أنواع الحروب في حياتنا كثيرة ومتعددة ، أشهرها الحروب العسكرية بين الدول ... ولكن هناك حروب من نوع آخر يخوضها كل إنسان في حياته الشخصية منفرداً ويقاوم فيها قوى الشر التي تحيط به .... كل منا يحارب ويصارع في حياته الشخصية.

أولاً : الحروب الروحية : 
يخوضها الإنسان في مقاومة وساوس الشيطان وتتمثل هذه الوساوس والهواجس في الخوف من المستقبل المجهول والخوف من الفقر قلة الرزق والاحتياج .

... هذا النوع من الحروب هدفها زعزعة إيماننا وثقتنا في خالقنا .... علينا أن نستعيذ بالله من هذه الوساوس : "وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ" {المؤمنون : ٩٧} .... قد تشمل هذه الحروب أيضاً مقاومة الإنسان لنفسه الأمارة بالسوء عندما يجاهد الإنسان نفسه لعدم الوقوع في ذنب .... أقوى انتصار في هذا النوع من الحروب هو ذكر الله ليطمئن القلب : "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" {الرعد : ٢٨} والإصرار على مقاومة النفس بالاستقامة : "فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ.." {هود : ١١٢}.

ثانياً : حروب إثبات الذات :
يخوضها الإنسان في إثبات ذاته لنفسه ولغيره ، وفي مقاومة من يحاولون إحباطه وعدم الاعتراف به وبما يفعل من إنجازات على أرض الواقع .... استمرار الإنسان في العمل على تطوير ذاته ومهاراته هو أقوى انتصار في هذا النوع من الحروب ويكفي أنه غير مهتم بما يرضي الناس بل يعمل ما يرضي الله ورسوله والمؤمنون يوم القيامة : "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ.." {التوبة : ١٠٥}.

ثالثاً : الحروب النفسية :
يتصدى لها الإنسان بمقاومة شياطين الإنس من مرضى النفوس ، وتتمثل في طاقات الإحباط واليأس السلبية التي ينقلها غيرنا لنا ، وهدفهم معروف وهو تحطيم نفسيتنا وتدمير حياتنا وتعكير صفونا بسبب غيرة أو حقد أو حسد .... أن يظل الإنسان متفائلا ومفعماً بالأمل والطاقة الإيجابية هو أقوى إنتصار في هذا النوع من الحروب لأن الله لا يأتي بالعسر إلا ومعه اليسر : "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا • إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" {الشرح : ٥ - ٦}.

كل إنسان في هذه الحياة لديه صراعاته وحروبه الخاصة التي يخوضها منفردا بشكل شخصي .... فيجب ألا نحكم على غيرنا وألا نلقي اللوم على غيرنا وألا نقارن أنفسنا بغيرنا .... كل إنسان لديه ظروفه الخاصة المختلفة عن غيره .... كل منا منغمس في حياته الشخصية بما فيها من ظروف وتفاصيل لا يعرف عنها أحد.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

خالد عمر يوسف يكتب: لهذه الأسباب يتخوفون من الحلول التفاوضية

خالد عمر يوسف يكتب: لهذه الأسباب يتخوفون من الحلول التفاوضية

اتفقت الهند وباكستان اليوم على وقف لإطلاق النار ليقوما باحتواء الأزمة التي تفجرت بينهما عقب أحداث كشمير الأخيرة التي قادت البلدين لنذر حرب نحمد الله أنهم قد غلبا صوت الحكمة سريعاً للرجوع عنها. سبق ذلك الاتفاق الذي قامت به الإدارة الأمريكية مع الحوثيين لوقف إطلاق النار بالتزامن مع مفاوضاتها مع إيران حول الملف النووي. توصلت أيضاً الحكومة الكونغولية وحركة “M23” لوقف فوري لإطلاق النار بعد محادثات في الدوحة برعاية قطرية، بالإضافة للجهود الأمريكية والقطرية التي قادت للتهدئة بين الكونغو ورواندا. إضافة لذلك فقد توصل الرئيس السوري أحمد الشرع لاتفاق السويداء مع الدروز واتفاق سبقه مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تنشط في مناطق الأكراد شمال شرقي سوريا. تتسابق أيضاً الجهود الدولية للوصول لوقف إطلاق نار بين روسيا وأوكرانيا واتفاق في غزة لتوصيل العون الإنساني ولإنهاء الهجوم الإسرائيلي عليها وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وما يتبعها عقب ذلك من خطوات لازمة لإحلال السلام الدائم.

الناظر في هذا المشهد الدولي والإقليمي من حولنا يجد نشاطاً غير مسبوق في إخماد حرائق الحروب، والسعي نحو معادلات جديدة يسود فيها السلام وتعلو لغة المصالح المتبادلة عوضاً عن الدمار والخراب. بكل أسف فإن بلادنا الغالية لم تدخل بعد في هذه الدائرة، إذ أن بنيها يصمون الآذان عن كل قول أو فعل قد يقود للسلام. تجاوزت حرب السودان العامين وإن أثبتت حقيقة واحدة، فقد برهنت على صعوبة بلوغ أي طرف لغاية الحسم العسكري الكامل، بل على العكس فإن كل يومٍ يمضي تتعقد فيه القضايا بصورة أكبر وتشمل عوامل جديدة تصعب الحلول وتباعد الطرق نحوها.

وقف الحرب في السودان هو قرار بيد السودانيين متى ما صدقت إرادتهم في هذا الاتجاه، مع التأكيد بأن العامل الخارجي مهم ولا يمكن إسقاطه أو الغفلة عنه، ولكن السلام الدائم سيأتي حين يتفق أهل السودان على مشروع وطني ينهي دوامة العنف وعدم الاستقرار، والظرف الدولي من حولنا مواتٍ للتفاعل معه ايجاباً واغتنام فرصة رياح السلام التي غمرت العديد من مناطق النزاعات من حولنا.

يتخوف البعض من الحلول التفاوضية ظناً منهم أنها ستقود لتثبيت ركائز أوضاع شائهة لا يمكن التعايش معها، وهو تخوف مفهوم ولكنه يفارق جوهر السعي الحقيقي نحو إحلال السلام الدائم الذي لا يعني بأي حال من الأحوال العودة لماضي مليء بالخطايا ولو كان فيه من خير ٍلما بلغنا حالنا الذي نعيشه الآن، ولا يعني كذلك التعايش مع الحاضر البغيض الذي نرزح تحت وطأته اليوم.

السلام هو النظر نحو مستقبل جديد نعالج فيه بالحوار إشكالات الماضي جميعها ونضع أسساً جديدة لواقع مختلف يحفظ وحدة البلاد وسيادتها على أساس عقد اجتماعي طوعي متراضى عليه بين كافة أقوام السودان، ويحكم فيه كل إقليم نفسه بنفسه وينمو من ثرواته في إطار سودان موحد بنظام فيدرالي حقيقي ينهي دوامة التهميش وسلب الحقوق، ويكون فيه جيش واحد مهني وقومي لا علاقة له بالسياسة او الاقتصاد، ويختار فيه الناس من يحكمهم ويخضعونه للمحاسبة والمساءلة سلماً لا عنفاً، وتوضع فيه أسس للعدالة تنصف كل صاحب ضيم وتحاسب كل معتدي.

بلوغ هذه الغايات ممكن عبر الحوار لا فوهات البنادق، ولا يقف بيننا وبين الوصول لذلك سوى من يتكسبون من هذا الدمار ويستغلونه لمصالحهم السلطوية الضيقة التي لا تضع بالاً لمعاناة الملايين من الناس. عليه فلنعلي من صوت التعقل الآن ولنواجه خطابات الحرب والكراهية بحزم، فهي لن تورث بلادنا سوى الخراب.

#لا_للحرب

الوسومالحرب الحلول التفاوضية السلام السودان الهند باكستان خالد عمر يوسف

مقالات مشابهة

  • تكريم الفائزين في مسابقة القرآن الكريم بأدم
  • مراكش.. مجمع الملك فهد يبرز جهود المملكة في خدمة القرآن الكريم
  • خالد عمر يوسف يكتب: لهذه الأسباب يتخوفون من الحلول التفاوضية
  • بإجمالي 53 ألف دارس.. الأزهر يفتح باب التقديم لدفعة جديدة برواق القرآن الكريم
  • تكريم الفائزين في مسابقة حفظ القرآن الكريم بالعوابي
  • بعد تصدره التريند.. قصة وأبطال فيلم «المشروع X» لـ كريم عبد العزيز
  • صورة اليهود في القرآن الكريم
  • نقابة المعلمين تكرم 618 حافظًا وحافظة للقرآن الكريم
  • مغامرات مشوقة تسيطر على برومو فيلم «المشروع X» لـ كريم عبد العزيز «فيديو»
  • محافظ الأقصر يؤكد على حرمة القرآن الكريم ويستجيب لمطالب المصلين بمسجد الحجاجي