كثيرا منا اليوم لا يعرف التلغراف أو البرقية إلا من خلال بعض المشاهد التلفزيونية المميزة فكل من تابع المسلسلات المخابرتيه لا بد أنه شاهد لقطات وصول البرقيات المهمة بين العميل السري وطاقم العمل لقطات مسجلة احتفظنا بها في ذاكرتنا وارتبط صوت إشارتها بإشارة جاسوس، أما اليوم فنحن لا نتعامل مع البرقية إلا فيما ندر ولم ندرك أهميتها في ظل عصر ال SMS والإنترنت والهواتف المحمولة.

أما محمد علي باشا فقد أدرك أهمية مواكبة التكنولوجيا العصرية وقرر أن تتمتع مصر بها ليستفيد منها المصريون فقد اهتم محمد علي كثيرا بالتلغراف على اعتبار أنه أحدث وسائل الإتصالات الأمر الذي دفعه الى إصدار أمر الى عموم مأموري الأقاليم المصرية يطلب فيه جمع 150 فردا لتعليمهم فن الإشارة في أقرب وقت وقرر صرف مبلغ 30 قرشا شهريا لكل نفر من الأنفار الجدد بعد تعليمهم على أن يصرف لهم بعد ذلك ماهية شهرية كبقية زملائهم في العمل.

وبالفعل شيدت أبراج الإشارة بين القاهرة والإسكندرية وتولى "المسيو كوست" هذا العمل وبلغ عدد الأبراج 19 برجا تتراوح أقطارها بين 5 و7 أقطار وارتفاعها بين 9 و22 مترا.
كانت طريقة "شارب" هي الطريقة المتبعة في نقل الإشارات وهي تعتمد على عدد كبير من المحطات نتنقل الرسائل البرقية فيما بينها بطريقة الإشارات وكانت الرسالة تصل من الإسكندرية إلى القاهره بهذه الطريقه في 40 دقيقة.

وظلت هذة الطريقة حتى عهد محمد سعيد باشا الذي اصدر أوامره عام 1854م باستخدام التلغراف الهوائي وهو يعد من أقدم الإختراعات الحديثة المعمول بها في مصر والتلغراف الهوائي البسيط كان يعمل في بدايه ظهوره عن طريق البطاريات المشحونة حيث كان بكل مركز من مراكز التلغرافات مجموعة من البطاريات يتم استبدالها بغيرها اذا تعرضت للتلف أو ضعفت شحنتها حتى لا تؤثر على البرقيات ولم يقتصر إهتمام سعيد باشا على استخدام التلغراف الهوائي بل جعل له مدرسة خاصة سميت بمدرسة التلغراف وطلب من رفاعة الطهطاوي أن يعد له بعض الطلبة لدراسة فنون التلغراف وظلت المدرسة تعمل لتخريج عمال وفنيين مهرة في هذا المجال كما تم تعيين مجموعة من العمال تجيد اللغات الأجنبية بهدف ترجمة وبيان التلغرافات الواردة من الخارج وظلت المدرسة قائمة تعمل حتى أواخر القرن التاسع عشر.

استمر تحديث التلغراف والاهتمام به لا سيما مع تولي الخديوي اسماعيل حكم مصر حيث تعاقد مع قومبانيه تلغراف الإنجليز والهند من أجل توسيع دائرة تلغراف مصر ومد خط تلغرافي من مصر الى بومباي ومنه الى الصين وأستراليا وفي عام 1868 تم وضع خط تلغراف بين مصر وإنجلترا وفي نفس العام تم وضع خط بين الآن بين الإسكندرية ومالطة كما اعمل الخديوي على مد الخطوط التلغرافية في بلاد السودان لسهولة الإتصال.

ومع مر العصور تطور التلغراف إلى تم تأسيس شركة والتي أصبحت لاحقا "المصرية للاتصالات" وفي عام 1881م تم تثبيت أول خط هاتف بين القاهرة والإسكندرية وتم مد خطوط الهاتف إلى محافظات مصرية أخرى مثل الإسماعيلية وبورسعيد والسويس.
الجدير بالذكر أن "صمويل فينلي بريز مورس" هو من اخترع التلغراف بأمريكا عام 1835 وعمل على أحداث ثورة في مجال الاتصالات.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التلغراف محمد علي باشا التكنولوجيا

إقرأ أيضاً:

كأس العرب.. الرحلة من التأسيس حتى النسخة الأخيرة

تاريخ بطولة كأس العرب للمنتخبات يروي قصة طويلة من التنافس والإثارة، ويعكس مسار تطور كرة القدم العربية على مدار أكثر من نصف قرن ، منذ انطلاق أول نسخة في لبنان عام 1963، وحتى النسخة الأخيرة في قطر عام 2021، شهدت البطولة تقلبات وتنقلات بين الدول العربية، وانعكست على مستوى التنظيم، جودة المنافسة، وانتشار الجماهيرية.

موعد مباراة ليفربول القادمة بعد تخطي وست هام

البداية كانت مع تونس التي توجت بالنسخة الأولى، لتتبوأ مكانة ريادية في تاريخ البطولة. 

بعدها ظهر العراق كقوة كروية حقيقية، محققًا أربع بطولات في أعوام 1964 و1966 و1985 و1988، ليصبح المنتخب الأكثر نجاحًا في تاريخ كأس العرب، فيما بدأت بقية المنتخبات في فرض حضورها لاحقًا على الساحة الإقليمية.

السعودية سجلت انطلاقتها في البطولة بتحقيق لقبي 1998 و2002، قبل أن يظهر المغرب بمشاركاته القوية ويحصد لقبه الوحيد في 2012، فيما توجت مصر في 1992 والجزائر حاملة اللقب الحالي في نسخة 2021، بعد الفوز على تونس 2–0 في الدوحة.

خلال هذه السنوات، عكست البطولة اختلاف مستويات التنظيم والإمكانات، حيث كانت بعض النسخ أقل انتظامًا، وأخرى شهدت مشاركة واسعة ومنافسة شديدة بين المنتخبات العربية، مع تطور واضح في المستوى الفني والإداري. وعند العودة إلى نسخة 2021، يظهر كيف استفادت البطولة من إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ما رفع من مستوى التنظيم وأسهم في عودة البطولة بقوة، مع اعتماد مواعيد ثابتة وجداول دقيقة، لتصبح منافسة أكثر احترافية وجذبًا للجماهير.

كما أن كأس العرب لعبت دورًا مهمًا في قياس تطور كرة القدم العربية، إذ مكنت المنتخبات من اختبار قدراتها أمام منافسين من مستويات مختلفة، وساهمت في رفع جاهزية الفرق قبل البطولات القارية الكبرى مثل كأس أمم آسيا وكأس العالم. البطولة أيضًا أظهرت أن التنافس العربي ليس حكراً على دولة واحدة، بل إن أي منتخب قادر على تحقيق اللقب، وهو ما انعكس في تنوع الفائزين عبر العقود.

مقالات مشابهة

  • محمد فراج يكشف عن مشاركته في مسلسل حكاية جهنم
  • غزل نسائي.. حكاية طبيب أمراض نفسية يقلب مواقع التواصل
  • طريقة كفتة الأرز المضبوطة من الألف للياء
  • أمريكا تطور قنبلة جديدة خارقة للتحصينات.. ما السر وراء السلاح القادم؟
  • من الأهرامات في مصر إلى العُلا في السعودية.. أزياء النجمات تسرد حكاية المكان
  • الزواج يتراجع والطلاق يرتفع في 2024 .. أرقام تثير القلق
  • حكاية مركز العزيمة أول مركز متكامل في إقليم الدلتا لعلاج الإدمان
  • كأس العرب.. الرحلة من التأسيس حتى النسخة الأخيرة
  • رئيس هيئة الترفيه يحضر انطلاق جائزة قطر الكبرى للفورمولا 1
  • بعد حريق لوكيشن مسلسل نجل الزعيم.. تعرف على حكاية 90 عامًا من الفن في «ستوديو مصر»