بسبب الإرهاب والعلاقات مع فرنسا.. النيجر وبنين تتبادلان الاتهامات
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
اتهم رئيس المجلس العسكري الحاكم في النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني دولا غربية وأفريقية بالضلوع في تغذية الإرهاب في منطقة الساحل بغرب أفريقيا، والتنسيق مع الحركات المسلّحة التي تعمل على محاربة الحكومات، وتسعى إلى عدم استقرارها.
وفي مقابلة للتلفزيون الوطني استمرت 3 ساعات يوم السبت الماضي، قال الجنرال تياني، إن إغلاق الحدود مع دولة بنين سيستمرّ لاعتبارات أمنية وعسكرية، متهما حكومة باتريس تالون بالتنسيق مع فرنسا والدول الغربية التي تهدف إلى زعزة الاستقرار في النيجر.
وكانت الحكومة في نيامي قد أغلقت الحدود مع جارتها بنين قبل نحو عامين واتهمتها باحتضان قوات فرنسية تسعى إلى إطاحة نظام المجلس العسكري الذي حكم البلاد منذ انقلاب 26 يوليو/تموز 2023.
واتّهم الجنرال تياني نيجيريا وبنين بلعب أدوار مشبوهة في تدريب وتسليح من سماهم بـ"المرتزقة" في منطقة الصحراء بغرب أفريقيا، داعيا الحكومات في تحالف دول الساحل إلى التكاتف ومواصلة الحرب المشتركة على الإرهاب.
نفي رسمي من بنينمن جانبه قال وزير الخارجية البنيني أولوسيغون أجادجي باكاري، إن تصريحات رئيس النيجر الجنرال تياني خطِرة وبلا أي أساس، مشدّدا على أن بلاده تحارب الإرهاب على أرضها وضدّ أي تهديد قادم من دول الجوار بكل حزم وتضحية.
وقال باكاري "إن محاولة ربط بلدنا بمثل هذه الممارسات أمر غير مقبول ومجحف للغاية بحق قواتنا الدفاعية والأمنية، وبحق شعبنا بأكمله".
إعلانوفي إطار العلاقات بفرنسا قال وزير خارجية بنين "نحترم تمامًا سيادة النيجر وحقها في اختيار شركائها، ولكن بالمثل، لن نسمح لأحد بفرض خياراته علينا، فالقرارات المتعلّقة بشراكاتنا وتعاوننا نابعة من سيادتنا الوطنية".
وفي معرض رده على تداعيات إغلاق الحدود، أشار باكاري إلى أن اقتصاد بلاده حافظ على نمو إيجابي، وقال "في عام 2024، ورغم إغلاق الحدود مع النيجر، حققت بنين نسبة نمو بلغت 7.5%، وهي نسبة تجاوزت كل التوقعات، وسنعمل على تعزيز هذه القدرة على الصمود".
وأضاف رئيس الدبلوماسية في بنين "شعوبنا لا تنتظر منا التراشق الإعلامي أو الاتهامات المتبادلة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بل تطالبنا بحلول ملموسة للمشكلات الحقيقية التي تواجهها".
مصالح مشتركةوتتقاطع النيجر وبنين في كثير من المصالح المشتركة، إذ تجمع بينهما الحدود والجغرافيا، وتحدّيات الإرهاب ومشاكل الفقر والتنمية.
وبحكم جغرافية الصحراء الواسعة التي جعلت من النيجر دولة حبيسة في قلب الصحراء لا ساحل لها، اعتمدت نيامي على ميناء كوتونو عاصمة بنين في الإيراد والتصدير.
وطيلة السنوات الماضية، بلغت نسبة اعتماد نيامي على ميناء بنين في الإيراد والتصدير 69%، في حين تستورد نسبة 13% من حاجياتها من ميناء لومي و8% من ميناء غانا، و7% من ميناء كوت ديفوار.
وفي المقابل، تجني بنين أرباحا كبيرة من الضرائب على البضائع التي تمر من طريق مينائها نحو نيامي، وتعمل كثير من الشركات المسجلة فيها على تصدير السلع والمنتجات الغذائية نحو جارتها الشمالية.
وفي وقت سابق من العام الجاري، قال رئيس بنين باتريس تالون، إن التهديدات الإرهابية لبلاده ستظلّ قائمة ما دام التعاون مع النيجر غائبا والعلاقات معها متوتّرة.
إعلان جذور التوترومنذ استقلال البلدين عن فرنسا، ظلّت العلاقات بينهما قائمة على أسس حسن الجوار، ومبادئ التعاون والتكامل الاقتصادي، لكن انقلاب النيجر الأخير غيّر المعادلة، حيث ساندت بنين التدخل العسكري الذي كانت إيكواس تنوي القيام به لإعادة الشرعية.
ولم يتقبل قادة الانقلاب في نيامي قرار السلطات في بنين واعتبروا أن مسايرتها لإيكواس خارج على المألوف، ويناقض حسن الجوار والعلاقات التاريخية، ورأوا فيه إضرارا بشعب النيجر.
وفي سبتمبر/أيلول 2023 أعلن المجلس العسكري في نيامي تعليق الاتفاقيات العسكرية مع بنين، والتي كانت تتعلق بمحاربة الإرهاب وتأمين الحدود والتنسيق وتبادل المعلومات، وعلل حكام النيجر قرارهم بأن جارتهم أصبحت مركزا لوُجود القواعد العسكرية الفرنسية، ومأوى للحركات الإرهابية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
روسيا وأوكرانيا تتبادلان الهجمات بالمسيّرات بعد اتفاق على تبادل للأسرى
تبادلت أوكرانيا وروسيا الهجمات بالطائرات المسيرة اليوم الخميس بعد ساعات من اختتام أحدث جولة من المحادثات المباشرة تم خلالها الاتفاق على تبادل 1200 أسير.
وقصفت طائرات مسيرة أوكرانية مناطق روسية جنوب البحر الأسود، مما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة أخرى وضرب مستودع لتخزين النفط، في حين شنت القوات الروسية هجمات على ميناء أوديسا على البحر الأسود، لتندلع حرائق عدة في مبان سكنية وغيرها.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022 تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في شؤونها.
وقال مسؤولو الطوارئ في منطقة كراسنودار الروسية المطلة على البحر الأسود على تطبيق تليغرام إن حطام طائرة مسيرة سقط على امرأة في منطقة أدلر بالقرب من منتجع سوتشي، مما أدى إلى مقتلها، كما تتلقى امرأة أخرى العلاج في المستشفى من إصابات خطيرة.
وقال المسؤول الإداري لمنطقة سيريوس الاتحادية جنوبي سوتشي إن طائرة مسيرة أصابت قاعدة نفطية، في حين قالت هيئة الطيران الروسية إنه تم تعليق العمليات في مطار سوتشي لنحو 4 ساعات.
وفي أوديسا، قال الحاكم الإقليمي أوليه كيبر إن طابقين من مبنى سكني اشتعلت فيهما النيران، واندلعت حرائق أخرى على سطح مسكن من طابقين وفي أكشاك ومحطة وقود.
وأضاف أن المركز التاريخي للمدينة -وهو أحد مواقع التراث العالمي المدرجة في قائمة اليونسكو– قد تضرر أيضا، مشيرا الى أنه يجري التحقق من الخسائر.
واختتمت مساء أمس الأربعاء في إسطنبول ثالث جولة مفاوضات روسية أوكرانية مباشرة شهدت اتفاقا جديدا لتبادل الأسرى.
وقال فلاديمير ميدينسكي مستشار الرئيس فلاديمير بوتين إنهم اتفقوا مع أوكرانيا على تبادل إضافي لنحو 1200 جندي أسير، موضحا في مؤتمر صحفي عقده الوفد الروسي أن جميع الاتفاقيات المتعلقة بالقضايا الإنسانية تم تنفيذها، وتم تبادل ما يقارب 250 جنديا أسيرا على خط أوكرانيا بيلاروسيا.
إعلانوعقدت الجولة الثالثة بين الطرفين في إسطنبول بعد ضغط من الرئيس الأميركي الذي أمهل روسيا 50 يوما للتوصل إلى اتفاق مع كييف وإلا فستواجه عقوبات صارمة.
وتتهم كييف وحلفاؤها الكرملين بعرقلة المفاوضات عبر الإصرار على مطالب مبالغ بها ومرفوضة من قبلها، في حين يواصل الجيش الروسي قصفه وهجماته على الجبهة حيث لا يزال يحقق تقدما.
وأشار ميدينسكي إلى أنهم قدّموا مقترحين للجانب الأوكراني، منهما إنشاء 3 مجموعات عمل عبر الإنترنت سياسية وإنسانية وعسكرية تضم خبراء ذوي صلة بالجهات المعنية لحماية الموارد وأموال دافعي الضرائب.
وأضاف أن المقترح الآخر هو إعلان وقف إطلاق نار قصير الأمد لمدة 24-48 ساعة على خطوط المواجهة حتى تتمكن الفرق الصحية والطبية من انتشال جثث الجرحى والقتلى، لافتا إلى أنهم اتفقوا أيضا على مواصلة اتصالاتهم مع الجانب الأوكراني، سواء على مستوى الوفود أو على مستوى مجموعات العمل الجديدة.
وضم الوفد الروسي لجولة المفاوضات ميدينسكي وميخائيل غالوزين نائب وزير الخارجية، في حين حضر من الجانب الأوكراني سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع رستم عمروف ونائب وزير الخارجية سيرغي كيسليتسيا.
ولفت ميدينسكي إلى أن موسكو عرضت على كييف تسليمها جثث 3 آلاف جندي أوكراني وهدنات تتراوح بين 24 و48 ساعة عند خطوط الجبهة، لتمكين جيشي البلدين من إجلاء القتلى والجرحى.
من جهتها، اقترحت أوكرانيا عقد اجتماع مباشر بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي بوتين قبل نهاية أغسطس/آب المقبل.
وقال عمروف إن أولى الأولويات هي تنظيم اجتماع للقادة بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقدّمت روسيا قائمة مطالب تشمل انسحاب القوات الأوكرانية من 4 مناطق أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر/أيلول 2022، لكنها لا تسيطر عليها بالكامل، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها في العام 2014، وطلبت من كييف رفض كل أشكال الدعم العسكري الغربي وعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وترفض أوكرانيا هذه الشروط وتطالب بانسحاب كامل للقوات الروسية من أراضيها وضمانات أمنية من الغرب تشمل استمرار تسليم الأسلحة ونشر قوات أوروبية، وهو ما تعارضه موسكو.
وتصر كييف كذلك بالتنسيق مع حلفائها الأوروبيين على ضرورة وقف إطلاق نار لمدة 30 يوما، وهو ما ترفضه موسكو المتفوقة ميدانيا.