الجزيرة:
2025-06-18@18:11:53 GMT

الفرق بين الأسير والرهينة

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

الفرق بين الأسير والرهينة

"الخطأ في تسمية الأشياء يزيد من بؤس العالم".. الكاتب والفيلسوف الفرنسي ألبير كامو

أعلنت المقاومةُ الفلسطينيَّة أنَّها تحتجز عددًا يتراوح بين الـ 200 و250 شخصًا، من بينهم أجانبُ أو يحملون جنسية مزدوجة خلال عمليَّة عسكرية أسمتها "طوفان الأقصى" في 7/10/2023؛ اقتحمت فيها معسكرات ومستوطنات محاذية للقطاع. وقالت، أيضًا: إنَّ الأجانب المحتجزين لديها هم ضيوف، وأن احتجازهم كان بسبب عدم معرفة جنسيتِهم، وبسبب ما أملته ظروف العملية العسكرية حينها.

وإنه حال سمحت الظروف الأمنية فسوف يتم تسليمهم للجنة الدولية للصليب الأحمر.

تناول القادة العسكريون الإسرائيليون، وكذلك قادة دول غربية، وأيضًا الإعلام الغربي، هذه القضيةَ بكثير من اللغط؛ بالقول: إنَّ جميع المحتجزين لدى المقاومة هم رهائن، وعلى المقاومة إطلاق سراحهم دون قيد أو شرط. في حين قالت المقاومة: إنَّ من ينطبق عليه مصطلح أسير حرب سوف يبقى محتجزًا لديها كأسير حرب؛ وذلك لمقايضته مع أسرى فلسطينيين (بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال أكثر من (5250) أسيرًا، بينهم (39) أسيرة، و(170) طفلًا، و(1913) معتقلًا إداريًا).

ولا تعترف إسرائيل بالمركز القانوني للأسرى الفلسطينيين، وتقول: إنهم يعاملون وَفق قوانينها الداخلية (جنائية)، في إنكار للحقوق التي منحتهم إياها اتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949، خصوصًا الثالثة منها، فضلًا عن المعاملة اللاإنسانيّة لهم في طريقة اعتقالهم، وخلال التحقيق معهم، ثم الزج بهم في زنازين، إضافةً للتعنّت في موضوع زيارات الأهل والعلاج الطبي وغير ذلك. وبات السؤال المطروح الآن: ما هو الفرق بين مصطلح الرهينة والأسير؟، وما هو الوضع القانوني للمحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية؟ وبناءً على ما تقدم نطرح سؤالًا عن ماهية الفرق بين مصطلح الرهينة والأسير؟

يعرّف بروتوكول جنيف الأول لعام 1977 الأهداف العسكرية بأنها: "تلك التي تساهم مساهمة فعّالة في العمل العسكري، سواء كان ذلك بطبيعتها، أو بموقفها أو بغايتها أو باستخدامها".

الرهينة

الرهينة هو احتجاز شخص مع التهديد بقتله أو بإلحاق الأذى به كوسيلة للضغط لتحقيق أهداف معينة أو للحصول على فدية أو غير ذلك. وهو وَفق القوانين الوطنية جناية، ووَفق القانون الدولي الإنساني هو جريمة حرب.

القانون الدوليّ الإنساني (قانون الحرب)

القانون الدولي الإنساني، المعروف أيضًا باسم قانون الحرب، هو مجموعة من القواعد القانونية التي تنظّم النزاعات المسلحة. يهدف القانون الدولي الإنساني إلى حماية الأشخاص الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية، بمن في ذلك المدنيون وأسرى الحرب. ينص القانون الدولي الإنساني على أنّ الاحتجاز كرهينة هو انتهاك خطير للقوانين الإنسانية، وأن الأشخاص الذين يتم احتجازهم كرهائن يجب معاملتهم معاملة إنسانية. ووفقًا للمادة 8 من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 2002، تعتبر "جريمة حرب، في سياق نزاع مسلح دولي أو غير دولي: … (2) أخذ الرهائن".

القانون الجنائي الوطني

تنص معظم القوانين الجنائية الوطنية على أنّ الاحتجاز كرهينة هو جريمة. القانون الدولي لحقوق الإنسان: وهو القانون الذي يطبق غالبًا في حالة السلم. يُعرَّف القانون الدولي لحقوق الإنسان بأنّه: مجموعة القواعد القانونية التي تحمي حقوق الإنسان الأساسيّة لجميع الأشخاص، بغض النظر عن جنسهم، أو عِرقهم أو دينهم أو معتقداتهم السياسية. واحتجاز الأشخاص كرهائن وَفقًا لذلك هو جريمة.

الأسير

وَفق القانون الدولي الإنساني: الأسير هو شخص يخضع لسيطرة طرف معادٍ في نزاع مسلح دولي. يتم تحديد تعريف الأسير في اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949، وهي اتفاقية دولية تحكم معاملة أسرى الحرب. لكي يكون شخص ما أسيرَ حرب، يجب أن يستوفي الشروط التالية: يجب أن يكون عضوًا في القوات المسلحة، أو في قوة شبه عسكرية، أو في جماعة مسلحة غير حكومية منظمة والتي تنخرط في الأعمال العدائية. يجب أن يقع في قبضة العدو. يجب أن يكون غير قادرٍ على مواصلة القتال.

أمَّا شروط الأسرى في حركات التحرُّر الوطني، فهي:

أن يقودهم شخص مسؤول عن مرؤوسيه. أن يحترموا قوانين وأعراف الحرب. أن يحملوا السلاح بشكل ظاهر ويتقلدوا شارة تميزهم. ينصّ القانون الدولي الإنساني على أن الأشخاص الذين يتم احتجازهم في زمن الحرب، بمن في ذلك الأسرى، يجب معاملتهم معاملة إنسانية.

هل المستوطنون المحتجزون لدى المقاومة الفلسطينية هم أسرى حرب أم رهائن؟

بخصوص الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة فإنه بات من المحسوم قانونًا أنهم أسرى حرب، وتنطبق عليهم قواعد الحرب ذات الصلة لجهة مركزهم القانوني وحسن معاملتهم. أما بالنسبة للمستوطنين فإن ثمة تفصيلًا في الأمر.

يعرّف بروتوكول جنيف الأول لعام 1977 الأهداف العسكرية بأنها: "تلك التي تساهم مساهمة فعّالة في العمل العسكري، سواء كان ذلك بطبيعتها، أو بموقفها أو بغايتها أو باستخدامها".

ومن المعروف أن المستوطنات اليهودية تقوم بأدوار متعددة لا تمتّ إلى النشاطات المدنية بأيّ صلة. وتُعَدّ المستوطنات، من وجهة النظر العسكرية، نقاط تجميع للأسلحة والمعدات العسكرية، بالإضافة إلى استخدامها كنقاط ارتكاز لعمليات عسكرية، ما يجعلها تؤدي دورًا عسكريًا لا يُنكر.

ومن جانب آخر، يعمل عدد كبير من المستوطنين في الوظائف الأمنية في المستوطنات. إن حمل المستوطنين السلاحَ، بالإضافة إلى الدور العسكري الذي تؤديه المستوطنات، يجردهم من "الحماية المدنية" التي يضفيها القانون المدني الإنساني عليهم – على افتراض أنهم مدنيون – بسبب اشتراكهم في الأعمال العدائية حسَب المادة 51 من بروتوكول جنيف الأول لعام 1977.

وعليه فإنهم يعتبرون وَفق ما سبق من وصف أسرى حرب، وعلى المقاومة الفلسطينية معاملتهم معاملة حسنة.

في المقابل، فإنَّ إسرائيل لا تعترف بالوضع القانوني للأسرى الفلسطينيين: (أفراد حركات المقاومة المسلّحة)، ولا حتى للمدنيين المحتجزين لديها، وتتعامل معهم بصفتهم جنائيين، وتطلق  عليهم  مصطلح "سجناء أمنيين"، وتطبق عليهم قوانينها الداخلية أو القوانين التي كانت سارية خلال الاستعمار البريطاني،  وذلك للتحلل من التزاماتها القانونية تجاههم، لا سيما ما وفرته اتفاقيتَا جنيف: الثالثة الخاصة بالأسرى، أو الرابعة الخاصة بالمدنيين من حقوق. وإسرائيل تنكر من حيث المبدأ أنها دولة احتلال للضفة الغربية وقطاع غزة. وتشكل انتهاكات جيش الاحتلال بحق الأسرى والمدنيين (عدم الاعتراف بوضعهم القانوني، وممارسة كل أشكال التعذيب المادي والمعنوي، منع الزيارات، الحرمان من العلاج…) جريمة حرب.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: القانون الدولی الإنسانی لدى المقاومة یجب أن

إقرأ أيضاً:

اختراقات الموساد ومعضلة الجندي الأسير في غزة!

بين التغلغل والفشل يشهد العالم دهشة متكررة أمام ما يبدو كتناقض صارخ في أداء جهاز "الموساد" الإسرائيلي.

فمن جهة، تسجل تقارير متواترة اختراقات عميقة حققها هذا الجهاز داخل إيران، ولبنان، وسوريا، ودول عربية وإسلامية أخرى، وحتى داخل حركات مقاومة مثل حزب الله، ومن جهة أخرى، تعجز إسرائيل منذ سنوات عن تحديد مكان أسيرها لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. هذا التناقض يطرح سؤالا جوهريا: هل تفوّق الموساد ناتج عن عبقرية استخباراتية، أم عن هشاشة الأنظمة المُخترَقة؟ وهل فشلُه في غزة هو استثناء، أم أن هناك عناصر غائبة عن معادلة التحليل؟

للإجابة على هذه المفارقة الأمنية الكبرى نقول في نقاط:

أولا: الموساد و"الأسطورة المصنوعة"

الموساد ليس مجرد جهاز استخبارات، بل هو أحد أعمدة المشروع الصهيوني، تم تأسيسه ليكون أداة تفكيك وتحطيم للمجتمعات المعادية لإسرائيل. وعبر سنوات طويلة، اعتمد على عدة عناصر استراتيجية:

1. البيئة الهشة للأنظمة العربية والإسلامية: معظم الدول العربية تعاني من أنظمة أمنية فاسدة، مركزية، لا تولي الأمن القومي أولوية بقدر ما تهتم بحماية النظام السياسي القائم. هذا الواقع فتح أبوابا واسعة أمام الاختراق الصهيوني.

2. العمل عبر الوكلاء والمرتزقة: كثير من اختراقات الموساد لا تتم عبر عملاء إسرائيليين، بل من خلال تجنيد أفراد محليين مستعدين لبيع المعلومات مقابل المال أو النفوذ.

3. الاعتماد على التكنولوجيا والتنسيق الدولي: الموساد يستفيد من شبكة علاقاته الدولية، خصوصا مع أجهزة استخبارات غربية، ما يتيح له التوسع في الرصد والتنفيذ.

ثانيا: لماذا تفشل إسرائيل في غزة؟

هنا تكمن المفارقة، غزة -رغم الحصار الخانق والتقنيات الإسرائيلية المتطورة- تمثل فشلا استخباراتيا مستمرا لإسرائيل. فما الأسباب؟

1. البيئة الإيمانية والتنظيم العقائدي: فصائل المقاومة في غزة، وعلى رأسها حماس وكتائب القسام، تعمل بعقيدة دينية ومشروع تحرري، لا يُخترق بسهولة. العقيدة هنا ليست شعارا بل سلوكا يوميا، مما يخلق تحصينا ذاتيا للأفراد ضد التجنيد والاختراق.

2. العمل السري والتخطيط طويل الأمد: التنظيمات المقاومة في غزة لا تعتمد على العمل الجماهيري المكشوف، بل تبني شبكات أمنية مغلقة لا يعرف أفرادها حتى معلومات متقاطعة، وهذا يجعل معرفة معلومة بسيطة، مثل مكان أسير، أمرا شبه مستحيل.

3. الولاء لله لا للمال أو المصالح: بينما يسهل تجنيد عميل في بيئة قائمة على الفساد والطائفية، فإن بناء "خائن" داخل منظومة تنشأ على "الموت في سبيل الله" يتطلب ما لا يمكن شراؤه أو تهديده.

4. الردع الأمني والعمليات المضادة: غزة نجحت مرارا في تفكيك شبكات تجسس إسرائيلية، وبعضها كانت تعمل منذ سنوات. جهاز الأمن الداخلي للمقاومة لديه قدرة عالية على كشف التحركات المشبوهة ومواجهة الحرب النفسية.

ثالثا: هل تمتلك إيران جواسيس داخل الكيان؟

رغم طابع السرية الشديد لأي عمليات تجسس ناجحة داخل الكيان، إلا أن تسريبات إعلامية متعددة وتصريحات غير مباشرة تؤكد أن لإيران شبكات استخبارية نشطة داخل فلسطين المحتلة، تعمل أحيانا من خلال فصائل فلسطينية أو عبر أطراف أخرى. ومع ذلك، تبقى الاختراقات الإيرانية انتقائية ومحدودة، وليست عميقة كتلك التي حققها الموساد في قلب إيران، وهو ما يعود إلى:

- طبيعة النظام الإسرائيلي المركزي وشدة الرقابة.

- ⁠الخبرة التكنولوجية المتقدمة في اكتشاف محاولات الاختراق.

- التعاون الاستخباراتي العالمي مع إسرائيل.

رابعا: هل المسألة عقيدة أم تخطيط أم ولاء؟

الحقيقة أن التفوق الأمني لا يُختزل في عامل واحد، لكن تجربة غزة في مواجهة الموساد تكشف عن معادلة ذهبية: "عقيدة راسخة + تنظيم محكم + سرية صارمة + قيادة متجردة + بيئة شعبية حاضنة"= استحالة الاختراق.

وهذه المعادلة لا تتوفر في معظم الأنظمة العربية ولا حتى في إيران، رغم قوة جهازها الأمني، نظرا لاختراقات داخلية أو خروقات طائفية أو فساد بنيوي.

وختاما: من يهزم الموساد؟

لقد أثبتت غزة، بصمودها وفكرها وروحها، أن أسطورة الموساد قابلة للكسر، وأن التفوق الاستخباراتي لا يُقاس بالأقمار الصناعية والميزانيات وحدها، بل بما هو أعمق: العقيدة، والنية، والإيمان بالمشروع.

من يهزم الموساد ليس الدولة القوية ولا النظام الطائفي، بل الإنسان الحر المؤمن، صاحب القضية، والذي يرى في موته حياة لأمته.

مقالات مشابهة

  • 3 دول تهدد إسرائيل بعقوبات لوقف الحرب في غزة: ينتهكون القانون الإنساني
  • تداعيات الحرب الإسرائيلية- الإيرانية
  • بحريني: ندرس الخروج من معاهدة الانتشار النووي.. وسنرد على إسرائيل وفق القانون الدولي
  • الحكومة الفلسطينية: حصار غزة يتنافى مع مبادئ القانون الدولي الإنساني
  • كاتب سياسي: نأمل باستماع العالم لنداء المملكة الإنساني المتوازن
  • خالد أبو بكر: القانون الدولي سقط.. ولا شرعية للحرب الراهنة
  • ما هي انعكاسات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية على غزة؟
  • السوداني لأمير قطر:إسرائيل تنتهك القانون الدولي في اعتدائها على إيران
  • صحيفة فرنسية تفضح “إسرائيل”: الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية في ظل غموض تام وتجاهل للقانون الدولي
  • اختراقات الموساد ومعضلة الجندي الأسير في غزة!