطينية "طوفان الأقصى"، وجّه عدد من السياسيين والمثقفين العرب، عبر الجزيرة نت، رسائل مصورة إلى فلسطين والمقاتلين فيها، متحدثين عن تحول كبير في مشهد الصراع العربي الإسرائيلي.
وقال الشاعر والروائي السوري إبراهيم الجبين، إن إسرائيل، بعد الضربات التي تلقّتها في بداية هجوم المقاومة، "تدفع ثمن أخطائها ولعبها بالنار".
وكان الجبين يتحدث للجزيرة نت وهو يحمل غلاف نسخة ورقية لصحيفة "التايمز" البريطانية في أحد أعدادها من عام 2013، وقد حمل مانشيت "إسرائيل تقول: الأسد يجب أن يبقى".
وقال الجبين إن ما يحدث الآن "نتيجة اللعب بالنار ونتيجة التهاون في الحق الفلسطيني وعدم الإصغاء إلى ما يريده الشعب العربي في ربيعه الكبير الذي وأدته إسرائيل وبعض الدول التي تطبع معها لحماية نفسها، وإسرائيل اليوم غير قادرة على حماية نفسها".
أما الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية في الأردن الدكتور سعيد ذياب، فتحدّث للجزيرة نت من مظاهرة حاشدة لدعم المقاومة الفلسطينية في العاصمة عمّان. وقال إن "طوفان الأقصى" تشكّل اللّبنة الأولى لمعركة التحرير"، وهي "رسالة للمطبعين الذين تخلّوا عن الشقيق وآثروا التحالف مع العدو، بأن يعيدوا حساباتهم".
من ناحيته، وجّه السفير الفلسطيني السابق ربحي حلوم، رسالة للمقاومة ولأهالي غزة التي وصفها بـ"صانعة التاريخ". وقال إن الإسرائيليين "يفرّون أمام الضربات البطولية".
سقوط "خرافة الجيش الذي لا يقهر"وقال الشيخ طلال صيطان الماضي، عضو مجلس الأعيان الأردني وأبرز شيوخ عشائر المملكة، إن عملية "طوفان الأقصى" أعادت كتابة تاريخ المقاومة الفلسطينية "بأحرف من نور"، وأثبتت أن "الظلم لا بد أن يُزاح".
وبرأيه، سجّلت المقاومة "أروع التضحيات في سبيل الحفاظ على المقدسات". وقال إن عملية "طوفان الأقصى" أثبتت أن التطرّف بكافة أشكاله لا بد أن يحصد نتائجه وهو المرفوض في القانون الدولي والإنساني.
وفي مداخلته للجزيرة نت، قال الوزير الكويتي السابق وعضو مجلس الأمة الدكتور أحمد المليفي، إن "أبطال طوفان الأقصى" استطاعوا بهذه العملية الشجاعة أن يُسقطوا "خُرافة" أرادت إسرائيل زرعها في أذهان الأنظمة والشعوب بأن جيشها لا يقهر، وأن لا سبيل للتعامل معها إلا من خلال اتفاقيات "وفقا لشروطها المذلة"، بينما تمكنت المقاومة من إعادة الأمل للنفوس وإزالة اليأس من القلوب.
ووجّه الأمين العام لحزب العمال التونسي حمّة الهمامي، رسالة إلى الشعب الفلسطيني ومقاومته بدأها بمقولة "المجد للمقاومة". وقال للجزيرة نت "لا حل مع الكيان الصهيوني ولا تحرير لفلسطين من النهر إلى البحر إلا عبر المقاومة".
وأضاف "من المقاومة بالحجارة وبعمليات فدائية متفرقة ومتباعدة في الزمن، إلى معركة حقيقية عسكرية بأسلحة متقدمة وبتخطيط متقدم وباستخبارات متطورة، هذا هو الطريق لتحرير فلسطين". وعبّر عن ثقته بانتصار المقاومة الفلسطينية، وتمكنها من تحقيق هزيمة نهائية وحاسمة لإسرائيل.
ورأى الهمامي أن عملية "طوفان الأقصى" جاءت لتشكل "ضربة للمطبعين في هذه المرحلة التي تتسع فيها جبهتهم ظنا منهم أنهم قادرون على ضرب القضية الفلسطينية".
تحوّل إستراتيجيأما رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين قدورة فارس، فاعتبر عملية "طوفان الأقصى" تحولا إستراتيجيا عميقا في مشهد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وقال فارس إن إسرائيل بعد الضربات التي تلقتها في الـ48 ساعة الأولى من هذه الحرب، وجدت نفسها تدافع عن وجودها وتقاتل لبقائها.
وبالتالي، برأي فارس، فإن "الأبعاد الإستراتيجية لهذه الحرب ستكون أعمق مما يتخيل أحد. وستتصرف إسرائيل والدولة العميقة فيها وحلفاؤها الإستراتيجيون، وتحديدا الولايات المتحدة، في ضوء هذه المعطيات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة طوفان الأقصى للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
عشرات الوقفات النسائية في صنعاء وحجة بمناسبة الذكرى الثانية للطوفان
وحين يخرج الرجال إلى ميادين المواجهة، تتهيأ النساءُ في الساحات بوعيٍ لا يقلّ صلابة عن السلاح، وبصوتٍ يُعانق الحق وينصر المستضعفين، فالمرأة اليمنية هنا ليست نصفَ الحكاية، بل كلّها حين تشتدّ المواقف، وحين يعلو النداء نصرةً لفلسطين وللأمة جمعاء.
وفي الذكرى الثانية لعملية "طوفان الأقصى"، برز حضور النساء في مختلف المحافظات مشهدًا مهيبًا من الشراكة الواعية والثبات المستمر، حيث خرجن لا ليُجدّدن العهد فقط، بل ليؤكدن أنّ الموقف اليمني هو التزامٌ يتوارثه الجيل عن الجيل، وأن قضية فلسطين تسكن القلب اليمني كما يسكن الإيمان في الروح.
ومن محافظة حجة، نظّمت الهيئة النسائية الثقافية وقفاتٍ متتابعة في عددٍ من المديريات، تزيّنت بالساريات والأعلام، وارتفعت فيها الهتافات نصرةً لغزة وتضامنًا مع المقاومة الفلسطينية.
في المحابشة، وكحلان عفار، ووشحة، والمفتاح، وشرس، ومبين، علت الأصوات النسائية الصادقة تعبّر عن اعتزاز اليمنيات بما حققته المقاومة من انتصاراتٍ على الكيان الصهيوني، وعن فخرهنّ بمواقف اليمن قيادةً وشعبًا في نصرة القضية الأولى للأمة.
ولم تقتصر تلك الوقفات على التعبير العاطفي، بل حملت في طيّاتها رسالة وعيٍ عميق بأن مقاومة العدو مسؤولية الأمة جمعاء، وأن ما حققته غزة من صمودٍ أسطوري هو ثمرةٌ لتكافل المؤمنين من مشرق الأرض إلى مغربها.
وأكدت المشاركات أن الخزي والعار يلحقان بكل من خذل المقاومة، وأن العاقبة والنصر دائمًا لأهل الثبات والصبر.
وفي سنحان وبني بهلول بمحافظة صنعاء، خرجت النساء في وقفتين حاشدتين بالمحاقرة وحزيز تحت شعار "طوفان الأقصى.. عامان من الجهاد والتضحية حتى النصر"، رددن خلالها الهتافات المؤيدة للمقاومة، وباركن مواقف اليمن الصلبة في مساندة الشعب الفلسطيني.
وقد جدّدن العهد على استمرار الدعم وبذل كل الجهود لتعزبز جهوزية أشقائهن الرجال من أبنائهن وأزواجهن وإخوانهن، مؤكّدات أنّ الوعي الشعبي هو الدرع الحصين في وجه المؤامرات الصهيونية والأمريكية.
أما في مديرية الحيمة الداخلية، فقد وقفت حرائر قاع الصيد في عزّةٍ وإباء، يعبّرن عن الفخر بالانتصار الفلسطيني، ويؤكدن أن الجهاد في سبيل الله هو السبيل الوحيد لرفع الظلم عن الأمة.
وفي الوقفة، كانت كلماتهنّ صدى لقلوبٍ مؤمنة بأن طريق العزة يبدأ من موقفٍ، وأن النصر وعدٌ لا يتخلف عن الصادقين.
وهكذا، أثبتت المرأة اليمنية في ذكرى "طوفان الأقصى" أنّها لم تكن يومًا خارج ميادين الكفاح، بل كانت وما زالت روح الميدان وسنده.
فكما كان الرجل يقاتل في المتاريس، كانت المرأة تُقاتل في الوعي والموقف والتربية، تشحذ الهمم وتغرس الإيمان، لتبقى اليمن في كلا جناحيها - رجالها ونسائها - تحلّق بثباتٍ نحو وعد النصر الإلهي، وبيان الموقف الشريف الذي لا يلين.