موقع 24:
2025-06-26@22:05:56 GMT

هل يتوقف الدعم الغربي لأوكرانيا؟

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

هل يتوقف الدعم الغربي لأوكرانيا؟

منذ فترة يحتدم الصراع في الكونغرس الأمريكي بين الديمقراطيين، الذين يريدون استمرار الدعم لأوكرانيا، وبين الجمهوريين الذين يرون أن الدعم يستنزف الخزانة الأمريكية، ويرفع تكاليف المعيشة على المواطن الأمريكي.


وبسبب ذلك الخلاف فقد تم عزل رئيس مجلس النواب الجمهوري، كيفن مكارثي، جراء مواقفه الداعمة لأوكرانيا، وتم تعيين جمهوري آخر، هو مايك جونسون المعروف بمعارضته لإرسال المساعدات إلى كييف.


ورغم أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يقول إن الدعم سوف يستمر، لكن عن قريب سيكون من الصعب على الإدارة الأمريكية أن تستمر في سياسة الدعم، بعد أن تدخل البلاد في مرحلة الإعداد لانتخاب رئيس جديد ابتداء من مطلع العام المقبل، وفي الوقت نفسه، فإن أوروبا لا يمكنها تعويض نقص التمويل الأمريكي، لأن معظم الدول الأوروبية تعاني من ديون مكبّلة، حتى الاقتصاد الألماني، وهو الأكبر في أوروبا والرابع عالمياً، لن يستطيع الاستمرار في تقديم الدعم، حيث قدمت ألمانيا حتى الآن 12 مليار يورو فقط، بينما بلغ الدعم الأوروبي ككل لأوكرانيا 30 مليار يورو، منذ بدء الحرب. فيما قدمت الولايات المتحدة حتى الآن 52 مليار دولار، وكل هذه المبالغ الضخمة لم تؤدِ إلى تحقيق نصر أوكراني على روسيا، بل إن الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ في مايو/ أيار الماضي لم يحقق نتائج مرضية.
ورغم استمرار المعارك على جبهات القتال، لكن لا يوجد اختراق أوكراني يمكن تصنيفه بأنه إنجاز كما حدث في خاراكيف، في خريف العام الماضي، وتشتكي القيادة الأوكرانية من أن الحلفاء الغربيين لا يقدمون لها ما تحتاج إليه فعلاً، من السلاح، لتحقيق إنجاز حقيقي على جبهات القتال. وهناك دول أوروبية بدأت بتغيير سياستها تجاه أوكرانيا، فقد هددت الحكومة البولندية بوقف شحن الأسلحة إلى كييف؛ بسبب الغضب إزاء واردات الحبوب الأوكرانية ذات الأسعار الرخيصة. وأيضاً بعد فوز روبرت فيكو، في سلوفاكيا، الموالي لروسيا، والمناهض لتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا.
وقد عرقلت هنغاريا إقرار الاتفاق الذي توصّلت إليه القمة الأوروبية، والقاضي بحظر القسم الأكبر من واردات النفط الروسي، وفرض عقوبات جديدة على روسيا؛ حيث واصلت هذه الدولة شراء الغاز الروسي. كما يسعى رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لإحباط خطط تقديم المزيد من المساعدات المالية من قبل الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا.
ومع انفتاح جبهة جديدة للغرب في الشرق الأوسط؛ بسبب الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة، فإن الأوكرانيين باتوا يتخوفون من أن يتوجه الاهتمام الغربي للجبهة الجديدة، وأن يتم إهمال بلادهم. وفي الواقع هناك تململ غربي من استمرار الحرب في أوكرانيا من دون تحقيق نتائج كبيرة، وقد زادت الأصوات المطالبة بقبول السلام، خاصة أن دول الغرب باتت تعلم كثيراً عن الفساد داخل الحكومة الأوكرانية.
وفي هذا الصدد فقد أشارت وثيقة استراتيجية أمريكية حصلت عليها صحيفة «بوليتيكو»، إلى أن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن، يشعرون بقلق أكبر بكثير بشأن الفساد في أوكرانيا، ويعترفون به علناً.
ومع اقتراب حلول العام الجديد، فإن أوكرانيا ستكون أمام منحنى خطر، لأن الدعم الأمريكي ربما يتوقف، بسبب حلول موسم الانتخابات الرئاسية، ولن يكون بمقدور الإدارة الأمريكية أن تستمر في السياسة نفسها التي كانت عليها، كما أن الاتحاد الأوروبي الذي يعاني اقتصادياً، لن يستطيع تعويض النقص في ذلك الدعم، إضافة إلى ما تكبدته دول أوروبا نتيجة الحظر الاقتصادي المفروض على روسيا، إذ تعتمد معظم دول أوروبا على الغاز الروسي، وبالتالي، فإن المقاطعة تمثل كلفة اقتصادية عالية، إضافة إلى الدعم المادي، وأغلب دول أوروبا لن تتحمل ذلك بسبب الركود الاقتصادي من جهة، وأعباء الديون التي تكبل عدداً كبيراً من دول القارة.
هذا الواقع المرير يجعل الحكومة الأوكرانية أمام خيارين لا ثالث لهما؛ الأول: مواصلة الحرب، أو توقف الدعم الغربي المقدم لها، وهي لن تقوى على الاستمرار من دون هذا الدعم المادي واللوجستي. والثاني: هو أن تستسلم لخيار المفاوضات عبر أي وسيط، وبالتالي ستخضع لشروط المنتصر، وربما تفقد جزءاً من أراضيها، والمتمثل في خسارة أوكرانيا لأربعة أقاليم في شرقها لمصلحة روسيا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

رسائل قوية من قمة الناتو.. دعوات لحماية السلام وإنهاء الحرب في أوكرانيا

أفادت قناة القاهرة الإخبارية بأن رئيس وزراء هولندا شدد خلال مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، على أن السلام لم يعد أمرًا بديهيًا في العالم المعاصر، مؤكدًا ضرورة العمل المشترك بين الدول الأعضاء لحمايته وضمان استمراره.

وزير الخارجية الأمريكي: إيران تراجعت كثيرًا عن حيازة السلاح النوويجروسي: إيران أبلغتني باتخاذ إجراءات وقائية بشأن مخزون اليورانيوم المخصبالطاقة الذرية: عودة مفتشينا إلى إيران "أولوية قصوى"

وقال رئيس الوزراء إن المخاطر الأمنية المتزايدة تتطلب من الجميع اليقظة والتعاون، مشيرًا إلى أن التحديات الجيوسياسية الحالية تُظهر هشاشة الاستقرار الدولي.

أمين عام الناتو: على روسيا إنهاء الحرب في أوكرانيا فورًا

من جانبه، دعا الأمين العام لحلف الناتو روسيا إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكدًا أن استمرار العمليات العسكرية يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الأوروبي والعالمي.

وأضاف في تصريحاته خلال الجلسات الرسمية للقمة أن "الناتو لا يسعى إلى التصعيد، لكن مسؤولية إنهاء الحرب تقع على موسكو التي بدأت هذا الصراع".

كما أكد الأمين العام أن الحلف يعمل بشكل مكثف على دعم أوكرانيا عسكريًا وسياسيًا، في سبيل تحقيق "سلام عادل ومستدام"، مشددًا على أن الدعم لا يقتصر على الجوانب العسكرية فقط، بل يشمل أيضًا إعادة الإعمار وتعزيز المؤسسات الأوكرانية.

وأكد الأمين العام للناتو أن "أي هجوم على دولة عضو في الحلف يُعتبر هجومًا على الناتو بأكمله"، في إشارة إلى تطبيق المادة الخامسة من ميثاق الحلف، والتي تنص على الدفاع الجماعي في حال تعرض أي دولة عضو لهجوم خارجي.

طباعة شارك قناة القاهرة الإخبارية رئيس وزراء هولندا التحديات الجيوسياسية الأمين العام لحلف الناتو

مقالات مشابهة

  • تحسبا لتراجع الدور الأمريكي في أمن أوروبا.. بريطانيا تعزز ردعها النووي بطائرات F-35A
  • قمة أوروبية في بروكسل تبحث دعم أوكرانيا واتفاق الشراكة مع إسرائيل
  • ترامب يدعو بوتين لإنهاء الحرب ويتحدث عن تزويد أوكرانيا بمنظومات باتريوت
  • ‏حلف الناتو يؤكد على "التزاماته السيادية الدائمة" بتقديم الدعم لأوكرانيا
  • أوكرانيا.. قمة الناتو تناقش كيفية إجبار ‎روسيا على إنهاء الحرب
  • الدعم الأمريكي لإسرائيل| تورط مباشر وأبعاد استراتيجية في المواجهة مع إيران.. ماذا يحدث؟
  • رسائل قوية من قمة الناتو.. دعوات لحماية السلام وإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • الناتو يعيد تحديد أولوياته مع تراجع الدعم الأمريكي لأوكرانيا في ظل رئاسة ترامب
  • هل تواصل كندا دعم أوكرانيا رغم أزماتها الاقتصادية؟
  • رماة بوتين السود في أتون حرب أوكرانيا