أكتوبر 21, 2023آخر تحديث: أكتوبر 21, 2023

المستقلة/- كشف تقرير للبنتاغون حول القوة العسكرية للصين إن بكين تتجاوز التوقعات السابقة بشأن مدى سرعة بناء ترسانتها من الأسلحة النووية، و من شبه المؤكد أنها تتعلم الدروس من حرب روسيا في أوكرانيا حول الشكل الذي قد يبدو عليه الصراع بشأن تايوان.

و يحذر التقرير الذي صدر يوم الخميس أيضًا من أن الصين ربما تسعى إلى تطوير نظام صاروخي جديد عابر للقارات باستخدام الأسلحة التقليدية، و الذي، إذا تم نشره، سيسمح لبكين “بالتهديد بضربات تقليدية ضد أهداف في الولايات المتحدة مثل هاواي و ألاسكا”.

و يأتي التقرير الصيني قبل شهر من اجتماع متوقع بين الزعيم الصيني شي جين بينغ و الرئيس جو بايدن على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا و المحيط الهادئ الشهر المقبل في سان فرانسيسكو.

و يعد التقرير السنوي، الذي يطلبه الكونجرس، إحدى الطرق التي يقيس بها البنتاغون القدرات العسكرية المتنامية للصين، و التي تعتبرها الحكومة الأمريكية تهديدًا رئيسيًا لها في المنطقة و التحدي الأمني الأساسي طويل المدى لأمريكا.

و لكن بعد هجمات حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، اضطرت الولايات المتحدة مرة أخرى إلى التركيز على الشرق الأوسط، بدلاً من التركيز على محور المحيط الهادئ الذي تم التركيز عليه على نطاق واسع لمواجهة نمو الصين. و تقوم الولايات المتحدة بنقل الأسلحة إلى إسرائيل بينما تواصل دعم و تسليم الذخائر إلى أوكرانيا في قتالها المستمر منذ 20 شهراً لصد الغزو الروسي.

و مع ذلك، فإن استراتيجية الدفاع الوطني للبنتاغون تتشكل حول كون الصين أكبر تحدي أمني للولايات المتحدة، و أن التهديد الذي تمثله بكين سيحدد كيفية تجهيز الجيش الأمريكي و تشكيله للمستقبل.

يعتمد تقرير البنتاغون على تحذير الجيش العام الماضي من أن الصين تعمل على توسيع قوتها النووية بشكل أسرع بكثير مما توقعه المسؤولون الأمريكيون، مما يسلط الضوء على تراكم واسع النطاق و متسارع للقدرات العسكرية المصممة لتمكين بكين من مجاراة القوة العالمية الأمريكية أو تجاوزها بحلول منتصف القرن.

و حذر تقرير العام الماضي من أن بكين تعمل بسرعة على تحديث قوتها النووية و أنها في طريقها لزيادة عدد الرؤوس الحربية التي تمتلكها إلى أربعة أضعاف تقريبًا ليصل إلى 1500 بحلول عام 2035. و تمتلك الولايات المتحدة 3750 رأسًا نوويًا نشطًا.

و يخلص تقرير إلى أن بكين تسير على قدم و ساق لنشر أكثر من 1000 رأس حربي نووي بحلول عام 2030، لتواصل التحديث السريع الذي يهدف إلى تحقيق الهدف المتمثل في امتلاك جيش “عالمي المستوى” بحلول عام 2049.

و بعد التقرير السابق، اتهمت الصين الولايات المتحدة بتصعيد التوترات، و قالت بكين إنها لا تزال ملتزمة بسياسة “عدم الاستخدام الأول” للأسلحة النووية.

و لا تلتزم الولايات المتحدة بسياسة “عدم الاستخدام الأول” و تقول إن الأسلحة النووية لن تستخدم إلا في “الظروف القصوى”.

و قال التقرير إن الصين تكثف الضغوط العسكرية و الدبلوماسية و الاقتصادية ليس فقط على تايوان و لكن أيضًا تجاه جميع جيرانها الإقليميين للرد على ما تعتبره جهودًا أمريكية لاحتواء صعودها. و تشمل الضغوط المفروضة على التايوان تحليق الصواريخ الباليستية في سماء المنطقة، و زيادة غارات الطائرات الحربية في منطقة الدفاع الدولية، و مناورات عسكرية واسعة النطاق في أغسطس الماضي طوقت تايوان.

و تعهدت بكين بإخضاع تايوان لسيطرتها بالقوة إذا لزم الأمر. و أمهل شي الجيش الصيني حتى عام 2027 لتطوير القدرة العسكرية لاستعادة الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي و التي يدعي الحزب الشيوعي أنها أراضي خاصة به.

وقد خصصت الولايات المتحدة أسلحة عسكرية بمليارات الدولارات لتايوان لبناء دفاعاتها و مساعدتها على صد أي هجوم محتمل.

لكن الصين خصصت أيضًا المليارات لجيشها. و وفقا لأرقام ميزانيتها العامة، ارتفع الإنفاق العسكري الصيني لعام 2023 بنسبة 7.2% إلى 1.58 تريليون يوان (216 مليار دولار)، متجاوزا نموها الاقتصادي. و يقول مسؤولون أمريكيون إن الرقم الفعلي قد يكون أعلى من ذلك بكثير. و تقول بكين إنها تنفذ سياسة عسكرية دفاعية لحماية مصالح البلاد.

و أشار التقرير أيضًا إلى أن الصين زادت من مضايقاتها للطائرات الحربية الأمريكية التي تحلق في المجال الجوي الدولي في المنطقة و سجلت أكثر من 180 حالة اعترضت فيها الطائرات الصينية بقوة الرحلات الجوية العسكرية الأمريكية.

و يركز التقرير على أنشطة الصين في عام 2022، لكنه ينظر في التحليق لمنطاد التجسس الصيني و كيف أدى نقص التواصل بين الجيشين إلى زيادة خطر التصعيد. و لا يشمل التقرير الحرب الأخيرة بين إسرائيل و حماس، لكنه وجد أن بكين تستخدم ما تعلمته من الحرب الروسية الأوكرانية. و أضافت أن الصين تعمل على تحقيق الاعتماد على الذات صناعيا و اقتصاديا بعد رؤية تأثير العقوبات الغربية ضد موسكو.

و قال التقرير إن غزو روسيا لأوكرانيا “شكل تحديا كبيرا و غير متوقع” للصين، مما أجبرها على قياس علاقتها و دعمها المادي لروسيا في مقابل “التكاليف الأقتصادية و على حساب سمعتها” التي يمكن أن تتكبدها و التي من شأنها أن تعيق هدفها العام المتمثل في الارتقاء إلى مستوى أعلى.

المصدر:https://www.nbcnews.com/news/world/china-building-nuclear-weapons-arsenal-faster-rcna121349

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة أن الصین

إقرأ أيضاً:

تقرير اقتصادي يسعرض أبرز التحولات التي طرأت على خارطة التمويل الدولي لليمن ويحذر من تبعات تقليص الدعم الخارجي

   

حذر مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، من خطورة تداعيات تقليص المنح والمساعدات الخارجية لليمن في الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية والاقتصادية بصورة غير مسبوقة خلال المرحلة الراهنة.

وطالب المركز، في تقرير حديث صادر عنه، حول تداعيات التراجع في المنح والمساعدات المقدمة لليمن، بضرورة تقديم الدعم الطارئ والضروري لليمن والتحول التدريجي نحو العمل التنموي المستدام، مشيرًا إلى الآثار الخطيرة التي خلفها تراجع الدعم على النازحين والفئات الضعيفة في المجتمع وكذلك على الأوضاع الصحية والمعيشية لملايين اليمنيين.

ودعا مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، إلى ضرورة تغطية فجوة التمويل الراهنة سواء ضمن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدتها الأمم المتحدة للعام 2025، أو من خلال دعم البرامج التنموية الأخرى ومواصلة الجهود الدولية للتخفيف من واحدة من أسوأ الازمات الإنسانية في العالم.

واستعرض التقرير، مستجدات تقليص الدعم الدولي المقدم لليمن لاسيما الدعم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والذي مثل نسبة مهمة خلال فترة الحرب التي تشهدها اليمن على مدى عشرة أعوام وساهم بصورة واضحة في تخفيف الأزمة الإنسانية والمعيشية للشعب اليمني.

وأوضح أن النصف الأول من العام 2025 شهد تراجعا غير مسبوق في حجم التمويل المخصص لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، حيث لم تتجاوز نسبة التغطية 9% من إجمالي المتطلبات حتى منتصف مايو، في وقت يتزايد فيه عدد المحتاجين للمساعدات إلى أكثر من 19.5 مليون شخص، مما يعكس حجم الفجوة التمويلية التي تواجهها المنظومة الإنسانية.

وتناول التقرير، أبرز التحولات التي طرأت على خارطة التمويل الدولي لليمن، مشيرا إلى أن هذا التراجع الحاد في التمويل ترك أثرًا بالغًا على سير العمليات الإنسانية في مختلف القطاعات الحيوية، مثل الأمن الغذائي، والرعاية الصحية، والتعليم، وخدمات الحماية، كما أدى إلى توقف العديد من المشاريع الإغاثية والخدمية، وحرمان ملايين اليمنيين من الخدمات الأساسية، لا سيما في المناطق التي تأوي أعدادا كبيرة من النازحين.

وسلط الضوء على التأثيرات الكبيرة الناتجة عن قرار الولايات المتحدة الأمريكية تعليق جزء كبير من مساعداتها الإنسانية مطلع العام الجاري، حيث لم تتجاوز مساهمتها 16 مليون دولار خلال النصف الأول من عام 2025، مقارنة بـ 768 مليون دولار خلال العام 2024، الأمر الذي أدى إلى فجوة واسعة في تمويل البرامج الحيوية، وتدهور في أداء المنظمات الدولية والمحلية العاملة في المجال الإنساني، خاصة في محافظة مأرب التي تضم أكبر تجمع للنازحين داخليًا.

وأشار التقرير، إلى أن إجمالي المساعدات الدولية المقدمة لليمن منذ عام 2015 تجاوز 29 مليار دولار، بينها أكثر من 6.4 مليار دولار قدمتها الولايات المتحدة، عبر برامج متعددة دعمت قطاعات أساسية كالغذاء، والصحة، والتعليم، والمياه، في ظل الانهيار المستمر لمؤسسات الدولة.

وتضمن التقرير، تحليلا لتداعيات تراجع التمويل على مستوى المعيشة في اليمن، موضحا كيف أسهمت هذه التطورات في تفاقم معدلات الجوع، وتوقف المرافق الصحية، وتراجع خدمات الحماية، إلى جانب الانعكاسات الاقتصادية، بما في ذلك انخفاض قيمة الريال اليمني بنسبة تجاوزت 25% خلال فترة قصيرة، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وتراجع فرص العمل، الأمر الذي زاد من هشاشة الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد.

ودعا مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، إلى ضرورة تبني خطة انسحاب تدريجي ومنظم للمساعدات الإنسانية، تتزامن مع تعزيز مسارات التنمية المحلية، واستئناف تصدير النفط والغاز، وضمان صرف رواتب الموظفين، وتحفيز الاستثمارات، مشددًا على أهمية تعزيز الشفافية، وتوسيع قاعدة الشراكات مع المنظمات المحلية، وتبني نهج متكامل يربط بين الاستجابة الإنسانية والتنمية وبناء السلام

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تحث الصين على كبح طموحات إيران النووية
  • تقرير أممي يحذر من المجاعة في 4 دول عربية.. غزة تتصدر الكارثة
  • فرنسا تواصل انسحابها من ثاني دولة بالعالم وتسلم قواعدها العسكرية التي كانت تستخدمها
  • تقرير أممي يحذر: ''اليمن على شفا مجاعة تهدد حياة الملايين وهذه المناطق الأكثر تضرراً''
  • الولايات المتحدة توافق على صفقة عسكرية ضخمة لـ إسرائيل
  • بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
  • و أمرت النيابة العامة بحبس مالك السيارة المتسببة في حادث الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية لتمكينه المتهم من قيادتها رغم علمه بعدم حيازته رخصة تجيز له قيادة تلك المركبة. جاء ذلك في إطار التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في الحادث المروري المروع الذي وقع
  • تقرير: أمريكا اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين كشفت تقييمهم لاستهداف المنشأت النووية
  • تقرير اقتصادي يسعرض أبرز التحولات التي طرأت على خارطة التمويل الدولي لليمن ويحذر من تبعات تقليص الدعم الخارجي
  • بالفيديو.. مختص: الصين تشترط المشاورات المتكافئة لحل الخلافات مع الولايات المتحدة وترفض سياسات ترامب