بلومبرغ: محنة غزة "منحة" لبوتين
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
أصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ثقة في قدرة قواته العسكرية على الصمود في أوكرانيا، مع اقتراب ثاني شتاء للحرب الدائرة بين البلدين، في الوقت الذي تحول فيه اهتمام حلفاء كييف الأمريكيين والأوروبيين نحو الشرق الأوسط، حيث يدور القتال بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع عزة.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن مصادر روسية مطلعة القول إن الكرملين مقتنع بأن التطورات تلعب لصالح بوتين، وأنه يستطيع الاحتفاظ بالأراضي التي احتلتها قواته في جنوب وشرق أوكرانيا.
وبحسب مصدرين فإن روسيا تراهن على الوقت في حين يستعد بوتين للانتخابات الرئاسية المقررة في مارس(آذار) المقبل، حيث يستهدف تأمين سيطرة روسيا على الأراضي التي تحتلها في الوقت الذي لا يستطيع فيه أي من الروس ولا الأوكرانيين تحقيق اختراق حاسم في المعارك، وينتظر وصول شعور الأمريكيين والأوروبيين بالتعب من الحرب في أوكرانيا للدرجة التي يمارسون فيها الضغط على كييف للقبول بتسوية.
وقالت وكالة أنباء بلومبرغ في تحليل لها إن بوتين وفور عودته من زيارة الصين ومحادثاته مع نظيره الصيني شي جين بينغ، سافر صباح يوم الجمعة الماضي إلى مدينة "روستوف أون دون" لكي يتلقى إيجازاً من جانب رئيس أركان الجيش الروسي فاليري جيراسيموف الذي يدير الحرب في أوكرانيا، عن تطورات الموقف العسكري.
وجاءت الزيارة بعد أن نشر مدونون عسكريون روس تقارير عن نجاح القوات الأوكرانية في عبور نهر دينبر واستعادة بعض المناطق فيما بدا أنها محاولة لإقامة رأس جسر على الجانب الآخر للنهر. ولكن وزارة الدفاع الروسية قالت إن قواتها ردت الأوكرانيين.
The Kremlin is convinced developments in Russia's war in Ukraine are moving in Putin’s favor https://t.co/vHiNlyVAaD
— Bloomberg (@business) October 21, 2023وفشلت أوكرانيا رغم الدعم العسكري الهائل بما في ذلك الدبابات والمدفعية والصواريخ من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "ناتو" في تحقيق أي تقدم عسكري حقيقي في هجومها المضاد خلال الصيف.
ويعني هذا تزايد صعوبة استمرار تماسك التحالف الغربي الداعم لأوكرانيا. واضطرت الإدارة الأمريكية إلى استبعاد مخصصات دعم أوكرانيا من خطة الإنفاق الحكومي قصيرة الأجل التي مررها الكونجرس لتجنب الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، في حين تبرز عودة السياسي السلوفاكي المتعاطف مع روسيا روبرت فيكو إلى رئاسة وزراء سلوفاكيا التحديات المتزايدة بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
فشل الهجوم الأوكراني المضادوتشهد خطوط المواجهة في شرق وشمال شرق أوكرانيا معارك ضارية، مع مواصلة القوات الروسية هجومها بالقرب من مدينتي أفدييفكا بمنطقة دونتسك وكوبيانسك في منطقة خاركيف. وقال فاليري زالوجني رئيس أركان الجيش الأوكراني الذي زار الجبهة يوم الخميس الماضي إن القوات الروسية تواصل الضغط على أفدييفكا بوحدات هجومية جديدة وأعداد كبيرة من الدبابات مع دعم من سلاح الجو والمدفعية، في حين تتصدى القوات الأوكرانية للهجمات.
وفي تقرير استخباراتي نشر يوم 17 أكتوبر(تشرين الأول) الحالي قالت وزارة الدفاع البريطانية إن المرجح قيام روسيا بأكبر عملية هجومية منذ يناير (كانون الثاني) الماضي على الأقل، مع هجمات على محاور متعددة في شرق أوكرانيا.
ومن ناحيته قال بوتين إن الهجوم المضاد الأوكراني "فشل تماماً" وأن قواته تحولت إلى وضع الدفاع النشط لتعزيز مواقعها في ساحات القتال.
ورغم ذلك يمكن القول إن قلة من النخبة الروسية هي التي تشارك بوتين تفاؤله، ومازالت الصورة قاتمة للغاية بالنسبة لآفاق الحرب، في ظل غياب أي مؤشرات على نهاية قريبة للقتال.
وفي المقابل تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف الناتو لتهدئة المخاوف من احتمالات تراجع دعم أوكرانيا مع الدعم السريع والمكثف الذي تقدمه الولايات المتحدة وحلفاؤها لإسرائيل في معركتها الحالية ضد المسلحين الفلسطينيين في قطاع غزة. وتؤكد واشنطن وعواصم الناتو الأخرى استمرار التزامها بتزويد أوكرانيا بالأسلحة والدعم الذي تحتاجه لهزيمة الغزو الروسي المستمر منذ أكثر من 600 يوم.
وفي كلمة له بالمكتب البيضاوي دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الشعب الأمريكي لدعم تمويل إسرائيل وأوكرانيا، محذراً من أن كلا من حركة حماس الفلسطينية وبوتين يمثلان تهديداً للديمقراطية الأمريكية. وأرسل البيت الأبيض طلبا إلى الكونجرس لتخصيص 61.4 مليار دولار كمساعدات لأوكرانيا.
Putin is convinced that the Russian Armed Forces will eventually exhaust the Armed Forces of Ukraine while the US and EU are busy with the Middle East , - Bloomberg
With neither side able to make a decisive breakthrough, the Kremlin plans to wait until war fatigue grows in the… pic.twitter.com/F9u43PBNrz
في المقابل قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف إن أهداف الكرملين "ستتحقق بصورة أسرع" إذا أدى تركيز الولايات المتحدة على الشرق الأوسط إلى تباطؤ إرسال الأسلحة الأمريكية لكييف، لتصبح الحرب الإسرائيلية في غزة بمثابة هدية لروسيا في حربها ضد أوكرانيا. كما زار لافروف كوريا الشمالية في الأسبوع الماضي ورفض في وقت لاحق التعليق على الادعاءات الأمريكية بأن بوينج يانج قدمت لبلاده 1000 حاوية معدات عسكرية وذخيرة.
وتقول دارا ماسيكوت كبيرة خبراء الشؤون الدفاعية والأمنية في برنامج روسيا وأوراسيا بمؤسسة كارنيجي لأبحاث السلام الدولي "حتى الآن يعتبر الإبقاء على الوضع الراهن مناسب لروسيا التي تحاول انتظار نهاية الدعم الغربي" لأوكرانيا، مضيفة أن "الاحتفاظ بالمواقع الحالية هو الحد الأدني الذي تتطلع إليه القوات الروسية، لكن أهداف الكرملين تظل الاستيلاء على مزيد من الأراضي الأوكرانية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
غدا.. انطلاق «منحة ناصر للقيادة الدولية 2025» لتأهيل الكوادر داخل مجتمعاتهم
تنطلق غدا السبت، النسخة الخامسة من منحة ناصر للقيادة الدولية 2025، التي تقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة من 10 إلى 25 مايو الحالي تحت شعار «مصر والأمم المتحدة: 80 عامًا تمثيلًا لقضايا الجنوب العالمي».
وقال حسن غزالي الباحث الأنثروبولوچي ومؤسس منتدى ناصر الدولي - في تصريح صحفي اليوم الجمعة، إن المنحة تعزز تأهيل الكوادر المستحقة للرعاية للاستفادة من قدراتهم داخل مجتمعاتهم، كما تسعى إلى نقل التجربة المصرية التنموية في رسوخ المؤسسات وبناء الشخصية الوطنية، مشيرا إلى مشاركة حوالي 80 مشاركا من جنسيات مختلفة، معظمهم من أمريكا اللاتينية، فضلا عن جنسيات إفريقية وآسيوية وأوروبية ومن وأمريكا الشمالية، بالإضافة إلى أستراليا والقارة القطبية الجنوبية.
وعن أهداف المنحة، قال غزالي إنها تركز على التعاون متعدد الأطراف وتعزز الحوار الشبابي ودور المرأة والشباب فى السلم والأمن والتطوع وتعزيز فهم المؤسسية ودورها فى حماية النسيج الأجتماعي وتوعية الشباب بدور الأمم المتحدة وتأثيرها على قضايا الجنوب.
وأشار إلى أن سيتم عقد نموذج محاكاة للأمم المتحدة للتعريف بأجهزة المنظمة والتوعية بدروها، وتسليط الضوء على دور مصر داخل منظمة الأمم المتحدة على مدار 80 عاما، كما سيتم إطلاق مباردات مشتركة مستدامة فى دول المشاركين بالتعاون مع شركاء المنحة المحليين.
وانطلقت منحة ناصر أول مرة فى عام 2019 كأول منحة شبابية-افريقية تزامنا مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي لنقل التجربة المصرية التنموية بشكل ملموس وفى إطار تفعيل مفهوم التعاون و التكامل الأفريقي والذى تلعب مصر فىه دورا رائدا وتوسعت المنحة لتشمل قارات اسيا واستراليا وأمريكا اللاتينية وأوروبا بالإضافة إلى القارة الإفريقية وهو ما عرف بتعاون الجنوب حتى شملت كل شباب العالم.وتتماشى المنحة مع العديد من المبادرات الدولية والاتفاقيات التى تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة.
كما تعد المنحة أحد برامج منتدى ناصر الدولي التي تشمل (حركة ناصر الشبابية الدولية لدعم العلاقات الثنائية - برنامج تدريب وإعداد الكوادر الطلابية في مجالات الترجمة والإعلام الدولي - بوابة المقالات والآراء والتي تعد مساحة للرأي الشبابي)، و إحدى آليات تنفيذ كل من قرارات الأمم المتحدة المعنية بالشباب ورؤية مصر 2030.
اقرأ أيضاًاستقبال رسمي لأول بحرينية تحصل على منحة ناصر للقيادة الدولية
رئيس مجلس الشيوخ يستقبل وفد منحة ناصر للقيادة الدولية
تحت رعاية الرئيس السيسي.. وزير الشباب والرياضة: «منحة ناصر» تعزز القارة عالميًا