الكلمة السامية خريطة طريق للعمل الوطني
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
جاءت الكلمة السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- أمس في افتتاح الانعقاد الأول لمجلس عمان من الدورة الثامنة معبّرة عن عدد من القضايا الوطنية ومسارات العمل الوطني، خاصة على صعيد الملفات الاقتصادية والاجتماعية وقضايا التنمية الشاملة والجهود الكبيرة التي بُذلت خلال السنوات الأربع الماضية منذ انطلاق النهضة المتجددة بقيادة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- في الحادي عشر من يناير ٢٠٢٠.
ومن هنا جاءت كلمة جلالته السامية لتعطي خريطة طريق للمرحلة القادمة في ظل بداية دور الانعقاد السنوي لمجلس عمان بغرفتيه الدولة والشورى. ولعل الوضع الاقتصادي والمالي قد شهد تحسنا إيجابيا من خلال تقليل الدين العام وزيادة الناتج المحلي الإجمالي وإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة علاوة على صدور نظام المحافظات بعيدا عن المركزية والبيروقراطية، حيث أكد جلالته -حفظه الله- على أن هناك تقييما لنظام المحافظات بما يؤدي إلى مزيد من التطور والتجديد بما يسهم في التنمية المستدامة وإقامة المزيد من المشاريع التي تخدم المحافظات. وقد ركزت كلمة جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- على الطاقة المتجددة باعتبارها أحد الخيارات الاستراتيجية لتنويع الاقتصاد وهناك مشاريع واعدة في مجال الطاقة المتجددة من خلال التوقيع على عدد من الاتفاقيات، كما أن المناطق الاقتصادية الخاصة تؤدي دورا محوريا خاصة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم حيث إن مصفاة الدقم الحيوية دخلت مرحلة العمل التجريبي، علاوة على بدء استقبال تخزين شحنات النفط في محطة مركز بالدقم، إضافة إلى مشروع حيوي آخر وهو ميناء الدقم الذي يقع على بحر العرب بعيدا عن التوتر وعدم الاستقرار الذي يسود منطقة الخليج العربي، كما أن مؤشرات الاقتصاد العماني الصادرة من الجهات المتخصصة سجلت مؤشرات إيجابية مع نظرة مستقبلية مستقرة. ومن هنا فإن الملف الاقتصادي قد حظي باهتمام كبير في الكلمة السامية التي ألقاها جلالته -حفظه الله ورعاه- في افتتاح الانعقاد الأول لمجلس عمان في دورته الثامنة.
من القضايا الوطنية المهمة التي ركزت عليها الكلمة السامية هي المحافظة على الهوية الوطنية ودور الأسرة العمانية المحافظة على الأجيال من خلال بث الوعي في ظل البث المعلوماتي المضلل والأفكار الهدّامة والقيم غير السوية، ولا شك أن الرسالة مهمة في كلمة جلالته -حفظه الله ورعاه- خاصة أن الجيل الجديد هو ثروة الوطن الحقيقية، كما أن المحافظة على القيم العمانية الأصيلة هي مسؤولية مشتركة للأسرة والمدرسة والمسجد والنادي. ومن هنا فإن مسألة الهوية الوطنية تعد على جانب كبير من الأهمية، خاصة أن نشر الوعي لا بد أن يتصدى له أهل المعرفة والفكر النير في الجامعات وحتى من خلال الدراسات المتعمقة من قبل اللجان المختصة في مجلسي الدولة والشورى.
من القضايا الوطنية التي ركزت عليها الكلمة السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- أيضا هو أهمية قانون الحماية الاجتماعية الذي سوف يطبّق مع بداية العام القادم وهو قانون سوف تستفيد منه المجتمع، علاوة على أن ذلك القانون سوف يشكل منظومة اجتماعية متكاملة وسوف ينعكس إيجابا على صعيد الفئات المستفيدة خاصة كبار السن والأطفال والأيتام والأرامل وأصحاب الإعاقة والأسر ذات الدخل المحدود، ولا شك أن هذا القانون يهدف إلى تحسين الظروف المعيشية.
فيما يخص الابتكار والذكاء الصناعي فقد ركز جلالته -حفظه الله ورعاه- في كلمته السامية على أهمية المراكز البحثية والعلوم وأهمية وجود برنامج وطني حول مسار الذكاء الاصطناعي والذي يعد أحد الممكنات للاقتصاد الرقمي، والذي توليه سلطنة عمان أهمية كبيرة في إطار السياسات الخاصة بتنويع مصادر الدخل.
على الصعيد الخارجي فقد ركزت كلمة جلالته -حفظه الله ورعاه- على القضية الفلسطينية وشعبها الذي يتعرّض للعدوان الغاشم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وضرورة قيام المجتمع الدولي بالتزاماته القانونية والأخلاقية وأن الحل الشامل والعادل وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ هو الحل وإرساء السلام في المنطقة وهذا الموقف العماني الراسخ تم تأكيده على الصعيد الرسمي والشعبي نصرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي عموم فلسطين.
لقد جاءت الكلمة السامية لجلالة السلطان المعظم -أعزه الله- في مجلس عمان أمس بمثابة خريطة طريق للعمل الوطني في المرحلة القادمة في ظل بدء العمل اليوم من خلال جلسات مجلسي الدولة والشورى مما يعطي مؤشرا على أن بلادنا سلطنة عمان سوف تشهد المزيد التقدم والازدهار في كل المجالات في ظل النمو الاقتصادي وفي ظل التحسن الكبير في الموارد المالية وانخفاض ملحوظ للدين العام، كما أن هناك عددا من القوانين والتشريعات سوف تكون مهمة في عمل مجلس عمان خلال السنوات الأربع القادمة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: حفظه الله ورعاه الکلمة السامیة من خلال کما أن
إقرأ أيضاً:
من القدية إلى منى.. تجمع الرياض الصحي الأول يرسم خريطة العناية بالحجاج
نفّذ تجمع الرياض الصحي الأول عددًا من المبادرات الصحية النوعية بالتعاون مع شركائه من الجهات الحكومية والجمعيات الخيرية، ضمن حملة "حج بصحة"، وذلك بهدف ضمان رحلة حج آمنة صحيًا لضيوف بيت الله الحرام.
وأطلق تجمع الرياض الصحي الأول مشروع "خيمة الحجاج الصحية 2025"، في مركز استقبال الحجاج بالقدية، وهي مبادرة سنوية تهدف إلى توعية الحجاج وتعزيز صحتهم أثناء مرورهم بمدينة الرياض في طريقهم إلى المشاعر المقدسة.
وتركّز هذه المبادرة على تهيئة الحجاج بدنيًا وتوعويًا لأداء مناسكهم، من خلال تقديم خدمات وقائية وتثقيفية، تشمل توزيع النشرات التوعوية، وإجراء فحوصات أولية، وتوفير استشارات طبية فورية من مختصين صحيين.
وفعّل التجمع ضمن خدمات المركز مبادرة تستهدف سائقي الحافلات والحجاج سالكي طريق مكة المكرمة، من خلال تقديم فحوصات شاملة، وإرشادات وقائية لضمان سلامة الوصول إلى المشاعر، إلى جانب تخصيص رقم مباشر للاستشارات الصحية على مدار الساعة، وتوزيع الهدايا التوعوية على المستفيدين، وتأتي هذه المبادرات تجسيدًا لاهتمام المملكة بتحسين تجربة الحاج منذ لحظة قدومه وحتى مغادرته.
وامتدادًا لهذه الجهود، قدّم التجمع خدمات صحية مباشرة من خلال مراكز خدمة ضيوف الرحمن المنتشرة في مدينة الرياض ومحافظاتها، حيث تم استقبال الحجاج وتوفير رعاية وقائية وتوعوية تسهم في تعزيز جاهزيتهم الصحية قبل الوصول إلى مكة المكرمة.
وتواجدت فرق طبية وتثقيفية تابعة للتجمع في عدد من المراكز التجارية، لتقديم الإرشادات الصحية ورفع مستوى الوعي حول الاستعداد البدني والوقائي لموسم الحج، مما يسهم في تعزيز السلامة العامة للحجاج خلال رحلتهم الإيمانية.
وضمن الاستعدادات الميدانية لموسم حج 1446هـ، زار الرئيس التنفيذي لشركة الصحة القابضة ناصر الحقباني، مركز صحي منى 6 بمكة المكرمة، والذي يُدار ميدانيًا بكوادر من تجمع الرياض الصحي الأول.
واطّلع خلال الزيارة على جاهزية الفرق الطبية وتكامل الخدمات المقدمة، والتي تسهم في تقديم رعاية تليق بضيوف الرحمن في أجواء يسودها الاطمئنان وتُجسّد معاني اليسر.
وتُبرز هذه الجهود الدور الريادي لتجمع الرياض الصحي الأول في دعم المنظومة الصحية للحج، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال تقديم رعاية صحية شاملة، ومستدامة.
ويواصل التجمع التزامه بأن تكون صحة الحاج في صميم اهتماماته، ورعايته محور كل الجهود، ليظل موسم الحج نموذجًا يُحتذى به في جودة الخدمات الصحية.
الحجالحجاجتجمع الرياض الصحي الأولموسم الحجقد يعجبك أيضاًNo stories found.