أثير- مكتب أثير في تونس
إعداد: محمد الهادي الجزيري

أزّف لكم ..نعم لأنّنا مسلمون أقول لكم ” أزّف لكم “.. زهرة مقاومة بالحرف والعلم والساعد..، يافعة لم تؤلم نملة ..فقط صدحت بحبّها المقيم لفلسطين ..ولغزّة المجيدة ..، أديبة فلسطينية صعدت إلى خالقها متبرمة من جور الظالمين، اسمها هبة أبو الندى من مواليد 24 جويلية .

.ومن ضحايا الوحش الصهيوني في 20 أكتوبر 2023، كاتبة وشاعرة وقاصة من قرية بيت جرجا المهجّرة، عاشت في غزّة، ولدت في مكّة المكرمة في السعودية، نذرت كتابتها لكي تكون ناطقة باسم القضية الفلسطينية ، وقد حملت شهادة البكالوريوس في مجال الكيمياء الحيوية والماجستير في التغذية العلاجية ، كانت تعملُ قائدًا في مركز رُسُل بقسمٍ مختص بالأطفال الأذكياء والمبدعين في مجال العلوم..، وتحصلت على المركز الثاني في فئة الرواية ضمن الدورة العشرين لمسابقة الشارقة للإبداع العربي، عن روايتها ” الأكسجين ليس للموتى “.. والتي عبرت فيها عن صورة الإنسان العربي في زمن الثورات العربية وتحررَّت من المكان لتكون كلّ الثورات العربية بجمرةِ ثورةٍ واحدة، وكل الهتافات بهتافٍ واحد: “الشعب يريد”وكلّ الشعوب في إرادتها شعبٌ بقلبٍ واحد ..


كما أبدعت الشعر وكتبت عددا من المجاميع الشعرية مثل: أبجدية القيد الأخير ، والعصف المأكول ، وشاعر غزة ، وفيها تتناول قضايا المواطن الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، مازجة في أسلوبها مقاربات مختلفة عن الحبّ والحرب والتفاصيل اليومية ..، هذه العروس الفتية نسأل الله أن يتغمدها برحمته وأن يُرينا في المجرمين القتلة ..يوما يشفي الغليل

أقدّم لكم قصيدة نشرتها الشاعرة الشهيدة قبل 10 أيام من استشهادها :
أعيذُكِ
في الفروضِ
والاستخارة
وأرقي كلَّ مأذنةٍ
وحارة
مِنَ الصاروخِ لحظةَ
كانَ أمرًا
مِنَ الجينرالِ
حتّى صارَ غارة

أعيذُكِ، والصغارُ
قبيلَ يهوي
تغيّرُ بابتسامتِها
مسارَه

أعيذُكِ، والصغارُ هنا
نيامٌ
كما نامَ الفراخُ بحضنِ
عشِّ

ولا يمشونَ للأحلامِ ليلًا
لأنَّ الموتَ
نحوَ البيتِ
يمشي

ودمعُ الأمّهاتِ غدا يمامًا
ليتبعَهُمْ بِهِ
في كلِّ نعشِ

أعيذُ أبَ الصغارِ وبعدَ قصفٍ
يشدُّ البرجَ حتّى لا يميلا
يقولُ: للحظِة الموتِ
اِرْحَميني
“فماذا لو تأخّرتِ
قليلا؟”

يقولُ: “لأجلِهِمْ أحببتُ
عمري،
هبيهِمْ مثلَهُمْ
موتًا جميلا ”
من قال أنّ الشاعر رائي ؟..فقد صدق ..إنّ هبة في هذه القصيدة تهيّأ ذاتها للرحيل المرّ ..

كتبت عنها ضمن مقالات ” كتابات برائحة البلاد ” الصحفية نجلاء نجم مقالة ضافية تتطرّق خلالها لأسلوبها البهيّ في الكتابة…، ومن هذه المقالة التي كتبت قبل استشهادها بقرابة شهر ..نقتطف هذه الفقرة :
” كتبتْ لنا هبة كلُّ النهايات السِّعيدة كما تمنَّاها قلبُ كلِّ طفل..، هو ذاته القلم الذي أعلَنَ حروفه ثورةً عندما ضجَّ الكون في الانتفاضة الثانية بصوتِ والد الشهيد محمد الدرة “مات الولد”، فكان بيتُ العزاء الأول ينطلق من حروف هبة، ترثي محمد، وتنتفض في وجه العالم، ليُبْصِر: هنا فلسطين، ميلادُ الوجع والإبداع في آنٍ واحد..”
وقد لخّص الرواية بشكل دقيق وشامل الكاتب والصحفي الأردني معن البياري الذي هو في الأساس : رئيس قسم الرأي في “العربي الجديد ” ، وممّا ورد في تلخيصه المسهب :

” …في رواية “الأوكسجين ليس للموتى”، تمثّلت هبة أبو الندى شخصية ضابط مخابراتٍ، ونطقَت باسمه، وتمكّنت من تخيّل مكتبه ومنزله وإيقاعات نهاراتِه ومساءاتِه، ووازت هذا كله، وغيره، بتخيّل شخصياتٍ غير قليلة، أحدها شابٌّ ثائر، ترك ما يشبه المذكّرات، واستطاعت أن تصوّر علاقات حبٍّ إنسانية، ودافئةٍ وأنثوية، بين شبكةٍ من خيوط القصّ في أجواء موصوفةٍ بالقلق، حيث البلد تغشاها ظروف غضب الناس من الحاكمين وأهل السلطة..، ولا تتعيّن جغرافيا عربيةٌ مخصوصةٌ لهذا كلّه، وإنما نقرأ في قفلة الرواية، في آخر سطورها يقول أحد شخصياتها الكثيرة “الثورات لا تتوقّف، تخمد قليلا، وتعود في دورتها الكونية المطلقة..”
آخر ما دوّنته هبة أبو الندى، وكان ذلك قبل ستّ ساعات من موتها :
” نحن في غزّة عند الله بين شهيد وشاهد على التحرير وكلّنا ننتظر أين سيكون
كلّنا ننتظر اللهم وعدك الحقّ ”
رحمها الله وأسكنها فراديس جنانه ..وصبّر أهلها وأحبابها والقرّاء على فقدانها
رحم الله الشهيدة هِبة أبو ندى، فقيدة الرواية الفلسطينية الواعدة

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

في قلب موسكو... مصر تؤكد التزامها بالقضية الفلسطينية والسلام الإقليمي

التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس بموسكو، وذلك على هامش الاحتفالات بيوم النصر بالعاصمة الروسية.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أكد على دعم مصر الكامل للقضية الفلسطينية، ووقف إطلاق النار بقطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى والمحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع بكميات كافية.

وفي هذا الصدد، قال السفير محمد العرابي، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير الخارجية الأسبق، إن مصر تبذل أقصى ما في وسعها من جهود لتحقيق الأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي، مشددا على أنها لا تدخر جهدا في دعم مساعي نزع فتيل التوترات وتعزيز ثقافة الحوار، بما يسهم في نشر السلام وترسيخه بين الشعوب.

وأضاف العرابي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن العالم اليوم يشهد اندلاع العديد من الحروب والصراعات في مناطق متعددة، مما يستدعي تكاتف الدول المحبة للسلام والعادلة، إضافة إلى قيادات حكيمة تمتلك الرؤية والقدرة على حشد الجهود الدولية، وفتح قنوات الحوار الدبلوماسي، من أجل التهدئة وحل النزاعات بالطرق السلمية.

وأشار العرابي، إلى أن حالة التوتر وعدم الاستقرار التي يشهدها العالم المعاصر تنذر بعواقب إنسانية وخيمة، حيث تسفر تلك الصراعات عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، وتشريد الملايين من الأبرياء، وتدمير البنية التحتية في الدول المتأثرة، كما نوه بتأثير هذه الحروب المباشر على الاقتصاد العالمي، حيث تتسبب في تعطيل عجلة التنمية وتفاقم الأزمات الاقتصادية.

واختتم: "الحاجة إلى السلام أصبحت اليوم أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي التحلي بروح المسؤولية والعمل المشترك لنزع فتيل الأزمات وتغليب لغة العقل على منطق القوة".

حسين مشيك: الإعلام الروسي وصف مصر ببوابة موسكو إلى أفريقياعاجل.. السيسي من موسكو: علاقتنا بروسيا إستراتيجية.. وفرص التعاون واعدة

وذكر المتحدث أن الرئيس رحب بكافة قرارات الإصلاح التي اتخذها الرئيس أبو مازن، مؤكدا على أهمية تنفيذها بشكل كامل واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لضمان سرعة وقف إطلاق النار بقطاع غزة وادخال المساعدات الانسانية لمواجهة الكارثة التي يتعرض لها أهالي القطاع، مشددا أن مصر سوف تبقي دوماً داعمة للقضية الفلسطينية.

الرئيس السيسي يغادر موسكو بعد حضور احتفالات عيد النصربرلماني: زيارة الرئيس السيسي لروسيا تفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع موسكو طباعة شارك غزة السيسي الرئيس السيسي مصر قطاع غزة فلسطين موسكو الرئيس الفلسطيني

مقالات مشابهة

  • «الصحة الفلسطينية»: 1500 فقدوا البصر جراء الحرب
  • ساعر يهدد بالرد على أي اعتراف بالدولة الفلسطينية
  • بعد أن تصدرت “الترند” وأنهالت عليها الإشادات.. تعرف على الأسباب التي دفعت الفنانة فهيمة عبد الله لتقديم التهنئة والمباركة لزوجها بعد خطوبته ورغبته في الزواج مرة أخرى
  • هل يعترف ترامب بالدولة الفلسطينية أثناء زيارته للشرق الأوسط ؟
  • إسرائيل تُنفذ خطتها للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية
  • سلطة المياه الفلسطينية: غزة تموت عطشا
  • في قلب موسكو... مصر تؤكد التزامها بالقضية الفلسطينية والسلام الإقليمي
  • البرلمان العربي يرحّب بجهود سلطنة عُمان للتوصل إلى وقف إطلاق النار في اليمن
  • ناطق حكومة التغيير يوضح جانبا من الإنجازات والجهود التي بذلت في التصدي للعدوان الأمريكي
  • أحمد داش يُعلن ارتباطه رسميًا ويكشف كواليس الخطوبة والزفاف المنتظر