واشنطن تجدد تحذيرها من هجمات في عدة بلدان بينها اليمن
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
دعت الخارجية الأمريكية مواطنيها ورعاياها في الشرق الأوسط إلى توخي الحذر بسبب الدور الأمريكي المتزايد في الحرب على غزة.
أعلنت الوزارة عن قائمة من البلدان، بينها اليمن، التي حظرت على رعاياها السفر إليها بسبب زيادة احتمالية وجود أخطار تهدد الحياة.
وضمت القائمة اليمن والعراق وسوريا والسودان والصومال وليبيا وقطاع غزة ولبنان، حيث تأتي هذه الدول تحت المستوى الأعلى للتحذير بعدم السفر إليها.
وقالت الخارجية: "نظرا للوضع الأمني، الذي لا يمكن التنبؤ به والمتعلق بتبادل الصواريخ والقذائف والمدفعية بين إسرائيل وحزب الله، أو الفصائل المسلحة الأخرى، فإن إصدار التحذير العالمي يعد بمثابة رسالة مهمة وسط الاحتجاجات، التي اندلعت في جميع أنحاء الشرق الأوسط؛ ردًا على الحرب في غزة، حيث استهدف العديد من المتظاهرين المجمعات الدبلوماسية الأمريكية".
وحددت الوزارة إرشادات السفر بأربعة مستويات مبنية على مجموعة متنوعة من مؤشرات المخاطر؛ مثل الصحة والإرهاب والاضطرابات المدنية.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: أمريكا اليمن فلسطين الاحتلال الاسرائيلي مليشيا الحوثي
إقرأ أيضاً:
هل تُسهم الدبلوماسية الأمريكية في نزع فتيل الحرب في لبنان؟
جان يعقوب جبور
في خِضمِّ التوترات المتصاعدة على الحدود الجنوبية، تبدو الدبلوماسية الأمريكية لاعبًا أساسيًا في منع انزلاق لبنان إلى مُواجهة شاملة؛ فواشنطن- التي تدرك خطورة انفجار الجبهة الشمالية على كامل الإقليم- تتحرك على خطّين متوازيين: الضغط على إسرائيل لعدم توسيع رقعة الصراع، ومُحاولة تثبيت قنوات التواصل مع الدولة اللبنانية وحلفائها الدوليين.
تُؤكد مصادر دبلوماسية أنّ الإدارة الأمريكية تُظهر حرصًا واضحًا على إبقاء الاشتباكات ضمن "سقف مضبوط"، خشية انتقال النار إلى ساحات أخرى تمتدّ من العراق إلى اليمن، ما يُهدد مصالحها المباشرة وأمن قواتها في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، تُكثِّف واشنطن اتصالاتها مع تل أبيب، مُشدّدةً على ضرورة تفادي أي مُغامرة عسكرية غير محسوبة في لبنان، فيما تعيد تفعيل التنسيق مع فرنسا والأمم المتحدة لتثبيت القرار 1701 وتعزيز دور قوات اليونيفيل.
على الضفة اللبنانية، تواصل الولايات المتحدة دعمها للجيش اللبناني باعتباره الجهة الشرعية القادرة على لعب دور ضابط للإيقاع الأمني في الجنوب، في وقت تمتنع عن أي تواصل مباشر مع "حزب الله"، ما يَحدّ من قدرتها على التأثير الكامل في القرار الميداني. ومع ذلك، ترى واشنطن أنّ ضبط الصراع يحتاج إلى مُقاربة شاملة تشمل الحلفاء الإقليميين للحزب، وعلى رأسهم إيران، وهو ما يُفسّر ازدياد وتيرة الرسائل غير المُعلنة بين واشنطن وطهران عبر وسطاء إقليميين.
لكنَّ قدرة الدبلوماسية الأمريكية تبقى محكومة بعوامل مُعقّدة؛ فإسرائيل تتخذ قراراتها وفق حساباتها الداخلية ومخاوفها الأمنية، فيما يتوزَّع القرار اللبناني بين الدولة والقوى السياسية و"حزب الله"؛ بما يعكس تشابك الساحة المحلية مع الحسابات الإقليمية. لذلك، لا يمكن للدور الأمريكي وحده أن يمنع الحرب، لكنه يبقى عنصرًا محوريًا في إبقاء النار تحت السيطرة، ومنع الانفجار الكبير الذي يلوح في الأفق.
في المحصلة، تُسهم واشنطن بفعالية في احتواء التوتر، لكنها ليست اللاعب الوحيد في لعبة التوازنات؛ فمصير الجبهة الجنوبية سيظل رهن شبكة متشابكة من الضغوط الدولية، والحسابات الإسرائيلية، والرسائل المتبادلة بين طهران وتل أبيب، والقدرة اللبنانية على تجنُّب الانجرار إلى مواجهة لا يحتملها البلد.