دائما ما تحمل الحروب قصصا مؤلمة تدمي القلوب، وتقشعر لها الأبدان، وفي غزة آلاف القصص من تلك النوعية، حيث يعيش قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الجاري، تحت قصف إسرائيلي لم يهدأ على المنطقة المكتظة أصلا بالسكان والغارقة في حصار مطبق، وارتفاع عدد الضحايا في الجانب الفلسطيني إلى نحو 4500 ما بين شهيد وجريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأكثر من 1400 قتيل، وأسر نحو 200 شخص.

مرتضى يشكو والقضاء يؤجل| حكاية برنامج تلفزيوني يسعى رئيس الزمالك السابق لإيقافه الله يرحمه ناشر تويتة| تغريدة لـ وائل الإبراشي على X تثير الدهشة.. ما محتواها؟ يوسف جعان وعايز ياكل

بدأت تلك القصة بالطفل يوسف، الذي طلب من والدته الطعام، وسط القصف والدمار في كل مكان قائلا: ماما أنا جعان يمّا ، بدّي آكل"، لترد الأم: "متخافش حبيبي ، راح اعمل لك قلّاية بندورة".

الطفل يوسف

خرجتُ الأم إلى منزل جارتها، بحثاً عن حبّتي طماطم لإسكاتِ جوع يوسف، حيث أوصته أن يغلقَ البابَ جيّدا ريثما تعود، خاصة أن والده في المستشفى يؤدي واجبه، ولا أحد بوسعهِ الذهاب غيرها، وتركته داعية الله أن يحفظه.

وجهت رسالة بالعبري لمواطني دولة الاحتلال.. ماذا قالت الصحف الإسرائيلية عن بسمة وهبة سترناكم بالبيجامات الكستور.. كيف أفحمت أنغام متحدث الإعلام الصهيوني؟ الحرب تقضي على الأخضر واليابس  

طرقت أم يوسف باب جارتها أم محمود عدّة مرّات، لكن لم يجبْ أحد، فذهبت إلى منزلِ آل المقداد، على الطرفِ الآخر من الشّارع، وكلّها أملٌ أن تجد حبّتي طماطم ليوسف، حيث تخشى من الابتعاد عنه.

والدة يوسف

حلت خيبة الأمل على أم يوسف، لأن بيت ال المقداد لم يعد فيه شيءٌ يؤكل، أيامُ الحرب الصعبة قضت على كلّ شيء، ورغم ذلك دار حديث سريعا بين أم يوسف وجارتها: "كيفك يمّا، وكيف أولادك، انشالله ما وصلكم القصف ؟"، لترد الجارة: "والله منيحة ، زي ما بتشوفي ، الله يسترها علينا".

تهديد بالخمسة| صن داونز يبعث رسالة رُعب للأهلي .. ماذا حدث ؟ تصرف مفاجئ من فاروق جعفر بعد خسارة انتخابات الزمالك| ماذا فعل ؟ السؤال عن حبتي طماطم

تردّدتُ أم يوسف في سؤال أم مقداد عن الطماطم، لكنها تذكرت جوع صغيرها وسألتها عن الطماطم، خاصة أنها تعلم أن النّاسُ في الحربِ لا تملكُ ترفَ الأحاديث المطوّلة، حيثُ بوسعِ كلّ ثانيةٍ أن تكونَ الأخيرة.

أم يوسف

أحضرت أم مقداد حبتي الطّماطم بسرعة، وودّعتُ الحاجة عائدة إلى طفلها بسعادة، كمن وجدت كنزا، ولم لا وهي ستطعم فلذة كبدها إلى حين أن يرزق الله بغيره.

رجع فخر العرب.. ماذا قالت الصحافة العالمية وجمهور محمد صلاح عن فيديو دعم غزة؟ صلاح في موقف صعب| طوفان الهيكلة يمر بـ ليفربول.. وصفقة عالمية تهدد الملك صوت انفجار يصم الآذان

عادت أم يوسف إلى طريق العودة للمنزل مصحوبة بدعوات أم مقداد، بأن تتحسن الظروف وتعود الحياة الطبيعية إلى قطاع غزة، وأن يسترها الله على الجميع، وأنها مجرد أزمة وبتعدّي بعون الله.

انفجار 

قطع صوت السيدة الذي يتردد في أذن أم يوسف صوتُ انفجارٍ كبير، وشاهدت سحابةً سوداء حجبت كلّ شيءٍ، أصيبت بالصمم المؤقت بسبب قوّةِ الانفجار، لكنّ شيئا واحداً كان يشغلُ بالها ، هل يوسف بخير أم لا ؟.

ركضّتُ نحوَ الشّارع وهي تصارعُ لأخذِ نفسٍ بسبب الأتربة والدّخان، زحامٌ كبير في مكان القصف، والكلّ يصرخ ويساعدُ المسعفين لأخذِ الضحايا، وكأنها أهوالُ القيامة.

اسعاف في غزة

ظلت أم يوسف تصرخ: "ياجماعة شفتو يوسف؟ فيكم حدا شاف ولد صغير هون ؟"، وجاء الرد: "يما والله ما بعرف ، المصابين راحوا على الشفا، إلحقيهم هناك".

بيعمل باديكير وغزة بتنضرب|حقيقة صورة أثارت الغضب من محمد رمضان.. ما توقيتها؟ فيديوهات مسربة وبدون فستان فرح.. زواج مجدي الهواري ودنيا حديث رواد السوشيال لحظات الرعب على أم يوسف

تذكرتُ والدة أم يوسف أن زوجها أبو يوسف ، يعملُ هناك طبيبا ، لم يعد للمنزلِ من بداية الحرب ، ركبتُ في سيارة الإسعاف للمستشفى ، وهي تتذكر آخر لحظةٍ قبل إغلاق باب السيارة ، البابُ الذي اغلقتهُ على يوسفْ، والذي لم يعد موجودا.

رعب أم يوسف

تذكرت أنها كنتُ خائفة من أخطارِ الأرض بغريزة الأم الفطرية، فأوصدتُ الباب، كيفَ لأم أن توصدَ الخطرَ القادم من السمّاء ؟ حتى الخوفُ في الحروبِ يصيرُ مختلفا.

فيديو تضامن محمد صلاح مع غزة يحقق 50 مليون مشاهدة في ساعة ثورة غضب على رضا عبدالعال| هاجم فيتوريا وسخر من نجم المنتخب.. ماذا قال ؟ رحلة البحث عن يوسف

في الطّابق الثاني من مجمّع الشفاء، صادفتُ أم يوسف والده ، ببدلتهِ الخضراء ، مرهقاً من أيامِ الحربِ ودوامِ العمل الذي لا يتوقّف ، لقدْ وهب حياتهُ للنّاس تلبيةً للواجب.

والدي يوسف 

يوسف يوسف.. لم تستطع النطق بأكثر من ذلك ليفهم الأب سبب وجودها، خاصة أن الناس لا يأتون للمستشفى للتنزّه.

رحلة البحث عن يوسف

بدأت رحلةُ البحث عن يوسف، والأم تسأل كل من يقابلها: "يوسف 7 سنين ، أبيضاني وحلو"، وظلت تكرّر الأمر على كل من تصادفه ، طبيبا أو صحفيا أو مصابا ، لا يهم ، كل ما تريدهُ هو معرفةُ مكان يوسفْ.

بعيداً عن الضجيج.. أول رد من أسرة محمد صلاح على التبرع لـ غزة «صلاح» يكتفي بالمشاهدة| «كوكا» يضرب بقوة.. منشور مهاجم منتخب مصر يطوف العالم ويفضح الإعلام الغربي فلاش باك لفلذة الكبد

بعدَ عدّة أدوارٍ، والبحث في عدّة غرف تعبت أم يوسف، حاولتْ قدماها رفعها لكنّ خوفها كانَ أثقل ، فارتمتُ على أقرب مقعد.

انهيار والدة الشهيد

ذهبَ أبوه يبحث، ومرّت حياةُ يوسفَ أمام عيني أمه ، رزقتُ به بعد سنواتٍ من الزواج ، كان بمثابةِ النّعمة في حياتها ، لكنّه كان جميلاً كالقمر ، فعوّض وجودهُ كلّ حرمان ، فسمتهُ يوسف ، ربّتهُ وكانتُ تتنفسُ به ، كلّ يومٍ من حياتها كان سعادةً جديدة ، وهي ترى يوسف يكبرُ بين يديها ، صار يوسفُ يلعبُ ويتكلم ، وحانَ وقتُ دخولهِ للمدرسة هذه السنة، لقدْ كان ذلك صعباً عليها ، كيفَ سيكون بوسعها أن تفارقهُ لثمانِ ساعاتٍ كلّ يوم ، انتظرته أمام البابِ كلّ يومْ ، تستقبله بحضنها وبقلاية البندورة التّي يحبها.

ضربة موجعة للأهلي| الدوري السعودي يطلب نجم الفريق.. والمارد الأحمر بلا بديل الله قادر على كل شيء.. ظهور لافت لحورية فرغلي يبهر الجميع.. شاهد الصور صدمة.. رحل يوسف وهو جائع

"اتركوني لوحدي" ، قطعت الجملة بصوت أبو يوسف الموجوع ، استرسال ذكريات أم يوسف، فقفزتُ نحوه وهي تصرخ: "يمكن ما يكونش هوّ" ، كانت محاولة يائسة ، خاصة انه ولدهُ ويعرفه ، لايخطئ الأب في توقّع مستقبل ابنه ، فكيف بالتعرف على ملامحه.

والد يوسف

عاطفةُ الأم أخبرتها ، ان كل شيء انتهى ، أردّتُ لحظة وداعٍ أخيرة لكنّهم منعوها ، أرادوا منّها أن تحتفظَ بصورته الجميلة في مخيلتها ، يوسف الأبيضاني بشعره الكيرلي ، قبلَ أن تشوهه الصواريخ.

الشهيد يوسف

حزنها كأمّ غيرُ قابلٍ للترجمة ، فكيف تعبّر وكيفَ تشرح سنينوات صبرها لقدومِ يوسف ، لقد كان يوسف العطاء الذّي عوّض حرمانها ، فمن يعوّض حرمانها من يوسف ؟.. لقد ربّته بحبّ ، حرمتُ نفسها لتعطيه ، وتحمّلتُ الألم والمعاناة ليعيشَ كطفلٍ طبيعي كباقي الأولاد ، أغلقتُ عليه الباب لتحميه ، فرحل هو والباب ، كيفَ للأم أن تحمي ابنها في الحرب، وظلت أم يوسف جالسة على حطام المنزل تنتظر يوسف ليعود من المدرسة كلّ يوم ، وكيفَ لها أن تنتظر بعد الآن ويوسف لم يعد موجودا؟.. لقد رحل يوسف وهو جائع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تفاصيل مؤلمة استشهاد الطفل يوسف قصف اسرائيلي قطاع غزة أم یوسف لم یعد

إقرأ أيضاً:

سموتريتش وقرعي يدعوان للتصعيد بغزة وتعزيز التهجير بعد الحرب مع إيران

دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الثلاثاء، إلى التصعيد "بقوة" في قطاع غزة بعد الحرب مع إيران، بينما حث وزير الاتصالات شلومو قرعي على تعزيز تهجير الفلسطينيين من القطاع.

 

جاء ذلك تعليقا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صباح الثلاثاء، التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.

 

ومنذ 13 يونيو/ حزيران تستهدف إسرائيل - بدعم أمريكي - منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين بإيران، بينما ترد الأخيرة بضرب مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة، ما خلف قتلى وجرحى لدى الجانبين.

 

وفي إشارة إلى مقتل 5 إسرائيليين بسقوط صاروخ إيراني على "بئر السبع" صباح الثلاثاء، قال سموتريتش: "لا شك أن هذا الصباح يحمل في طياته مرارة، ولكن مع كل هذا الحزن، فإن الحقيقة هي أننا حققنا نصرًا ساحقًا في المعركة ضد إيران".

 

وأضاف زاعما في منشور على منصة "إكس": "أزلنا تهديدًا وجوديًا مباشرًا على إسرائيل، وألحقنا أضرارًا بالغة بنظام آية الله الإيراني، بما في ذلك تدمير عشرات الأهداف في طهران الليلة".

 

وتابع: "الآن، بكل قوتنا إلى غزة، لإتمام المهمة - القضاء على حماس وإعادة رهائننا (المحتجزين الإسرائيليين)".

 

ومن جانبه، قال قرعي في منشور على منصة "إكس": "أوفى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالتعاون التاريخي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بوعده بمنع إيران من امتلاك أسلحةٍ نووية، وضمن بذلك خلود إسرائيل" وفق تعبيره.

 

وأضاف: "ما كان كل هذا ليتحقق لولا روح وعزيمة شعبنا، ولولا بطولة جنودنا في الجو والبحر والبر".

 

وأردف: "لم تنتهِ المهمة في غزة بعد، وهذه هي المهمة الرئيسية الآن: القضاء على حماس، وإعادة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين)، وتعزيز برنامج الهجرة (تهجير الفلسطينيين من القطاع)".

 

ومثل كثير من وزراء اليمين المتطرف، ظل قرعي يدعو مرارا إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، معتبرا ذلك "الحل الحقيقي" لمشكلة القطاع بالنسبة لإسرائيل.

 

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 187 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.


مقالات مشابهة

  • عمرو أديب: الحرب الإيرانية الإسرائيلية لا علاقة لها بغزة.. ولا أحد يهتم
  • سموتريتش وقرعي يدعوان للتصعيد بغزة وتعزيز التهجير بعد الحرب مع إيران
  • لبنان.. استشهاد 3 أشخاص جراء غارة من طائرة مسيرة لقوات الاحتلال
  • استشهاد طفل قرب رام الله
  • استشهاد طفل برصاص قوات الاحتلال في رام الله.. وهجمات للمستوطنين
  • رام الله - استشهاد الطفل عمار حمايل
  • استشهاد طفل برصاص العدو الصهيوني شرقي رام الله
  • قميص يوسف
  • «البلطجة الصهيوأمريكية».. صلاح عبد الله يعلق على ضرب أمريكا لإيران
  • قادر عليهم ربنا.. صلاح عبد الله يعلق على ضرب أمريكا لإيران