خلال الساعات الماضية، رفعت الإدارة الأمريكية مكافأة الإدلاء بمعلومات عن عن قيادات حماس إلى 10 مليون دولار، فيما تعتبره تل أبيب المطلوب الأول من قيادات حماس خارج غزة، بل وقامت باقتحام بيته في الضفة الغربية، وحولته لمقر اعتقال مع تعليق لافته كبيرة تحمل رسالة تحدي من المسئول الأمنى الإسرائيلي الذي قام بالمهمة، وكأن هناك ثأرا شخصيا مع هذا الشخص، وبعد الـ7 من أكتوبر تحول نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري المطلوب الأول أمنيا للقوى العظمى حول العالم.

تحدث العاروري عن الهجوم قبل وقوعه بعدة أشهر، يعد المسئول الأول من قيادات حماس خارج غزة عن التسليح لكتائب القسام، تتحدث تل أبيب عن أنه المخطط والمشرف على هجوم طوفان الأقصى من قيادات حماس بالخارج، بل وأنه حلقة الوصل ورمانة الميزان في علاقات حماس مع جماعة حزب الله اللبنانية، وإيران، وصاحب السفريات الهامة إلى طهران، وكان صاحب الحديث الأشهر لقادة حماس أثناء وجوده على الأراضي التركية في الساعات التالية لبدء طوفان الأقصى بـ7 أكتوبر، ولتلك الأسباب وما خفي منها أصبح الرجل الأشهر داخل أروقة الأجهزة الاستخباراتية الغربية حول العالم. 

 

10 مليون دولار .. واشنطن تبحث عنه 

كشفت صحيفة "يو إس أيه توداي" الأميركية أن إسرائيل أطلقت عملية مطاردة دولية لاستهداف القيادي البارز في حركة حماس صالح العاروري، الذي يعتقد أنه كان على علم مسبق بتفاصيل الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من هذا الشهر وكذلك لإنه حلقة وصل بين الحركة من جهة وإيران وحزب الله اللبناني من جهة ثانية، تقول الصحيفة إن العاروري، الذي يشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كان قد ظهر في مقابلة مع قناة لبنانية قبل أسابيع عدة من الهجوم وتحدث فيها أن حماس تستعد لحرب شاملة، مشيرا إلى أن الحركة تناقش "عن كثب احتمالات هذه الحرب مع جميع الأطراف المعنية".

 

فيما أعلنت الإدارة الأمريكية اليوم، عن رفع المكافأة التي كانت مرصودة لمن يدلى معلومات عنه قبل الـ7 من أكتوبر، من 5 مليون دولار، إلى 10 مليون دولار، وتنقل الصحيفة عن مسؤولي استخبارات حاليين وسابقين في الولايات المتحدة وإسرائيل وكذلك وثائق حكومية وقضائية القول إن العاروري يعتبر حلقة وصل استراتيجية بين ثلاث جهات، هي حماس وحزب الله وإيران، ويقول أودي ليفي، الذي عمل لأكثر من 30 عاما في المخابرات الإسرائيلية، إن "معظم الأموال التي تذهب إلى حماس تأتي من إيران وإن الرجل الإيراني داخل حماس هو العاروري".

 

حركة مكوكية رغم الترصد الأمريكي له 

يعتبر العاروري أحد القادة المؤسسين لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الذي نفذ هجوم السابع من أكتوبر، وعلى الرغم من وضعه على قائمة العقوبات الأميركية المرتبطة بالإرهاب ورصد مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار من وزارة الخارجية الأميركية لمن يدلي بمعلومات تؤدي لقتله أو اعتقاله منذ فترة كبير، إلا أن العاروري ظل يتنقل في المنطقة، بما في ذلك داخل إيران وخارجها وتعاون مع شخصيات إرهابية بما في ذلك القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني قبل مقتله بغارة جوية أميركية مطلع 2020.

 

ومنذ عدة أشهر اعتبرت تصريحات العاروري عن هجوم كبير لحماس وشيك  بمثابة تحذير، وقد تحدث حينها عن وجود خطط إسرائيلية لتنفيذ عمليات تصفية لقادة في حماس محذرا من اندلاع حرب إقليمية في حال جرى ذلك، وعلى الرغم من أن العمليات التي زعم العاروري أن إسرائيل تخطط لها لم تر النور، إلا أن حماس بالمقابل شنت هجومها المفاجئ على مدن وبلدات إسرائيلية أسفر عن مقتل نحو 1400 شخص، معظمهم مدنيون، فالهجوم كان أكبر بكثير من أن تخطط له حماس لوحدها، بعد أن شمل اختراق السياج الحدودي الفاصل مع قطاع غزة واستخدام طائرات مسيرة وأخرى شراعية واستهداف دقيق لمراكز مراقبة عسكرية واتصالات واستخبارات، وجميعها عمليات تحمل بصمات جهات داعمة خارجية.

 

لبنان الملاذ الآمن للعاروري

يقيم العاروري حاليا في لبنان، حيث تقول تقارير إعلامية عديدة، بينها صحيفة نيويورك تايمز، إن قادة حماس التقوا مع كبار المسؤولين الإيرانيين وحزب الله في أبريل الماضي، ولكن مع صدمة إسرائيل بطوفان الأقصى أصبح القبض على العاروري "هدفا رئيسيا لإسرائيل، والتي تسعى للعثور عن الأشخاص الذين خططوا للهجوم الأخير"، وللكن الواقع أثبت صعوبة المهمة، فرغم أنه حتى مع عمليات التعقب الدولية المستمرة منذ عقود، قد لا يكون من السهل القبض على العاروري أو قتله.

فيكيفي أن نعلم أنه في 10 سبتمبر 2015، صنَّفت وزارة الخزانة الأمريكية العاروري بشكل خاص كإرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي 13224 بصيغته المعدلة، ورغم مرور تلك السنوات لم تستطع الإدارة الأمريكية في القبض عليه، وكان نتيجة لهذا التصنيف، ومن بين العواقب الأخرى، تم حظر جميع ممتلكات العاروري، والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأمريكية، وتم منع الأمريكيين بوجه عام من إجراء أي معاملات مع العاروري، بالإضافة إلى ذلك، يدخل في إطار الجريمة كل من الدعم المتعمد عن علم، أو محاولة توفير الدعم المادي، أو الإمكانيات المادية، أو التآمر لتوفيرهما لحركة حماس التي صنفتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية أجنبية.

 

من هو العاروري؟

صالح محمد سليمان العاروري (أبومحمد) قيادي سياسي وعسكري بارز ويعد الرأس المدبر لتسليح كتائب القسام فلسطيني، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ساهم بتأسيس الجناح العسكري لحماس في الضفة (كتائب القسام)، أعتقل وقضى نحو 15 عاماً في سجون الاحتلال، ثم تم إبعاده عن فلسطين، وكان أحد أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة وفاء الأحرار «صفقة شاليط»، ومتزوج وله ابنتان ويعيش الآن في لبنان

 

ولد العاروري في عام 1969، داخل بلدة عارورة التي تبعد نحو 20 كلم عن مدينة رام الله، ووالده الشيخ محمد سليمان وكان رجلًا متدينًا يحفظ القرآن الكريم، وربى نجله على الأمر ذاته، وتلقى الطفل «صالح» تعليمه في المراحل التأسيسية (ابتدائي، وإعدادي) في مدارس بلدته القديمة، أما في المرحلة الثانوية فكانت في رام الله، ومن ثم التحق بجامعة الخليل قسم العلوم الشرعية.. هناك كانت الخطوات أكثر ثباتًا.

 

المساهمة في تأسيس حماس والاتجاه للعمل المسلح

في عام 1987، تأسست حركة حماس، وسارع كل من يميل قلبه إلى التيار الإسلامي للانضمام إلى حركة المقاومة الفلسطينية، وكان «العاروري» من الرعيل الأول، ومع انطلاق الحركة عرف الشاب العشريني أول درجات الصعود إلى سلم القيادة داخل الحركة، وفي العام 1990، تعرض «العاروري» لأول اعتقال له، وكان اعتقالًا إداريًا – يستمر 6 شهور ويجدد – ولا يستلزم أن يكون هناك اتهاما واضحا، فضلا عن عدم السماح بعرض المعلومات على المتهم أو هيئة الدفاع تحت ذريعة أن الاتهامات «سرية».

 

ومع الاعتقال الأول للعاروري عرف الطريق إلى النشاط المسلح، فداخل زنازين السجون المكتظة بالفلسطينيين، تعرف على كلا من «عادل عوض الله، وإبراهيم حامد».. اللذين كانا أصحاب مناصب قيادية داخل حركة حماس، وبعد الإفراج عنهم يصبحون أبرز قادة التنظيم العسكري لـ«حماس»، وضموا إليهم الشاب العشريني «صالح العاروري».. ليبدأ بعدها فصلا جديدا في حياته، حيث بدأ العمل بسرية تامة بعد خروجه من السجن، كان يخشى إلقاء القبض عليه وأن تذهب الخطط التي وضعها هباء منثورا، لذا كان الحرص طريقه للاستمرار في المقاومة، اتفقا الثلاثي «العاروري، وعوض الله وحامد» على البدء فورا في بناء تنظيم عسكري في الضفة، في ذلك الوقت.

 

فشل البداية المسلحة والسجن 15 عاما 

كان العمل المسلح صاحب الحضور الأقوى، بالفعل كانت مجموعات بدأت في تبني لغة السلاح في وجه قوات الاحتلال، وظهرت عدد من المجموعات المسلحة مثل مجموعة ««البراق» بقيادة ناجي سنقرط، ومجموعة «بيت أمر» بقيادة بدر أبوعياش، لم يكتب لها الاستمرار لأخطاء تنظيمية أو لاعتراف كوادرها تحت وطأة التعذيب داخل السجون الإسرائيلية.. وهو ما سيصيب باق الحركات كذلك.

وفي عام 1992، ألقي القبض على «صالح العاروري» ليواجه اتهامات قد تلقي به في غياهب السجون لمدة تصل إلى 15 عاما، إلا أنه في نهاية الامر حكم عليه بـ 5 سنوات، لم يتوقف عن عمله المسلح من داخل السجون، فكان يمتلك شبكة علاقات ضخمة وكبيرة ساعدته على أن يدعم تحركات مسلحة من الخاجرة وهو قابع داخل السجون، ليحكم عليه بالسجن للمرة الثانية لخمس سنوات أخرى، استمر حبسه لنحو 15 عاما، ومن ثم خرج إلى الحياة من جديد بالتحديد في عام 2007، فور خروجه أصدرت قوات الاحتلال قرارا بنفيه خارج البلاد، وكان الخطأ الأكبر لقوات الاحتلال.

 

البدء في عمليات مسلحة أكثر دموية

نُفيَ «العاروري» إلى سوريا، إبان الحرب السورية 2011، وهناك وجد ضالته في حمل السلاح، وبدأ باستغلال شبكة علاقاته في دعم المجموعات المسلحة داخل فلسطين لتبدأ عمليات مسلحة ضد قوات الاحتلال، إذ ساهم في سفر عدد من أعضاء الحركة إلى سوريا ومن هناك بدأ تدريبهم على السلاح بشكل أكثر حرية دون تخوفات إلقاء القبض عليهم، وقد نجحت حركة حماس من خلال ذراعها المسلح «كتائب القسام» في تنفيذ عملية خطفت لثلاثة مستوطنين قرب الخليل، حينها خرج «العاروري» ليعلن مسؤوليته عن العملية، ووصفها بأنها «عمل بطولي»، لتبدأ ملاحقته دوليا، بعد تلك الواقعة بنحو 3 سنوات.

كان لا زال «العاروري» حرًا طليقا، يدير المجموعة المنضمة تحت لواء الحركة المسلحة من الخارج، فضلا عن انتخابه عام 2017 منصب نائب رئيس الحركة، واستمر «العاروري» في عمله المسلح، تارة داخل الفصائل الفلسطينية التي تصارعت فيما بينها (فتح، وحماس) وتارة تجاه قوات الاحتلال، الدماء كانت حاضرة في كل خطوة له، ولكن لم يكن صاحب ثقل مبالغ فيه داخل التنظيم، إلا أن جاءت معركة «سيف القدس» في 2021، وتبعها جولة القصف الصاروخي الذي نفّذته المقاومة من عدة بلدان (غزّة، لبنان، سوريا)، لتسلط الأضواء تجاه «العاروري» ودوره الاستراتيجي والعسكري داخل الحركة.

وتقول الوثائق الأميركية المتعلقة بهذا الإجراء إن العاروري أدار العمليات العسكرية لحماس في الضفة الغربية، وإنه كان مرتبطا بالعديد من الهجمات الإرهابية وعمليات الاختطاف، وفي يونيو 2017، طردت قطر ستة من أعضاء حماس، بما في ذلك العاروري، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها السنوي حول الإرهاب قبل أن يستقر في لبنان. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صالح العاروری قوات الاحتلال ملیون دولار قیادات حماس نائب رئیس حرکة حماس فی الضفة إلا أن فی عام فی ذلک

إقرأ أيضاً:

العدل والمساواة تنعي عضو مؤسس في الحركة

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تنعي حركة العدل والمساواة السودانية إلى جماهير شعبنا الرحيل المفاجئ للمغفور له بإذن الله:الفقيد عضو مؤسس في الحركة و ركيزة أساسية لها في دار كوبي عموماً و هو والد ركن العمليات الأسبق الشهيد محمد سليمان و خال القائد العام و ابن خال رئيس الحركة.الذي انتقل إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالعطاء، والخير، وخدمة مجتمعه.كان الفقيد علَماً من أعلام منطقته، وركناً من أركان الحكمة والرشد؛ حمل أمانة العمودية بخلق رفيع، وحكمة القادة، واحتضن أهله بالرعاية والنصح والسداد. اتسم بالزهد والتواضع، حسن السيرة، طيب المعشر، وقوة البصيرة. يستمع بأناة، ويُحسن المشورة، ويجمع القلوب بما حباه الله من رجاحة عقل وسماحة نفس.وقد ظل طوال حياته مرجعية ومكاناً موثوقاً للصلح ولإدارة الشأن الأهلي بما يخدم الناس ويصون السلم الاجتماعي.تتقدم الحركة بأحرّ التعازي وصادق المواساة لآل السلطان عبد الرحمن فرتي بوصفه أحد أحفاد السلطان ( سليمان إبراهيم عامر عبدالرحمن)والى أسرته الكريمة، وإلى وإلى عموم أهله وذويه ومحبيه في الطينة وباسو وكل المناطق التي عرفته وفقدت فيه وجهاً بارزاً من وجوه الحكمة والكرم.نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يلهم آله وذويه الصبر وحسن العزاء.إنا لله وإنا إليه راجعون.د. محمد زكريا فرج اللهأمين الإعلام والناطق الرسمي٦ ديسمبر ٢٠٢٥ إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/07 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة القوات المسلحة: الهدنة التي أعلنها المتمرد الكاذب حميدتي ليست سوى مناورة سياسية وإعلامية مضللة2025/12/02 الفرقة ٢٢ مشاة – بابنوسة تدحر محاولة هجوم لمليشيا آل دقلو وتكبدها خسائر فادحة2025/11/25 الكويت .. رسوم الإقامة ورسوم سمات الدخول إلى البلاد2025/11/24 بيان لجنة الأمن بالشمالية حول الأحداث التي صاحبت ضبط القوات المستنفرة بالولاية وابقائها تحت إمرة القوات المسلحة2025/11/23 حركة العدل والمساواة تنعي الشهيد/عبد اللطيف عمر مالك2025/11/23 القوات المسلحة تتمكن من تحقيق تقدم نوعي في جميع محاور كردفان2025/11/19شاهد أيضاً إغلاق بيانات ووثائق حركة العدل والمساواة السودانية تنعي قائد القوة المشتركة بمدينة الفاشر وابنه 2025/11/10

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • مسؤول كبير في حماس: الحركة مُستعدة لـتجميد أو تخزين أسلحتها
  • قيادي بحماس: الحركة مستعدة لمناقشة مسألة "تجميد أو تخزين" أسلحتها
  • إسرائيل: حماس تدير شبكة تحويلات بمئات ملايين الدولارات من تركيا بإشراف إيران
  • وزير الخارجية قطر: علاقتنا بحماس بدأت بطلب أمريكي وكل المساعدات إلى غزة بتنسيق مع إسرائيل
  • حزب الله يتأهب لـالسيناريو الأسود... تحذيرات من هجمات قد تستهدف إسرائيل
  • إسرائيل تستعد لـاصطياد الرؤوس الأخيرة لحماس والحزب!
  • العدل والمساواة تنعي عضو مؤسس في الحركة
  • «يوسف… البطل الذي رحل تحت الماء»
  • إسرائيل تخصص 35 مليار دولار للدفاع في ميزانية 2026
  • قيادي بحماس: الحركة لا ترغب بالاستمرار في حكم غزة