بطريرك أنطاكية: نصلي اليوم من أجل السلام في غزة
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
ترأس البطريرك يوسف العبسي، بطريرك أنطاكيّة وسائر المشرق للروم الملكييّن الكاثوليك، الليترجيّا الإلهيّة المقدّسة وصلاة النّياحة راحةً لأنفس الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الغاشم علة مدينة غزّة. في كاتدرائية سيدة - حارة الزيتون.
شاركه كل من متروبوليت نيقولاوس أنتيبا، النائب البطريركيّ العام في دمشق
المتربوليت فيلبس، رئيس أساقفة هنغاريا
المتربوليت يوحنّا عبده عربش، مطران يبرود وحمص وحماة وتوابعها
المتربوليت الياس الدبعي، مطران بصرى وحوران وجبل العرب
والكاردينال ماريو زيناري السفير البابوي في سوريا، ورؤساء الطوائف الكاثوليكيّة في دمشق ولفيف من كهنة الأبرشية.
وبحضور لفيف من المؤمنين وعدد من الشخصيات السياسية والمدنية والعسكرية وجاء في العظة
كلمة البطريرك يوسف في الصلاة من أجل غزّة أيّها الأحبّاء،
اجتمعنا في هذا المساء لنرفع الصلاة إلى الله تعالى من أجل إخوتنا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا الذي استُشهدوا في غزّة وانتقلوا إلى الأخدار السماويّة، إلى جنّات النعيم، الذين أُصيبوا وابتُلوا بكلّ أنواع الإصابات والبلايا. الذين تشرّدوا، الذين يعانون الجوع والعطش، الذين يفتقرون إلى المأوى والدواء والطبابة. نصلّي من أجل إخوتنا وإخواتنا وأبنائنا وبناتنا هؤلاءِ جميعًا الذين تلاحقهم وتسحقهم وتبيدهم إبادة جماعيّة
الأيدي الآثمة للعدوّ الإسرائيليّ الذي لا يقيم للقوانين والقرارات والمواثيق والمعاهدات الدوليّة وزنًا ولا احترامًا بل استخفافًا وتجاهلًا، يبطش ويقتل ويشرّد منذ خمسة وسبعين عامًا وما من وازع ولا رادع، على مرأى ومسمع كثيرين من قادة الدول ورؤسائها ومتنفّذيها الذين يشيحون بأنظارهم عمّا يجري في غزّة اليوم وكأنّهم فقدوا كلّ إحساس بشريّ وكلّ ضمير إنسانيّ، تتملّكهم الأنانيّة والجشع وتسيطر عليهم القساوة، يتكلّمون بحقوق الإنسان والعدالة والإنسانيّة وهم أوّل من يخالفها وينقضها ما عندهم من وسائل الإقناع سوى التهديد والعنف والسلاح والقتل وفرض العقوبات.
اجتمعنا في هذا المساء لنصلّي لأنّنا نؤمن بأنّ للصلاة قوّةً ومفعولًا عند المؤمن، لنصلّي اليوم أيضًا من أجل السلام في غزّة وفي جميع بلداننا، من أجل السلام الذي طالما افتقدناه وطالما حلُمنا به والذي يستطيع وحده أن يمهّد الطريق إلى الازدهار والسعادة. نصلّي من أجل السلام الذي اتّضح للجميع أنّ المحتلّ لا يريده، أو قد يريده لنفسه من دون سواه إنّما في خصومة مع سواه. هذا النوع من السلام مزيّف خدّاع ومستحيل إذا لم يكن سلامًا شاملًا للجميع يتنعّم به الجميع. السلام الحقيقيّ هو عطيّة من الله تعالى يُنال بقدر ما نتقرّب من الله. لذلك نحن نطلب في صلواتنا كلّها إلى الله أن يمنحنا السلام واجتمعنا نصلّي اليوم. وقد سبق السيّد المسيح وأعطانا هذا السلام في ليلة آلامه وموته
قائلًا: "سلامي أعطيكم، لا كما يعطيه العالم". لكن على الناس أن يجعلوا هذا السلام يحلّ في قلوبهم يعني أن لا يأتي السلام من الخارج بمنع الناس من الاحتكاك بعضهم ببعض، أو باتّفاقيّة بين الناس وحسب لا يعتدي فيها أحد على أحد، أو بتبادل وتوازن الحقوق والواجبات والمصالح المشتركة أو بفرض توازن القوى المختلفة. السلام الذي يعطيه يسوع هو سلام نابع من القلب، من توبة الإنسان إلى الله، من تغيير ذواتنا بالتغلّب لا على الغير بل على أهوائنا وميولنا الفكريّة والجسديّة السيّئة،
السلام النابع من قناعتنا بأنّنا جميعًا واحد في المسيح يسوع (روم 12: 5)، السلام القائم على أن يعتبر كلُّ واحد الآخرين خيرًا منه (روم 12: 10)، المبنيّ على قول بولس أن لا ننغلب للشرّ بل أن نغلب الشرّ بالخير (روم 12: 21). السلام الذي سمّاه البابا الراحل بندكتوس السادس عشر سلام الحبّ.
هذا السلام بين البشر شرطه الأوّل والأساسيّ العدالة. لا سلام من دون عدالة. ليس من سلام بين غنيّ وفقير، بين قويّ وضعيف، بين محتلّ لبلد ومحتلّ بلدُه. لا يمكن للسلام أن يحلّ في فلسطين إذا ما ظلّ يتنعّم محتلّون ويتجبّرون ويضطهدون شعبًا مقهورًا معدمًا.
و يستحيل أن يحلّ السلام في فلسطين أو في غير فلسطين إذا لم تقس الأمور بميزان واحد، إذا كانت العقوبات تفرض هنا ولا تفرض هناك. من غير المقبول أن تقيّد يد هنا وتطلق يد هناك. من حقّ الجميع أن ينعموا بالسلام، بالفرح، بالطمأنينة، بالكرامة، بالحريّة
. وإلّا فإنّ العنف سوف يستمرّ ويتكرّر والحربَ والقتل. هذا ما نشهده منذ خمسة وسبعين عامًا. المشهد عينه يتكرّر. لنتذكّر حصار غزّة في العام ألفين وتسعة عشر. إنّها المأساة عينها تتكرّر. وما قلنا في ذلك العام يصلح لأن يقال اليوم: "إنّ كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك في دمشق، رعاةً ومؤمنين، تستنكر المجازر التي تفوق التصوّر، لا يرضى بها ضمير إنسان، تُرتكب في غزّة، على أرض السلام، ويذهب ضحيّتها الأبرياء من إخوتنا الفلسطينيّين على مرأى ومسمع من عالم معظمه صامت وبعضه متآمر. منذ ألفي سنة قُتل أطفال بيت لحم واليوم يُقتل أطفال غزّة، وغدًا أطفالٌ غيرهم هنا وهناك من بلدات فلسطين، والمأساة تتكرّر وليس من وازع ولا رادع.
أليس من حقّ هؤلاء الأطفال والشباب والنساء والشيوخ أن يدافعوا عن لقمة العيش وشربة الماء وعن النور والهواء؟ كيف نحرمهم منها ولا نغصّ، كيف نحرمهم منها ونحن متخمون؟ إنّنا نهيب بالأمم المتّحدة والمنظّمات الدوليّة والحكومات لمنع ما يقع في غزّة. لا يكفي ولا يسكّن الضمير أن ندفن الموتى وأن نسعف الجرحى، بل الواجب أن نمنع القتل والأذى... السلام هو حقّ لنا مثلما هو حقّ لجميع الشعوب". وإذ نتضامن اليوم مرّة أخرى مع أبنائنا وإخوتنا في غزّة قد أرجأنا إلى تاريخ آخر القدّاس الذي كنّا سنقيمه البارحة في مئويّتنا الثالثة واستبدلنا به صلاةً اليوم على نيّة شهدائنا وأهلنا في غزّة.
نشكر جميع الذين أرادوا أن يشاركونا في هذه الصلاة لا سيّما السيّد رئيس مجلس الوزراء ممثّلًا بسيادة وزير الإعلام بطرس حلّاق، والسادة السفراء والسادة المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات.
رحم الله جميع شهدائنا وأمواتنا ولطف بنا ويسّر حياتنا، إنّه السميع المجيب ذو الكرامة والعزّة إلى دهر الداهرين. آمين.
+ يوسف
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط من أجل السلام السلام الذی السلام فی فی غز ة سلام ا جمیع ا
إقرأ أيضاً:
اختبار ذكاء اصطناعي جديد يتنبأ بالأشخاص الذين سيستفيدون من دواء سرطان البروستاتا
طور أطباء أداة ذكاء اصطناعي يمكنها التنبؤ بالرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين سيستفيدون من دواء يقلل من خطر الوفاة إلى النصف.
وُصف "أبيراتيرون" بأنه علاج "مُغير لقواعد اللعبة" لهذا المرض، وهو أكثر أنواع السرطان شيوعا لدى الرجال في أكثر من 100 دولة. وقد ساعد بالفعل مئات الآلاف من المصابين بسرطان البروستاتا المتقدم على العيش لفترة أطول.
لكن بعض الدول، بما في ذلك إنجلترا، توقفت عن توفير هذا الدواء "المذهل" على نطاق أوسع للرجال الذين لم ينتشر مرضهم.
والآن، قام فريق من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وسويسرا بتطوير اختبار ذكاء اصطناعي يُظهر الرجال الذين يُرجح أن يستفيدوا من "أبيراتيرون". سيُمكّن هذا الاختراق "المثير" أنظمة الرعاية الصحية من توفير الدواء لمزيد من الرجال، وتجنيب الآخرين العلاج غير الضروري، بحسب تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
سيتم الكشف عن اختبار الذكاء الاصطناعي في شيكاغو خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري، وهو أكبر مؤتمر عالمي للسرطان.
شارك نك جيمس، أستاذ أبحاث سرطان البروستاتا والمثانة في معهد أبحاث السرطان بلندن، واستشاري الأورام السريرية في مؤسسة رويال مارزدن التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، في قيادة الفريق الذي طوره.
وقال جيمس: "لقد حسّن "أبيراتيرون" بشكل كبير التوقعات لمئات الآلاف من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا المتقدم. نعلم أنه بالنسبة للعديد من الرجال المصابين بالسرطان الذي لم ينتشر بعد، يمكن أن يحقق نتائج مذهلة أيضا".
"لكنه يأتي مع آثار جانبية ويتطلب مراقبة إضافية لمشاكل محتملة مثل ارتفاع ضغط الدم أو تشوهات الكبد. كما يمكن أن يزيد بشكل طفيف من خطر الإصابة بمرض السكري والنوبات القلبية، لذا فإن معرفة من هو الأكثر احتمالا للاستفادة أمر بالغ الأهمية".
" يُظهر هذا البحث إمكانية تحديد الأشخاص الذين سيستجيبون بشكل أفضل لأبيراتيرون، وأولئك الذين سيتحسنون من العلاج القياسي وحده - العلاج الهرموني والعلاج الإشعاعي".
يستخدم الاختبار الذكاء الاصطناعي لدراسة صور الأورام وتحديد السمات غير المرئية للعين البشرية. وقد أجرى الفريق، الممول من مؤسسة سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة ومجلس البحوث الطبية وشركة أرتيرا، تجربة على صور خزعات لأكثر من 1000 رجل مصاب بسرطان البروستاتا عالي الخطورة الذي لم ينتشر.
حدد اختبار الذكاء الاصطناعي 25% من الرجال في المجموعة الأكثر احتمالا للاستفادة من أبيراتيرون - بالنسبة لهؤلاء الرجال، يقلل الدواء من خطر الوفاة إلى النصف.
في التجربة، حصل المرضى على درجة - إيجابية أو سلبية للمؤشرات الحيوية - والتي تمت مقارنتها بنتائجهم. بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أورام إيجابية للمؤشرات الحيوية، واحد من كل أربعة رجال، خفض "أبيراتيرون" خطر الوفاة بعد خمس سنوات من 17% إلى 9%.
بالنسبة للمصابين بأورام سلبية المؤشرات الحيوية، خفض "أبيراتيرون" خطر الوفاة من 7% إلى 4%، وهو فرق لم يكن ذا دلالة إحصائية أو سريرية، وفقا للفريق البحثي. سيستفيد هؤلاء الرجال من العلاج القياسي وحده، وسيتجنبون العلاج غير الضروري.
وقال البروفيسور جيرت أتارد، المشارك في قيادة الدراسة، من معهد السرطان بجامعة "يونيفيرسيتي كوليدج لندن": "تُظهر هذه الدراسة، في مجموعة كبيرة جدا من المرضى، أنه يمكن استخدام خوارزميات جديدة لاستخراج المعلومات من شرائح علم الأمراض المتاحة بشكل روتيني لتخصيص هذه العلاجات لمرضى محددين وتقليل العلاج الزائد مع تعظيم فرصة الشفاء".
وأضاف جيمس أنه نظرا لأن عدد الرجال الذين سيحتاجون إلى الدواء أقل مما كان يُعتقد سابقا، ينبغي على أنظمة الرعاية الصحية النظر في إعطائه للرجال الذين لم ينتشر سرطانهم.
وقد تمت الموافقة على استخدامه من قبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا لعلاج سرطان البروستاتا المتقدم، ولكن ليس لعلاج الأمراض عالية الخطورة التي تم تشخيصها حديثا والتي لم تنتشر. ومع ذلك، فقد كان متاحا للرجال الذين يعانون من هذا المرض في اسكتلندا وويلز لمدة عامين.
قال جيمس: "يبلغ سعر عبوة أبيراتيرون 77 جنيها إسترلينيا فقط، مقارنة بآلاف الجنيهات التي تكلفها الأدوية الجديدة". وأضاف: "آمل حقا أن يؤدي هذا البحث الجديد - الذي يُظهر بدقة من يحتاج إلى هذا الدواء ليعيش حياة جيدة لفترة أطول - إلى مراجعة هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا لقرارها بعدم تمويل أبيراتيرون لعلاج سرطان البروستاتا عالي الخطورة الذي لم ينتشر".
ووصف الدكتور ماثيو هوبز، مدير الأبحاث في مركز سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة، اختبار الذكاء الاصطناعي بأنه "مثير للاهتمام". وأضاف: "لذلك، نؤيد دعوة الباحثين المُلحة لتوفير أبيراتيرون للرجال الذين يُمكن أن يُنقذ حياتهم - الرجال الذين، بفضل هذا البحث، يُمكننا الآن تحديد حالاتهم بدقة أكبر من أي وقت مضى".
صرح متحدث باسم هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS): "بعد تقييم شامل قائم على الأدلة، تم تحديد توسيع نطاق الوصول إلى هذا الدواء لعلاج سرطان البروستاتا غير النقيلي كإحدى أهم أولويات الاستثمار بمجرد توفر التمويل الدوري اللازم لدعم استخدامه".
"تواصل NHS في إنجلترا تمويل دواء أبيراتيرون بشكل روتيني لعلاج العديد من أشكال سرطان البروستاتا المتقدم، بما يتماشى مع الإرشادات السريرية، ونُبقي هذا الموقف قيد المراجعة الدقيقة في ضوء الأدلة الناشئة، بما في ذلك الأبحاث الحديثة التي قد تُساعد في تحسين توجيه العلاج إلى المرضى الأكثر احتمالا للاستفادة منه".