سام برس:
2025-11-05@04:44:57 GMT

تحرك مصرى على 3 محاور لاحتواء الحرب

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

تحرك مصرى على 3 محاور لاحتواء الحرب

بقلم/ عـــلاء ثابت
فى الوقت الذى كانت فيه الانفجارات وأصوات الطائرات تختلط بصراخ الأطفال والنساء فى غزة، وصفارات الإنذار تدوى فى تل أبيب وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة، معلنة رشقات من صواريخ الفصائل الفلسطينية المسلحة، كان الرئيس عبد الفتاح السيسى يلتقى المستشار الألمانى أولاف شولتس فى القاهرة، ويعقد معه اجتماعا حول التطورات الخطيرة فى المنطقة، وآخرها المذبحة المروعة فى المستشفى الأهلى المعمدانى بغزة، التى أودت بحياة نحو خمسمائة ضحية بريئة، وعدد آخر من الجرحى، وهو الحادث الذى هز وجدان الشعوب، وكشف عن جانب من المأساة الإنسانية الرهيبة التى تجرى فى قطاع غزة، والتى يمكن أن تتكرر، لأن العمليات القتالية لا تتوقف، بل نسمع عن قصف منزل أو كتلة سكنية أو مسجد أو كنيسة أو مدرسة كل ساعة، ولا تتوقف شلالات الدم عن التدفق، ولهذا قررت القيادة المصرية أن تتحرك على ثلاثة محاور :

الأول هو الوقف السريع لإطلاق النار، حتى لو بهدنة مؤقتة، يمكن تمديدها، وإيصال مواد الإغاثة الطبية والغذائية والوقود ومياه الشرب إلى نحو مليونين و400 ألف نسمة فى قطاع غزة، وكل ساعة تمر دون وصول المساعدات فإن المزيد من الضحايا يسقطون، ويموت الكثير من المرضى والمصابين.

ووضع الرئيس عبد الفتاح السيسى هذه المهمة فى مقدمة أولوياته، لأبعادها الإنسانية والحياتية، فالتقارير الواردة من غزة تؤكد نفاد الأدوية، وأن العمليات الجراحية تجرى فى خيام غير صالحة، ودون مخدر، ولا تتوافر الاحتياجات البسيطة للمصابين والمرضى الذين يمكن أن تنتهى حياتهم فى أى لحظة، بسبب النقص الحاد فى الاحتياجات الطبية. وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى أن مصر قد وفرت كميات كبيرة من تلك الاحتياجات، وتلقت كميات أخرى من دول شقيقة وصديقة، وأن الشاحنات تقف على مشارف منفذ رفح الحدودى مع غزة، غير أن العمليات القتالية وتعرض المنفذ للقصف أكثر من مرة يحولان دون دخول المساعدات، التى يتطلب توزيعها ووصولها إلى محتاجيها وقفا للغارات على غزة، وإعلان هدنة إنسانية، وقد ناشد الرئيس المجتمع الدولى سرعة التحرك من أجل تحقيق هذه المهمة العاجلة.

أما المحور الثانى فهو السعى لعدم توسع الحرب، وقد كرر الرئيس السيسى خطورة اتساع الحرب أكثر من مرة، خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده مع المستشار الألماني، لأنه يرى أن خطر توسع الحرب يمكن أن يحدث فى أى لحظة، فالاشتباكات تزداد وتيرتها بين حزب الله اللبنانى وفصائل فلسطينية مع القوات الإسرائيلية فى الجليل والمستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية، وتطور القتال إلى استخدام المدفعية والصواريخ ودك مواقع عسكرية وبنية تحتية هنا وهناك، ويمكن أن تنفلت الأمور، وتخرج عن السيطرة، فكل طرف يرد الضربة بمثلها أو يزيد، وعند مستوى معين من تبادل الضربات يمكن أن تحدث ضربة تثير الغضب وتشعل أتون الحرب، ويتسع نطاق الضربات وكثافتها وبنك الأهداف، ويمكن أن ينتقل القتال إلى مناطق أخرى مثل الحدود السورية أو ضربات للقوات الأمريكية فى العراق. والضربات المتبادلة يمكن أن تنفلت من عقالها، فالمنطقة جميعها على صفيح ساخن، والجبهات متداخلة، وفيها قوات لدول عدة، ومجموعات مسلحة مختلفة المشارب والأهداف، ومن هنا تأتى خشية الرئيس عبدالفتاح السيسى من انفلات الأمور وخروجها عن السيطرة لسبب أو لآخر، والأسباب والمبررات أصبحت محتملة الحدوث فى أى وقت، خاصة مع إعلان الجيش الإسرائيلى جاهزيته للحرب البرية، التى ستكون شديدة الخطورة والدموية، حيث ستلتحم قوات برية نظامية من الجيش الإسرائيلى بمدرعاته ومدفعيته فى مناطق سكنية شديدة الازدحام وتشتبك مع قوات غير نظامية، عندها ستكون الخسائر مروعة بين الجانبين، خاصة بين المدنيين، ويمكن قتل بعض الأسرى لدى الفصائل الفلسطينية.

إن الوضع خطير للغاية، هكذا ردد الرئيس السيسى تلك العبارة التحذيرية، ليحث الأطراف الدولية على سرعة التدخل، وعدم ترك الأمور تزداد اشتعالا لا يمكن تصور إلى أين سيصل، فالولايات المتحدة جلبت حاملتى طائرات وعددا من البوارج، وروسيا لديها قاعدة عسكرية كبيرة فى حميميم، وهناك قواعد عسكرية كثيرة لأكثر من دولة عظمى، بالإضافة إلى الجيوش الإقليمية الكبيرة، وتوسع القتال يمكن أن يجر الكثير من هذه القوات إليه، لنصبح أمام حرب أقرب للعالمية، وليست اشتباكات محدودة، وهذه نقلة كبرى يمكن أن تلحق الدمار بالمنطقة، ولهذا يكثف الرئيس اتصالاته بالدول المعنية، للتحذير من هذا السيناريو المهلك.

أما المحور الثالث فيتعلق بإعادة إحياء اتفاقية سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل على أساس حدود 1967 وإقامة دولة فلسطينية فى الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية، ولا يرى الرئيس فرصة أخرى لضمان السلام والاستقرار إلا بهذه الصيغة وينبغى على إسرائيل أن تتجاوب مع نداء السلام.

وأشار الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أنه بحث مع المستشار الألمانى الدعوة المصرية لعقد مؤتمر لحل القضية الفلسطينية، وإرساء السلام، باعتباره الحل الشامل والقابل للاستمرار، ورفض الرئيس محاولات تصفية القضية الفلسطينية بالوسائل العسكرية، لأنها تم تجريبها ولم تحقق أى نتائج، ولم تسفر إلا عن مزيد من التعقيد والآلام. أما عن سعى إسرائيل إلى تهجير الفلسطينيين، فقد تصدى له الرئيس عبد الفتاح السيسى بكل قوة، وأكد خطورته الكبيرة، وينبغى على إسرائيل ألا تلقى بأزماتها على الدول المحيطة، لأن ذلك سوف تكون له نتائج مدمرة، وعليها ألا تفكر فى مثل هذه السيناريوهات غير القابلة للتنفيذ، مؤكدا رفض مصر بكل مؤسساتها ومكوناتها هذا السيناريو، ملمحا إلى إمكان خروج ملايين المصريين لرفضه، وأنه يمكن أن يؤدى إلى اشتباكات بين مصر وإسرائيل، إذا ما أطلق مسلح فلسطينى النار باتجاه إسرائيل وجاء رد إسرائيلى.

ونصح الرئيس إسرائيل بأن تنقل سكان غزة إلى النقب داخل إسرائيل، وأعتقد أن الرئيس أراد وضع الإسرائيليين فى مأزق بهذا الاقتراح، ليدركوا صعوبة تنفيذه فى الواقع، لأنه أكد مرارا رفضه الحل العسكرى للقضية الفلسطينية، ولا نملك إلا أن نؤازر الرئيس فى مساعيه لإبعاد شبح الحرب الواسعة، واحتواء مأساة غزة فى أقرب وقت.

نقلاً عن الاهرام

المصدر: سام برس

كلمات دلالية: الرئیس عبد الفتاح السیسى یمکن أن

إقرأ أيضاً:

عون: ليس أمام لبنان سوى خيار التفاوض مع إسرائيل

بيروت - قال الرئيس اللبناني جوزاف عون، الاثنين، إن بلاده "لا تملك خيارًا سوى التفاوض" مع إسرائيل.

جاء ذلك خلال لقائه شخصيات لبنانية بينهم نقابيون في القصر الرئاسي شرق بيروت، الاثنين، وفق بيان للرئاسة، وصل الأناضول نسخة منه.

وصعدت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة هجماتها على لبنان بما يشمل عمليات اغتيال لعناصر تدعي أنهم من "حزب الله"، وشن أحزمة نارية في مناطق شرق وجنوب البلاد.

والخميس، أصدر عون، للمرة الأولى، أوامر للجيش بالتصدي لأي توغل عسكري إسرائيلي في الأراضي اللبنانية المحررة جنوبي البلاد.

وفي سياق حديثه عن المفاوضات مع إسرائيل، قال عون، الاثنين، إنه "ليس أمام لبنان إلا خيار التفاوض"، وفق بيان الرئاسة.

وأضاف أن "أدوات السياسة ثلاث: الدبلوماسية والاقتصاد والحرب، وعندما لا تحقق الحرب نتيجة، يبقى التفاوض هو الطريق الوحيد".

وأشار إلى أن "نهاية كل حرب في العالم كانت التفاوض، والتفاوض لا يكون مع صديق بل مع خصم أو عدو" معتبرا أن "لغة التفاوض أهم من لغة الحرب التي رأينا ماذا فعلت بنا".

والجمعة، قال الرئيس اللبناني، إن بلاده مستعدة للدخول في مفاوضات تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستعادة أراضيها.

ومنتصف الشهر الماضي، شدد عون على أنه "لا بد من التفاوض" مع إسرائيل لحلّ المشاكل "العالقة" بين الطرفين، بالتزامن مع بدء تطبيق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة.

ويقود المبعوث الأمريكي توماس باراك مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل، حيث زار البلد العربي عدة مرات قدم خلالها مبادرة لحكومة بيروت في 19 يونيو/ حزيران الماضي، تنص على أن تكون جميع الأسلحة تحت إشراف الدولة اللبنانية فقط كهدف أولي.

وبيروت وتل أبيب في حالة حرب وعداء رسمي، لذلك لا تتفاوضان بشكل مباشر، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا الحكومة اللبنانية في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى بدء مفاوضات مباشرة.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان حولته في سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين.

ورغم التوصل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، فإن تل أبيب خرقته أكثر من 4500 مرة، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى.

وفي تحد للاتفاق تحتل إسرائيل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.

وفيما يتعلق بالعلاقات مع دمشق، أعلن عون أن "لبنان بدأ معالجة ملف العلاقات مع سوريا بشكل إيجابي"، لافتًا إلى وجود "نوايا جدية لتشكيل لجان مشتركة لحل مسألة ترسيم الحدود وعودة النازحين السوريين"، بحسب بيان الرئاسة اللبنانية.

وخلال الأشهر الأخيرة، صعّد لبنان وسوريا حالة التنسيق الدبلوماسي بينهما في قضايا جوهرية، أبرزها ملف المفقودين وترسيم الحدود البرية، فضلا عن مساعٍ لتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما.

وفي الشأن الداخلي، أوضح الرئيس اللبناني أن الحكومة "تعمل منذ تشكيلها (في فبراير/شباط الماضي) على تنفيذ إصلاحات جوهرية".

وأشار إلى أن "المؤشرات الاقتصادية إيجابية جدًا"، متوقعا أن تبلغ نسبة النمو "نحو 5 بالمئة بنهاية العام الجاري".

وختم الرئيس اللبناني بالتأكيد على أن "البلاد تمتلك فرصًا كبيرة للنهوض، شرط الابتعاد عن الطائفية والمذهبية"، داعيًا جميع القوى إلى "العمل المشترك من أجل مصلحة لبنان".

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تضع شرطا واحدا للسماح بمرور 200 عنصر من مقاتلي حركة الفصائل الفلسطينية إلى خارج الخط الأصفر
  • السماني عوض الله: الرئيس السيسي حريص على دعم السودان
  • خلال عامين.. إسرائيل أنفقت 76.3 مليار دولار على الحرب
  • غوتيريش: جرائم الحرب في السودان لا يمكن أن تمر دون مساءلة
  • الخارجية الفلسطينية: قانون إعدام الأسرى استمرار لجرائم الحرب الإسرائيلية
  • عون: ليس أمام لبنان سوى خيار التفاوض مع إسرائيل
  • “الديمقراطية” تستنكر عدم تحرك قيادة السلطة الفلسطينية لمواجهة جرائم العدو الإسرائيلي
  • بعد عامين من أسره.. إسرائيل تتسلم جثة أرفع ضابط تأسره المقاومة الفلسطينية
  • في أرض السلام.. عباس يبحث مع الرئيس الكولومبي سبل دعم الدولة الفلسطينية
  • الشغل الشاغل للبنانيين: هل يمكن تفادي الحرب؟