طوفان الأقصى بين سيد قطب وكازانتزاكيس
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
في نقاش مع أحد الرياضيين عما آل إليه الوضع في غزة، كان يرى أنّ حماس ارتكبت حماقة في حقّ نفسها وفي حق الغزاويين، وأنّ النتيجة هي لصالح الكيان الصهيوني. قلتُ له إنّ كلامه هذا ليس جديدًا فهو يُردّد في كلّ معركة جرت بين المقاومة والكيان الإسرائيلي، بل إنه قيل عن كلّ الثورات التي قامت ضد المستعمِر، سواء في مصر أم الهند أو الجزائر أم جنوب أفريقيا وغيرها من البلدان التي انتفضت ضد المحتل، ورددتُ له ما سبق أن قلتُه في أكثر من مقال بأنّ النصر لا يقاس بنتيجة معركة واحدة وإنما يقاس بالمحصلة النهائية للكفاح.
إنّ التفكير الضيق يقودنا إلى سؤال عن الذين جاهدوا في سبيل الله وعُذّبوا وقدّموا تضحيات كثيرة في سبيل إعلاء كلمة «لا إله إلا الله»، ومن تلك التضحيات أرواحهم الطاهرة؛ فهل سمية الشهيدة الأولى في الإسلام وحمزة بن عبد المطلب وكلّ شهداء أحُد وبدر، يعلمون أنّ الدين الإسلامي انتشر في الأرض بفضل تضحياتهم؟ لا يعلمون ذلك، لكنهم كانوا مدركين تمام الإدراك أنّ الدين لن ينتشر إلا بتلك التضحيات، فماذا لو قال الصحابة حينها إنّ الرسول صلى الله عليه وسلم دخل مغامرة غير محسوبة وتسبّب في قتل أصحابه؟! أليس هذا ما يقال الآن عن حماس؟!
في سورة البروج، يتحدّث الله سبحانه وتعالى عن جماعة من المؤمنين تعرضوا للفتنة والقتل البشع من أعداء جبارين بطاشين مستهترين بحق الإنسان في الإيمان بالله سبحانه وتعالى. وملخص القصة أنّ جماعة آمنت بالله مقابل جماعة كافرة، فما كان من الجماعة الكافرة إلا أن أضرمت النار في المؤمنين، وظلت الجماعة الكافرة تشهد كيف يتعذب المؤمنون ويتألمون، مستمتعين وهم يشهدون النار تأكل المؤمنين وهم يتحولون إلى رماد. لا تذكر السورة كيف آل مصير هؤلاء المجرمين، إنما هناك إشارة إلى قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾
يصف الشيخ سيد قطب هذا الحدث في كتابه «معالم في الطريق» والدروس المستفادة منها بقوله: «إنّ الإيمان قد ارتفع بهذه القلوب على الفتنة، وانتصرت فيها العقيدة على الحياة؛ فلم ترضخ لتهديد الجبارين الطغاة، ولم تفتن عن دينها وهي تُحرق بالنار حتى تموت. فلقد تحررت هذه القلوب من عبوديتها للحياة، فلم يستذلها حب البقاء وهي تعاين الموت بهذه الطريقة البشعة، وانطلقت من قيود الأرض وجواذبها جميعًا، وارتفعت على ذواتها بانتصار العقيدة على الحياة فيها؛ لقد ارتفعت في حادث الأخدود أرواحُ المؤمنين وتحررت وانطلقت إلى ذلك الأوج السامي الرفيع الذي تشرف به البشرية في جميع الأجيال والعصور».
ويحلل سيد قطب هذا الموقف تحليلا بليغًا - وهو جدير بأن نمعن التفكير فيه، خاصة من أصحاب النظرة الضيقة - عندما يقول: «في حساب الأرض، يبدو أنّ الطغيان قد انتصر على الإيمان، وأنّ هذا الإيمان الذي بلغ تلك الذروة العالية في نفوس الفئة الخيرة الكريمة الثابتة المستعلية، لم يكن له وزن ولا حساب في المعركة التي دارت بين الإيمان والطغيان. ففي حساب الأرض تبدو هذه الخاتمة أسيفة أليمة، أفكهذا ينتهي الأمر وتذهب الفئة المؤمنة التي ارتفعت إلى ذروة الإيمان، تذهب مع آلامها الفاجعة في الأخدود، بينما تذهب الفئة الباغية ناجية؟ إنّ حساب الأرض يحيك في الصدر شيئًا أمام هذه الخاتمة الأسيفة، ولكن القرآن يعلّم المؤمنين شيئًا آخر، ويكشف لهم عن حقيقة أخرى، ويبصّرهم بطبيعة القيم التي يزِنون بها، وبمجال المعركة التي يخوضونها، وهي أنّ الحياة وسائر ما يلابسها من لذائذ وآلام ومن متاع وحرمان ليست هي القيمة الكبرى في الميزان، وليست هي السلعة التي تقرر حساب الربح والخسارة، وأنّ النصر ليس مقصورًا على الغلبة الظاهرة؛ فهذه صورة واحدة من صور النصر الكثيرة». ويصل سيد قطب رحمه الله إلى نتيجة أنّ في قصة الأخدود انتصرت أرواح المؤمنين على الخوف والألم، وانتصرت على جواذب الأرض والحياة، وانتصرت على الفتنة انتصارًا يشرّف الجنس البشري كله في جميع الأعصار.
لقد رأى سيد قطب اللوحة كاملة، ولم يقف عند جزئياتها فقط؛ لذا كان تحليله لقصة أصحاب الأخدود تحليلا شاملا. ومن المصادفات أني قرأت صورة مغايرة لرأي قطب عندما قرأتُ رواية «الإغواء الأخير للمسيح» لنيكوس كازانتزاكيس، فهو يتكلم في الرواية بلسان الحَبر الأعظم عن صورة صلب المسيح (كما يعتقدون) ويصف المشهد بأنّ الخيالة البرونزيين شكلوا دائرة حول الصليب، وفي الأسفل كان الناس ينفثون من الغضب ويتطاولون على رؤوس أصابع أرجلهم لتتاح لهم الرؤية، كانوا يرتجفون من عزم كربهم هل ستقع المعجزة أم لا؟ وكثير منهم راحوا يفتشون في السماء بانتظار أن تتفتح أبواب السماوات، بل إنّ النساء قلن إنهن تبين أجنحة متعددة الألوان في الجو، فيما كافح الحبر الراكع على كتفي الحداد العريضين ليتمكن من الرؤية من خلال حوافر الأحصنة وأردية الخيالة الحمراء، أراد الحبر أن يكتشف ما كان يحدث، لم يتكلم وانتظر.. «إنّ الحبر العجوز يعرف حقّ المعرفة ربَّ إسرائيل هذا، إنه عديم الرحمة، وله قوانينه الخاصة به، نعم كان يعطي كلمته وأوفى بها، لكنه لم يكن في عجلة من أمره؛ إنه يقيس الزمن بمقياسه الخاص، كانت كلمته تبقى على مدى أجيال وأجيال معلقة في الجو، عديمة الأثر، ولا تحل على الأرض، وحين كانت تهبط في آخر الأمر، فالويل الويل للرجل الذي يعهد بها إليه، كم من مرة وعلى امتداد الكتاب المقدس قُتل من اختارهم الرب، ولكن هل عمل الرب أيَّ شيء لإنقاذهم؟ لماذا؟ طرح الحبر العجوز هذه الأسئلة على نفسه، لكنه لم يجرؤ أن يتمادى في أفكاره بأبعد من ذلك، وقال في نفسه: إنّ الرب هوة سحيقة وأفضل ألا أقترب منه».
إنّ نظرة هذا الحَبر كانت قصيرة المدى وضيقة المجال، حينما كان يتحدث عن أنبياء بني إسرائيل الذين قُتلوا، بينما كانت نظرة سيد قطب نظرة شاملة وبعيدة المدى، وهو يقول عن هذه النظرة إنّ القرآن الكريم يروّض بها المؤمنين؛ لأنها تمثل الحقيقة التي يقوم عليها التصور الإيماني الصحيح.
وخلاصة الأمر نحن أمام نظرتين مختلفتين لأمر واحد؛ هناك فئة تؤمن بالنصر العاجل والدنيوي على حساب النصر الآجل والأخروي، وترى في كلّ التضحيات خسارة وفي كلّ هزيمة نهاية العالم، فيما تؤمن فئة أخرى بالتضحيات وبالنصر الأبعد مدى، وهو انتصار لا بد أن تصحبه الآلام، ومتى ما سلكنا طريق الفئة الثانية ستكون لنا الغلبة في الدين والدنيا والآخرة، وهو ما فعله الرعيل الأول من المسلمين، وما يفعله المخلصون لله - وإن كان يبدو أنّ طريق الفئة الثانية هو الأصعب - ولكن المسألة تحتاج إلى بناء جيل جديد يؤمن بهذا المسلك - وإن تأخر الزمن في تحقيق ذلك - ولكن المسألة بحاجة إلى زرع بذرة. ولكن المؤلم أنّ الفلسطينيين يقدّمون التضحيات، ولا نملك أن نساعدهم في شيء، نحن الذين نعيش تحت المكيفات في بيوتنا ومكاتبنا وسياراتنا، ويأتي البعض منا ليهاجم المقاومة التي تحارب عنا جميعًا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سید قطب ما کان جمیع ا
إقرأ أيضاً:
معالم جديدة في مزار سيدة لبنان في حريصا: دعوة للصلاة واختبار الإيمان والرجاء
لمريم العذراء مكانة مميزة لدى جميع اللبنانيين الذين يلجأون اليها لتكريمها وطلب شفاعتها، وهي تحضر في يومياتهم ويرجون منها بشكل خاص في هذه الأيام الصعبة الصلاة لأجلهم، لأجل خلاص لبنان من الشرور والويلات والحروب. وفي هذا الشهر الذي تخصصه الكنيسة المارونية لتكريم العذراء مربم، يتحوّل مزار "سيّدة لبنان" في حريصا الى مكان للصلاة والتأمل بامتياز، وتعانق النفوس قلب أمّ فائض بالحبّ إذ وجدت فيها واحة صلاة وملاذًا للتائبين وعزاءً للحزانى. وفي اطار عملية التطوير المستمرة تم استحداث معالم دينية جديدة في حرم المزار سوف تُفتتح أمام المؤمنين اعتباراً من أول حزيران، بمباركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. واقامت إدارة المزار، برعاية الأب فادي تابت مسيرة تعريفية للصحافة على المعالم الجديدة في المزار بدءا بحديقة الصلاة في أحضان الطبيعة التي تضم مراحل درب الصليب، ومنحوتة القيامة للفنان رودي رحمة وصولًا إلى كنيسة على اسم سيدة الأرز، واختتمت الجولة في صالة السينما التي تتسع لحوالى مئة شخص لعرض الأفلام الوثائقية عن تاريخ المزار وكيفية بنائه وتطوره. وقالت الزميلة ريما رحمة التي اشرفت على تنظيم المسيرة التعريفية: كل الشكر لإدارة المزار، وللأب فادي تابت على هذه المبادرة في سنة حجاج الرجاء، واني اشكر العذراء مريم التي ساعدتني لتنظيم هذا النهار المبارك وبعد ما انهمرت الامطار لساعتين عاد الطقس صافيا ومشينا على خطواتها وغمرتنا بثوبها. اضافت"نداء لجميع الناس، تستحق حديقة الصلاة الزيارة خصوصا في سنة اليوبيل لاختبار الإيمان والرجاء الذي لا يخيب في ظل سيدة لبنان وحمايتها".
مواضيع ذات صلة رجّي زار السفارة البابوية في حريصا معزّياً بالبابا فرنسيس: ليكن لبنان دائمًا في صلواته Lebanon 24 رجّي زار السفارة البابوية في حريصا معزّياً بالبابا فرنسيس: ليكن لبنان دائمًا في صلواته
16/05/2025 15:23:56 16/05/2025 15:23:56 Lebanon 24 Lebanon 24 الراعي ترأس الذبيحة الإلهية في كنيسة سيدة لورد في حريصا Lebanon 24 الراعي ترأس الذبيحة الإلهية في كنيسة سيدة لورد في حريصا
16/05/2025 15:23:56 16/05/2025 15:23:56 Lebanon 24 Lebanon 24 البطريرك الراعي في رسالة عيد الفصح: اختبرنا الرجاء بانتخاب رئيسي الجمهورية والحكومة فتدحرج حجر اليأس Lebanon 24 البطريرك الراعي في رسالة عيد الفصح: اختبرنا الرجاء بانتخاب رئيسي الجمهورية والحكومة فتدحرج حجر اليأس
16/05/2025 15:23:56 16/05/2025 15:23:56 Lebanon 24 Lebanon 24 ولي العهد السعودي لسلام: المملكة تقف دائماً إلى جانب لبنان وهي حريصة على استعادة ازدهاره Lebanon 24 ولي العهد السعودي لسلام: المملكة تقف دائماً إلى جانب لبنان وهي حريصة على استعادة ازدهاره
16/05/2025 15:23:56 16/05/2025 15:23:56 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان أفراح ومناسبات قد يعجبك أيضاً
بيان من وزير الأشغال... ماذا جاء فيه؟
Lebanon 24 بيان من وزير الأشغال... ماذا جاء فيه؟
08:08 | 2025-05-16 16/05/2025 08:08:57 Lebanon 24 Lebanon 24 المفتي حجازي: لاستحقاق بلدي حضاري وفاقي
Lebanon 24 المفتي حجازي: لاستحقاق بلدي حضاري وفاقي
08:02 | 2025-05-16 16/05/2025 08:02:18 Lebanon 24 Lebanon 24 توقيع برتوكول تعاون بين دار إفتاء عكار وجامعة بيروت العربية
Lebanon 24 توقيع برتوكول تعاون بين دار إفتاء عكار وجامعة بيروت العربية
07:50 | 2025-05-16 16/05/2025 07:50:21 Lebanon 24 Lebanon 24 في البقاع والضاحية.. صورٌ توثق ما ضبطته "الريجي"
Lebanon 24 في البقاع والضاحية.. صورٌ توثق ما ضبطته "الريجي"
07:49 | 2025-05-16 16/05/2025 07:49:44 Lebanon 24 Lebanon 24 إعتصام امام مكتب الاونروا في صيدا في الذكرى الـ77 لنكبة
Lebanon 24 إعتصام امام مكتب الاونروا في صيدا في الذكرى الـ77 لنكبة
07:40 | 2025-05-16 16/05/2025 07:40:07 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
ممثل تعرّض لأزمة قلبيّة مفاجئة... نُقِلَ إلى المستشفى فوراً
Lebanon 24 ممثل تعرّض لأزمة قلبيّة مفاجئة... نُقِلَ إلى المستشفى فوراً
10:08 | 2025-05-15 15/05/2025 10:08:32 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد منع الملابس الشفافة في مهرجان كان.. فنانة تخرق القواعد بفستان جريء (صور)
Lebanon 24 بعد منع الملابس الشفافة في مهرجان كان.. فنانة تخرق القواعد بفستان جريء (صور)
09:26 | 2025-05-15 15/05/2025 09:26:07 Lebanon 24 Lebanon 24 في المطار... صورة رومانسيّة تجمع سارة أبي كنعان مع زوجها الممثل وسام فارس
Lebanon 24 في المطار... صورة رومانسيّة تجمع سارة أبي كنعان مع زوجها الممثل وسام فارس
08:23 | 2025-05-15 15/05/2025 08:23:59 Lebanon 24 Lebanon 24 نادين نجيم تشعل مواقع التواصل بفستان جريء في أحدث ظهور لها!
Lebanon 24 نادين نجيم تشعل مواقع التواصل بفستان جريء في أحدث ظهور لها!
13:40 | 2025-05-15 15/05/2025 01:40:00 Lebanon 24 Lebanon 24 ماذا سيحدث إذا قرّرت الدولة تصفية "جمعية القرض الحسن"؟
Lebanon 24 ماذا سيحدث إذا قرّرت الدولة تصفية "جمعية القرض الحسن"؟
11:30 | 2025-05-15 15/05/2025 11:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
08:08 | 2025-05-16 بيان من وزير الأشغال... ماذا جاء فيه؟ 08:02 | 2025-05-16 المفتي حجازي: لاستحقاق بلدي حضاري وفاقي 07:50 | 2025-05-16 توقيع برتوكول تعاون بين دار إفتاء عكار وجامعة بيروت العربية 07:49 | 2025-05-16 في البقاع والضاحية.. صورٌ توثق ما ضبطته "الريجي" 07:40 | 2025-05-16 إعتصام امام مكتب الاونروا في صيدا في الذكرى الـ77 لنكبة 07:24 | 2025-05-16 شحادة ونصار بحثا في رقمنة وزارة العدل والمحاكم فيديو مأساة تحل بفنان شهير.. ابنته مصابة بالسرطان في المرحلة الرابعة (فيديو)
Lebanon 24 مأساة تحل بفنان شهير.. ابنته مصابة بالسرطان في المرحلة الرابعة (فيديو)
04:04 | 2025-05-13 16/05/2025 15:23:56 Lebanon 24 Lebanon 24 "كان هيخلع كتفي".. بطلة "فهد البطل" تكشف حقيقة زواجها من أحمد العوضي (فيديو)
Lebanon 24 "كان هيخلع كتفي".. بطلة "فهد البطل" تكشف حقيقة زواجها من أحمد العوضي (فيديو)
04:01 | 2025-05-12 16/05/2025 15:23:56 Lebanon 24 Lebanon 24 جمال سليمان يكشف ما طلبه منه العلويون.. وهكذا علّق على قرار شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين (فيديو)
Lebanon 24 جمال سليمان يكشف ما طلبه منه العلويون.. وهكذا علّق على قرار شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين (فيديو)
01:07 | 2025-05-10 16/05/2025 15:23:56 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24