بعد أن قطعت إيران والسعودية، ولو ظاهريا، شوطا طويلا في تطبيع علاقاتهما، فإن ثمة اتفاقية مأمولة من شأنها أن تعزز الثقة بين طهران وعواصم مجلس التعاون الخليجي، على الرغم من وجود العقوبات الغربية.

تلك القراءة طرحها بيجان خاجهبور، في مقال بموقع "أمواج. ميديا" (Amwaj.media) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بوساطة الصين.

فبموجب اتفاق في 10 مارس/ آذار الماضي، استعادت الرياض وطهران علاقتهما بعد 7 سنوات من القطيعة بين بلدين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج صراعات عديدة في منطقة الشرق الأوسط.

ولفت خاجهبور إلى أنه "تمت إعادة فتح البعثات الدبلوماسية (في الرياض وطهران)، وتواصل ولي العهد (السعودي) الأمير محمد بن سلمان بشكل مباشر مع الرئيس (الإيراني) إبراهيم رئيسي".

واستدرك: "لكن عملية الانفراج لا تزال هشة، ومن الممكن توقع حدوث بعض العثرات في العلاقة، طالما لم يتم تعزيز العلاقات السياسية والأمنية".

وتابع: "وفي هذا السياق، فإن العمل على إنشاء إطار أقوى للتجارة، مع الأخذ في الاعتبار القيود الخارجية القائمة،  من شأنه أن يشكل خطوة مهمة إلى الأمام".

ومنذ سنوات، تفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على إيران؛ على خلفية برنامجيها النووي والصاورخي.

اقرأ أيضاً

إيران: ندرس إلغاء التأشيرة مع السعودية

إجراء هام

و"لبناء الثقة اللازمة، يجب على الرياض وطهران البحث عن علاجات قصيرة المدى، ومن الممكن أن يكون أحد هذه العلاجات مستوحى من التوقيع مؤخرا على اتفاقية التجارة الحرة الأولية بين مجلس التعاون الخليجي وباكستان"، كما أردف خاجهبور.

وأُسس مجلس التعاون الخليجي في 25 مايو/ أيار 1981، ويتكون من ست دول هي السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان، ويوجد مقره في الرياض.

وزاد خاجهبور بأن "البدء بمفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع إيران سيكون بمثابة إجراء مناسب وهام لبناء الثقة بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، بما فيها السعودية".

ولفت إلى "وجود سابقة لمثل هذا المسعى، ففي 2008، وافقت دول مجلس التعاون الخليجي على طلب إيران لإجراء محادثات أولية (بشأن اتفاقية تجارة حرة)، لكن المفاوضات خرجت عن مسارها بسبب عقبات سياسية عديدة".

اقرأ أيضاً

هل تلتقي مصالح إيران وتركيا والسعودية ومصر في العراق؟

أغذية وأدوية

خاجهبور قال إنه "يمكن للأطراف المتفاوضة أن تضيف فقرة مفادها أن التدفقات التجارية ستأخذ قيود العقوبات في الاعتبار".

وأضاف أن "التركيز الأولي يمكن أن ينصب على التجارة غير الخاضعة للعقوبات مثل المواد الغذائية والأدوية".

وأردف أنه "يمكن للجهات الاقتصادية الإقليمية الفاعلة تطوير حلول تجارية حول القطاعات غير الخاضعة للعقوبات، فضلا عن الآليات الإبداعية التي من شأنها أن تعود بالنفع على الطرفين".

وتابع: "ستكون إحدى هذه الآليات بمثابة منصة لتجارة الكهرباء بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران والعراق، كما أن التعاون الإيراني السعودي في قطاعي الأغذية والأدوية ممكن أيضا".

و"من أجل تقليل المخاطر، يمكن للجانبين أيضا إعادة إشراك الصين كوسيط في هذه العملية وتوفير مساحة للشركات الصينية"، كما ختم خاجهبور.

اقرأ أيضاً

السعودية وإيران في 6 أشهر.. انفراج مستمر دون تقارب حقيقي

المصدر | بيجان خاجهبور/ أمواج. ميديا- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إيران الخليج اتفاقية تجارة حرة علاقات مجلس التعاون الخلیجی

إقرأ أيضاً:

لاريجاني إلى بغداد لتوقيع اتفاقية أمنية

11 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، الاثنين، عن توجهه إلى العراق ولبنان، مشيراً إلى أن زيارته إلى بغداد ستتضمن التوقيع على اتفاقية أمنية ثنائية.

وقال لاريجاني في تصريحات بثها التلفزيون الإيراني، إن “زيارتي تشمل العراق ولبنان، وسنوقّع في بغداد اتفاقاً أمنياً مهماً يؤكد أن أمن المنطقة مبدأ استراتيجي مشترك”، معرباً عن شكره للحكومة العراقية على “تعاونها الكبير في تنظيم مراسم الأربعين وتسهيل شؤون الزوار الإيرانيين”.

وأضاف أن “لبنان بلد مهم وذو جذور حضارية مشتركة مع إيران، وسنجري فيه مشاورات مع المسؤولين والشخصيات المؤثرة، وسننقل رسائل واضحة تركز على وحدة الشعب اللبناني واستقلال البلاد، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري”، مؤكداً أن “طهران مستعدة دائماً لدعم الشعب اللبناني لتجاوز الأزمات وتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة”.

ويُعد المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران المؤسسة المسؤولة عن رسم السياسات الدفاعية والأمنية الكبرى، ويترأسه رئيس الجمهورية، فيما يشغل منصب أمينه شخصية سياسية أو أمنية بارزة. وسبق أن وقّعت طهران وبغداد اتفاقات أمنية مماثلة في السنوات الماضية، شملت التعاون في ضبط الحدود، وتبادل المعلومات الاستخبارية، والتنسيق في ملفات مكافحة الإرهاب.

المسلة – متابعة – وكالات

 النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • غياب الثقة في واشنطن مستمر.. إيران ترحب بتقليص أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات
  • انطلاق الاجتماع الخليجي لتسعير المستحضرات الصيدلانية في ظفار
  • مجلس التعاون الخليجي يرحب بإعلان أستراليا ونيوزيلندا الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • المؤسسة القطرية للإعلام وكتارا توقعان اتفاقية تعاون لتعزيز الشراكة الإعلامية في المشهد الثقافي القطري
  • مجلس التعاون الخليجي يرحب باعتراف أستراليا ونيوزيلندا «المحتمل» بدولة فلسطين
  • لاريجاني إلى بغداد لتوقيع اتفاقية أمنية
  • الكويت تصدر قرارا هاما بشأن دخول الأجانب المقيمين بدول الخليج إلى أراضيها
  • صلالة تحتضن الاجتماع الخليجي للجنة تسعير المستحضرات الصيدلانية
  • جامعة حمص توقع اتفاقية مع “ميد غلوبال” لتعزيز التعليم والخدمات الطبية
  • «أمين مجلس التعاون» يبحث اتفاقية التجارة الحرة مع نيوزيلندا