شهد قطاع الغاز الطبيعى فى مصر خلال السنوات الأخيرة تراجعاً ملحوظاً فى معدلات الإنتاج، نتيجة لعدة عوامل، من بينها تراجع الاستثمارات، وتأخر تنمية بعض الحقول، وارتفاع الاستهلاك المحلى. هذا التراجع أدى إلى تقليص صادرات الغاز، واضطرت الحكومة إلى التركيز على تغطية الطلب المحلى، خاصة خلال فترات الذروة فى الصيف.


لكن فى عام 2025، بدأت مؤشرات التحول فى الظهور، مع تسجيل زيادة فى الإنتاج المحلى، وعودة التصدير من محطات الإسالة، وفى مقدمتها مجمع إدكو، عودة التصدير لم تأت كنتيجة مباشرة لتغير ظرف واحد، بل نتيجة سلسلة من الإجراءات الحكومية، وتحفيزات للمستثمرين، وخطط لتطوير البنية التحتية، بالتزامن مع تحسن الوضع الإقليمى فى سوق الطاقة.
عودة مصر إلى تصدير الغاز المسال لا تعنى الوصول إلى نقطة الاستقرار، لكنها تشير إلى بداية مسار جديد، تحاول فيه الدولة استعادة موقعها كمصدر موثوق للطاقة، والتحول إلى مركز إقليمى لتداول الغاز فى شرق المتوسط، وسط منافسة إقليمية متزايدة وتحديات مستمرة فى سوق الطاقة العالمى.
انطلقت أول شحنة غاز مسال مصرية فى أبريل الماضى من محطة إدكو، متجهة إلى قارة آسيا وتحديداً تايوان، على متن ناقلة الغاز المسال «سانتاندر نتسون»، وتقدر بـ48 ألف طن نحو 136 ألف متر مكعب.
هذه الخطوة جاءت لتعلن رسمياً استعادة مصر نشاطها التصديرى بعد فترة من التباطؤ فى الإنتاج، حيث شهد القطاع فى السنوات الأخيرة تراجعاً ملحوظاً فى معدلات الضخ، فضلاً عن ارتفاع الطلب المحلى خلال فصول الصيف.
وفى تطور سريع، صدرت مصر شحنة ثانية من الغاز المسال إلى أوروبا، وتحديداً إلى إيطاليا، وذلك عبر مجمع إدكو للإسالة، وعلى متن السفينة «New Nature» التابعة لشركة شل العالمية، بحمولة تصل إلى 155 ألف متر مكعب، ما يعزز من ثقة الشركاء الدوليين فى قدرة مصر على تأمين إمدادات منتظمة وموثوقة من الغاز.
وأعلنت الوزارة يوم الأربعاء الماضى، تصدير ثالث شحنة غاز إلى تركيا، عبر سفينة الشحن «LNG ENDURANCE» التابعة لشركة توتال إنيرجيز، وتبلغ كمية الشحنة نحو 150 ألف متر مكعب من الغاز المسال.
بدوره، أكد المهندس كريم بدوى، وزير البترول والثروة المعدنية، أن إنتاج مصر من الغاز ارتفع ليصل حالياً إلى 4.2 مليار قدم مكعب يومياً، بعد أن سجل تراجعاً خلال السنوات الماضية. وأشار إلى أن هذه الزيادة تدعم خطط التصدير وتلبى الاحتياجات المحلية، خاصة فى قطاع الكهرباء.
وأوضح بدوى أن هذه الطفرة فى الإنتاج جاءت مدفوعة باستثمارات جديدة من شركات كبرى، أبرزها شركة «إينى» الإيطالية التى تعتزم ضخ 8 مليارات دولار خلال السنوات المقبلة، وشركة «بى بى» البريطانية التى أعلنت عن استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار، مما يعكس استعادة ثقة الشركات العالمية فى مناخ الاستثمار المصرى.
وأشار بدوى إلى أن الوزارة تعمل على تعزيز إنتاج البترول والغاز من الطبقات غير التقليدية، بالتوازى مع خطط التوسع فى طاقات التكرير لتقليل الاعتماد على الاستيراد.
وأضاف أن مصر تمكنت من تجاوز ذروة الاستهلاك فى فصل الصيف دون حدوث انقطاعات فى الكهرباء، بفضل البنية التحتية المتطورة التى تشمل ثلاث سفن تغييز محلية وسفينة إضافية فى الأردن، توفر مجتمعة نحو 2.7 مليار قدم مكعب يومياً، ما ساهم فى تأمين احتياجات السوق المحلى.
وأكد أن مصر تمضى قدماً نحو تفعيل دورها كمركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز، من خلال مشروعات تكاملية تشمل استقبال الغاز القبرصى لإسالته وإعادة تصديره عبر منشآت الإسالة المصرية، فى إطار شراكات إقليمية ودولية.
وتشير النتائج إلى أن عودة مصر إلى تصدير الغاز الطبيعى المسال بعد فترة من التراجع تمثل بداية مرحلة جديدة فى إدارة قطاع الطاقة، قائمة على مزيج من إعادة تأهيل البنية التحتية، وتحفيز الاستثمارات، وتوسيع أنشطة التنقيب والإنتاج. ومع استمرار هذه الخطوات، يبقى التحدى الأساسى هو الحفاظ على استدامة الإنتاج وتوازن السوق.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صادرات الغاز خطط لتطوير البنية التحتية محطة إدكو الغاز المسال من الغاز

إقرأ أيضاً:

الحكومة العراقية تصدر حزمة معالجات لأصحاب محطات الوقود وتعبئة الغاز

الحكومة العراقية تصدر حزمة معالجات لأصحاب محطات الوقود وتعبئة الغاز

مقالات مشابهة

  • سعر النفط يقفز أكثر من 5% بعد العقوبات الأمريكية على الشركات الروسية
  • الاتحاد الأوروبي يفرض حظرا تاما على استيراد الغاز الروسي المسال
  • تمديد اتفاقية نقل الغاز الطبيعي المسال لتغذية محطات الكهرباء والقطاع الصناعي
  • نائب الشيوخ: تصدير الغاز المسال لتركيا يعزز دور مصر الإقليمي
  • الحكومة العراقية تصدر حزمة معالجات لأصحاب محطات الوقود وتعبئة الغاز
  • مصر ترفع إمدادات الغاز الطبيعي للقطاع الصناعي 12% بدءًا من نوفمبر
  • مصر تصدر 150 ألف متر مكعب من الغاز المسال إلى تركيا
  • مصر تُصدر 150 ألف متر مكعب من الغاز المسال إلى تركيا لصالح توتال إنيرجيز
  • البترول: اكتشافات جديدة تضيف 5 آلاف برميل و42 مليون قدم مكعب غاز يوميا