الأسبوع:
2025-05-27@23:39:30 GMT

الصهاينة وبراعة تسويق الكذب

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

الصهاينة وبراعة تسويق الكذب

هم صهاينة حقًّا بارعون.. ولكن بارعون في فن التضليل وقلب الحقائق وتسويق الكذب والأوهام والأساطير.. يجيدون فن التباكي والمسكنة ولعب دور الضحية وهم في الأساس مجرمون وماكرون ومخادعون يجندون كل الوسائل والسبل غير المشروعة من أجل الوصول لغاياتهم الدنيئة التي لا حدود لها. ومن بين تلك الأكاذيب التي حاولوا تسويقها مؤخرًا للمجتمعات الغربية ولحلفائهم مع بداية عملية طوفان الأقصى هو تسويقهم لكذبة قطع رؤوس الأطفال الإسرائيليين على أيدي كتائب المقاومة الفلسطينية، وهي الكذبة التي انطلت على الإدارة الأمريكية وعلى رأسها بايدن الذي راح يدين ويندد بأشد العبارات بل ويتوعد المقاومة الفلسطينية، ولكن سرعان ما وجدت تلك الإدارة الأمريكية نفسها في مأزق بعدما تأكد لها وللعالم أن تلك الصور عن قطع رؤوس الأطفال ما هي إلا مزاعم إسرائيلية ساقها قادتها وآلتها الإعلامية المضللة على طول الخط.

وعلى الرغم من أن اليهود لا يتوقفون عن نسج الأساطير والأوهام وممارسة التضليل وضرب الثوابت بشكل محترف منذ أن تشكلت تلك العصابات وتبلورت بدعوة زعيمهم هيرتزل لمؤتمر صهيوني دولي في بازل بسويسرا عام ١٨٩٧- إلا أن تاريخهم حافل بالأكاذيب البارزة والمميزة وجميعها أكاذيب تخدم وتدور في فلك الكذبة الكبرى وهي وطنهم المزعوم الذي يريدون إقامته على حساب جثث الشعوب العربية ومقدراتها وتحديدًا أرض فلسطين. ومن بين تلك الأكاذيب البارزة على سبيل المثال زعمهم بأحقيتهم في القدس والمسجد الأقصى عن طريق كذبة اسمها هيكل سليمان المدفون تحت المسجد الأقصى، وزعمهم بأن حائط المبكى جزء منه، والحقيقة أنه لا يوجد هيكل ولا حائط وإنما هي أساطير وأكاذيب ليس إلا. بل ويمتد تسويقهم للكذب بأن المسجد الأقصى أصلًا في السماء وليس له مكان في الأرض!! كذبة تلو الأخرى حتى صار الكيان الصهيوني محترفًا وبارعًا في فن الكذب واستخدام تكنيكات الدعاية بحِرفية شديدة للتأثير في الرأي العام العالمي وتحديدًا الغرب لأجل التجنيد الفكري والمادي والعسكري لخدمة أسطورتهم المزعومة وهي إقامة وطن على أرض الميعاد أرض الشعب الفلسطيني. وتتسم الدعاية الصهيونية بالتخصص الشديد بحيث تخاطب كلَّ مجتمع أو مجموعة من الناس بالمفردات والأوتار التي تناسبها. فأحيانًا تلعب على الجانب العقلاني المنطقي المزيف، وتارة تلعب على الجانب الوجداني العاطفي أو مخاطبة الغرائز. كما أنها دعاية تتسم بالتخطيط بعيد المدى تنفَّذ وفق أچندة ثابتة لا تتغير بتغيُّر القائمين عليها. وتصل احترافية الدعاية الصهيونية لدرجة أنه يصعب اكتشافها إلا من بعض المتخصصين المتمرسين في فن الاتصال السياسي، لذا تجد لها أرضًا خصبة في الانتشار والرواج خاصة فى ظل غياب الوعي لدى العرب، وغياب الإعلام العربي المضاد لتلك الدعاية.. باستثناء بعض المحاولات الفردية أحيانًا كالتي قام بها حسام زملط السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة مع اندلاع عملية طوفان الأقصى، والذي استطاع من خلال بعض اللقاءات التليفزيونية وباستخدام مفردات بسيطة أن يثبت للمشاهِد الغربي أن الإعلام والسياسة الغربية نحو القضية الفلسطينية متحيزان بشكل واضح لطرف واحد هو طرف كيان الاحتلال المغتصب للأرض العربية.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

عُمان وإيران.. الوساطة التي خرجت إلى العلن

 

 

ميس الحربي **

في فبراير 2022، وقف وزير الخارجية العُماني السيد بدر بن حمد البوسعيدي في العاصمة الإيرانية طهران، إلى جانب الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي. آنذاك، قال رئيسي إن علاقات بلاده مع مسقط «جيدة»، لكنه أضاف كلمة واحدة لفتت انتباه العُمانيين: «ولكن…».

هذه الـ"لكن" الإيرانية، التي جاءت في سياق لقاء رسمي، لم تمُر مرور الكرام في عُمان؛ حيث تساءل الكاتب زاهر المحروقي في صحيفة عُمان الحكومية (المنشور يوم 27 فبراير 2022) قائلًا: "ماذا استفادت عُمان من كلّ مواقفها السياسية المُستقلة....؟"، ويضيف: "ولكن ماذا لو استفدنا من الدول التي وقفنا معها، ومنها إيران التي لديها الكثير لتقدمّه لعُمان اقتصاديًا وعلميًا وطبيًا وتكنولوجيًا وغير ذلك"؛ بل ذهب المحروقي لما هو أبعد من ذلك في نقدٍ غير مسبوق للثقافة السياسية العُمانية المُتحفِّظة، حين ذكر في المقال: "هناك ثقافة مُتجذِّرة، سادت السياسة العُمانية طوال العقود الماضية، هي الخوف والريبة من كلّ علاقة خارجية؛ فكانت النتيجة أن خسرنا الكثير من الاستثمارات؟".

في المقابل، ذكر الكاتب في صحيفة "الرؤية" العُمانية الدكتور عبدالله باحجاج في مقاله (المنشور أيضًا  يوم 27 فبراير 2022)، توصيفًا أكثر مباشرةً، قائلًا إن "لكن" رئيسي كانت بمثابة "عتاب دبلوماسي مُبطّن"، وربما كان يُريد الكاتب التلميح بأن عُمان، رغم صداقتها، لا تُعامل كأولوية لدى طهران.

هذا السجال الإعلامي العُماني مع "لكن" واحدة، كشف عن حجم المسافات بين البلدين. لكنه أيضًا مهَّد الطريق لتصحيح المسار.

وبالفعل، بعد عامٍ وبضعة أشهر، زار جلالة السلطان هيثم بن طارق، إيران، في زيارة هي الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم. الزيارة وثّقتها كاميرات الإعلام الإيراني بلقاءات مع المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي، وانتهت بتوقيع 4 اتفاقيات اقتصادية واستثمارية. لكن الأهم، خلالها كان الموقف الإيراني المُرحِّب بعودة العلاقات مع مصر، في تلميح إلى الدور غير المُعلن والفعّال لمسقط في هذا الملف.

اليوم، ومع زيارة الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان إلى عُمان، تعود الأضواء مجددًا إلى دور السلطنة كوسيط؛ وهذه المرة بشكل علني. فقد أعلنت مسقط أنها ترعى جولات غير مباشرة بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي الإيراني. خمس جولات جرت حتى الآن، وصفها الوزير البوسعيدي بأنها «حققت تقدمًا غير حاسم».

اللافت أن عُمان، التي كانت تحرص على إبقاء وساطتها غير مُعلنة، غيّرت نبرتها. الوزير نفسه الذي صرّح عام 2021 في مقابلة تلفزيونية معي (على قناة العربية) بأن «عُمان لا تقبل أن تُوصَف بالوسيط»، هو اليوم يعلن عن وساطة قائمة وفاعلة، تحمل على عاتقها تحديات جيوسياسية عميقة، أهمها إخراج الملف النووي من دائرة التصعيد والانفجار.

السؤال الآن: لماذا انتهجت عُمان مسارًا آخر؟ الإجابة قد تكون أن السلطنة تدرك أن المرحلة المقبلة تتطلب إبرازًا أكبر لأدوارها، خاصةً في ظل صعود وسطاء إقليميين جُدد: كدور السعودية في حلحلة أزمات إقليمية ودولية عدة؛ فبرزت كوسيط ناجح في المحادثات الأمريكية الروسية بشأن أوكرانيا، ووساطة قطر مع حركة طالبان الأفغانية، والإمارات ودورها في عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، ما يعني أن الدبلوماسية غير المُعلنة لم تعد كافية.

ورغم ذلك، تُدرك عُمان أنَّ النجاح في هذا المسار محفوف بالتحديات؛ فإيران تقول إنها "صامدة حتى من دون مفاوضات"، وتلوِّح بالقدرة على تحمُّل العقوبات الأمريكية الجديدة. لكن الواقع يقول إنَّ الاقتصاد الإيراني يعيش ركودًا متزايدًا، وأن أي اختراق في المفاوضات سيكون مكسبًا لجميع الأطراف.

والأهم، ما الذي تُريده عُمان من طهران؟

هل ستشهد الزيارة انفراجة في ملف تطوير حقل "غرب بخا" الحدودي (أو "هنجام" كما تسميه إيران)؟ هذا الحقل، المُختلَف عليه منذ 2005، ظل رهينة خلافات تقنية وشروط غير متوازنة فرضتها طهران. فهل تحمل الزيارة تسوية عادلة لهذا الملف؟

ختامًا، ما تريده عُمان يبدو واضحًا: مرحلة جديدة من العلاقات، لا تقوم على المجاملات؛ بل على المكاسب المُتبادلة.. دبلوماسيةٌ لا تكتفي بالكواليس؛ بل تخرج إلى العلن بثقةٍ ومسؤوليةٍ. ومع رئيس جديد في طهران، فإنَّ زيارة بزشكيان قد تكون اختبارًا جادًا لمسار العلاقة الجديدة.

** صحفية ومذيعة سعودية بقناة العربية الحدث

مقالات مشابهة

  • سوريا تؤكد إغلاق المقرات التي كان يشغلها انفصاليو البوليساريو
  • عُمان وإيران.. الوساطة التي خرجت إلى العلن
  • الرئيس التنفيذي لهيئة تسويق الاستثمار: البيئة الاستثمارية في المملكة قدمت أكثر من 1900 فرصة في 22 قطاعًا حيويًا
  • “رئيس هيئة تسويق الاستثمار”: البيئة الاستثمارية في المملكة قدمت 1900 فرصة في 22 قطاعًا حيويًا
  • خبراء لغة الجسد يفنّدون رواية ماكرون عن الصفعة التي تلقاها من زوجته
  • الهويات الترويجية.. تسويق أم انتماء؟
  • في الـ9 مساءً.. انطلاق حملة تغريدات لفضح جرائم الصهاينة في غزة
  • في التاسعة مساء.. انطلاق حملة تغريدات لفضح جرائم الصهاينة في غزة
  • سومو: العراق يتجه للاستثمار بمصافٍ خارجية لضمان تسويق نفطه
  • العراق يخطط للاستثمار بمصافٍ خارجية لضمان تسويق النفط وتعظيم العائدات