تفلصنا 4 أشهر عن رمضان .. وزراة الأوقاف تعلن عن فاتح جمادى الأولى
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
أخبارنا المغربية ــ الرباط
أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن فاتح شهر جمادى الأولى لعام 1445 هـ هو يوم غد الأربعاء 15 نونبر 2023 م.
وذكرت الوزارة، في بلاغ لها، أنها راقبت هلال شهر جمادى الأولى لعام 1445 هـ، بعد مغرب اليوم الثلاثاء 29 ربيع الآخر 1445 هـ موافق 14 نونبر 2023 م، فثبتت لديها رؤية الهلال ثبوتا شرعيا.
وفي ما يلي نص بلاغ الوزارة :
" تنهـي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى علم المواطنين أنها راقبت هلال شهر جمادى الأولى لعام 1445 هـ، بعد مغـرب يــوم الثلاثاء 29 ربيع الآخر 1445 هـ موافق 14 نونبر 2023 م. فثبتت لديها رؤية الهلال ثبوتا شرعيا.
وعليه، فـإن فاتح شهر جمادى الأولى هو يـوم غـد الأربعاء 15 نونبر 2023 م.
أهل الله هذا الشهر المبارك على مولانا أمير المؤمنين وحامي حمى الوطن والدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله باليمن والخير والبشر والبركات، وعلى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة بالسعادة والهناء، وعلى الشعب المغربي والأمة الإسلامية قاطبة بالرقي والازدهار، إنه سميـع مجيـب ".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: شهر جمادى الأولى نونبر 2023 م
إقرأ أيضاً:
ماكس فان برشم.. مؤرخ النقوش الإسلامية في القدس
مستشرق سويسري ولد عام 1863 وتوفي عام 1921، تخصص في النقوش العربية الإسلامية، وسبق أقرانه في المشرق العربي وتركيا، وتردد على مدينة القدس لدراسة نقوشها.
ابتكر منهجا علميا لدراسة النقوش، يأخذ بعين الاعتبار سياقاتها التاريخية والجغرافية والثقافية إلى جانب البعد اللغوي، ووثق ما يزيد على 5 آلاف صورة شكلت أرشيفا ضخما للنقوش العربية والإسلامية، وتحديدا في مصر وسوريا والقدس، مما جعلها مرجعا لمعالم فريدة بعضها اندثر مع مرور الزمن.
المولد والنشأةولد ماكسيميليان بيرثوت فان برشم -الملقب بماكس- يوم 16 مارس/آذار 1863 في جنيف بسويسرا، وتعود أصوله إلى عائلة فلامانية ثرية تنحدر من شمال بلجيكا.
توفي والده المؤرخ ألكسندر فان برشم في العاشرة من عمره، فتولت رعايته والدته ماثيلد ساراسين إلى جانب أخويه فيكتور وبول.
نشأ ماكس على حب الموسيقى وبرع فيها، كما كان شغوفا بالطبيعة وممارسة رياضة تسلق الجبال.
تزوج ماكس عام 1891 إليزابيث فروسارد دي سوجي، وأنجبا مارغريت. ثم تزوج بعد وفاتها أليس نافيل عام 1896، وأنجبا 5 بنات وولدا.
تلقى برشم دراسته الأولى في مسقط رأسه جنيف، ثم التحق بمدرسة في مدينة شتوتغارت الألمانية للحصول على الشهادة التي تؤهله لدرجة البكالوريوس.
بدأ تعليمه الجامعي عام 1881 في جامعة لايبزيغ -التي اتسمت بمستواها الرفيع في الدراسات الشرقية- فتخصص في اللغات السامية، بدءا باللغة الأكادية ثم انتقل نحو العربية.
وأغنى دراسته بالالتحاق بفصول دراسية أخرى في جامعتي ستراسبورغ وبرلين، وأبهر علماء الدراسات الشرقية هناك، خصوصا في مجال تاريخ وآثار الحضارة العربية الذي كان محور اهتمامهم آنذاك.
أكمل برشم تعليمه حتى نال شهادة الدكتوراة عام 1886 من جامعة لايبزيغ في تخصص الفلسفة، وحازت أطروحته حول قوانين الملكية العقارية في الإسلام على درجة الامتياز.
وما إن أكمل الدكتوراه حتى سافر إلى مصر في أواخر العام ذاته رفقة والدته، فكانت رحلته الأولى لدراسة النقوش العربية في المشرق العربي والتي تبعتها رحلات عدة.
إعلاننال برشم شهادات الدكتوراه الفخرية من جامعتي جنيف عام 1909 ولوزان عام 1917.
مؤلفاتهاهتم ماكس فان برشم بدراسة المخطوطات والنقوش العربية الإسلامية، وخشي من اندثارها مع مرور الزمن، ورأى وجوب "توثيق جميع النصوص المنقوشة على المساجد والمقابر والخانات والمدارس والحصون أو الجسور، ونشر هذه النصوص بشكل منهجي".
ولذلك زار مدنا مشرقية عدة بين عامي 1887 و1914، ومن أبرزها القاهرة ودمشق والقدس، وأشرك معه في دراستها باحثين ألمانا وفرنسيين لاتساع رقعة عمله الميداني وأبحاثه التحليلية.
وأصدر مجموعة من المؤلفات باللغة الفرنسية جمعت عددا كبيرا من صور النقوش الإسلامية والعربية، دون أن يفصل بينها وبين سياقها التاريخي أو الاجتماعي أو الديني.
كانت أبرز مؤلفات برشم مدونته العلمية للنقوش العربية التي شكلت بمجلداتها الأربعة مرجعا لكثير من الدراسات العلمية حول النقوش العربية الإسلامية، لأنه أسس فيها قواعد التوثيق الميداني للنقوش.
تناول في المجلد الأول نقوش مصر، التي نشرت على 4 أجزاء بين عامي 1894 و1903، ثم ركز في الثاني عام 1909 على نقوش الشمال السوري، في حين اختص المجلد الثالث -الذي نشر بين عامي 1910 و1917- بمعالم آسيا الصغرى وجنوبي سوريا.
أما المجلد الرابع الذي اهتم بمدينة القدس فكان جاهزا للنشر، إلا أن وفاة برشم حالت دون ذلك، فاستكمل صديق له الإجراءات اللازمة ونشره عام 1922.
وبعد نحو 100 عام من وفاته، أصدرت مؤسسة التراث العربي للنشر كتاب "نقوش القدس كما وثقها ماكس فان برشم"، وراجع الكتاب توثيقات برشم بشأن نقوش القدس بلغة عربية، وأرفق تحليلات معاصرة لها.
نشر الكاتب إلى جانب مجلدات مدونته العلمية مجموعة من المؤلفات والدراسات، ففي عام 1897 أصدر مؤلفا حول نقوش الحشاشين في سوريا، وفي 1904 درس النحاسيات والزجاج المزخرف ومعانيها في الدولة نفسها.
كما امتدت أبحاثه إلى العراق، إذ نشر عام 1906 كتابا يتناول نقوش الموصل في فترة حكام الأتابكة في القرن الـ13 الميلادي.
كما كتب برشم مجموعة من الأبحاث والدراسات المنفردة في مجلات علمية في سويسرا وفرنسا وألمانيا، وجمعت مؤسسة "ماكس فان برشم" كثيرا منها ونشرتها في مؤلف من مجلدين عام 1978.
ترك برشم بعد وفاته أرشيفا ضخما من الصور والبيانات والتوثيقات، وورثت ابنته مارغريت اهتمامه بالآثار الإسلامية فأنشأت عام 1973 مؤسسة حملت اسمه، وأتاحت من خلالها وصول الباحثين إلى الأرشيف الكامل لأبيها.
نشرت مؤسسة "ماكس فان برشم" كتابين اعتمادا على الأرشيف ذاته عامي 1924 و1978، تناول الأول المساجد في الإسلام والثاني زخارف القدس الإسلامية.
وتوسعت المؤسسة في نشاطها عبر دعم أعمال التنقيب في مجال الآثار بالعالم العربي والإسلامي، وأبحاث الهندسة وتاريخ الفن والخط العربي.
سافر ماكس فان برشم إلى القاهرة وهو في الـ23 من عمره رفقة والدته، فتعرف على معالمها التاريخية ووثق نقوشها الإسلامية، وعاد إليها لاحقا أكثر من مرة، كما زار سوريا وفلسطين لأول مرة عام 1888، وعبر عن إعجابه بالمدينة المقدسة في قوله "أعترف أنني لم أشاهد ما هو أجمل من معالم القدس".
إعلانأعاد ماكس زيارة القدس نحو 3 مرات أخرى في الأعوام 1893 و1894 و1914، ودقق في نقوشها التاريخية، وخصوصا في المسجد الأقصى المبارك وحارات المدينة المقدسة، وأشرفت على تحركاته في عمليات البحث والدراسة السلطات العثمانية بمساعدة قناصل دول أجنبية مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
نقوش القدس كما وثقها برشماعتمد ماكس فان برشم في تسجيل النقوش على 3 طرق رئيسة: النسخ اليدوي أو النسخ الضوئي في حالة توفر كاميرا بدائية الصنع آنذاك أو النسخ باستخدام الطباعة الحرفية، عبر تثبيت قماش رطب جزئيا فوق تفاصيل النقش والضغط عليه، مما يسمح بتشكل الرموز على القماش، ويُستعان أحيانا بالحبر أو الفحم لإبراز النصوص.
سبق ماكس في الأرشيف الذي جمعه من القدس غيره من مستشرقي عصره نتيجة لجهوده الحثيثة في التقصي والتوثيق، إذ كان يخاطر من أجل الحصول على نسخة واضحة للنقوش، حتى لو استدعى ذلك الصعود إلى ارتفاعات تتجاوز 12 مترا فوق سطح الأرض، أو القفز بين المناطق المرتفعة.
ومن أبرز النقوش التي وثقها ماكس فان برشم في مدينة القدس ما يلي:
نقش أموي وعباسي بالخط الكوفي فوق الباب الشمالي لقبة الصخرة المشرفة، نقل فيما بعد إلى المتحف الإسلامي، وتعود سطوره الأولى إلى الفترة الأموية، والأخيرة إلى الفترة العباسية. نقش إخشيدي على سور القدس الشرقي من ناحية مقبرة الرحمة، ويؤرخ لإنشاء السور بأمر من علي بن إخشيد وأبي المسك كافور الإخشيدي سنة 350 هجرية. نقش مملوكي في تربة (قبر) تركان خاتون -ابنة الأمير تقطاي بن سلجوطاي الأزبكي- يوثق مدفنها في الجانب الشمالي من طريق باب السلسلة، ونقش عام 753 هجرية. نقش عثماني على سور القدس الشمالي إلى الشرق من باب الساهرة، ويوثق إنشاء السور عام 944 هجرية على عهد السلطان سليمان ابن السلطان سليم خان. الوفاةتوفي ماكس فان برشم يوم 7 مارس/آذار 1921 في سويسرا عن عمر ناهز 57 عاما، بعد أسابيع من إصابته بالتهاب رئوي.