قال الدكتور جان مسيحة، المتحدث الرسمي باسم حزب الاستعادة الفرنسي، إن مصطلح "اليمين المتطرف" غير دقيق في توصيف الأحزاب الأوروبية، موضحًا أن ما يوجد في الواقع هو يمين قومي يدافع عن سيادة البلاد وهويتها الثقافية، وليس ضد المهاجرين لذاتهم.

وأكد أن أوروبا، وفرنسا على وجه الخصوص، استقبلت أعدادًا ضخمة من المهاجرين على مدى العقود الخمسة الماضية، مشيرًا إلى أن فرنسا تستقبل سنويًا ما بين 350 ألفًا ونصف مليون مهاجر، أي ما يعادل سكان العاصمة الفرنسية كل خمس سنوات تقريبًا.

وأضاف مسيحة، في تصريحاته لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذا التدفق الكبير يأتي في وقت تمر فيه فرنسا بأزمات اقتصادية حادة، تشمل عجوزات مالية ضخمة وفرص عمل محدودة، مما يجعل قدرات الدولة على الاستيعاب والدمج محدودة جدًا.

وأشار إلى أن الحديث عن تعويض النقص الديموغرافي بالمهاجرين أمر غير منطقي، لأن البشر لا يمكن استبدالهم كما تُستبدل القطع على رقعة الشطرنج، موضحًا أن كل مهاجر يأتي بثقافته وتاريخه وهويته، ولا يمكن تحويله إلى فرنسي "بعصا سحرية"، وهو ما يؤدي إلى صدامات ثقافية واجتماعية متكررة.

وأكد المتحدث باسم حزب الاستعادة الفرنسي أن الادعاء بأن أوروبا بحاجة إلى يد عاملة أجنبية لا يبرر استمرار استقبال المهاجرين بلا حدود، لافتًا إلى أن نسبة البطالة بين الأجانب في فرنسا تضاعف النسبة القومية، وهو ما يدل على وجود خلل بنيوي في سياسات الهجرة والاندماج.

وشدد مسيحة على أن الحفاظ على الهوية الفرنسية لا يعني رفض الآخر، بل تنظيم استقبال المهاجرين بما يتناسب مع قدرات المجتمع الاقتصادية والثقافية، وبما يضمن استقرار الدولة ووحدتها.
 

طباعة شارك القاهرة الإخبارية خطر المهاجرين على فرنسا جان مسيحة اليمين المتطرف

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القاهرة الإخبارية اليمين المتطرف

إقرأ أيضاً:

بعد قضائه 43 عاما في السجن ظلما.. السلطات الأميركية تستعد لترحيل مهاجر هندي

تعيش عائلة رجل من ولاية بنسلفانيا الأميركية صدمة جديدة بعد أن أطلقت السلطات سراحه مؤخرا إثر تبرئته من جريمة قتل ظلّ مسجونا بسببها لأكثر من 4 عقود، لتعيد إدارة الهجرة والجمارك الأميركية احتجازه مجددا تمهيدا لترحيله إلى الهند، رغم أنه عاش في الولايات المتحدة منذ أن كان رضيعا.

وكان المدعي العام أسقط تهم القتل الموجهة إلى سوبرامانيام "سوبو" فيدام، البالغ من العمر 64 عاما، قبل أسابيع قليلة بعد أن أمضى أكثر من 40 عاما خلف القضبان إثر إدانة أُلغيت لاحقا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"طرقات غامضة" على باب قمرة القيادة تضطر طائرة أميركية للهبوطlist 2 of 2قبل سرقة المجوهرات الإمبراطورية.. محطات في تاريخ السرقات التي هزّت متحف اللوفرend of list

لكن ما أن أُطلق سراحه حتى أعادت سلطات الهجرة اعتقاله، مستندة إلى أمر ترحيل صادر عام 1988، استند بدوره إلى إدانات جنائية لم تعد قائمة بعد أن أبطلتها المحاكم.

تقول عائلته إن ما يجري "ظلم مضاعف"، إذ يُحتجز الرجل اليوم على خلفية سجل إجرامي تم إسقاطه رسميا.

قضية بدأت عام 1980

تعود جذور القضية إلى عام 1980، عندما فُقد الطالب الجامعي توم كينسر، البالغ من العمر 19 عاما. وبعد 9 أشهر من اختفائه، عُثر على جثته في منطقة غابات قريبة، مصابا بطلق ناري في الرأس.

كان كينسر وفيدام زميلين في الدراسة، وقد سكنا معا لفترة قصيرة كزميلي سكن. وفي يوم اختفائه، طلب فيدام توصيلة من كينسر، وفق ما ورد في ملف التحقيقات. وبعد أيام، عُثر على سيارة كينسر متوقفة في مكانها المعتاد، من دون أن يشاهد أحد عملية إعادتها.

لاحقا، وُجهت إلى فيدام، وهو من مواليد الهند وقد وصل إلى الولايات المتحدة عندما كان عمره 9 أشهر فقط، تهمة القتل العمد، وصادرت السلطات جواز سفره وبطاقته الخضراء، كما رُفض طلب إخلاء سبيله بكفالة باعتباره "أجنبيا يُحتمل هروبه".

إدانة وسجن مدى الحياة

وفي عام 1983، أُدين فيدام بجريمة القتل وحُكم عليه بالسجن المؤبد. وبعد عام واحد، أُضيفت إليه عقوبة تتراوح بين سنتين ونصف و5 سنوات بتهمة تتعلق بالمخدرات، بعد صفقة إقرار بالذنب، على أن تُنفذ العقوبتان معا.

إعلان

وخلال سنوات سجنه الطويلة، تمسك فيدام ببراءته، وواصل استئناف الحكم مستندا إلى أن القضية اعتمدت على أدلة ظرفية وضعيفة. وفي عام 2021، ظهرت أدلة جديدة في قضية مقتل كينسر، مما فتح الباب لإعادة النظر في القضية.

وبعد مراجعة الأدلة، أسقط المدعي العام للمقاطعة التهم نهائيا في أكتوبر/تشرين الأول 2025، معلنا أنه لن يسعى لإعادة محاكمة فيدام، لتنتهي بذلك واحدة من أطول القضايا الجنائية في تاريخ الولاية.

من التبرئة إلى الاحتجاز

لكنّ فرحة العائلة لم تدم طويلا. فبعد أيام من إطلاق سراحه، ألقت إدارة الهجرة والجمارك الأميركية القبض على فيدام مجددا، استنادا إلى أمر ترحيل قديم.

وفي بيان نشرته صحيفة "ميامي هيرالد"، وصفت الوكالة فيدام بأنه "مجرم محترف ذو سجل إجرامي يعود إلى عام 1980″، مشيرة إلى أنه "أدين أيضا بتهريب مواد خاضعة للرقابة".

من جانبها، نفت محامية الدفاع آفا بيناخ تلك المزاعم، مؤكدة أن موكلها لا يزال مقيما دائما شرعيا في الولايات المتحدة، وأنه كان في طريقه للحصول على الجنسية الأميركية عندما اعتُقل عام 1982.

وقالت بيناخ لموقع "يو إس إيه توداي" إن سوبو "عاش في الولايات المتحدة منذ أن كان رضيعا. هذه بلاده الوحيدة. والآن، بعد أن أُثبتت براءته أخيرا، يُعامل كغريب عنها".

دعم عائلي واسع

وتنتظر عائلة فيدام بقلق مصير القضية، بينما يُحتجز حاليا في مركز موشانون فالي، وهو مركز احتجاز للمهاجرين في فيليبسبرغ/بنسلفانيا.

وقالت زوي ميلر-فيدام، ابنة شقيقه، في تصريحات نقلتها الصحف الأميركية "كل ما نريده هو أن يعود إلى المنزل، ليبدأ حياة جديدة بعد كل ما تحمله. لقد عانى بما فيه الكفاية".

وخلال سنواته الطويلة في السجن، ترك فيدام سجلا لافتا من الإنجازات الأكاديمية، إذ حصل على 3 شهادات جامعية عبر المراسلة بدرجات شرف عليا، بينها ماجستير في إدارة الأعمال بمعدل ممتاز.

وتقول عائلته إن فيدام أصبح أول سجين في نظام سجون ولاية بنسلفانيا منذ أكثر من 150 عاما يتمكن من نيل شهادة جامعية أثناء وجوده في السجن.

وتضيف زوي ميلر-فيدام، "بدلا من أن يفقد الأمل، استثمر وقته في التعليم. لقد حاول أن يجعل من سنوات الظلم شيئا ذا معنى".

ورغم أن المحكمة ألغت كل الإدانات التي استند إليها أمر الترحيل القديم، لم تُسقط إدارة الهجرة والجمارك القرار بعد. وتخشى العائلة أن يؤدي التأخير في مراجعة الملف إلى احتجازه لأشهر أو حتى ترحيله قبل استكمال الإجراءات.

مقالات مشابهة

  • "خطر المهاجرين على فرنسا".. المتحدث الرسمي لحزب الاستعادة الفرنسي يشرح التفاصيل
  • مؤسس الهيئة العامة السورية للاجئين يشرح خطورة المهاجرين الطفيليين
  • مؤسس الهيئة العامة السورية للاجئين تيسير النجار يشرح خطورة المهاجرين "الطفيليين"
  • ضم الضفة الغربية قائم رغم نفي واشنطن وتجاهل الإعلام الإسرائيلي.. مراسلة القاهرة الإخبارية تكشف التفاصيل
  • العراق يعيد العشرات من المهاجرين غير الشرعيين من ليبيا
  • بعد قضائه 43 عاما في السجن ظلما.. السلطات الأميركية تستعد لترحيل مهاجر هندي
  • الحكومة الفرنسية: حماس تستعيد السيطرة على غزة
  • غرق 41 مهاجرًا غير شرعي أمام السواحل التونسية
  • الانتقالي يفرج عن طيار “المتوكل” بعد اعتقاله بمطار عدن (التفاصيل)