وكيل الأزهر: الدفاع عن الأرض والعرض حق وأمانة
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، خلال كلمته في مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم والذي جاء تحت عنوان" الفتوى وتحديات الألفية الثالثة" إن هذا المؤتمر يأتي في وقت تفرق أحداثه بين الحق والباطل، والأمانة والخيانة؛ فالدفاع عن الأرض والعرض حق وأمانة، والاستشهاد في سبيل الله حق وأمانة، وإقامة كيان على زور من التاريخ باطل وخيانة، وقصف المدنيين الآمنين باطل وخيانة، وسكوت المؤسسات المعنية باطل وخيانة، ناقلا صادق دعوات الأزهر الشريف وإمامه الأكبر إلى الشعب الفلسطيني الصامد الذي يتمسك بأرضه، ويقف بكل بسالة وبطولة في وجه الآلة الصهيونية المتغطرسة، وتأكيد فضيلته أن استهداف المدنيين وقصف المؤسسات جريمة حرب مكتملة الأركان، ووصمة عار يسجلها التاريخ بأحرف من خزي على جبين الصهاينة.
وأضاف أن هذا المؤتمر يشير ابتداء إلى ضرورة وجود تناغم بين الأصول والثوابت وبين المتغيرات والمستجدات، أو حسب عنوان المؤتمر بين «الفتوى وتحديات الألفية الثالثة»، فيجمع بين الفتوى، وهي ركن ركين في الحياة، يبصر الإنسان بها طريقه إلى الله، ويلتمس الصواب في حركته مع الناس، ويدرك إدراكا واعيا موقفه من نفسه، وبين النظر إلى المستقبل، ومحاولة تعرف ملامحه، وما فيه من تحديات تعم جنبات الحياة.
الضويني:هذا المؤتمر يأتي حلقة في سلسلة الوعي الذي تعمل عليه المؤسسة الدينية في مصر؛ لمناقشة القضايا المعاصرة في إطار شرعي يستجيب للواقع وفي الوقت نفسه لا يخرج عن الثوابتوأوضح الدكتور الضويني أن هذا المؤتمر يأتي حلقة في سلسلة الوعي الذي تعمل عليه المؤسسة الدينية في مصر؛ لمناقشة القضايا المعاصرة في إطار شرعي يستجيب للواقع وفي الوقت نفسه لا يخرج عن الثوابت، ويحفظ على الناس الضروريات الخمس، التي تدور حولها أحكام الشريعة، والتي عدها الإمام الشاطبي -رحمه الله- أسس العمران؛ بحيث لا يتصور عمران مجتمع ولا صلاح أمور أفراده إلا من خلال حفظها.
وأردف أن من المُسَلم به عند العقلاء أن العالم المعاصر يواجه تحديات في كثير من مجالات الحياة: الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، وغير ذلك، وأن هذه التحديات ككرة الثلج كلما تحركت زاد حجمها وتضاعف أثرها، دون أن تتوقف عند مكان بعينه، وكأنما انتقلت نظرية «الأواني المستطرقة» من مجال الفيزياء إلى مجالات الحياة كافة، فما تكاد تسمع بأزمة في ناحية من نواحي الأرض إلا وتظهر آثارها في نواح أخرى.
وبيّن وكيل الأزهر أن التحديات الاقتصادية أصبحت شديدة الوطأة؛ ينطق بآثارها فقر وجوع وحرمان وبطالة وفجوة متزايدة بين المعدمين والمترفين، وتحرم آثارها القاسية بيئات كثيرة من أقل مقومات الحياة، بسبب نظريات وممارسات اقتصادية منفلتة من الضوابط الأخلاقية، لا يجد المنظرون لها أي حرج في أن تسعد قلة من البشر على حساب الكثرة الكاثرة منهم، وأن تزداد بيئات غنى وثراء وتقدمًا ورخاء، وأن تزداد بيئات أخر فقرا وجهلا ومرضا!.
وأكد وكيل الأزهر أن التحديات الاجتماعية لا تقل خطرًا ولا أثرًا عن التحديات الاقتصادية؛ فإن المجتمع الدولي يعاني من تفكك واضطراب في نواته الصلبة، ألا وهي الأسرة؛ فباسم الحقوق والحريات خرجت علينا أصوات منكرة شرعًا وعقلًا، وراحت تنادي مرة بعلاقات تأباها الفطرة السوية، وتتناقض مع ناموس الكون الذي خلق الله فيه كل شيء ذكرًا وأنثى، وراحت تعلن مرات أخرى ما لا ينبغي إعلانه فهددت استقرار الأسرة، وكان ما كان مما تعاني مجتمعاتنا ويلاته من طلاق وفراق وشقاق وسوء أخلاق.
وأضاف أنه في الوقت الذي بُحَّت فيه أصوات المؤسسات الرشيدة -ومنها مؤسساتنا الدينية- وهي تنادي بضرورة هذا الكي…
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وكيل الأزهر الدفاع عن الأرض والعرض وأمانة وکیل الأزهر هذا المؤتمر
إقرأ أيضاً:
وفد أزهري يتوجه إلى مدريد للمشاركة في مؤتمر دولي حول دور المؤسسات الدينية في صناعة الوعي
يتوجه وفد من الأزهر الشريف إلى العاصمة الإسبانية مدريد بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب برسالة أزهرية تسعى لترسيخ التسامح والتعايش العالمي وأمن الوعي الفكري في مواجهة التحديات المعاصرة، من خلال المشاركة في فعاليات المؤتمر العلمي الذي ينظمه المركز الثقافي الإسلامي بليجانيس – مدريد يوم الاثنين القادم، تحت عنوان: «دور المؤسسات الدينية في صناعة الوعي الفكري الآمن وانعكاسات ذلك على سلامة المجتمعات»، بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف والخبراء من الجامعات الأوروبية.
ويعقد المؤتمر بمشاركة كلٍّ من: أ.د عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، و أ.د. محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وأ.د ثيليا تيبث أستاذة العلوم النفسية بجامعة كمبلوتنسي، وأ. أنتونيو نيابرو أستاذ العلوم الدينية بجامعة قرطبة، إلى جانب عدد من القيادات الدينية والأكاديمية.
وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن دعم الوعي الفكري وحماية المجتمعات من موجات التطرف والتشويش المعرفي يمثلان أحد أهم أولويات الأزهر الشريف في العصر الرقمي، مضيفًا أن المؤسسات المعنية بالجانب الفكري اليوم مطالبة بأدوار أكثر عمقًا وفاعلية، لا تقتصر على الخطاب التقليدي، بل تمتد إلى بناء وعي نقدي قادر على فرز المعلومات، وتحصين العقول، وتعزيز الروابط المجتمعية بعيدًا عن محاولات الاستقطاب وبث الفزع الفكري.
وشدد الجندي على أن التعاون بين المؤسسات الدينية والجامعات والمراكز البحثية الأوروبية يمثل خطوة محورية نحو بناء فهم مشترك حول حماية المجتمعات، موضحًا أن خطاب الأزهر يقوم على ثلاث ركائز أساسية: الفهم المنضبط للنص، والوعي العلمي بالواقع، والموازنة بين الثوابت ومتغيرات العصر.
وأضاف الجندي أن هذا المؤتمر يكتسب أهمية خاصة في ظل التوسع الكبير للمحتوى الرقمي المؤثر على وعي الشباب، مشيرًا إلى أن الوعي الآمن لا يُمنح من الخارج، بل يُبنى داخليًا عبر تعليم راسخ، ومؤسسات قوية، وقدوة صالحة، ومنظومات إعلامية تتسم بالنزاهة المهنية، مبينًا أن الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب – شيخ الأزهر يعمل على تطوير برامج للتواصل العالمي بلغات متعددة بهدف دعم الحضور الأزهري الرشيد في المشهد الدولي، وتقديم خطاب يرقى إلى مستوى التحديات الفكرية المتسارعة.
يأتي هذا المؤتمر في إطار جهود المركز الثقافي الإسلامي بمدريد لبحث قضايا الوعي المجتمعي والاندماج الإيجابي، بمشاركة رسمية وأكاديمية واسعة.