كشفت وزارة الخارجية التونسية، اليوم السبت، سبب امتناعها عن التصويت لصالح القرار العربي الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء أمس الجمعة، والداعي إلى إقرار هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وأوضح المندوب الدائم لتونس لدى منظمة الأمم المتحدة، السفير طارق الأدب، أن "تونس صوتت بالامتناع انطلاقا من قناعتها بأن الوضع الخطير وغير المسبوق في قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني وإجراءات الإغلاق ومنع كل وسائل الحياة عن ملايين الفلسطينيين، يستوجب سقفا أعلى لم يبلغه نصّ القرار".

وقال المندوب الدائم لتونس لدى منظمة الأمم المتحدة إنه "رغم تضمين هذا القرار لطلب تسهيل دخول المساعدات الإنسانية ومنع التهجير القسري للفلسطينيين، غير أنه أغفل عددا من المسائل الهامة على غرار، "غياب الإدانة الصريحة والقوية لجرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال، عدم المطالبة بمحاسبة المحتل على جرائمه، عدم المطالبة بشكل واضح بالوقف الفوري للعدوان، علاوة على مساواته بين الجلاد والضحية.

وأضاف "الأدب" أنه "رغم ذلك واصلت بعض الدول والأطراف مساعيها لإدخال تعديلات لا تركز إلا على ما من شأنه مزيد إطلاق يد قوات الاحتلال في مواصلة جرائمها واختلاق الذرائع لتبريرها".

وشدد على أن تونس دعت إلى التصويت على نص لا يزيد في مفاقمة الوضع وفي تعميق معاناة الفلسطينيين مضيفا "بعد عدم اعتماد التعديلات المذكورة، وبقاء نص القرار بصيغته الأولى، صوتت بالامتناع، تماهيا مع موقفها المبدئي الذي يرفض المساواة بين المعتدي والمعتدى عليه، ويؤكد على الإدانة الواضحة والصريحة لاعتداءات قوات الاحتلال على الشعب الفلسطيني، وهي ثوابت في موقفها، لا تقبل بتغييبها عن قرار في مثل هذا الوضع الاستثنائي والخطير".

وشدد على أن "تونس تطالب بأن يتم فرض احترام وتنفيذ القرارات الأممية الخاصّة بالقضية الفلسطينية التي تجاوز عددها الألف، لوضع حد للسياسات العدوانية ولمعاناة الشعب الفلسطيني، وأن تتم تسمية الأشياء بأسمائها، خاصة أن قصف المستشفيات والبيوت السكنية والمدارس ودور العبادة، وقتل الأطفال والنساء والتنكيل بملايين المدنيين الأبرياء، لا يمكن اعتباره "دفاعا عن النفس" بل جرائم حرب، كما لا يمكن القبول باعتبار حق تقرير المصير ومقاومة الاحتلال ورفض سياسات الميز العنصري، "إرهابا".

واختتم، ستواصل تونس دعمها الثابت والمبدئي للشعب الفلسطيني ولحقوقه المشروعة، وإقامة دولته على أرضه، وتحركاتها في كل المحافل لحمل المجموعة الدولية ومجلس الأمن والجمعية العامة على تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في وضع حد لكل هذه الممارسات والمغالطات، وأنصاف الحلول، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتمكينه من حقوقه التي لن تسقط بالتقادم.

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الجمعة قرارا يقضي بقرض هدنة إنسانية في قطاع غزة، بموافقة 120 دولة ورفض 14 آخرين، مع امتناع 45 دولة عن التصويت على القرار من بينهم العراق وتونس.

ورحبت مصر والرئاسة الفلسطينة وحركة حماس، بالقرار الأممي ورفضته حكومة الاحتلال الإسرائيلي على لسان وزير الخارجية إيلي كوهين. 

وبدأ الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الجمعة عدوانا شاملا على قطاع غزة الذي أصبح معزولا عن العالم، بعد انقطاع الاتصالات تزامنا مع شن الاحتلال عدوانا من ثلاث جبهات برية وجوية وبحرية.

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه وجه ضربات لـ150 هدفا لحركة حماس تحت الأرض ليلا، مستخدما مائة طائرة، ومئات الصواريخ في قصف قطاع غزة.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن غزة تتعرض لقصف إسرائيلي عنيف وغير مسبوق مع انقطاع الاتصالات، حيث تحولت عدد من القنوات التلفزيونية التي تنقل تطورات الأحداث إلى الاعتماد على الأقمار الصناعية لنقل الصورة والتواصل مع مراسليها، في ظل توقف الاتصالات العادية أو المعتمدة على الإنترنت.

 ويعاني قطاع غزة منذ ثلاثة أسابيع بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر الجاري، والذي تزامن مع قطاع إمدادات الكهرباء والوقود والمياه، ما تسبب في شلل في الخدمات الصحية والمستشفيات والاتصالات.

وارتفعت حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أكثر من 7 آلاف شهيد.

وكانت المقاومة الفلسطينية شنت عملية ضد مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الجاري، تحت شعار "طوفان الأقصى" أسفرت عن مقتل حوالي 1300 إسرائيلي وأسر أكثر من 200 آخرين. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القرار العربي الهدنة في غزة تونس وزارة الخارجية التونسية هدنة انسانية قطاع غزة الشعب الفلسطيني الأمم المتحدة القضية الفلسطينية الاحتلال الاسرائيلي حركة حماس طوفان الأقصى مستوطنات غلاف غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تصعيد جديد في غزة… ونتنياهو يلوح بخيارات صعبة للتعامل مع حماس وسط اتهامات متبادلة بخرق الهدنة

تجدد التوتر في قطاع غزة مساء اليوم مع تسجيل تصعيد ميداني جديد، بالتزامن مع تصريحات لافتة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد فيها أن حركة حماس “لا يمكن أن تبقى في غزة”، مشيرًا إلى أن التخلص منها سيتم “إما عبر قوة دولية أو بالطريقة الصعبة”.

وأضاف أن المرحلة الثانية من خطته تهدف إلى نزع سلاح الحركة وجعل غزة خالية من السلاح، معتبراً أن مرحلة ثالثة تتمثل في “نزع التطرف عن سكان القطاع”.

اجتماع أمني طارئ في تل أبيب لبحث الرد على حادثة رفح وتصعيد عسكري في غزةإسرائيل تشن غارات جوية على خان يونس جنوب قطاع غزةالكنيست الإسرائيلي يوافق على مقترح لابيد لتبني “خطة العشرين” بشأن غزةتفاصيل اللجنة المشكّلة من الولايات المتحدة لإدارة غزة مؤقتا.. وعلاقة ولي العهد السعودي بها

وفي ظل أجواء التوتر، تبادلت حماس وإسرائيل الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار. إذ قالت الحركة إن قصف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس يمثل “جريمة حرب” وخرقًا واضحًا للاتفاق، مطالبةً الوسطاء بالتدخل العاجل لمنع استمرار الهجمات ضد المدنيين.

في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه استهدف عنصرًا تابعًا لحماس بالتعاون مع جهاز الشاباك، معتبرًا العملية ردًا على ما وصفه بـ“خرق الحركة للاتفاق”، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن نتنياهو عقد اجتماعًا طارئًا مع قيادات الأجهزة الأمنية لبحث الرد على حادثة رفح التي أثارت موجة استياء إقليمية ودولية.

وخلال الاجتماع، شدد رئيس الأركان إيال زامير على أن “الحادثة لا يمكن التغاضي عنها”، فيما وصف مسؤول إسرائيلي الواقعة بأنها “انتهاك خطير”، مؤكداً وجود تنسيق كامل مع الإدارة الأمريكية وإبلاغها بتطورات الموقف.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن مسيرات إسرائيلية نفذت أربع غارات على خيام النازحين غرب خان يونس، ما يفاقم الأزمة الإنسانية في الجنوب.

وفي سياق مرتبط، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن الجيش يوسع عملياته ضد مواقع حماس، بما يشمل مخازن الأسلحة ومراكز القيادة وورش التصنيع.

كما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن القوات نفذت محاولة اغتيال استهدفت مسؤولا بارزا في لواء رفح التابع لحماس، دون توضيح نتائج العملية أو الكشف عن هوية المستهدف.

طباعة شارك قطاع غزة تجدد التوتر في قطاع غزة بنيامين نتنياهو حركة حماس حماس وإسرائيل خرق اتفاق وقف إطلاق النار جيش الاحتلال الإسرائيلي خان يونس

مقالات مشابهة

  • تصعيد جديد في غزة… ونتنياهو يلوح بخيارات صعبة للتعامل مع حماس وسط اتهامات متبادلة بخرق الهدنة
  • الأمم المتحدة تعتمد قرارا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان.. وسوريا تشكر مصر
  • رئيس الوطني الفلسطيني: التصويت لصالح القرار الأممي يعكس إرادة دولية واضحة لدعم العدالة
  • الأمم المتحدة تعتمد قرارين لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والجولان
  • الوطني الفلسطيني: تصويت 151 دولة لصالح القرار الأممي يعكس الإرادة الدولية الداعمة للعدالة
  • لبنان يعين مبعوثًا لقيادة وفده في لجنة مراقبة الهدنة مع الاحتلال
  • مسئولة أممية تدعو إلى اتخاذ إجراء حاسم لإنهاء الجمود السياسي الإسرائيلي الفلسطيني
  • بعد طلب من مصر.. الأمم المتحدة تعتمد قرارا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان السورية
  • سوريا تشكر مصر على مشروع القرار الأممي للانسحاب الإسرائيلي من الجولان المُحتل
  • عاجل ـ الأمم المتحدة تعتمد قرارًا يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي المفروض على الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967