بوابة الوفد:
2025-12-01@06:28:00 GMT

القمة العربية.. نكون أو لا نكون

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

الاحتلال الإسرائيلى يعمل وفق خطة منظمة وآليات موضوعة بدقة وأهداف محددة منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى، والتى قد تمتد إلى ما لا يعلمه إلا الله.. وما يصبو إليه الاحتلال هو مسح فلسطين من الخريطة فى أكبر إرهاب دولة يمارس على مرأى ومسمع من العالم على مدار التاريخ وفق عدالة دولية عرجاء وتأييد أعمى، وتصفيق حاد للباطل، لتقرع طبول الحرب وتصل دقاتها إلى عنان السماء.

يأتى ذلك فى ظل ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين بصورة متزايدة تؤكد صدق نوايا الشيطان وجنوده، فى غياب الضغط العربى والإسلامى وانتظار بيانات الشجب والرفض التى تأتى خافتة دائماً بعد فوات الأوان فتذهب بلا صدى لتلحق سابقتها، ولا يبقى أمامنا إلا انتظار المزيد من الكوارث والويلات التى ربما نستحقها دائماً لأن الضعف والهوان لا يجلب إلا الخراب والدمار.

المسألة ليست كما تدعى إسرائيل أنها فى حرب مسلحة مع حركة حماس والمقاومة، فما يحدث على أرض الواقع يكذب أقوالها، فالمحارق والمجازر التى يقيمونها على أرض المعركة فلسطين تحصد كل ما يتحرك على وجهها إنساناً كان أو حيواناً، أو حتى زرعاً أو مبانى خرسانية، إنها إبادة لكل شىء يرتبط بأرض مهبط الأنبياء وأولى القبلتين وثالث الحرمين.

ما يرتكبه الجزارون النازيون من إبادة جماعية ستبقى وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء، وفى وجه الأمم المتحدة التى كبلتها الصهيونية الدولية وفرضت عليها الانصياع الأعمى لرغبات النازيين الجدد، وفى المقابل فإن مظاهرات السلام ورفض الحرب والتهجير والإبادة التى تتواصل فى عواصم العالم ويشارك فيها اليهود أنفسهم وكل القوى المحبة للسلام والمدركة لفظاعة ما يحدث من جرائم حرب غير كافية لردع إسرائيل، والسبب ببساطة أن أمريكا والاتحاد الأوروبى يقفان بقوة خلف الاحتلال دعما لأطماعه التوسعية وتلبية لرغباته الدموية.

العرب والمسلمون قرابة المليارين حول العالم لا يستخدمون أوراق الضغط الكافية على الرغم من أنهم يملكون ويقدرون ويستطيعون، لكن أغلبهم متواكلون على طريقة «للبيت رب يحميه»، ويستترون خلف مصالح مؤقتة تربطهم بالثعلب المكار الذى لم يحتفظ بوعد دوماً مع كل ضحاياه.

بالدعاء وحده لن تحسم قضية الصراع العربى الإسرائيلى فدعوات المسلمين على وجه الخليقة منذ وعد بلفور حتى الآن لم تحسم هذه القضية، هذا ليس تشكيكا فى قوة الدعاء كونه الوحيد الذى يغير القدر، ولكنه تشكيك فى إخلاص النوايا المرتبطة بالعمل لدرء المخاطر ونصرة الأخ ظالما أو مظلوما، فما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط.

باختصار.. دماء الأطفال والنساء والشيوخ ووأد الحياة على أرض فلسطين ليس مسؤولية المجتمع الدولى فقط، ولكنها أيضا تقع على عاتقنا كعرب ومسلمين، فنحن نتحمل المسؤولية كاملة ولا نعفى أحداً خصوصاً أصحاب المواقف الرمادية والمكاسب المحدودة.. فلولا ضعفنا وهواننا على أنفسنا ما هُنّا على غيرنا.

ما يحدث لنا ويشهده عالمنا العربى من تفكك وتمزق نتيجة حتمية لفرقتنا وتشتتنا وعدم الاتفاق على رأى واحد، فخارت قوانا وتفتت العديد من دولنا العربية تضاربت المصالح وشغلتنا أنفسنا بما أظهر ضعفنا فتكالبت علينا الأمم ووصلنا إلى حال المستجير من الرمضاء بالنار كمن يركب البحر وسط أمواج هائجة فى ليلة ظلماء، فشموع الأمل ومفاتيح القوة مشتتة بين أيادٍ متفرقة، فهل نلبى النداء قبل فوات الأوان.

ربما كانت القمة العربية رقم 47 المرتقبة فى المملكة العربية السعودية خلال ساعات هى الأمل الأخير وطوق النجاة فى الوقت بدل الضائع، فإسرائيل ماضية فى غيها ونتائج القمة إما زادتها جبروتا وعنفوانا وإما وجدت الردع الكافى وأوراق ضغط لا تستطيع ومن يساندها مواجهتها فتجبر للجلوس على طاولة المفاوضات والقبول بحل الدولتين.

القمة فرصة كبيرة لتعيد للشارع العربى من المحيط إلى الخليج الثقة فى جامعته العربية عبر اتخاذ خطوات تنفيذية جادة تجاه القضية الفلسطينية ككل، مع ضرورة أن تكون مواكبة للحدث على نحو يحفظ للأشقاء أرضهم وأرواحهم وذلك عبر وحدة الصف العربى والكلمة وإدراك أن الخطر الحقيقى ليس فى غزة وحدها بل على الجميع بلا استثناء.

نأمل أن ننتقل من مرحلة الأقوال إلى مرحلة الأفعال، قبل يوم لا ينفع فيه الندم.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار الاحتلال الإسرائيلى عملية طوفان الأقصي

إقرأ أيضاً:

فصائل فلسطينية: العدوان على سوريا انقلاب وعربدة ضد الدول العربية

دمشق - صفا

أدانت فصائل فلسطينية العدوان الاسرائيلي على بلدة بيت جن جنوب سوريا، والذي أدى لاستشهاد عدد من المدنيين السوريين بينهم أطفال، مؤكدة أنه انتهاك للسيادة السورية، واستمرار لسياسة الانفلات والعربدة ضد الدول العربية.

وثمن حركة "حماس" في بيان لها، التصدّي البطولي لأهالي بلدة بيت جن للاعتداء الاسرائيلي، وتكبيد الاحتلال خسائر في صفوف جنوده وآلياته. 

ودعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة، إلى التحرك الفوري واتخاذ خطوات رادعة للاحتلال، تُوقِف انتهاكاته الصارخة للقوانين الدولية، والمهدّدة للسلم والأمن الإقليمي والدولي.

من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن العدوان على بلدة بيت جن في ريف دمشق يؤكد أن الاحتلال خطر على شعوب أمتنا، وأنه مصدر عدم الاستقرار والشرور في منطقتنا.

وشددت الحركة في بيان لها، على أن الاحتلال يسعى إلى توسيع رقعة الحروب خدمة لأجندته التوسعية والعدوانية، سواء في فلسطين أو لبنان أو سوريا.
نشيد ببطولة أبناء بيت جن في التصدي للعدوان ما أوقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى، وهو ما يؤكد أن المقاومة وحدها هي السبيل إلى لجم الاحتلال وغطرسته وإفشال أهدافه.
 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ترفع ميزانيتها العسكرية.. ونتنياهو يهدد المنطقة بالانفجار
  • الهيئة العربية للمسرح تكشف تفاصيل التحضيرات للدورة 16 بالقاهرة
  • العالم العربى من الاستعمار للاستقلال
  • التجارة الحرة الأفريقية: قادرون على أن نكون شريكا استراتيجيا لكوريا الجنوبية في تصنيع السيارات والتكنولوجيا
  • محافظ حضرموت: ما يحدث حالياً في المحافظة صورة واحدة من صور الاحتلال الجاثم على محافظات الجنوب
  • الرئاسة الفلسطينية: ما يحدث لن يجلب السلام .. وحماس تدعو لحراك عالمى لمواجهة الجرائم
  • دفتر أحوال وطن «٣٥١»
  • «جمعة السلام» فى قلب الأقصى
  • “كاوست” في المرتبة الأولى في تصنيف الجامعات العربية للعام الثالث تواليًا
  • فصائل فلسطينية: العدوان على سوريا انقلاب وعربدة ضد الدول العربية