في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت أعمال العنف من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية، حيث استخدمت إسرائيل طائرات حربية ومدفعية لشن غارات جوية على أهداف في غزة ما أسفر عن مقتل الآلاف من المواطنين الأبرياء.

وأثارت هذه التطورات غضبا واسعا في العالم الإسلامي وخارجه، حيث خرج الملايين من المتظاهرين في شوارع العديد من الدول للتعبير أمس الجمعة تعبيرا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي.

كما نظمت بعض المظاهرات للتنديد بالموقف الأمريكي والغربي من الصراع، والذي اعتبروه متحيزا لصالح إسرائيل. حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس" الأمريكية.

مصر
خرج الآلاف من المصريين في جميع أنحاء البلاد تعبيرا عن تضامنهم مع الفلسطينيين. وكانت الحكومة المصرية وافقت بل وساعدت في تنظيم وقفات احتجاجية أمس الجمعة تأييدا للفلسطينيين في مواجهة الاحتلال.

كما تجمع المئات خارج باحات جامع الأزهر،المؤسسة الدينية الأولي في العالم الإسلامي، وهتفوا عقب انتهاء صلاة الجمعة مباشرة، "بالروح والدم نفديك يا أقصي".

وتستعد القاهرة لعقد قمة دولية "قمة مصر الدولية للسلام" لبحث إنهاء الحرب بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال ووقف إراقة دماء المواطنين الأبرياء.

الضفة الغربية
اندلعت احتجاجات واسعة في الضفة الغربية عقب صلاة الجمعة، حيث خرج الفلسطينيون من المساجد متوجهين إلى نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية في رام الله والخليل وبيت لحم، ورشقوا جنود الاحتلال بالحجارة.

باكستان
شارك آلاف المتظاهرين في باكستان، التي تشكل ثاني أكبر سكان مسلم في العالم، في مظاهرات حاشدة ضد الغارات الإسرائيلية. وقد نظمت المظاهرات من قبل الأحزاب الإسلامية والمنظمات المدنية، التي طالبت بقطع العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة، ودعم المقاومة الفلسطينية. كما رفع المتظاهرين أعلام فلسطين وشارات النصر، وهتفوا بشعارات مثل "الموت لإسرائيل" و"الموت لأمريكا".

إيران
شهدت إيران، التي تعتبر تدعم القضية الفلسطينية وخصمة لإسرائيل، مظاهرات حاشدة في عدة مدن، بمشاركة المسؤولين والقادة الدينيين والجماهير. وأظهرت الصور المتظاهرين يحرقون أعلام إسرائيل والولايات المتحدة. كما هتفوا بشعارات مثل "الجهاد حتى النصر" و"القدس عاصمة فلسطين".

تركيا
شهدت تركيا، التي تحظى بعلاقات متوترة مع إسرائيل، أكبر مظاهرات في المنطقة ضد الغارات الإسرائيلية. حيث خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في مدينة إسطنبول وأنقرة وغيرها من المدن التركية، رافعين شعارات منددة بإسرائيل ومؤيدة لغزة.

لبنان
تظاهر المئات من أنصار حزب الله اللبناني في إحدي ضواحي بيروت الجنوبية مطالبين برفع الحصار عن غزة ودعم فلسطين. هذا وقد اندلعت مناوشات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في البلدات الواقعة على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وهدد حزب الله بالتصعيد إذا شنت إسرائيل غزوا بريا على غزة، في حين تعهدت إسرائيل بالرد بقوة في لبنان إذا حدث ذلك.

العراق
تجمع المئات من العراقيين عند معبر طريبيل الحدودي الغربي بالقرب من الأردن، ملوحين بالأعلام الفلسطينية، كما هتفوا "لا لإسرائيل".

الأردن
احتشد العديد من المتظاهرين في الشوارع الأردنية، مطالبين بقطع العلاقات مع إسرائيل وطرد سفيرها إلى خارج البلاد. هذا واشتبك المتظاهرون مع قوات الأمن التي منعتهم من السير نحو الحدود مع الضفة الغربية المحتلة. وأغلقت جميع الطرق المؤدية إلى الحدود، وسمح لبضعة آلاف من الأشخاص بالتظاهر في منطقة ناعور، بين العاصمة عمان والحدود.

اليمن
تظاهر الآلاف من اليمنيين في أنحاء البلاد دعما للقضية الفلسطينية وما تتعرض له من هجوم غاشم من قبل الاحتلال الإسرائيلي. حيث شهدت العاصمة صنعاء احتجاجت كبيرة ولوح الآلاف بالأعلام الفلسطينية وهم يهتفون "بالروح والدم نفديك يا فلسطين".

المغرب
خرج المئات يحملون لافتات ويرددون شعارات مؤيدة للفلسطينيين خارج مسجد في مدينة سلا، معربين عن أمالهم في وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإنهاء الحرب التي شنها العدوان الإسرائيلي.

ماليزيا
احتشد نحو ألف مسلم على طول طريق مزدحم في كوالالمبور بعد صلاة الجمعة، مطالبين بإنهاء أعمال القتل في غزة. وخرج المتظاهرون وهم يحملون الأعلام الفلسطينية، أمام السفارة الأمريكية، احتجاجا على دعم أمريكا لإسرائيل، مرددين "الموت لإسرائيل".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل الاحتلال الاسرائيلي الحكومة المصرية الشعب الفلسطيني الضفة الغربية العدوان الإسرائيلي العالم الإسلامي العاصمة عمان العاصمة صنعاء المغرب المقاومة الفلسطينية إنهاء الحرب جنود الاحتلال جيش الاحتلال الإسرائيلي فصائل المقاومة الفلسطينية فلسطين قطاع غزة وقف العدوان الإسرائيلي المتظاهرین فی الآلاف من

إقرأ أيضاً:

غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء

بقلم : سمير السعد ..

في عالمٍ تُثقله الحروب وتغرقه الفواجع، تبرز قصيدة “تهويدة لا تُنيم” للشاعر العراقي غسان حسن محمد كصرخة شعرية تحمل وجع الوطن، وتجسِّد الإنسان العراقي في زمنٍ لم يعد فيه للتهويدات مكان، ولا للطفولة حضنٌ آمن. غسان، ابن العمارة ودجلة والقصب، هو شاعر يكتب بقلبه قبل قلمه، ويغزل قصائده من نسيج الوجع العراقي بأدقّ خيوط الإحساس وأصفى نبرة صدق.
يفتتح الشاعر قصيدته بمشهد يختزل حجم الانهيار الداخلي في صورة جسدية/معمارية رمزية:

“من ربّت على ظهرِ الجسر..،
حتى انفصمت عُراه.”

ليتحوّل الجسر، رمز العبور والحياة، إلى معبر نحو الفقد والانفصال، ولتمتدّ صورة اليُتم على النهر كلحن لا يُفضي إلى الوصول:

“ليمتدَّ اليتمُ على كامل النهرِ،
يعزفُ لحنَ اللاوصول؟!”

هنا لا يتحدث الشاعر عن اليتيم بمعناه الفردي، بل يُحوّله إلى حالة جماعية تسري في جسد المكان، حالة بلد بأكمله يُرَبّى على غياب الآباء، وانقطاع الحكايات.

تدخل الحرب بوصفها شخصية غاشمة، لا تنتظر حتى تهدأ التهويدة، بل تُباغت الزمن وتفتك بالطمأنينة:

“الحرب..،
الحرب..،
(لعلعةٌ..):
كانت أسرعَ من تهويدة الأمِّ لوليدها”

هكذا يضع الشاعر التهويدة، رمز الحنان والرعاية، في مواجهة مباشرة مع صوت الحرب، لنعرف أن النتيجة ستكون فاجعةً لا محالة. ولا عجب حين نسمع عن الوليد الذي لم تمنحه الحياة حتى فرصة البكاء:

“الوليدُ الذي لم يفتر ثغرهُ
عن ابتسام..”

فهو لم يعرف الفجيعة بعد، ولم يلعب، ولم يسمع من أبيه سوى حكاية ناقصة، تُكملها المأساة:

“لم يَعُد أباه باللُعبِ..,
لم يُكمل حكايات وطنٍ..،
على خشبتهِ تزدهرُ المأساة لا غير.!”

في هذا البيت تحديدًا، يكشف غسان عن قدرة شعرية مدهشة على تحويل النعش إلى خشبة مسرح، حيث لا تزدهر إلا المأساة، في تورية درامية تفتك بالقلب.

ثم يأتي المشهد الفاصل، المشهد الذي يُكثّف حضور الغياب:

“عادَ الأبُّ بنعشٍ.. يكّفنهُ (زهرٌ)
لم يكُن على موعدٍ مع الفناء.!”

فالموت لم يكن مُنتظرًا، بل طارئًا، كما هي الحرب دومًا. لقد كان الأب يحلم بزقزقة العصافير، وسنابل تتراقص على وقع الحب:

“كان يمني النفسَ
بأفقٕ من زقزقات.،
وسنابلَ تتهادى على وقع
أغنية حبٍّ..
تعزفها قلوبٌ ولهى!”

بهذا المشهد، يقرّب الشاعر المأساة من القلب، يجعل القارئ يرى الأب لا كمقاتل، بل كعاشق كان يحلم بأغنية، لا بزئير دبابة. حلمُ الأب كُسر، أو بالأدق: أُجهض، على خيط لم يكن فاصلاً، ولا أبيض، بين الليل والنهار:

“حُلم أُجهض على الخيط
الذي لم يكن فاصلاً..،
ولا ابيضَ..
بين ليلٍ ونهار”

لا زمن في الحرب، لا بداية ولا نهاية، ولا فاصل بين حلمٍ وحطام. فالحرب تعيش في الفراغ، وتُشبع نهمها من أجساد الأبناء دون أن ترمش:

“ذلك أن لا مواقيت لحربٍ..
تُشبعُ نهمَ المدافع بالأبناء..”

وفي النهاية، تأتي القفلة العظيمة، القفلة التي تحوّل الحرب من آلة صمّاء إلى كائنٍ لو امتلك عيناً، لبكى، ولابتسم الطفل:

“فلو كانَ للحربِ عينٌ تدمع.،
لأبتسم الوليد!”

ما أوجع هذا البيت! إنه انقلابٌ شعريّ كامل يجعل من التهويدة التي لم تُنِم أيقونةً لفجيعة كاملة، وابتسامة الوليد غاية ما يتمنّاه الشاعر، وكأنّها وحدها قادرة على إنهاء الحرب.

غسان حسن محمد الساعدي ، المولود في بغداد عام 1974، والحاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية، هو عضو فاعل في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق. صدرت له عدة مجموعات شعرية ونقدية منها “بصمة السماء”، و”باي صيف ستلمين المطر”، و”أسفار الوجد”، إضافة إلى كتابه النقدي “الإنصات إلى الجمال”. شاعرٌ واسع الحضور، يكتب بروح مغموسة بجماليات المكان وروح الجنوب العراقي، وينتمي بصدق إلى أرضه وناسها وتاريخها الأدبي والثقافي.

شاعر شفاف، حسن المعشر، لطيف في حضوره، عميق في إحساسه، يدخل القصيدة كمن يدخل الصلاة، ويخرج منها كما يخرج الطفل من حضن أمه، بكاءً وشوقًا وحلمًا. هو ابن العمارة، وابن دجلة، وابن النخيل والبردي، يدخل القلوب دون استئذان، ويترك فيها جُرحاً نديًّا لا يُنسى.

في “تهويدة لا تُنيم”، لا يكتب الساعدي الشعر، بل يعيش فيه. يكتب لا ليواسي، بل ليوقظ. لا ليبكي، بل ليُفكّر. قصيدته هذه، كما حياته الشعرية، تُعلن أن الشعر ما يزال قادراً على فضح الحرب، وردّ الضمير إلى مكانه، لعلّ الوليد يبتسم أخيرًا.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • بريطانيا: إسرائيل تعزل نفسها عن العالم بأفعالها وخطابها
  • موقع عبري: ترامب طالب نتنياهو بإنهاء الحرب ويفكر بدعوة بينيت
  • غالانت يخرج عن صمته بشأن حركة الفصائل الفلسطينية بعد 591 يوما على الحرب
  • اليوم العالمي للنحل..أعظم الملقحات التي تطعم العالم
  • WP: مقربون من ترامب هددوا بالتخلي عن إسرائيل إذا لم توقف الحرب
  • سنتخلى عن إسرائيل.. ترامب يهدد دولة الاحتلال بسبب استمرار العدوان على غزة
  • مبادرة لزراعة ملايين الشعاب المرجانية في أبو ظبي
  • شاهد بالفيديو.. “كيكل” يتعهد بإنهاء الأزمة والذهاب للمناطق التي تنطلق منها “مسيرات” المليشيا
  • مايكروسوفت تعترف بتزويد جيش الاحتلال الإسرائيلي بالذكاء الاصطناعي في حرب غزة
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء