بغداد اليوم -  

أعلنت وزيرة الهجرة والمهجرين السيدة إيڨان فائق جابرو، عودة (159) نازحاً من مخيم قرة تو في محافظة السليمانية بشكل طوعي إلى مناطق سكناهم الأصلية في محافظة ديالى، تماشيا مع البرنامج الحكومي وتنفيذا للخطة الوطنية لإعادة النازحين.

وقالت السيدة جابرو، إن "كوادر فروع الوزارة  وزعت على الأسر العائدة إلى مناطقها الأصلية السلع المعمرة المتضمنة ( ثلاجات وطباخات وشاشات تلفاز ) والمساعدات الإغاثية تشجيعا على العودة الطوعية".



وأكدت السيدة الوزيرة، أن "الأيام المقبلة ستشهد عودة المزيد من الأسر النازحة إلى مناطق سكناها الأصلية لوجود رغبة حقيقية بالعودة طوعيا بسبب ما تعيشه من أوضاع  داخل مخيمات النزوح".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

السيدة خالصة.. حين تمشي الحكمة على الأرض ثم تصعد إلى السماء

 

 

زكريا الحسني

في محطات الحياة، تمرُّ علينا وجوه كثيرة، نُصادفها في الزمان والمكان، فتترك فينا أثرا ثم ترحل. لكنّ بعض الوجوه لا تكتفي بالمرور أو ترك الأثر؛ بل تتجاوزهما إلى السكون في القلب، بحيث تُقيم فيه برصيدها العالي من الرزانة، ومن الطيبة، وبالنور الخاص الذي يشعُّ من النفوس النبيلة.. هكذا كانت السيدة خالصة بنت نصر بن يعرب البوسعيدي- رحمها الله- والدة السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المُعظم- أبقاها الله.

لم تكن فقط خالتي، ولا مجرد جارةٍ عشتُ بالقرب منها في طفولتي؛ بل كانت حضورًا هادئًا في حياتنا، كأنَّها ظلٌ أمّ ثانية أطول من الثانية المعتادة، تمشي بيننا ببصيرة، تتحدث بفمٍ من القلب. أتذكرها جيدًا، كما لو أنَّ الزمن عاد بي إلى ذلك الحيّ؛ حيث كانت البيوت مُتقاربة، والقلوب أكثر قربًا. كنت صغيرًا، أطرق بابها حاملًا ما أوصتني به أمي، وأجد عندها دائمًا الوجه المُشرق، والابتسامة الهادئة، وكأنَّ الدنيا مهما تعقدت، تتوقف عند عتبتها لتتنفس بعض الطمأنينة.

كانت امرأةً بسيطة في مظهرها، عظيمة في جوهرها.

لم تكن كثيرة الكلام، ولكن متى تكلّمت، سكنت القلوب؛ لأنَّها كانت تتحدث بحكمة من جرّب، وصبرُ من رأى، ورِضا من فهم سرّ الحياة. كانت تعرف كيف تواسي دون أن تفرض، وكيف تُرشد دون أن تُحرج، وكيف تفيض بالأمومة حتى على من لم تلدهم.

وما من لحظة مرّت بها إلّا وكانت راسخة، ثابتة، كجبلٍ وديعٍ يحتضن من حوله بالظل والسكينة. لم تكن تهتزّ في المِحن، ولا تتبدل في الأزمات؛ بل كانت مصدر اتزانٍ وهدوء، تستمده من إيمان عميق، ورضا داخلي لا يتزعزع.

جُمعتْ في شخصها صفات الأمّ الحنون، والمرأة القوية، والإنسانة التي تقابل الجميع بابتسامة، دون أن تنقص هيبةً، أو تتخلى عن وقار. لم تكن يومًا تبحث عن الأضواء، لكنها كانت الضوء الذي يهتدي به من حولها دون أن يشعر.

ولا نبالغ إن قلنا إنّ البيت الذي سكنته، لم يكن مجرد جدران وسقف؛ بل كان موئلًا للطمأنينة، ملتقى للمُحبين، ومرسى لكل من أرهقته الحياة. كانت قد صنعت فيه كهفاً للحنان، وللبركة، يمنح الأثر الذي لا يُمحى.

وإن كان يُعرف الإنسان من أثره، فإنَّ خالتي "خالصة" تركت فيمن عرفوها بصمةً لا تُنسى، وذاكرةً لا يشوبها النسيان. وكانت ثمرة حياتها، السيدة الجليلة "عهد"، الشاهدة على هذا المجد الصامت، وعلى تلك التربية العميقة التي لا تنبت إلا من قلبٍ صادق، ويدٍ خفيّة تصنع العظمة دون أن تتحدث عنها.

واليوم.. وقد عادت روحها إلى بارئها، لا أملكُ سوى أن أرفع يديّ بالدعاء: اللهم، يا من خلقت الطُهر وأودعته في بعض الناس، اغمر روحها بنور رحمتك، وارفع مقامها عندك، واجعل قبرها روضةً من رياض الجنة، فمن كانت بهذا النقاء، لا يليق بها إلا جوارك، يا واسع الرحمة، يا أرحم الراحمين.

مقالات مشابهة

  • محافظة القاهرة تعلن عن تطورات جديدة بشأن حادث محطة وقود شارع رمسيس
  • عودة 64 عائلة مهجرة من مخيمات اللجوء بالأردن إلى مناطقهم في درعا
  • الداخلية تعلن تعيينات قادة الأمن الداخلي في المحافظات
  • مياه القاهرة تعلن انقطاع خدماتها بـ 8 مناطق مؤقتا.. لهذا السبب
  • أعداد قياسية من الأمريكيين تطلب الجنسية البريطانية منذ عودة ترامب للحكم
  • السيدة خالصة.. حين تمشي الحكمة على الأرض ثم تصعد إلى السماء
  • الأمم المتحدة: عودة أكثر من 1.5 مليون لاجئ ونازح سوري إلى مناطقهم
  • عودة 1.5 مليون لاجئ ونازح سوري إلى مناطقهم منذ 8 ديسمبر الماضي
  • 172 ألف نازح في غزة خلال 7 أيام
  • مركز الملك سلمان للإغاثة ينظم ورشة عمل لمشروع دعم الأسر المحتاجة بالمساعدات الغذائية بمديرية المكلا في حضرموت