إعداد: فارس بوشية | بهار ماكويي إعلان اقرأ المزيد

احتشد مئات الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة على أمل فتح معبر رفح للسماح لهم بالعبور نحو مصر، فارين من الحرب الدامية بين حماس وإسرائيل التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. لكن يظل المعبر الحدودي مع مصر، وهو أحد المنافذ القليلة للخروج من القطاع، مغلقا إلى حد الساعة.

ويذكر أن هناك معبرين آخرين للدخول إلى قطاع غزة أو الخروج منه : إيريز في الشمال، على الحدود مع إسرائيل، وكيرم شالوم (كرم أبو سالم)، بالقرب من الحدود المصرية، وهما معبران مخصصان لمرور البضائع.

في الأثناء، وعلى الجانب المصري من رفح، تبقى المساعدات الإنسانية والطبية، بما في ذلك المساعدات التي أرسلتها منظمة الصحة العالمية في انتظار الضوء الأخضر. فهي ممنوعة من العبور إلى سيناء المصرية، لعدم وجود اتفاق بين إسرائيل ومصر.

هذا، وكان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أحمد المنظري قد حذر الاثنين من أنه "لم يتبق سوى 24 ساعة قبل نفاد الماء والكهرباء والوقود" في غزة، وإذا لم تصل المساعدات، فلن يسع الأطباء سوى "إعداد شهادات الوفاة".

وفي السياق، أوضح يوهان صوفي، الرئيس السابق لمكتب الشؤون القانونية في وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لفرانس24 قائلا، من أجل فتح معبر رفح "نحتاج إلى تدخل دبلوماسي، واتفاق بين الطرفين...ويتطلب الأمر الضغط على المجتمع الدولي برمته، وعلى السلطات الفرنسية، وعلى الاتحاد الأوروبي وعلى كافة الأطراف لكي يتم، على الأقل، التوصل إلى اتفاق لإنشاء ممر إنساني إلى غزة"، على حد تعبيره.

ما يعني أن مصر لا تستطيع أن تقرر فتح حدودها مع إسرائيل بمفردها. خاصة أنها تعرضت للقصف عدة مرات منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

هذا، وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد شدد، بحضور نظيرته الفرنسية كاترين كولونا في القاهرة الاثنين، على أنه أصبح من الملح فتح هذا الممر الإنساني عبر معبر رفح الحدودي.

وبدورها، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية، إن "أولئك الذين يريدون مغادرة غزة يجب أن يكونوا قادرين على القيام بذلك". وأضافت "نطلب من الجميع توفير إمكانية فتح نقاط العبور".

لكن سامح شكري حمّل إسرائيل مسؤولية إغلاق المعبر قائلا إنها "لم تعط  أي إشارة لحد الآن".

مصر "عاجزة" عن تحمل المسؤولية بمفردها

وأوضح نائب مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (إيريس) بباريس، ديدييه بيليون أن "مصر لا تريد أن تكون الدولة الوحيدة التي يقع على عاتقها هذا الوضع الإنساني الكارثي. ستكون مستعدة للمشاركة في عملية إنسانية إذا لزم الأمر، لكنها ليست مستعدة وعاجزة عن القيام بذلك بمفردها، نظرا لوضعها الاقتصادي المتدهور للغاية".

وأضاف "إنهم غير قادرين على تحمل صدمة هذا الكم الهائل من التدفق البشري المحتمل".

ومن جهتها، دعت القاهرة إلى حل دبلوماسي كما أنها حثت الطرفين المتنازعين على ضبط النفس، وفي الوقت ذاته، عارضت فكرة السماح للفلسطينيين الفارّين من الحرب دخول أراضيها، إذ طلب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من سكان غزة الخميس "البقاء في أراضيهم"، وذلك على الرغم من الدعوات المتزايدة التي تطلب منه السماح للمدنيين بالمرور الآمن من قطاع غزة.

أما حركة حماس، فقد قالت على لسان زعيمها إسماعيل هنية السبت الماضي إنها ترفض "تهجير" الفلسطينيين، متهمة إسرائيل بارتكاب "جرائم حرب" في غزة. غير أن إسرائيل ألقت بالمسؤولية على عاتق حركة حماس، متهمة إياها باستخدام المدنيين كدروع بشرية.

طرد الفلسطينيين.. "فكرة محكمة بالفشل ونحن لا نؤيدها"

ومع دعوة إسرائيل لأكثر من مليون من سكان غزة إلى مغادرة شمال القطاع، ما يشير إلى تمهيدها لغزو بري، اقترح بعض السياسيين الإسرائيليين طرد الفلسطينيين إلى مصر المجاورة.

وهو الأمر الذي رفضه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشكل قاطع، قائلا إنه يجب أن يكونوا قادرين على البقاء في موطنهم بينما تقاتل إسرائيل حركة حماس.

وقال بلينكن الأحد الماضي في القاهرة "سمعت مباشرة من رئيس السلطة الفلسطينية (محمود) عباس وتقريبا كل الزعماء الآخرين الذين تحدثت معهم في المنطقة أن هذه الفكرة محكومة بالفشل، ولذا نحن لا نؤيدها".

وأضاف "نعتقد أن الناس يجب أن يكونوا قادرين على البقاء في غزة، موطنهم. ولكننا نريد أيضا التأكد أنهم خارج دائرة الخطر ويحصلون على المساعدة التي يحتاجون إليها".

كما ركز بلينكن على قضية المساعدات الإنسانية إذ قام بتعيين الدبلوماسي الأمريكي المخضرم والخبير في الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد موفدا للمساعدات إلى غزة.

"إن لم نكن أمام نكبة كبرى، فعلى الأقل نكبة صغرى"

ويرى خطار أبو دياب أستاذ العلاقات الدولية أن موقف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "يمثل نجاحا دبلوماسيا عربيا... معللا ذلك بأن "هناك تناغما بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله وولي العهد السعودي محمد بن سلمان... وقد أدى ضغطهم إلى هذا التصريح".

هذا، وكان نائب وزير الخارجية الإسرائيلي السابق داني أيالون قد دعا مصر إلى التعاون وإقامة خيام للفلسطينيين في سيناء، معتبرا أن هناك "مساحة لا نهاية لها" هناك.

وعلى الرغم من رفض مصر للفكرة، يبقى "الاحتمال واردا ويزيد من تعقيد الوضع"، بحسب خطار أبو دياب الذي يقول إن "الشعب الفلسطيني الذي يعيش معاناة مفتوحة ومتواصلة منذ 1948 استخلص الدروس مما جرى".

وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت سابق خلال لقائه بلينكن "رفضه الكامل" لتهجير السكان من غزة، محذرا من "نكبة ثانية".

ويلخص الوضع خطار أبو دياب أستاذ العلاقات الدولية، قائلا "لا يمكن أن نفكر بأن هذا الإنسان الفلسطيني خارق وأنه يمكن أن يتحمل هذا القصف المستمر وهذه الاستباحة المتواصلة... مشددا على أن "هناك إصرارا فلسطينيا على البقاء في الأرض ولكن تبقى المسألة نسبية.. ولذلك إذا دامت هذه الحرب كثيرا وزاد الضغط على المدنيين يمكن، إن لم نكن أمام نكبة كبرى، فعلى الأقل أن نكون أمام نكبة صغرى..."

 

النص العربي فارس بوشية / النص الفرنسي بهار ماكويي

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج فلسطين غزة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل الأردن مصر السعودية وزیر الخارجیة قادرین على البقاء فی قطاع غزة معبر رفح

إقرأ أيضاً:

الصفدي يشدد على ضرورة وقف العدوان على غزة وتكثيف المساعدات الإنسانية

الصفدي يحذر من خطورة ما ينتجه الاحتلال من معاناة وكارثة إنسانية غير مسبوقة لأهل القطاع

شدد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي على ضرورة وقف العدوان على غزة، وعلى أهمية تكثيف الجهود المستهدفة ضمان إيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لجميع أنحاء القطاع.

كما حذر الصفدي خلال لقائه وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا من خطورة ما ينتجه عدوان الاحتلال من معاناة وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

كما استعرض الوزيران مخرجات زيارة الدولة التي قام بها سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، إلى المملكة شهر نيسان /أبريل الماضي، وبحثا سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في كافة المجالات، تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين الشقيقين.

ويستضيف الأردن غد الثلاثاء في البحر الميت مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة. ويعقد بتنظيم مشترك بين الأردن ومصر والأمم المتحدة.

وأكد الصفدي أهمية التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وعلى ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وضمان حماية المدنيين، واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لجميع أنحاء قطاع غزة، لدى لقائه وزيرة الخارجية الهولندية هانكي برونز سلوت، ووزير خارجية جمهورية تشيلي ألبرتو فان كلافيرين، ووزير خارجية كولومبيا لويس جيلبرتو موريلو.

الوضع الإنساني

كما التقى الصفدي، في اجتماعين منفصلين، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة وكبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاخ، ورئيسة الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر كيت فوربس، حيث جرى بحث الوضع الإنساني الكارثي الذي يشهده قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

وأكدوا على ضرورة وقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة، وعلى ضرورة تكثيف الجهود المستهدفة التوصل لوقف لإطلاق النار، كسبيل وحيد لضمان حماية المدنيين وإدخال المساعدات إلى القطاع دون عوائق.

مقالات مشابهة

  • الخارجية العراقية ترفض اتهامات أمريكية للحشد الشعبي.. هكذا ردت
  • «القاهرة الإخبارية»: المجتمع الدولي على علم بجرائم إسرائيل في قطاع غزة
  • الرئيس المصري: إسرائيل تستخدم سلاح التجويع والحصار لتهجير الفلسطينيين قسريا
  • بلينكن: نتنياهو أكد التزامه بالمقترح الأمريكي وعلى حماس أن تقرر موقفها
  • من تسبب بهذه الحرب؟
  • حرب صليبية على إسرائيل: لماذا تريد أوروبا الاعتراف بفلسطين؟
  • الصفدي يشدد على ضرورة وقف العدوان على غزة وتكثيف المساعدات الإنسانية
  • أحمد موسى عقب تعادل مصر أمام غينيا: "كان ممكن نخلص المباراة في آخر ثانية" (فيديو)
  • عادل الباز: القتل العشوائي المستمر .. لماذا.؟
  • عبد الكبير: تشابه الأسماء والإفراج عن الأموال المجمدة من أسباب إغلاق معبر رأس اجدير