أستاذ تاريخ بجامعة تل أبيب يفضح إسرائيل: الشعب اليهودي أسطورة نشأت في القرن الـ19
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
بالتزامن مع الصراع القائم بين فلسطين وإسرائيل، واعتقاد مواطني إسرائيل بأن الأراضي الفلسطينية هي ملك لهم، ظهر أستاذ تاريخ بجامعة تل أبيب، ليثبت بالدليل والتواريخ أنه لا وجود لفكرة الشعب اليهودي عبر التاريخ، قائلا إنه تم اختراعه.
اختراع فكرة الشعب اليهودي في نهاية القرن التاسع عشرتحدث أستاذ التاريخ بجامعة تل أبيب يدعى «شلومو ساند»، أنه تم اختراع فكرة الشعب اليهودي وذلك في نهاية القرن التاسع عشر ميلاديًا، ولولا الكوارث الناتجة عن النازية لم يكن ليتم إنشاء دولة إسرائيل في عام 1948.
وأشار ساند خلال مقابلة مع «روسيا اليوم»، إلى أنه أراد أن يوضح «مفهوم الشعب اليهودي، الأمة اليهودية»، الذي اعتقد طوال حياته بوجود الشعب اليهودي، وتابع: «لكن يوما ما بدأت دراسة مفهوم الشعب اليهودي وبدأت أفهم أنه مثل أغلب شعوب العالم، أو وجوده طوال ألفي سنة، عبارة عن خرافة أو أسطورة».
وأكمل ساند حديثه قائلاً: «الشعوب ظهرت مع الحداثة بظهور الطباعة والديمقراطية والمدارس، الدول بنت الأمم والشعوب، لا أعتقد أن الشعب الفلسطيني كان موجودا قبل 1948، ولا الشعب اليهودي موجود اليوم».
وتابع ساند: «الشعب اليهودي تم اختراعه في نهاية القرن الـ19 وهذا يعني أنه أسطورة وسبب أن عملت على هذا الموضوع، كان هنا مشاكل كثيرة حول الهوية السياسية في إسرائيل وهذا دفعني لدراسة مفهوم الشعب اليهودي».
أستاذ التاريخ بجامعة تل يوضح حقيقة تكوين دولة إسرائيللم يتم طرد اليهود من فلسطينوأوضح ساند أن: «الكل يعتقد أنه موجود قبل ألفي سنة وأنا أعتقد أن هذه أسطورة، واكتشفت بسرعة أن اليهود لم يطردوا من فلسطين القديمة، لم يطردوا يوما من هذه الأرض ولا يوجد أي كتاب بحثي حول هذا الموضوع».
الشعب اليهودي هو أسطورةوأضاف ساند أن: «الشعب اليهودي هو أسطورة نشأت في النصف الثاني من القرن الـ19، لا أعتقد أنه شعب موجود ولكن الصهيونيين استطاعوا أن يبنوا في فلسطين شعبا إسرائيليا أو أمة إسرائيلية جنبا إلى جنب مع الأمة الفلسطينية أحدهم الشعب الإسرائيلي ذو منشأ يهودي والشعب الفلسطيني من أصل عربي»، مؤكدًا على أن: «اليهود في أوروبا وروسيا لم يكونوا يريدون القدوم إلى فلسطين.. دينيا كان محظورا عليهم الهجرة إلى فلسطين قبل مجيء المسيح».
الهجرة إلى الولايات المتحدةوتابع ساند حديثه قائلاً أن: «أغلب الناس غير المتدينين لم يكن لديهم سبب للذهاب إلى فلسطين، من أراد الهجرة أراد الهجرة إلى الولايات المتحدة، وكان هذا ينطبق عليهم حتى 1924، حين هاجر نحو مليوني يهودي من أوروبا الشرقية إلى الولايات المتحدة، وعدد قليل وصل إلى فلسطين».
أستاذ التاريخ بجامعة تل يوضح حقيقة تكوين دولة إسرائيلسن قانون عنصري للهجرة في الولايات المتحدةولفت ساند أنه: «في عام 1924، تم سن قانون عنصري للهجرة في الولايات المتحدة، وأغلقت أبواب الهجرة على اليهود والكاثوليك وتركها للبروتستانت البيض، ومنذ ذلك الوقت بدأ يزداد عدد اليهود القادمين إلى فلسطين حتى الحرب العالمية الثانية، وسبب الهجرة الجماعية بدأ بعد الحرب والكارثة التي سببتها النازية ضد اليهود»، مؤكدًا: «ولولا تلك الكارثة لا أعتقد أنه كان سيمكن إنشاء دولة إسرائيل عام 1948».
الدفاع عن فكرة أن أرض فلسطينواستكمل حديثه قائلاً أنه: «بعد حرب 1967، كنت جنديا في القدس، وعندما انتهت الحرب توجهت إلى محمود درويش في يافا، وبعد ليلة شرب طويلة أيقظني بعد الظهر وقال لي كتبت قصيدة عنك وهي قصيدة «جندي يحلم بالزنابق البيضاء»، موضحًا أنه: «في ذلك الوقت وبعده كنت أؤيد حل الدولتين، من نهاية 1967 وقبل نحو سنة شاركت في جميع المظاهرات والمسيرات التي تؤيد هذا الحل وحاضرت وكتبت المقالات للدفاع عن فكرة أن أرض فلسطين فيها شعبان وأمتان».
الاستعمار والاستيطان في الضفةوقال ساند أنه: «منذ سنة ونصف لم أعد أؤمن بحل الدولتين، الاستعمار والاستيطان في الضفة، هناك 85 ألف إسرائيلي يعيشون هناك، وحصار غزة. هنا آلاف مؤلفة من الفلسطينيين العاملين في إسرائيل.. ليس الاستيطان وحده، بل لدينا سوق اقتصادية مشتركة، نعيش متداخلين بين بعضنا، مليوني عربي إسرائيلي، وهناك مليونا فلسطيني في غزة، و3 ونصف مليون فلسطيني في الضفة، أي نحو 7 ملايين ونصف فلسطيني تحت سيطرة إسرائيل، وعدا ذلك هناك أيضا 7 ملايين ونصف إسرائيلي، أي عدد السكان متساو تقريبا، وبما أننا نعيش بصورة متداخل من الصعب أن أتصور أن هذه الأرض الصغيرة يمكن تقسيمها إلى دولتين».
أستاذ التاريخ بجامعة تل يوضح حقيقة تكوين دولة إسرائيلالكراهية والكوارث والمصائب في غزةورأى أنه: «رغم كل الكراهية والكوارث والمصائب في غزة، أعتقد أنه لا فرصة أخرى لنا يجب أن نتعايش مع الفلسطينيين ولا يمكن أن نعيش من دونهم في الشرق الأوسط.. نحن نحتاج إليهم لحمايتنا من سائر العرب، ويجب أن ندرك ونقر أن الفلسطينيين مساوون لنا سواء ذلك في دولتين فدرالية أو كونفدرالية».
التقدم نحو العدلوتابع: «يجب أن نجتاز الكارثة. يمكن أن نفهم وندرس لماذا الجور يستبطن العلاقة بين الشعبين، ومن أجل التقدم نحو العدل لا ضرورة لدولتين، أعتقد أن الحل الأقرب هو الفدرالية أو كونفدرالية لكن الأهم ليس الشكل ولن تقبل بعضنا للبعض ومساواتنا للبعض».
الدولة اليهودية لا يمكن أن تبقى في الشرق الأوسطواعتبر أن: «أفضل حل اليوم هو أن يزداد عدد الفلسطينيين الذين يصبحون مواطنين إسرائيليين ويحصلون على جميع الحقوق القانونية والمدنية»، مؤكدًا أن: «الدولة اليهودية لا يمكن أن تبقى في الشرق الأوسط دون الفلسطيين، والسبيل الوحيد أن يستطيع الشعب الإسرائيلي الذي بني من قبل المهاجرين اليهود، مع أنني لا أعتقد أنه موجود، أنا مع الدولة الإسرائيلية العربية وعلى الفلسطينيين تقبل أن فكرة الصهيونية نجحت في إنشاء شعب جديد في لغة جديدة وأسلوب حياة خاص بهم».
بناء دولة علي حساب الفلسطينيين سيدمر إسرائيلوأضاف: «لكن أعتقد أن فرصة وجود إسرائيل في الشرق الأوسط لا تكون إلا بواسطة الفلسطينيين، وأعتقد أن الاستمرار في بناء الدولة وتوسيعها على حساب الفلسطينيين، سيدمر إسرائيل والفلسطينيين».
اقرأ أيضاًصحيفة أمريكية: خطط إسرائيل الأمنية بشأن غزة تثير مخاوف بايدن
بـ227 طنًا.. مطار العريش يستقبل 6 طائرات محملة بمساعدات إلى قطاع غزة
الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد شهداء العدوان على غزة لـ 10569 شهيد بينهم 4324 طفلاً
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إنشاء دولة إسرائيل الديمقراطية الصراع بين فلسطين وإسرائيل جامعة تل أبيب وجود إسرائيل وجود دولة إسرائيل الشعب الیهودی دولة إسرائیل إلى فلسطین أعتقد أنه فی الشرق یمکن أن
إقرأ أيضاً:
أستاذ قانون دولي لـRT: اعتراف النرويج وإيرلندا بفلسطين يعزز وجودها القانوني ويشكل ضغطا على إسرائيل
أكد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي، أن قرار دول أوروبية الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، يمثل خطوة مهمة وقوية نحو تحقيق العدالة الدولية وإنصاف الشعب الفلسطيني.
فرنسا: الوقت ليس مناسبا للاعتراف بدولة فلسطينوأوضح مهران في تصريحات خاصة لـRT، أن الاعتراف بدولة فلسطين ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، لاسيما قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67/19 الصادر في نوفمبر 2012، والذي منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة.
كما بين أن هذا الاعتراف يعزز من الوجود القانوني لدولة فلسطين على الساحة الدولية، ويمهد الطريق أمام انضمامها الكامل للمنظمات والاتفاقيات الدولية، لافتا إلى أن تزايد عدد الدول المعترفة بفلسطين، والذي وصل إلى حوالي 144 دولة حتى الآن، يعكس تناميا في الوعي الدولي بعدالة القضية الفلسطينية، ويشكل ضغطا متصاعدا على إسرائيل لإنهاء احتلالها وقبول حل الدولتين وفق حدود 1967.
وأشار مهران إلى أن اعتراف النرويج وإيرلندا بدولة فلسطين، وهما من الدول الأوروبية المؤثرة، قد يشجع دولا أخرى في الاتحاد الأوروبي على حذو حذوهما، خاصة في ظل تصاعد المطالبات الشعبية والبرلمانية في العديد من هذه الدول بالاعتراف بفلسطين وإدانة السياسات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما حدث بالفعل في البرلمانين الإسباني والبريطاني مؤخرا.
وتوقع أستاذ القانون الدولي أن يؤدي اعتراف المزيد من الدول الأوروبية بفلسطين إلى تغيير في موازين القوى السياسية والقانونية لصالح الجانب الفلسطيني، ما قد يدفع مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية لإنفاذ قراراته بشأن قبول العضوية الكاملة وإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.
وحذر في الوقت ذاته من محاولات إسرائيل وحلفائها عرقلة هذا المسار عبر الضغط على الدول التي تدرس الاعتراف بفلسطين، أو عبر استخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد أي قرارات ملزمة بهذا الشأن، داعياً المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لتوسيع نطاق الاعتراف بدولة فلسطين ودعم عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، باعتبار ذلك حقا ثابتا للشعب الفلسطيني وركيزة أساسية لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
كما طالب الدول العربية بتنسيق جهودها والاستفادة من علاقاتها مع الدول التي لم تعترف بفلسطين بعد، لحثها على اتخاذ هذه الخطوة وفق المرجعيات القانونية الدولية، وعدم الاكتفاء بإصدار البيانات والإدانات اللفظية، مشددا على أن الاعتراف المتزايد بدولة فلسطين، رغم أهميته، لن يكون كافيًا وحده لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، ما لم يقترن بآليات فعالة لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي، وإلزامها بوقف سياساتها الاستيطانية والعدوانية، وهو ما يتطلب تظافر جهود كل محبي العدل والسلام في العالم.
المصدر: RT