من يملك السلاح النووي الأقوى في العالم؟
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
هل تبقى الأسلحة النووية أدوات للردع السياسي فقط، أم يُمكن أن تنزلق إلى الاستخدام في لحظة جنون استراتيجي؟ اعلان
في ظلّ التصعيد العسكري المتواصل بين إيران وإسرائيل، تعود إلى الواجهة مسألة السلاح النووي، بوصفه الفيصل الحاسم في ميزان القوى العالمية، والهاجس الأكبر للأمن الإقليمي والدولي.
معاهدة "الردع"تُعدّ معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، الموقّعة عام 1968، أحد أبرز الأعمدة القانونية في النظام الدولي للحد من انتشار السلاح النووي.
الهند وباكستان، الخصمان التاريخيان في جنوب آسيا، لم تلتزما بالمعاهدة. بل سارعتا إلى تطوير أسلحتهما بعيدًا عن الرقابة الدولية. ففي عام 1974، أجرت نيودلهي أول تجربة نووية، وتبعتها تجربة ثانية عام 1998، لتردّ عليها إسلام آباد بسلسلة اختبارات، مؤذنةً ببدء سباق تسلّح نووي في شبه القارة الهندية لا يزال مشتعلاً.
أما إسرائيل، فهي الحالة الأشد غموضًا في هذا المشهد. فتل أبيب لم توقّع المعاهدة، ولم تعترف رسميًا حتى اليوم بامتلاكها أسلحة نووية، رغم أن التقديرات الاستخباراتية الغربية تضعها في خانة الدول النووية، مع ترسانة تُقدّر بـ90 رأسًا نوويًا. وتُعد هذه الترسانة، بحسب محللين، أحد الأعمدة التي تُبقي التوازن الإقليمي في صالح الدولة العبرية، خصوصًا في مواجهة طموحات إيران.
Relatedإيران تعلن أنها تسيطر على سماء تل أبيب بفضل صاروخ فتّاح الفرط صوتي.. ماذا نعرف عنه؟لماذا فشلت القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ الإيرانية؟ما موقف الرأي العام الأمريكي من انضمام واشنطن لإسرائيل في الحرب ضد إيران كوريا الشمالية: انسحابٌ وتجارب نوويةعلى الطرف الآخر من آسيا، تقف كوريا الشمالية بوصفها الدولة الوحيدة التي انسحبت من المعاهدة بشكل رسمي عام 2003، وبدأت علنًا تجاربها النووية منذ عام 2006، متحدّية كل العقوبات والضغوط الدولية. واليوم، تُقدّر ترسانتها بنحو 50 رأسًا نوويًا، وتشكل تهديدًا مباشرًا في شرق آسيا.
إيران... القنبلة المؤجلة؟في قلب هذه المعادلة، تقف إيران. ورغم أنها ما زالت طرفًا في المعاهدة وتؤكد سلمية برنامجها النووي، فإن تخصيبها لليورانيوم بنسبة 60% يثير قلقًا متزايدًا، خصوصًا في ظل الحرب المفتوحة مع إسرائيل. فبينما تُقدّر وكالات الاستخبارات الأميركية أن طهران لم تتخذ قرارًا استراتيجيًا لإنتاج سلاح نووي بعد، إلا أن احتفاظها بقدرات تقنية متقدمة وقابلة للتصعيد السريع، يجعل منها "قوة نووية كامنة".
ترتيب الدول النووية... روسيا في الصدارةوفق أحدث تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) لشهر يناير، فإن الترتيب العددي لترسانات الرؤوس النووية العسكرية حول العالم على الشكل التالي:
- روسيا: 4309
- الولايات المتحدة: 3700
- الصين: 600
- فرنسا: 290
- المملكة المتحدة: 225
- الهند: 180
- باكستان: 170
- إسرائيل: 90
- كوريا الشمالية: 50
وتُظهر هذه الأرقام أن روسيا تحتفظ بأكبر مخزون عالمي من الأسلحة النووية، تليها الولايات المتحدة، بينما تشهد الصين نموًا مطردًا في قدراتها النووية.
سؤال المرحلة: مَن يردع مَن؟وسط التصعيد الإيراني - الإسرائيلي، والتلويح المتكرر بخيارات "غير تقليدية"، يُطرح سؤال جوهري: هل تبقى الأسلحة النووية أدوات للردع السياسي والاستراتيجي فقط، أم يُمكن أن تنزلق إلى الاستخدام في لحظة جنون؟
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني حروب إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني حروب إيران الطاقة النووية روسيا الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني حروب بنيامين نتنياهو البرنامج الايراني النووي روسيا علي خامنئي أوكرانيا هجوم الأسلحة النوویة
إقرأ أيضاً:
خبير نووي: إيران تمتلك القدرة على تصنيع قنبلة نووية (فيديو)
قال الدكتور علي عبدالنبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية المصرية سابقًا، إن منشأتي نطنز وفوردو النوويتين في إيران تُعدان من أكثر المواقع النووية تحصينًا في العالم، نظرًا لموقعهما الجغرافي داخل سلاسل جبلية وعمق إنشائهما الذي يتراوح بين 80 و90 مترًا تحت سطح الأرض، وهو ما يجعل استهدافهما عسكريًا بالغ الصعوبة.
وأكد "عبدالنبي"، خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش" على قناة "القاهرة الإخبارية"، مساء الاثنين، أن إيران باتت تمتلك مخزونًا كبيرًا من اليورانيوم المخصب، إضافة إلى المعرفة التقنية التي تمكنها من تصنيع قنبلة نووية، مشيرًا إلى أن "صناعة القنبلة ليست بالأمر المعقد من وجهة نظر المتخصصين، بل يمكن لجماعات منظمة أن تنجح في تصنيعها إذا امتلكت المواد الأساسية".
نسبة التخصيب تجاوزت العتبة الفنيةوأوضح أن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم فوق 20% يُعد تجاوزًا للعقبة التقنية الأبرز، لافتًا إلى أن الوصول إلى نسبة 90% لا يتطلب سوى تكرار العمليات في أجهزة الطرد المركزي، مضيفًا أن إيران تملك حاليًا أكثر من 400 كجم من اليورانيوم المخصب، وهي كمية كافية لإنتاج أكثر من قنبلة.
وأشار إلى أن رفع نسبة التخصيب يجعل القنبلة النووية أصغر حجمًا وأخف وزنًا، ما يسهل نقلها عبر صواريخ باليستية أو حتى صواريخ فرط صوتية، وهو ما يمثل مصدر قلق بالغ لكل من إسرائيل والولايات المتحدة.
وفي ختام حديثه، اعتبر أن الفارق بين إسرائيل والولايات المتحدة في هذه القضية غير موجود فعليًا، قائلًا: "إسرائيل ليست سوى قاعدة متقدمة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ونتنياهو ليس إلا حاكمًا للولاية الأميركية رقم 51 في المنطقة".