خبير يكشف لـ"صدى البلد" دور الجامعات التكنولوجية في تحقيق رؤية مصر 2030
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
أكد الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، الخبير التربوي، على الأهمية الكبيرة التي توليها القيادة السياسية لدعم وتطوير العملية التعليمية والبحثية في الجامعات التكنولوجية.
وأوضح، أن الدعم القوي كان دافعاً أساسياً لتحقيق النجاحات البارزة التي شهدتها هذه الجامعات في عام 2023.
. خبراء: نموذجًا يُحتذى به وركيزة أساسية لتحقيق النجاح
وأشار الخبير التربوي، إلى أن الجامعات التكنولوجية تأخذ مكانة هامة في تطوير المشهد التعليمي والبحثي، حيث تسعى جاهدة لتخريج كوادر فنية على أعلى مستوى تجهيزاً لها لدخول سوق العمل، وتلعب دوراً حيوياً في تنمية الكوادر التقنية والمساهمة في عملية التنمية المستدامة وفقاً لرؤية مصر 2030، ويأتي هذا خاصة بعد الدعم الغير مسبوق الذي قدمته القيادة السياسية لإنشاء جامعات تكنولوجية جديدة وتجهيزها وفقاً لأعلى المعايير العالمية.
وأوضح أن هذا الدعم عزز قدرتها على تقديم تعليم عالي الجودة وبحث علمي مبتكر، وحققت نجاحات كبيرة في هذا السياق وأصبحت الجامعات التكنولوجية نموذجًا يحتذى به.
وأضاف “شحاتة”، أن زيادة الاهتمام ببرامج البحث العلمي في هذه الجامعات تعد جزءاً أساسياً من رسالتها، لأن هذه الجامعات تضم عدداً من البرامج الدراسية المتميزة في مجالات متعددة من خلال كليات تكنولوجيا الصناعة والطاقة، برامج تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا السكك الحديدية وتكنولوجيا الجرارات والمعدات الزراعية وتكنولوجيا الغزل والنسيج وتكنولوجيا الصناعات الغذائية، وكليات تكنولوجيا العلوم الصحية التي تضم برامج تكنولوجيا الصناعات الدوائية وتكنولوجيا إدارة المعلومات الصحية وتكنولوجيا مساعد تمريض وتكنولوجيا تركيبات الأسنان.
وصرح أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، بأن أهم أهداف الجامعات التكنولوجية هو تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات التقنية التي يحتاجونها في سوق العمل، مما يتطلب تطوير مناهج دراسية محدثة وتوفير بيئة تعليمية تشجع على التفكير النقدي والإبداع.
وشدد الخبير التربوي، على أهمية تشجيع هذه الجامعات على التعاون الدولي وتبادل الخبرات العلمية والبحثية، وهذا من شأنه أن يمكن الطلاب من التعرف على أحدث التطورات في مجالاتهم والاستفادة من الخبرات العالمية.
ولفت أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، إلى أن هذه الجامعات لها دور كبير في تطوير المجتمع وخدمة الاقتصاد الوطني من خلال تخريج كوادر مهنية مدربة ومؤهلة لتحقيق النهضة والتقدم في مصر.
وأضاف الدكتور حسن شحاتة، أن هذه الجامعات تقوم على التفاعل مع المجتمع الإنتاجي المحيط والعمل على خدمة هذه المشروعات وحل المشاكل التطبيقية التي تواجهها، والعمل على تحديث الإنتاج والابتكار فيها، وذلك من خلال التعاون والشراكة العملية بين وحدات الجامعة والوحدات الإنتاجية.
وقال الخبير التربوي، إن الجامعات التكنولوجية الجديدة تتمركز في المناطق الصناعية في أنحاء مصر، وتتضمن التخصصات التي تحتاج إليها المشاريع القومية للدولة مثل الطاقة والاتصالات والنقل وغيرها، بالإضافة إلى الاحتياجات التي يتطلب المجتمع الإنتاجي المحيط بكل جامعة من خلال الشركات والمصانع سواء المقامة بالفعل أو المخطط اقامتها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجامعات التكنولوجية كوادر فنية تطوير العملية التعليمية الجامعات التکنولوجیة الخبیر التربوی هذه الجامعات عین شمس من خلال
إقرأ أيضاً:
عبد السلام فاروق يكتب: الهيمنة التكنولوجية لمن؟
العالم اليوم يتجه بسرعة نحو الرقمنة والابتكار التكنولوجي، وأصبح الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين محورًا رئيسيًا في تشكيل ملامح القرن الحادي والعشرين.
هذا الصراع ليس مجرد تنافس اقتصادي أو سياسي تقليدي، بل هو صراع على الهيمنة التكنولوجية التي ستحدد ميزان القوى العالمي في العقود القادمة. من الذكاء الاصطناعي إلى شبكات الجيل الخامس، ومن أشباه الموصلات إلى الفضاء الإلكتروني، تمتد جبهات هذا الصراع لتشكل تحديات كبيرة للطرفين وللعالم بأسره.
جذور الصراع .
بدأت ملامح هذا الصراع تظهر بشكل واضح في العقد الأخير، مع تزايد اعتماد الاقتصاد العالمي على التكنولوجيا المتقدمة. الصين، التي كانت تعتمد في السابق على تقليد التكنولوجيا الغربية، استثمرت بشكل كبير في البحث والتطوير، ما جعلها قوة تكنولوجية صاعدة. من ناحية أخرى، تحاول الولايات المتحدة الحفاظ على تفوقها التكنولوجي الذي اعتادت عليه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
أحد الأسباب الرئيسية لهذا الصراع هو الخوف الأمريكي من فقدان الريادة التكنولوجية، خاصة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والاتصالات، حيث تتفوق الصين بسرعة. كما أن القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على تصدير التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين، مثل أشباه الموصلات، تهدف إلى إبطاء التقدم الصيني في هذه المجالات الحيوية.
مجالات الصراع
1. شبكات الجيل الخامس:
تعتبر شبكات الجيل الخامس واحدة من أبرز ساحات الصراع التكنولوجي بين البلدين. شركة "هواوي" الصينية أصبحت لاعبًا رئيسيًا في هذا المجال، مما أثار مخاوف أمريكية من أن تكون الصين قادرة على استخدام هذه التكنولوجيا للتجسس أو تعطيل البنية التحتية الحيوية. وردًا على ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على "هواوي" وحثت حلفاءها على استبعادها من مشاريع البنية التحتية للاتصالات.
2. الذكاء الاصطناعي:
يعتبر الذكاء الاصطناعي مجالًا آخر للتنافس الشرس. كلا البلدين يستثمران مليارات الدولارات في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، سواء للأغراض المدنية أو العسكرية. التقدم في هذا المجال يمكن أن يمنح ميزة استراتيجية كبيرة، سواء في الاقتصاد أو في الدفاع.
3. أشباه الموصلات:
أشباه الموصلات هي العمود الفقري للصناعة التكنولوجية الحديثة. الصين تعتمد بشكل كبير على الواردات من أشباه الموصلات، خاصة من تايوان وكوريا الجنوبية. الولايات المتحدة، من خلال فرض قيود على تصدير هذه التكنولوجيا إلى الصين، تحاول إعاقة تقدمها في صناعة الإلكترونيات.
4. الفضاء الإلكتروني والأمن السيبراني:
أصبح الفضاء الإلكتروني ساحة جديدة للصراع، حيث تتهم الولايات المتحدة الصين بالقيام بعمليات قرصنة وسرقة للملكية الفكرية. من ناحية أخرى، تتهم الصين الولايات المتحدة باستخدام تقنياتها للتجسس على الدول الأخرى.
هذا الصراع التكنولوجي ليس له تداعيات على الطرفين فقط، بل على العالم بأسره. أولاً، يؤدي هذا التنافس إلى انقسام في سلسلة التوريد العالمية، حيث تضطر الشركات إلى الاختيار بين التعامل مع الصين أو الولايات المتحدة. ثانيًا، يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ الابتكار العالمي، حيث يتم حجب التكنولوجيا المتقدمة عن الأسواق العالمية بسبب القيود السياسية.
علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي هذا الصراع إلى سباق تسلح تكنولوجي، حيث تسعى كل من الولايات المتحدة والصين إلى تطوير تقنيات عسكرية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات. هذا يمكن أن يزيد من حدة التوترات الدولية ويهدد الاستقرار العالمي.
آفاق المستقبل..
في المستقبل، من المرجح أن يستمر هذا الصراع التكنولوجي، خاصة مع استمرار الصين في سد الفجوة التكنولوجية مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن التعاون بدلاً من المواجهة يمكن أن يكون مفيدًا للطرفين وللعالم. حيث يمكن أن تؤدي الجهود المشتركة في مجالات مثل تغير المناخ والصحة العالمية إلى نتائج إيجابية للجميع.
في النهاية، الصراع التكنولوجي بين أمريكا والصين هو انعكاس لتحولات عميقة في النظام العالمي. كيفية إدارة هذا الصراع ستحدد ليس فقط مستقبل العلاقات بين القوتين العظميين، ولكن أيضًا مستقبل التكنولوجيا والابتكار في العالم بأسره.